المنذر بن الحارث المنذر بن الحارث بن جبلة الغساني: امير بادية الشام قبيل الاسلام. كان مواليا لقياصرة الرومان، كأبيه؛ وهم يرونه من عمالهم. ولى بعد موت ابيه (سنة 570م) وتجددت الوقائع بينه وبين اللخميين اصحاب الحيرة (الموالين للفرس) فكانت بينه وبين المنذر (ابن ماء السماء) معركة (عين اباغ) - على ما يرجح نولدكه - ووصل المنذر إلى مكان يبعد ثلاث مراحل عن الحيرة. وبعد عودته تنكر له البلاط الروماني وامتنع عن امداده بالمال، واوعز القيصر (يوستينوس) (Justinus) إلى بطريق يدعى (مرقيانوس) بالاحتيال عليه وقتله. وعلم المنذر بما بيته له الرومان من الغدر، فثار وقطع ما بينه وبينهم من صلات، مدة ثلاث سنوات، انتهز عرب الحيرة في خلالها الفرصة لغزو سورية والعبث فيها. واضطر بلاط بيزنطية (الروماني) إلى استرضاء المنذر، فوفد عليه من القسطنطينية بطريق اسمه (يوستينيانوس) (سنة 578م) والتقيا في مكان بشرقي (اللجاة) وشمالي جبال حوران. وعاد المنذر إلى ولائه. ثم قصد القسطنطينية (سنة 580م) ومعه ابنان له، فأنعم عليه القيصر طيباريوس بـ (التاج) ولم يكن الانعام على من قبله من امراء العرب بأكثر من (الاكليل) وانصرف راضيا، فغزا اللخميين واحرق عاصمتهم وعاد بغنائم عظيمة. ولكن حقد الرومان عليه اعماهم عن هذا، فتلقى دعوة من حاكم سورية الروماني، ليحضر حفلة افتتاح كنيسة في بلدة حوارين (بين تدمر ودمشق) فأقبل، وكانت خدعة اعتقل بها المنذر وارسل مصحوبا بإحدى نسائه وابنين وبنت له إلى عاصمة بيزنطية (القسطنطينية) وذلك في اوائل سنة 582م، على ما يرجح، في ايام القيصر طيباريوس (Tiberius) ونفى بعد ذلك إلى جزيرة (صقلية) وانقطعت اخباره.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 292