الحاكم بأمر الله منصور (الحاكم بأمر الله) ابن نزار (العزيز بالله) ابن معد (المعز لدين الله) ابن اسماعيل بن محمد العبيدي الفاطمي، ابو علي: متأله، غريب الاطوار، من خلفاء الدولة الفاطمية بمصر. ولد في القاهرة، وسلم عليه بالخلافة في مدينة بلبيس، بعد وفاة ابيه (سنة 386هـ) وعمره احدى عشرة سنة فدخل القاهرة في اليوم الثاني ودفن اباه وباشر اعمال الدولة. وخطب له على منابر مصر والشام وافريقية والحجاز. وعنى بعلوم الفلسفة والنظر في النجوم، وعمل رصدا. واتخذ بيتا في المقطم ينقطع فيه عن الناس. واعلنت الدعوة إلى تأليهه (سنة 407هـ) في مساجد القاهرة. وفتح سجل تكتب فيه اسماء المؤمننين به، فاكتتب من أهل القاهرة سبعة عشر الفا، كلهم يخشون بطشه. وتحول لقبه (في هذه المدة على الارجح) إلى (الحاكم بأمره) وقام بدعوته محمد بن اسماعيل الدرزي وحسن بن حيدرة الفرغاني. وكادا يفشلان، فظهر حمزة بن علي بن أحمد (راجع ترجمته) سنة 408هـ ، فقويت الدعوة به عند شيعة الحاكم. وكان جوادا بالمال. وفي سيرته متناقضات عجيبة: يأمر بالشئ ثم يعاقب عليه، ويعلي مرتبة الوزير ثم يقتله، ويبني االمدارس وينصب فيها الفقهاء، ثم يهدمها ويقتل فقهاءها. ومن اعجب ما فعله الزامه كل يهودي ان يكون في عنقه جرس اذا دخل الحمام. واسرف في سفك الدماء فقتل كثيرين من وزرائه واعيان دولته وغيرهم. واستهتر في اعوامه الاخيرة، فلم يكن يبالي ما يقال عنه، وصار يركب حمارا، بشاشية مكشوفة بغير عمامة. واكثر من الركوب، فخرج في يوم واحد ست مرات راكبا في الاولى على فرس، وفي الثانية على حمار، وفي الثالثة على الاعناق في محفة، وفي الرابعة في عشاري بالنيل. واصاب الناس منه شر شديد، إلى ان فقد في احدى الليالي، فيقال: ان رجلا اغتاله غيرة لله وللاسلام، ويقال: ان اخته (ست الملك) دست له رجلين اغتالاه واخفيا اثره. واعلن حمزة انه (احتجب وسيعود لنشر الايمان بعد الغيبة) قال الذهبي: وثم اليوم (قبيل سنة 750هـ) طائفة من (طغام) الاسماعيلية يحلفون بغيبة الحاكم، مايعتقدون الا انه باق وانه سيظهر!. واخباره كثيرة جدا، اورد بعضها المقريزي في الكلام على جامع (المقس) وهو مما أنشأه صاحب الترجمة. وبين كتب الدروز - كما اخبرني احد مثقفيهم- بضع رسائل يقولون انها من انشاء الحاكم بقلمه، منها (خبر اليهود والنصارى) و (السجل الذي وجد معلقا على المساجد) و (السجل المنهي فيه عن الخمر) وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة: (كتاب التعويذ، في صناعة الاكسير، الفه الحاكم منصور بن نزار الفاطمي لولده الطاهر بالله علي بن منصور) وقال صاحب الذريعة: رأيت ترجمته إلى الفارسية باسم (التحفة الشاهية -خ) اوله ترجمة الحاكم ونسبه واحوال اجداده الخ. وصنفت في سيرته كتب، منها (الحاكم بأمر الله -ط) لمحمد عبد الله عنان. ونشرت مؤخرا (الرسالة الواعظة في نفي دعوى ألوهية الحاكم) للكرماني، وكان من رجاله، يرد فيها على احد غلاتهم، قال: (اما قول اصحابك ان المعبود تعالى، هو امير المؤمنين عليه السلام، فقول كفر تكاد السماوات يتفطرن منه الخ) قلت: لعل (الحاكم) كان يظهر لبعض دعاته غير مايظهر للآخرين.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 305