الحسن بن محمد بن عبد الله شرف الدين الطيبي. بكسر الطاء. الإمام المشهور العلامة في المعقول والعربية والمعاني والبيان.
قال الحافظ ابن حجر: كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن، مقبلا على نشر العلم متواضعا حسن المعتقد، شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة مظهرا فضائحهم، شديد الحب لله ورسوله، كثير الحياء، ملازما لأشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع، بل يخدمهم ويعينهم، ويعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم؛ من يعرف ومن لا يعرف، محبا لمن عرف منه تعظيم الشريعة. وكان ذا ثروة من الإرث والتجارة، فلم يزل ينفقه في وجوه الخيرات حتى صار في آخر عمره فقيرا، وضعف بصره في آخر عمره.
شرح «الكشاف» شرحا حسنا كبيرا، وأجاب عما خالف فيه الزمخشري أهل السنة بأحسن جواب، وصنف في المعاني والبيان كتابا سماه «التبيان» وشرحه، وصنف «تفسير القرآن» وشرح «مشكاة المصابيح».
وعقد مجلسا لقراءة صحيح البخاري، وكان يشتغل في التفسير من الشروق إلى الزوال ومن ثم إلى العصر في البخاري إلى يوم مات، فإنه فرغ من وظيفة التفسير وتوجه إلى مجلس الحديث، فصلى النافلة، وجلس ينتظر الإقامة للفريضة. فقضى نحبه، متوجها إلى القبلة، وذلك يوم الثلاثاء ثالث عشري شعبان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.
وذكر في شرحه على الكشاف أنه أخذ عن أبي حفص السهروردي، وأنه قبيل الشروع في هذا الشرح رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وقد ناوله قدحا من اللبن، فشرب منه.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 146
حسن بن محمد بن عبد الله شرف الدين الطيبي الأصل إمام مشهور فهام علامة في المعقولات والمعاني والبيان
وله مؤلفات كثيرة منها التفسير للقرآن العظيم والحاشية على تفسير الكشاف وكتاب التبيان في المعاني وشرح المشكاة
وقد توفي في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة
وذكر في أسامي الكتب وحاشيته المذكورة على تفسير الكشاف هي من أجل الحواشي حتى قال بعض الفضلاء لا ينبغي أن يقرأ الكشاف إلا مع حاشية الطيبي وهي في ست مجلدات ضخام قال رأيت بينما أنا بين النوم واليقظة أن النبي صلى الله عليه وسلم ناولني قدحا فيه لبن فأصبت منه شيئا ثم ناولته إياه فأصاب منه صلى تعالى عليه وسلم وكنت مترددا في الشروع فيها فلما رأيت ذلك استخرت الله وشمرت عن ساق الجد والاجتهاد وشرعت
فيها وسماها فتوح الغيب في الكشف عن مواضع الريب
انتهى
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 277