أبو حمو موسى (الثاني) بن يوسف أبي يعقوب بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان، أبوحمو، ويقال أبوحاميم: مجدد الدولة (العبد الوادية) في تلمسان. ولد في غرناطة، وكان أبوه مبعدا إليها.
وانتقل إلى تلمسان، في سنة ولادته، مع أبيه. ونشأ ذكيا فطنا أديبا، يقول الشعر. وشهد زوال دولتهم الأولى في عهد أبي تاشفين (سنة 737 هـ وخرج مع أبيه إلى ندرومة. وانتهى به المطاف - في خبر طويل - إلى تونس. وأعانه معاصره فيها من ملوك بني حفص، على القيام لاسترداد بلاده من أيدي (بني مرين) والتفت حوله جموع من القبائل. وهاجم أطراف قسنطينة. وزحف إلى جهة فاس. واستولى بعض رجاله على أغادير. ثم دخل تلمسان (سنة 760) وجاءته بيعة المدن المجاورة لها. وانتظمت دولته واستقرت. وكان يحيى بن خلدون (أخو المؤرخ ولي الدين) كاتب الإنشاء في دولته، وقد خص الجزء الثاني من كتابه (بغية الرواد - ط) بسيرته.
ووفد عليه لسان الدين بن الخطيب،
وقال فيه قصيدته التي مطلعها:
(أطلعن في سدف الفروع شموسا ... ضحك الظلام لها وكان عبوسا)
وصنف (أبوحمو) كتابا، سماه (واسطة السلوك في سياسة الملوك - ط) . ونغص عيشه خروج أحد أبنائه (عبد الرحمن) عليه. واضطر لقتاله، فذهب ابنه إلى (بني مرين) وجاء على رأس جيش منهم يقوده محمد بن يوسف بن علال، وزير (أبي العباس المريني) واشتبك أبوحمو في معركة معهم بموضع يقال له (الغيران) يبعد نصف يوم عن تلمسان، فقتل في تلك المعركة (يوم الثلاثاء 4 ذي الحجة) وأرسل رأسه ورأس ابن آخر له اسمه (عمير) إلى فاس، فطيف بهما على رمحين.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 331