موسى الكاظم موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، ابو الحسن: سابع الائمة الاثني عشر، عند الامامية. كان من سادات بني هاشم، ومن اعبد أهل ومانه، واحد كبار العلماء الاجواد. ولد في الابواء (قرب المدينة) وسكن المدينة، فأقدمه المهدي العباسي إلى بغداد، ثم رده إلى المدينة. وبلغ الرشيد ان الناس يبايعون للكاظم فيها، فلما حج مر بها (سنة 179هـ) فاحتمله معه إلى البصرة وحبسه عند واليها عيسى بن جعفر، سنة واحدة، ثم نقله إلى بغداد فتوفى فيها سجينا، وقيل: قتل. وكان على زي الاعراب، مائلا إلى السواد. وفي فرقة الشيعة فرقة تقول: انه (القائم المهدي) وفرقة اخرى تسمى (الواقفة) تقول: ان الله رفعه اليه وسوف يرده. وسميت بذلك لانها وقفت عنده ولم تأتم بإمام بعده.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 321

أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)
سابع أئمة أهل البيت الطاهر صلوات الله عليهم أجمعين.
مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه
ولد بالأبواء موضع بين مكة والمدينة يوم الأحد سابع صفر سنة 128 وقيل 129 وأولم الصادق (ع) بعد ولادته فأطعم الناس ثلاثا، رواه البرقي في المحاسن.
وقبض ببغداد شهيدا بالسم في حبس الرشيد على يد السندي بن شاهك يوم الجمعة لست أو لخمس بقين من رجب وقيل لست أو لخمس خلون منه سنة 183 على المشهور وقيل 181-وقيل 186 وقيل 188 وعمره 55 سنة أو 54 على المشهور وقيل 57 وقيل 58 وقيل 60 أقام منها مع أبيه 20 سنة أو 19 سنة وبعد أبيه 35 سنة وهي مدة خلافته وإمامته، وهي بقية ملك المنصور وملك ابنه محمد المهدي عشر سنين وشهرا وأياما وملك موسى الهادي ابن محمد المهدي سنة و15 يوما ثم ملك هارون الرشيد ابن محمد المهدي وتوفي بعد مضي 15 سنة من ملك هارون. ودفن ببغداد في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش من باب التبن فصار يعرف بعد دفنه بباب الحوائج قال المفيد في الإرشاد وكانت هذه لمقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس قديما.
أمه
عن الجنابذي في معالم العترة: أمه حميدة الأندلسية وفي إعلام الورى أمه أم ولد يقال لها حميدة البربرية ويقال لها حميدة المصفاة وفي المناقب أمه حميدة المصفاة ابنة صاعد البربري ويقال أنه أندلسية أم ولد وتكنى لؤلؤة.
كنيته
قال المفيد: كان يكنى أبا إبراهيم وأبا الحسن وأبا على، وفي مناقب ابن شهراشوب: كنيته أبو الحسن الأول وأبو الحسن الماضي وأبو إبراهيم وأبو علي قال ابن طلحة في مطالب السؤول: كنيته أبو الحسن وقيل أبو إسماعيل.
لقبه
قال المفيد يعرف بالعبد الصالح وينعت أيضا بالكاظم وقال في موضع آخر سمي الكاظم لما كظم من الغيظ وصبر عليه من فعل الظالمين به حتى مضى قتيلا في حبسهم ووثاقهم، وفي مطالب السؤول: كان له ألقاب متعددة الكاظم وهو أشهرها والصابر والصالح والأمين.
نقش خاتمه
روى الصدوق في العيون والأمالي بسنده عن الرضا (ع) قال:
كان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) حسبي الله قال وبسط الرضا (ع) كفه وخاتم أبيه في إصبعه حتى أراني النقش، وروى الكليني بسنده عن الرضا (ع) كان نقش خاتم أبي الحسن حسبي الله وفيه وردة وهلال في أعلاه، وفي الفصول المهمة: نقش خاتمه الملك لله وحده.
بوابه
محمد بن الفضل، وفي المناقب بابه المفضل بن عمر.
شاعره
السيد الحميري.
أولاده
قال المفيد: كان لأبي الحسن سبعة وثلاثون ولدا ذكرا وأنثى وعد الذكور ثمانية عشر والأناث تسع عشرة، وهم: علي الرضا، إبراهيم، العباس، القاسم، لأمهات أولاد، إسماعيل، جعفر، هارون، الحسن لام ولد، أحمد، محمد، حمزة، لام ولد، عبد الله، إسحاق، عبيد الله، زيد، الحسن، الفضل، سليمان، لأمهات أولاد، فاطمة الكبرى، فاطمة الصغرى، رقية، حكيمة، أم أبيها، رقية الصغرى، كلثم، أم جعفر، لبابة، زينب، خديجة، علية، آمنة، حسنة، بريهة، عائشة، أم سلمة، ميمونة، أم كلثوم.
ويوجد في بعض نسخ الإرشاد زيادة الحسين بين الفضل وسليمان وهو سهو من النساخ.
وقال ابن الخشاب: ولد له عشرون ابنا وثمان عشرة بنتا وهم، علي الرضا الأمام، زيد، إبراهيم عقيل، هارون، الحسن، الحسين، عبد الله، إسماعيل، عبيد الله، عمر، أحمد، جعفر، يحيى، إسحاق، العباس، عبد الرحمن، القاسم، جعفر الأصغر، ويقال موضع عمر محمد، والبنات: خديجة، أم فروة، أسماء، علية، فاطمة، فاطمة أم كلثوم، أم كلثوم، آمنة، زينب، أم عبد الله، زينب الصغرى، أم القاسم، حكيمة، أسماء الصغرى، محمودة، إمامة، ميمونة، وكأنه إياه أراد ابن طلحة بقوله في مطالب السؤول: قيل ولد له عشرون ابنا وثمان عشرة بنتا.
وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: قال علماء السير له عشرون ذكرا وعشرون أنثى وعدهم كابن الخشاب إلا أنه لم يذكر الحسين وبعد جعفر الأصغر قال وقيل محمد ولم يقل موضع عمر وعد الفواطم أربعا.
وقال ابن شهراشوب في المناقب: أولاده ثلاثون فقط ويقال سبعة وثلاثون فأبناؤه ثمانية عشر ولكنه عدهم عشرين كابن الخشاب إلا أنه عد الحسن بدل الحسين وزاد الفضل ونقض جعفر الأصغر وذكر محمدا موضع عمر قال وبناته تسع عشرة إلا أنه عدهن عشرين: خديجة، أم فروة، أم أبيها، علية، فاطمة، فاطمة، بريهة، كلثم، أم كلثوم، زينب، أم القاسم، حكيمة، رقية الصغرى، أم دحية، أم سلمة، أم جعفر، لبابة، أسماء، إمامة، ميمونة.
وفي عمدة الطالب: ولد (ع) ستين ولدا سبعا وثلاثين بنتا وثلاثة وعشرين ابنا درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف وهم عبد الرحمن وعقيل والقاسم ويحيى وداود ومنهم ثلاثة لهم إناث وليس لأحد منهم ذكر وهم سليمان والفضل وأحمد ومنهم خمسة في أعقابهم خلاف وهم الحسين وإبراهيم الأكبر وهارون وزيد والحسن ومنهم عشرة أعقبوا بغير خلاف وهم علي وإبراهيم الأصغر والعباس وإسماعيل ومحمد وإسحاق وحمزة وعبد الله وعبيد الله وجعفر هكذا قال شيخنا أبو نصر البخاري، وقال النقيب تاج الدين أعقب موسى الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا منهم أربعة مكثرون وهم علي الرضا وإبراهيم المرتضى ومحمد العابد وجعفر وأربعة متوسطون وهم زيد النار وعبد الله وعبيد الله وحمزة وخمسة مقلون وهم العباس وهارون وإسحاق وإسماعيل والحسن وقد كان الحسين بن الكاظم أعقب في قول شيخنا أبى الحسن العمري ثم انقرض، وهذا يخالف كلام جميع من تقدم في أمرين: الأول أن ظاهر كلامهم أن إبراهيم بن الكاظم واحد وهذا الكلام صريح في أنهما اثنان وبينا ذلك مفصلا في الجزء الخامس في ترجمة إبراهيم بن موسى بن جعفر عليهما السلام (الثاني) زيادة عدد أولاده (ع) عما مر زيادة مفرطة ولعل من سبق ذكرهم اقتصروا على المشهورين المعقبين.
صفته في خلقه وحليته
في الفصول المهمة: صفته أسمر عميق أي شديد السمرة وفي عمدة الطالب كان أسود اللون وفي مناقب ابن شهراشوب كان (ع) أزهر إلا في القيظ لحرارة مزاجه ربعه تمام أخضر حالك كث اللحية وفي البحار المراد بالأزهر المشرق المتلألئ لا الأبيض وذلك لأنه كان شديد السمرة، والأخضر هو الأسمر قال:

ونسخة المناقب غير مضمونة الصحة فلذلك كان ظن أن في العبارة المنقولة تحريفا.
صفته في أخلاقه وأطواره
في عمدة الطالب: كان موسى الكاظم (ع) عظيم الفضل رابط الجأش واسع العطاء وكان يضرب المثل بصرار موسى وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة.
(وقال المفيد) في الإرشاد: كان موسى بن جعفر (ع) أجل ولد أبي عبد الله قدرا وأعظمهم محلا وأبعدهم في الناس صيتا ولم ير في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفسا وعشرة وكان أعبدل زمانه وأورعهم وأجلهم وأفقههم واجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته والتعظيم لحقه والتسليم لأمره ورووا عن أبيه (ع) نصا عليه بالإمامة وإشارة إليه بالخلافة واخذوا عنه عالم دينهم.
ثم قال: كان أبو الحسن موسى أعبد أهل زمانه وأزهدهم وأفقههم وأسخاهم كفا وأكرمهم نفسا وروي أنه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والأدقة والتمور فيوصل إليهم ذلك ولا يعلمون من أي جهة هو ويأتي أنه كان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير وكانت صراره مثلا، وقال ابن شهراشوب كان أفقهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا بالقرآن فكان إذا قرأ تحزن وبكى وبكى السامعون لتلاوته وكان أجل الناس شانا وأعلاهم في الدين مكانا وأفصحهم لسانا وأشجعهم جنانا قد خصه الله بشرف الولاية وحاز ارث النبوة وبوأ محل الخلافة سليل النبوة وعقيدة الخلافة.
مناقبه وفضائله
ولا بد من ملاحظة ما ذكرناه في سيرة الصادق (ع) من أن ذكر منقبة لأحدهم (ع) وعدم ذكرها للآخر ليس معناه عدم وجودها فيه لاشتراك الكل في أنهم أكملل زمانهم وهي كثيرة تجاوز حد الحصر ونقتصر هنا منها على أمور:
(أحدها) –العلم فقد روى عنه العلماء في فنون العلم من علم الدين وغيره ما ملأ بطون الدفاتر وألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة المروية عنهم بالأسانيد المتصلة: وكان يعرف بين الرواة بالعالم.
في تحف العقول للحسن بن علي بن شعبة: قال أبو حنيفة: حججت في أيام أبي عبد الله الصادق (ع) فلما أتيت المدينة دخلت داره فجلست في الدهليز انتظر إذنه إذ خرج صبي فقلت يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم قال على رسلك ثم جلس مستندا إلى الحائط ثم قال توق شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق وتوار خلف جدار وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها وضع حيث شئت، فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له ما اسمك فقال إنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقلت له يا غلام ممن المعصية فقال أن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث أما أن تكون من الله وليست منه فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على ما لا يرتكب وإما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف وإما أن تكون من العبد وهي منه فإن عفا فكرمه وجوده وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته، قال أبو حنيفة فانصرفت ولم الق أبا عبد الله واستغنيت بما سمعت ورواه ابن شهراشوب في المناقب نحوه إلا أنه قال: يتوأرى خلف الجدار ويتوقى أعين الجار وقال فلما سمعت هذا القول منه نبل في عيني وعظم في قلبي وقال في آخر الحديث فقلت ذرية بعضها من بعض.
قال المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى عليه السلام فأكثروا وكان أفقه أهل زمانه حسبما قدمناه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا بالقرآن.
وفي تحف العقول: سأله رجل عن الجواد فقال أن كنت تسأل عن المخلوقين فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه والبخيل من بخل من افترض الله وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد أن أعطى وهو الجواد أن منع لأنه أن أعطاك أعطاك ما ليس لك إن منعك منعك ما ليس لك.
)ثانيها) الحلم روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بسنده عن يحيى بن الحسن قال: كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين إلى المائة الدينار وكانت صرار موسى مثلا، وروى الخطيب بسنده عن الحسن بن محمد يحيى بن الحسن العلوي، قال جدي يحيى بن الحسن وذكر لي غير واحد من أصحابنا، (وقال المفيد): اخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد عن جده عن غير واحد من أصحابه ومشايخه أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر وسال عن العمري فذكر له أنه يزدرع بناحية من نواحي المدينة فركب إليه في مزرعته فوجده فيها دخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا فوطئه بالحمار حتى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له كم غرمت في زرعك هذا قال له مائة دينار قال فكم ترجو أن تصيب قال إنا لا اعلم الغيب قال إنما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه قال أرجو أن يجيئني مائتا دينار فأعطاه ثلثمائة دينار وقال هذا زرعك على حاله فقام العمري فقبل رأسه وأنصرف، فراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال الله اعلم حيث يجعل رسالته، فوثب أصحابه فقالوا له ما قصتك قد كنت تقول خلاف هذا فخاصمهم وشاتمهم وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج، فقال أبو الحسن موسى لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار.
)ثالثها) التواضع ومكارم الأخلاق، في تحف العقول: روي أنه مر برجل من أهل السواد دميم المنظر فسلم عليه ونزل عنده وحادثه طويلا ثم عرض عليه نفسه في القيام بحاجة أن عرضت، فقيل له يا ابن رسول الله أتنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجه وهو إليك أحوج فقال عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجار في بلاد الله يجمعنا وإياه خير الآباء آدم وأفضل الأديان الإسلام، ولعل الدهر يرد من حاجتنا إليه فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه ثم قال: نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق
(رابعها) شدة الخوف من الله تعالى قال المفيد كان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان إذا قرأ القرآن يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته. (خامسها) الكرم والسخاء،قال الخطيب في تاريخ بغداد: كان سخيا كريما وكان يصر الصرر ثلثمائة دينار وأربعمائة دينار ثم يقسمها بالمدينة وكان يضرب المثل بصرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغني. وفي عمدة الطالب كانله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة. وروى الخطيب في تاريخ بغداد والمفيد في الإرشاد بسنديهما عن محمد بن عبد الله البكري قال قدمت المدينة اطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت إليه فأتيته في ضيعته ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل فلم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلي فقال لغلامه اذهب ثم مد يده فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت.
ومر عند ذكر حلمه أنه كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه صرة فيها ألف دينار وروى الخطيب بسنده عن عيسى بن محمد بن مغيث القرظي وبلغ تسعين سنة قال زرعت بطيخا وقثاء وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها لم عظام فلما قرب الخير واستوى الزرع بغتني الجراد فأتى على الزرع كله وكنت غرمت على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا فبينما إنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد فسلم ثم قال أيش حالك فقلت أصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل زرعي قال وكم غرمت فيه قلت مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين فقال يا عرفة زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا فنربحك ثلاثين دينارا والجملين فقلت يا مبارك ادخل وادع لي فيها فدخل ودعا وحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال تمسكوا ببقايا المصائب، ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة وزكت فبعت منها بعشرة آلاف، وروى الخطيب بسنده قال ذكر إدريس بن أبي رافع عن محمد بن موسى قال خرجت مع أبي إلى ضياعه بساية فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها وأصبحنا على عين من عيون ساية فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور فوقف على الغلمان قال أين سيدكم قالوا هو ذاك فقال أبو من؟ قالوا له أبو الحسن فوقف عليه فقال يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة ديتها إليك قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها ثم ذهب فلم نقل بلغ حتى خرج على رأسه حزمة حطب قال له يا سيدي هذا حطب أهديته إليك قال ضعه عند الغلمان وهي لنا نارا فذهب فجاء بنار وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلي قال يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها فوردنا إلى ضياعه وأقام بها ما طاب له ثم قال امضوا بنا إلى زيارة البيت فخرجنا حتى وردنا مكة فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فأعلمني حتى امشي إليه فاني أكره أن أدعوه والحاجة لي قال صاعد فذهبت حتى وقفت على الرجل فلما رآني عرفني وكنت اعرفه وكان يتشيع فسلم علي وقال أبو الحسن قدم؟ قلت لا فأيش أقدمك قلت حوائج وقد كان علم مكانه بساية فتبعني وجعلت أتقصى منه ويلحقني فلما رأيت إني لا أنفلت منه مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى أتيته فقال ألم أقل لك لا تعلمه فقلت جعلت فداك لم أعلمه فسلم عليه فقال له أبو الحسن غلامك فلان تبيعه فقال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك قال أما الضيعة فلا أحب أن أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي أن بائع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار واعتق العبد ووهب له الضيعة قال إدريس بن أبي رافع فهو ذا ولده في الصرافين بمكة.
(سابعها) كثرة الصدقات في مناقب ابن شهراشوب: كان عليه يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو.
أخباره
في تحف العقول قال عبد الله بن يحيى كتبت إليه في دعاء الحمد لله منتهى علمه فكتب لا تقولن منتهى علمه فأنه ليس لعلمه منتهى ولكن قل منتهى رضاه.
أخباره مع الرشيد
روى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى إلى القبر قال السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي افتخارا على من حوله فدنا موسى بن جعفر فقال السلام عليك يا أبه فتغير وجه الرشيد وقال هذا الفخر يا أبا الحسن حقا.
وفي إرشاد المفيد: ذكر ابن عمارة وغيره من الرواة أنه لما خرج الرشيد إلى الحج وقرب من المدينة استقبلته الوجوه من أهلها يقدمهم موسى بن جعفر على بغلة فقال له الربيع ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين وأنت أن طلبت عليها لم تدرك وان طلبت عليها لم تفت فقال أنها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير وخير الأمور أوساطها.
وذكر الزمخشري في ربيع الإبرار أن هارون كان يقول لموسى خذ فدكا وهو يمتنع فلما ألح عليه قال ما أخذها إلا بحدودها قال وما حدودها قال الحد الأول عدن فتغير وجه الرشيد قال والحد الثاني قال سمرقند فأربد وجهه قال والحد الثالث قال إفريقية فاسود وجهه قال والحد الرابع قال سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية فقال هارون فلم يبق لنا شيء فتحول في مجلسي فقال موسى قد أعلمتك إني أن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله واستكفى أمره.
وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن إسماعيل قال بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت: أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
وروى الصدوق في العيون عن الأمام موسى بن جعفر قال لما أدخلت على الرشيد، وذكر خبرا طويلا، إلى أن قال: لم جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولوا لكم يا بني رسول الله وأنتم بنو علي وإنما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنما هي وعاء والنبي (ع) جدكم من قبل أمكم فقلت يا أمير المؤمنين لو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه فقال سبحان الله ولم لا أجيبه فقلت لكنه (ع) لا يخطب إلي ولا أزوجه فقال ولم فقلت لأنه ولدني ولم يلدك فقال أحسنت يا موسى، ثم قال كيف قلتم إنا ذرية النبي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعقب وإنما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد الابنة ولا يكون لها عقب فقمت أسأله بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفاني عن هذه المسألة فقال لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه حجة من كتاب الله فقلت تأذن لي في الجواب قال هات فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى. من أبو عيسى يا أمير المؤمنين فقال ليس لعيسى أب فقلت إنما ألحقناه بذراري الأنبياء (ع) من طريق مريم (ع) وكذلك ألحقنا بذراري النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل أمنا فاطمة (ع) أزيدك يا أمير المؤمنين قال هات قلت قول الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} ولم يدع أحد أنه ادخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (ع) فكان تأويل قوله عز وجل أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب. وروى الصدوق في العيون عن الوراق والمكتب والهمداني وابن ناتانة وأحمد بن علي بن إبراهيم وماجيلويه وابن المتوكل رضي الله عنهم جميعا عن علي عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سفيان بن نزار قال: كنت يوما على رأس المأمون فقال أتدرون من علمني التشيع؟ فقال القوم جميعا لا والله ما نعلم، قال علمنيه الرشيد. قيل له وكيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟ قال كان يقتلهم على الملك لان الملك عقيم، ولقد حججت معه سنة فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال لا يدخلن علي رجل من أهل المدينة ومكة من أبناء المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش الأنسب نفسه فكان الرجل إذا دخل عليه قال إنا فلان ابن فلان حتى ينتهي إلى جده من الهاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري فيصله من المال بخمسة آلاف درهم وما دونها إلى مائتي دينار على قدر شرفه وهجرة آبائه فإنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال يا أمير المؤمنين على الباب رجل زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فاقبل علينا ونحن قيام على رأسه والأمين والمؤتمن وسائر القواد فقال احفظوا على أنفسكم ثم قال: لآذنه ائذن له ولا ينزل إلا على بساطي فإنا كذلك إذ دخل شيخ مسجد قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم السجود وجهه وانفه فلما رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه فصاح الرشيد لا والله إلا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والإعظام فما زال يسير على حماره حتى سار إلى البساط والحجاب والقواد محدقون به فنزل فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه وعينيه واخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس وأجلسه معه إليه وجعل يحدثه ويقبل بوجهه عليه ويسأله عن أحواله إلى أن قال ثم قام فقام الرشيد لقيامه وقبل عينيه ووجهه ثم اقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن فقال يا عبد الله ويا محمد ويا إبراهيم سيروا بين يدي عمكم وسيدكم خذوا بركابه وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله إلى آخر الحديث.
خبره مع نفيع الأنصاري
روى الشريف المرتضى في الأمالي قال: قدم على الرشيد رجل من الأنصار يقال له نفيع فحضر باب الرشيد يوما ومعه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وحضر موسى بن جعفر (ع) على حمار له فتلقاه الحاجب بالبشر والإكرام وأعظمه من كان هناك وعجل له الأذن فقال نفيع لعبد العزيز من هذا الشيخ قال أوما تعرفه قال لا قال هذا شيخ آل أبي طالب هذا موسى بن جعفر فقال نفيع ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير أما أن خرج لأسوأنه فقال له عبد العزيز لا تفعل فإن هؤلاء أهل البيت قل ما تعرض لهم أحد في خطاب إلا وسموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر قال وخرج موسى بن جعفر (ع) فقام إليه نفيع الأنصاري فاخذ بلجام حماره ثم قال له من أنت فقال يا هذا أن كنت تريد النسب فإنا ابن محمد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله وان كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله على المسلمين وعليك أن كنت منهم الحج إليه وإن كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركوا قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتى قالوا يا محمد اخرج إلينا أكفاءنا من قريش وان كنت تريد الصيت والأسم فنحن الذين أمر الله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات والفرائض في قوله: اللهم صل على محمد وآل محمد ونحن آل محمد، خل عن الحمار فخلى عنه ويده ترعد وانصرف بخزي فقال له عبد العزيز ألم أقل لك.
بعض ما روي من طريق الكاظم (ع) بر الوالدين
روى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة عن إسماعيل عن أبيه عن علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة.
وصيته لولده
قال وروي أن موسى بن جعفر أحضر ولده يوما فقال لهم يا بني إني موصيكم بوصية من حفظها لم يضع معها: أن أتاكم آت فأسمعكم في الأذن اليمنى مكروها ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر وقال لم أقل شيئا فاقبلوا عذره.
رد السعاية
قال وعن موسى بن جعفر عن آبائه (ع) قال الحسين (ع) جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي (ع) يسعى بقوم فأمرني أن دعوت له قنبرا فقال له علي (ع) اخرج إلى هذا الساعي فقل له قد أسمعتنا ما كره الله تعالى فانصرف في غير حفظ الله تعالى.
في وصيته لهشام بن الحكم
يا هشام أن أمير المؤمنين (ع) كان يقول: لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ويشير بالرأي الذي فيه صلاح له فمن لم يكن فيه شيء منهن فجلس فهو أحمق، وفي وصيته له: يا هشام كان أمير المؤمنين (ع) يوصي أصحابه يقول أوصيكم بالخشية من الله في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب والاكتساب في الفقر والغنى وان تصلوا من قطعكم وتعفوا عمن ظلمكم وتعطفوا على من حرمكم وليكن نظركم عبرا وصمتكم فكرا وقولكم ذكرا وطبيعتكم السخاء فأنه لا يدخل الجنة بخيل ولا يدخل النار سخي.
من روى عن الكاظم (ع)
قال المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فأكثروا وفي المناقب: بابه المفضل بن عمر الجعفي قال: وفي اختيار الرجال للطوسي أنه اجتمع أصحابنا على تصديق ستة نفر من فقهاء الكاظم والرضا (ع) وهم يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى بياع السايري ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة والحسن بن محبوب السراد وأحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: ومن ثقاته الحسن بن علي بن فضال الكوفي مولى لتيم الرباب وعثمان بن عيسى وداود بن كثير الرقي مولى بني أسد وعلي بن جعفر الصادق (ع)، ومن خواص أصحابه علي بن يقطين مولى بني أسد وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي وإسماعيل بن مهران وعلي بن مهزيار من قرى فارس ثم سكن الأهواز والريان بن الصلت الخراساني وأحمد بن محمد الحلبي وموسى بن بكير الواسطي وإبراهيم بن أبي البلاد الكوفي، وقال في المناقب في موضع آخر: اخذ عنه العلماء ما لا يحصى كثرة وذكر عنه الخطيب في تاريخ بغداد والسمعاني في الرسالة القوامية وأبو صالح أحمد المؤذن في الأربعين وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة والثعلبي في الكشف والبيان قال: وكان أحمد بن حنبل إذا روى عنه قال: حدثني موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال أحمد وهذا إسناد لو قرئ على المجنون لأفاق.
مؤلفاته
روى الناس عنه من أنواع العلوم ما دون وامتلأت به بطون الدفاتر ومن مؤلفاته وصيته لهشام بن الحكم وصفته للعقل وهي وصية طويلة أوردها الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول. أولها أن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال {فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب}.
ما اثر عنه من المواعظ والحكم المنقول
عن تذكرة ابن حمدون
قال ابن حمدون في تذكرته قال موسى بن جعفر (ع): وجدت علم الناس في أربع أولها أن تعرف ربك والثانية أن تعرف ما صنع بك والثالثة أن تعرف ما أراد منك والرابعة أن تعرف ما يخرجك عن دينك.
معنى هذه الأربع
"الأولى" وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللطف.
"الثانية" معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها الشكر والعبادة. "الثالثة" أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك وندبك إلى فعله لتفعله على الحد الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب.
"الرابعة" أن تعرف الشيء الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه.
المنقول من كشف الغمة
من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة.
المنقول من تحف العقول
قال (ع): كثرة الهم تورث الهرم والعجلة هي الخرق وقلة العيال أحد اليسارين ومن أحزن والديه فقد عقهما، المصيبة لا تكون مصيبة يستوجب صاحبها أجرها إلا بالصبر والاسترجاع عند الصدمة والصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي دين أو حسب والله ينزل المعونة على قدر المئونة وينزل الصبر على قدر المصيبة ومن اقتصد وقنع بقيت عليه النعمة ومن بذر وأسرف زالت عنه النعمة وأداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق.
قال وروي عنه (ع) في قصار هذه المعاني
قال (ع) ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه في قضائه، وقال لبعض أصحابه: اتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك، اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك، إياك أن تمنع في طاعة الله فتنفق مثليه في معصية الله، المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه، وقال (ع) عند قبر حضره: أن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله وان شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره وقال ع: اشتدت مؤونة الدنيا والدين فأما مؤونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه وأما مؤونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليها، ثلاث يجلين البصر النظر إلى الخضرة والنظر إلى الماء الجاري والنظر إلى الوجه الحسن، ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى، لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وابق منها فإن ذهابها ذهاب الحياء، إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه، اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان والثقاة الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات، لا تحدثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر فأنه من حدث نفسه بالفقر يبخل ومن حدثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروءة وما لا سرف فيه واستعينوا بذلك على أمور الدين فأنه روي ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه، تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا، وقال لعلي بن يقطين: كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الأخوان، كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون، وقال ع: ينادي مناد يوم القيامة إلا من كان له على الله اجر فليقم فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله، وقال ع: السخي الحسن الخلق في كنف الله لا يتخلى الله عنه حتى يدخله الجنة وما بعث الله نبيا إلا سخيا وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى وقال (ع) للفضل أبلغ خيرا وقل خيرا ولا تكن إمعة قلت وما الإمعة قال لا تقل إنا مع الناس وإنا كواحد من الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال "يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير"، وقال: لا تصلح المسألة إلا في ثلاث في دم منقطع أو غرم مثقل أو حاجة مدقعة، وقال عونك للضعيف من أفضل الصدقة، وقال: تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل، وقال (ع): المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان، وقال (ع): يعرف شدة الجور من حكم به عليه.
وصاياه
في تحف العقول قال (ع) لبعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها وعليك بالجد ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته فإن الله لا يعبد حق عبادته وإياك والمزاح فأنه يذهب بنور إيمانك ويستخف مروءتك وإياك والضجر والكسل فأنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة.
وصيته لهشام بن الحكم
في تحف العقول من وصيته لهشام بن الحكم: يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس في يدك لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس أنها جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة، ما من عبد إلا وملك آخذ بناصيته فلا يتواضع إلا رفعه الله ولا يتعاظم إلا وضعه الله، أن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة وأما الباطنة فالعقول، أن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ولا يغلب الحرام صبره، أن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك، لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها ولا تمنعوها عن أهلها فتظلموهم لا دين لمن لا مروءة له ولا مروءة لمن لا عقل له وان أعظم الناس قدرا الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطرا أما أن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها أن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ولا يسال من يخاف منعه ولا يعد ما لا يقدر عليه ولا يرجو ما يعنف برجائه ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه. الغضب مفتاح الشر وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وان خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فافعل. عليك بالرفق فإن الرفق يمن والخرق شؤم أن الرفق والبر وحسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الرزق. قول الله هل جزاء الإحسان إلا الإحسان جرت في المؤمن والكافر والبر والفاجر من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به وليست المكافاة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء. اصبر على طاعة الله واصبر عن معاصي الله فإنما الدنيا ساعة فما مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزنا وما لم يأت منها فليس تعرفه فاصبر على الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت. إياك والكبر فأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر. الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه أكبه الله في النار على وجهه ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد منه وان عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه مجالسة الدين شرف الدنيا والآخرة ومشاورة العاقل الناصح يمن وبركة ورشد وتوفيق من الله فإذا أشار عليك العاقل الناصح فإياك والخلاف فإن في ذلك العطب. إياك ومخالطة الناس والأنس بهم إلا أن تجد منهم عاقلا ومأمونا فائنس به واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية إياك والطمع وعليك باليأس مما في أيدي الناس وأمت الطمع من المخلوقين فإن الطمع مفتاح الذل واختلاس العقل واختلاف المروءات وتدنيس العرض والذهاب بالعلم وعليك بالاعتصام بربك والتوكل عليه وجاهد نفسك لتردها عن هواها فأنه واجب عليك كجهاد عدوك. من أكرمه الله بثلاث فقد لطف له عقل يكفيه مؤونة هواه وعلم يكفيه مؤونة جهله وغنى يكفيه مخافة الفقر.
بعض أدعيته القصيرة
في الإرشاد كان يدعو كثيرا فيقول: اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب ويكرر ذلك وكان من دعائه عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك.
ما أثر عنه من الشعر
في مناقب ابن شهراشوب عن موسى بن جعفر (ع) قال دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي فأجلسني أبي بين يديه وقال يا بني اكتب: تنح عن القبيح ولا ترده ثم قال أجز فقلت:
ومن أوليته حسنا فزده ثم قال:
ستلقى من عدوك كل كيد فقلت:
إذا كان العدو فلا تكده
وفاته
روى الصدوق في عيون الأخبار عن الطالقاني عن محمد بن يحيى الصولي عن أبي العباس أحمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن صالح بن علي بن عطية قال: كان السبب في وقوع موسى بن جعفر (ع) إلى بغداد أن هارون الرشيد أراد أن يعقد الأمر لابنه محمد بن زبيدة وكان له من البنين أربعة عشر ابنا فاختار منهم ثلاثة محمد بن زبيدة وجعله ولي عهده وعبد الله المأمون وجعل الأمر له بعد ابن زبيدة والقاسم المؤتمن وجعل الأمر له بعد المأمون، فأراد أن يحكم الأمر في ذلك ويشهره شهرة يقف عليها الخاص والعام فحج في سنة تسع وسبعين ومائة وكتب إلى جميع الأفاق يأمر الفقهاء والعلماء والقراء والأمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم فاخذ هو طريق المدينة، قال علي بن محمد النوفلي: فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى بن جعفر (ع) وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث فساء ذلك يحيى وقال إذا مات الرشيد وأفضى الأمر إلى محمد انقضت دولتي ودولة ولدي وتحول الأمر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث وولده، وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيع، فاظهر له أنه على مذهبه فسر به جعفر وأفضى إليه بجميع أموره وذكر له ما هو عليه في موسى بن جعفر (ع) فلما وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد فكان الرشيد يرعى له موضعه وموضع أبيه من نصرة الخلافة فكان يقدم في أمره ويؤخر ويحيى لا يألو أن يحطب عليه إلى أن دخل جعفر يوما إلى الرشيد فاظهر له إكراما وجرى بينهما كلام مت به جعفر بحرمته وحرمة أبيه فأمر له الرشيد في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار فامسك يحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى أمسى ثم قال للرشيد يا أمير المؤمنين قد كنت أخبرك عن جعفر ومذهبه فتكذب عنه وهاهنا أمر فيه الفيصل، قال: وما هو؟ قال أنه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلا أخرج خمسه فوجه به إلى موسى بن جعفر ولست أشك أنه قد فعل ذلك في العشرين الألف الدينار التي أمرت بها له، فقال هارون: أن في هذا لفيصلا، فأرسل إلى جعفر ليلا وقد كان عرق سعاية يحيى به فتباينا وأظهر كل واحد منهما لصاحبه العداوة، فلما طرق جعفرا رسول الرشيد بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى وأنه إنما دعاه ليقتله فأفاض عليه ماء ودعا بمسك وكافور فتحنط بهما ولبس بردة فوق ثيابه واقبل إلى الرشيد فلما وقعت عليه عينه واشتم رائحة الكافور ورأى البردة عليه قال يا جعفر ما هذا؟ فقال يا أمير المؤمنين قد علمت أنه قد سعي بي عندك فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن أن يكون قد قح في قلبك ما يقال علي فأرسلت إلي لتقتلني، فقال كلا ولكن قد خبرت انك تبعث إلى موسى بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسه وانك قد فعلت ذلك في العشرين الألف الدينار فأحببت أن اعلم ذلك، فقال جعفر: الله أكبر يا أمير المؤمنين تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها، فقال الرشيد لخادم له خذ خاتم جعفر وانطلق به حتى تأتيني بهذا المال وسمى له جعفر جاريته التي عندها المال فدفعت إليه البدر بخواتيمها فأتى بها الرشيد فقال له جعفر هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك قال صدقت جعفر فقال ليحيى بن أبي مريم ألا تدلني على رجل من آل أبي طالب له رغبة في الدنيا فأوسع له منها قال بلى أدلك على رجل بهذه الصفة وهو علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فأرسل إليه يحيى فقال اخبرني عن عمك وعن شيعته والمال الذي يحمل إليه فقال له عندي الخبر وسعى بعمه. أقول أراد يحيى ببحثه عن طالبي له رغبة في الدنيا أن يتوصل بواسطته إلى معرفة شيعة موسى بن جعفر والمال الذي يحمل إليه ليعرف أن جعفر بن محمد بن الأشعث منهم وأنه يحمل المال إلى الكاظم (ع) فيشي به إلى الرشيد فيقتله فتسبب من ذلك الوشاية بالكاظم (ع) وقتله، وكان يحيى يخاف من انتقال الخلافة إلى الأمين وتقدم جعفر بن محمد بن الأشعث عنده لأنه كان في حجره يتولى تربيته وتثقيفه فتزول دولة البرامكة ولم يعلم يحيى أن الله بالمرصاد لكل باع وان من حفر لأخيه بئرا أوقعه الله فيها وان من سل سيف البغي قتل به فزالت دولته ودولة ولده في حياة الرشيد قبل انتقال الأمر إلى الأمين وقتله الرشيد وولده شر قتلة واقتص للإمام الكاظم (ع) منهم في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأخزى وفي رواية أن الذي وشى به هو ابن أخيه محمد بن إسماعيل بن جعفر، قال ابن
عند عمه موسى الكاظم (ع) يكتب له الكتب إلى شيعته في الأفاق فلما ورد الرشيد الحجاز سعى بعمه إلى الرشيد فقال: أما علمت أن في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج؟ فقال الرشيد ويلك إنا ومن؟ قال موسى بن جعفر وأظهر أسراره فقبض عليه وحظي محمد عند الرشيد ودعا عليه موسى الكاظم بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده. وروى الكشي بسنده عن علي بن جعفر بن محمد (ع) قال: جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر يسألني أن أسال أبا الحسن موسى (ع) أن يأذن له في الخروج إلى العراق وان يرضى عنه ويوصيه بوصيته قال فتنحيت حتى دخل المتوضأ وخرج وهو وقت كان يتهيأ لي أن أخلو به وأكلمه قال فلما خرج قلت له أن ابن أخيك محمد بن إسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج إلى العراق وان توصيه فأذن له (ع) فلما رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسماعيل وقال يا عم أحب أن توصيني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي، فقال لعن الله من يسعى في دمك ثم قال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي، قال ثم ناوله أبو الحسن (ع) صرة فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها محمد ثم ناوله أخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أعطاه صرة أخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده فقلت له في ذلك واستكثرته فقال هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته قال فخرج إلى العراق فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل واستأذن على هارون وقال للحاجب قل لأمير المؤمنين أن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب فقال الحاجب انزل أولا وغير ثياب طريقك وعد لأدخلك إليه بغير إذن فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت فقال أعلم أمير المؤمنين إني حضرت ولم تأذن لي فدخل الحاجب وأعلم هارون قول محمد بن إسماعيل فأمر بدخوله فدخل قال يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج فقال والله فقال والله قال فأمر له بمائة ألف درهم فلما قبضها وحملت إلى منزله أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات وحول من الغد المال الذي حمل إليه إلى الرشيد. وفي بعض الروايات أن الذي وشى بالكاظم (ع) هو أخوه محمد بن جعفر، روى الصدوق في العيون بسنده أن محمد بن جعفر دخل على هارون الرشيد فسلم عليه بالخلافة ثم قال له ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت أخي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة قال وكان ممن سعى بموسى بن جعفر (ع) يعقوب بن داود ويمكن أن يكون كل منهم قد سعى به (ع).
وفي كشف الغمة: قيل سعى به جماعة من أهل بيته منهم: محمد بن جعفر بن محمد أخوه ومحمد بن إسماعيل بن جعفر ابن أخيه.
وروى المفيد في الإرشاد والشيخ في كتاب الغيبة بعدة أسانيد بما لا يخرج عما ورد في رواية الصدوق إلا في بعض التفاصيل ثم قالوا: وخرج الرشيد في تلك السنة إلى الحج وبدأ بالمدينة فقبض فيها على أبي الحسن موسى (ع) ويقال أنه لما ورد المدينة استقبله موسى (ع) في جماعة من الأشراف وانصرفوا من استقباله فمضى أبو الحسن (ع) إلى المسجد على رسمه فأقام الرشيد إلى الليل فصار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إني اعتذر إليك من شيء أريد أن أفعله أريد أن احبس موسى بن جعفر فأنه يريد التشتيت بين أمتك وسفك دمائها ثم أمر به فاخذ من المسجد فادخل عليه فقيده واستدعى قبتين جعله في أحداهما على بغل وجعل القبة الأخرى على بغل آخر وأخرج البغلين من داره عليهما القبتان مستورتان ومع كل واحدة منهما خيل فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبتين على طريق البصرة والأخرى على طريق الكوفة وكان أبو الحسن (ع) في القبة التي مضي بها على طريق البصرة وإنما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الأمر في باب أبي الحسن (ع) وأمر القوم الذين كانوا مع قبة أبي الحسن أن يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور وكان على البصرة حينئذ فسلم إليه فحبسه عنده سنة وكتب إليه الرشيد في دمه فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته فاستشارهم فيما كتب إليه الرشيد فأشار عليه خاصته بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له: لقد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة فما وجدته يفتر عن العبادة ووضعت من يسمع منه ما يقوله في دعائه فما دعى عليك ولا علي ولا ذكرنا بسوء وما يدعو لنفسه إلا بالمغفرة والرحمة فإن أنت أنفذت إلي من يتسلمه مني وإلا خليت سبيله فاني متحرج من حبسه، وروي أن بعض عيون عيسى بن جعفر رفع إليه أن يسمعه كثيرا يقول في دعائه وهو محبوس عنده اللهم انك تعلم إني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللهم وقد فعلت فلك الحمد، قال فوجه الرشيد من تسلمه من عيسى بن جعفر المنصور وصير به إلى بغداد فسلم إلى الفضل بن الربيع فبقي عنده مدة طويلة.
قال المفيد: وأراد الرشيد الفضل بن الربيع على شيء من أمره فأبى فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه وجعله في بعض حجر دوره ووضع عليه الرصد وكان (ع) مشغولا بالعبادة يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاء واجتهادا ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه عن المحراب فوسع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه فاتصل ذلك بالرشيد وهو في الرقة فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى (ع) ويأمره بقتله فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه فاغتاظ الرشيد لذلك ودعا مسرور الخادم فقال له اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد وادخل من فورك على موسى بن جعفر فإن وجدته في دعة ورفاهية فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد وأمره بامتثال ما فيه وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس، فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد ثم دخل على موسى (ع) فوجده على ما أبلغ الرشيد فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك فأوصل الكتابين إليهما فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض ركضا إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مدهوشا دهشا حتى دخل على العباس بن محمد فدعى العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغير اللون خلاف ما دخل وجعل يسلم على الناس يمينا وشمالا وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فأمر بتسليم موسى إلى السندي بن شاهك وجلس الرشيد مجلسا حافلا وقال أيها الناس أن الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج البيت والدار بلعنه وبلغ يحيى بن خالد الخبر فركب إلى الرشيد فدخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتى جاء من خلفه وهو لا يشعر به ثم قال له التفت يا أمير المؤمنين إلي فأصغى إليه فزعا فقال أن الفضل حدث وإنا أكفيك ما تريد فانطلق وجهه وسر واقبل على الناس فقال أن الفضل كان قد عصاني في شيء فلعنته وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه فقالوا نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت وقد توليناه، ثم خرج يحيى بن خالد على البريد حتى وافى بغداد فماج الناس وارجفوا بكل شيء وأظهر أنه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال وتشاغل ببعض ذلك أياما ثم دعا السندي بن شاهك فأمره فيه بأمره فامتثله وكان الذي تولى به السندي قتله (ع) سما جعله في طعام قدمه إليه ويقال أنه جعله في رطب فأكل منه فأحس بالسم ولبث ثلاثا بعده موعوكا منه ثم مات في اليوم الثالث. ولما مات موسى (ع) ادخل السندي بن شاهك عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وغيره فنظروا إليه لا اثر به من جراح ولا خمش وأشهدهم على أنه مات حتف انفه فشهدوا على ذلك واخرج ووضع على الجسر ببغداد ونودي هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت وقد كان قوم زعموا في أيام موسى (ع) أنه هو القائم المنتظر وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم فأمر يحيى بن خالد أن ينادى عليه عند موته هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه فنظر الناس إليه ميتا ثم حمله فدفن في مقابر قريش في باب التبن وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس قديما. وروي أنه لما حضرته الوفاة سال السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدني ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ليتولى غسله وتكفينه ففعل ذلك، قال السندي فكنت سألته في الأذن لي أن أكفنه فأبى وقال أنال بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا وعندي كفن أريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان فتولى ذلك منه.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 5

الكاظم موسى بن جعفر.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

موسى الكاظم الإمام، القدوة السيد، أبو الحسن العلوي، والد الإمام علي بن موسى الرضى، مدني نزل بغداد.
وحدث بأحاديث، عن أبيه وقيل: إنه روى، عن: عبد الله بن دينار، وعبد الملك بن قدامة.
حدث عنه: أولاده علي وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين، وأخواه علي بن جعفر، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن صدقة العنبري، وصالح بن يزيد، وروايته يسيرة؛ لأنه مات قبل أوان الرواية رحمه الله.
ذكره أبو حاتم، فقال: ثقة، صدوق، إمام من أئمة المسلمين.
قلت: له عند الترمذي وابن ماجه حديثان.
قيل: إنه ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، بالمدينة.
قال الخطيب: أقدمه المهدي بغداد، ورده ثم قدمها، وأقام ببغداد في أيام الرشيد قدم في صحبة الرشيد سنة تسع وسبعين ومائة، وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه.
ثم قال الخطيب: أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثني جدي يحيى بن الحسن بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين، قال: كان موسى بن جعفر يدعى: العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
روى أصحابنا: أنه دخل مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسجد سجدة في أول الليل، فسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي، فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة فجعل يرددها حتى أصبح.
وكان سخيا كريما يبلغه، عن الرجل أنه يؤذيه، فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر بثلاث مائة دينار وأربع مائة، ومائتين، ثم يقسمها بالمدينة، فمن جاءته صرة، استغنى حكاية منقطعة، مع أن يحيى بن الحسن متهم.
ثم قال يحيى هذا: حدثنا إسماعيل بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الله البكري قال: قدمت المدينة أطلب بها دينا، فقلت: لو أتيت موسى بن جعفر، فشكوت إليه. فأتيته بنقمى في ضيعته فخرج إلي، وأكلت معه، فذكرت له قصتي، فأعطاني ثلاث مائة دينار. ثم قال يحيى: وذكر لي غير واحد أن رجلا من آل عمر كان بالمدينة يؤذيه، ويشتم عليا، وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله فنهاهم وزجرهم.
وذكر له: أن العمري يزدرع بأرض، فركب إليه في مزرعته، فوجده فدخل بحماره، فصاح العمري: لا توطىء زرعنا فوطىء بالحمار، حتى وصل إليه فنزل عنده وضاحكه وقال: كم غرمت في زرعك هذا قال: مائة دينار قال: فكم ترجو؟ قال: لا أعلم الغيب وأرجو إن يجيئني مئتا دينار فأعطاه ثلاث مائة دينار. وقال: هذا زرعك على حاله فقام العمري فقبل رأسه وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته وجعل له كل وقت فقال: أبو الحسن لخاصته الذين أرادوا قتل العمري أيما هو خير ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار؟.
قلت: إن صحت، فهذا غاية الحلم والسماحة.
قال أبو عبد الله المحاملي: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثني محمد بن الحسين
الكناني الليثي، حدثني عيسى بن محمد بن مغيث القرشي -وبلغ تسعين سنة- قال: زرعت بطيخا، وقثاء، وقرعا بالجوانية، فلما قرب الخير، بيتني الجراد، فأتى على الزرع كله، وكنت غرمت عليه وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا. فبينما أنا جالس، طلع موسى بن جعفر، فسلم، ثم قال: أيش حالك فقلت: أصبحت كالصريم قال: وكم غرمت فيه قلت: مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين وقلت: يا مبارك ادخل وادع لي فيها فدخل ودعا. وحدثني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ’’تمسكوا ببقايا المصائب’’ ثم علقت عليه الجملين وسقيته، فجعل الله فيها البركة زكت، فبعت منها بعشرة آلاف.
الصولي: حدثنا عون بن محمد سمعت إسحاق الموصلي غير مرة يقول: حدثني الفضل بن الربيع، عن أبيه، قال: لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى في النوم عليا يقول: يا محمد {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}. قال الربيع: فأرسل إلي ليلا، فراعني، فجئته، فإذا هو يقرأ هذه الآية، وكان أحسن الناس صوتا، وقال: علي بموسى بن جعفر. فجئته، به فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال: يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين يقرأ علي كذا فتؤمني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي فقال: لا والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني قال صدقت يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة فأحكمت أمره ليلا فما أصبحإلا وهو في الطريق خوف العوائق.
وقال الخطيب، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا الحسين ابن القاسم حدثني أحمد بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حج الرشيد فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم افتخارا على من حوله فدنا موسى وقال: السلام عليك يا أبة فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقا.
قال يحيى بن الحسن العلوي: حدثني عمار بن أبان قال: حبس موسى بن جعفر عند السندي بن شاهك فسألته أخته أن تولى حبسه وكانت تدين ففعل فكانت على خدمته فحكي لنا أنها قالت: كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه فلم يزل كذلك حتى يزول الليل فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ثم يذكر حتى تطلع الشمس
ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يتهيأ، ويستاك، ويأكل، ثم يرقد إلى قبل الزوال، ثم يتوضأ، ويصلي العصر، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب إلى العتمة.
فكانت تقول: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل. وكان عبدا صالحا.
وقيل: بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس، يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء، إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء، يخسر فيه المبطلون.
وعن عبد السلام بن السندي، قال: كان موسى عندنا محبوسا، فلما مات، بعثنا إلى جماعة من العدول من الكرخ، فأدخلناهم عليه فأشهدناهم على موته، ودفن في مقابر الشونيزية.
قلت: له مشهد عظيم مشهور ببغداد، دفن معه فيه حفيده الجواد، ولولده علي بن موسى مشهد عظيم بطوس. وكانت وفاة موسى الكاظم في رجب، سنة ثلاث وثمانين ومائة. عاش: خمسا وخمسين سنة. وخلف عدة أولاد، الجميع من إماء: علي، والعباس، وإسماعيل، وجعفر، وهارون وحسن، وأحمد، ومحمد وعبيد الله، وحمزة، وزيد، وإسحاق، وعبد،الله والحسين، وفضل وسليمان سوى البنات سمى الجميع الزبير في ’’النسب’’.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 372

موسى بن جعفر [ت، ق] بن محمد بن علي العلوي الملقب بالكاظم.
عن أبيه.
قال ابن أبي حاتم: صدوق إمام.
وقال أبوه أبو حاتم الرازي: ثقة إمام.
قلت: روى عنه بنوه: على الرضا، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين، وأخواه: على، ومحمد، وإنما أوردته لان العقيلي ذكره في كتابه، وقال: حديثه غير محفوظ - يعنى في الايمان، قال: الحمل فيه على أبي الصلت الهروي.
قلت: فإذا كان الحمل فيه على أبي الصلت فما ذنب موسى تذكره؟
وفي مسند الشهاب بإسناد مظلم إلى سهل بن إبراهيم، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده - متصلا - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الوضوء قبل الطعام ينفى الفقر، وبعده ينفى الهم ويصح البصر.
وجاء عن موسى، عن آبائه - مرفوعا: نعم المال النخل الراسخات في الوحل،
[372] المطعمات في المحل /.
وقد كان موسى من أجواد الحكماء ومن العباد الاتقياء.
وله مشهد معروف ببغداد.
مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وله خمس وخمسون سنة، وحديثه قليل جدا.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 4- ص: 201

موسى الكاظم بن جعفر بن محمد العلوي
عن أبيه وعبد الله بن دينار أرسله وعنه ابنه علي الرضا وأخوه علي ومحمد وبنوه إبراهيم وإسماعيل وحسين وصالح قال أبو حاتم ثقة إمام مات في حبس الرشيد ولد 128 ومات 183 ت ق

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

(ت ق) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين، أبو الحسن المدني الكاظم.
ذكر أبو الحجاج المزي روايته عن عبد الله بن دينار الرواية المشعرة عنده بالاتصال، مع ذكره مولد موسى سنة ثمان وعشرين ومائة، وعبد الله بن دينار توفي سنة سبع وعشرين ومائة، فأنى يلتئم هذا! – والله تعالى أعلم -.
وذكر الزبير بن بكار لموسى بن جعفر أربعين ولدا.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 12- ص: 1

موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
روى عن أبيه روى عنه ابنه علي بن موسى وأخوه علي بن جعفر سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1