الراشد بالله المنصور (الراشد بالل، ابو جعفر) ابن الفضل المسترشد ابن المستظهر: من خلفاء الدولة العباسية ببغداد. ولى الخلافة بعد وفاة ابيه (سنة 529هـ) وكان المستولى على الملك في ايامه السلطان مسعود السلجوقي، فتنافرا، ونشبت فتنة بينهما، فخلعه السلطان مسعود (سنة 530) بفتوى فقهاء بغداد، وهو بالموصل، وامر بالقبض عليه، فرحل إلى مراغة ومنها إلى الري. ولم يزل تتقلب به الاحوال إلى ان اغتاله الباطنية على باب اصبهان ودفن بشهرستان (او بمدينة جي) قال ابن قاضي شهبة: كان حسن السيرة يؤثر العدل ويكره الشر، اديبا شاعرا سمحا جوادا، خلف نيفاص وعشرين ولدا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 302
الراشد بالله أمير المؤمنين منصور بن الفضل.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
الراشد با لله أمير المؤمنين، أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن أحمد العباسي.
ولد سنة اثنتين وخمس مائة في رمضان. فقيل: ولد بلا مخرج، ففتق له مخرج بآلة من ذهب، وأمه أم ولد.
خطب له بولاية العهد سنة ثلاث عشرة وخمس مائة، واستخلف في ذي القعدة سنة تسع وعشرين.
وكان أبيض مليحا، تام الشكل، شديد الأيد، يقال: إنه كان بدار الخلافة أيل عظيم اعترضه في البستان، فأحجم الخدم، فهجم على الأيل، وأمسك بقرنيه ورماه، وطلب منشارا، فقطع قرنيه.
وكان حسن السيرة، مؤثرا للعدل، فصيحا عذب العبارة، أديبا شاعرا، جوادا، لم تطل أيامه حتى خرج إلى الموصل، ثم إلى أذربيجان، وعاد إلى أصبهان، فأقام على بابها مع السلطان داود، محاصرا لها، فقتلته الملاحدة هناك، وكان بعد خروجه من بغداد مجيء السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه، فاجتمع بالأعيان، وخلعوا الراشد، وبايعوا عمه المقتفي.
قال أبو طالب بن عبد السميع: من كلام الراشد: إنا نكره الفتن إشفاقا على الرعية، ونؤثر العدل والأمن في البرية، ويأبى المقدور إلا تصعب الأمور، واختلاط الجمهور، فنسأل الله العون على لم شعث الناس بإطفاء نائرة البأس.
قال أبو الحسن البيهقي في ’’وشاح دمية القصر’’: الراشد بالله أعطاه الله مع الخلافة صورة يوسفية، وسيرة عمرية.
أنشدني رسوله له:
زمان قد استنت فصال صروفه | وذلل آساد الكرام لذي القرعى |
أكولته تشكو صروف زمانه | وليس لها مأوى وليس لها مرعى |
فيا قلب لا تأسف عليه فربما | ترى القوم في أكناف أفنائه صرعى |
أقسم بالله وهل خليفه | يحنث أن أقسم في اليمين |
لا تزرن في الحروب صادقا | لأكشف العار الذي يعلوني |
مشمرا عن ساق عزمي طالبا | ثأر الإمام الوالد الأمين |
عمري عمري والذي قدر لي | ما ينمحي المكتوب عن جبيني |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 391