الامير منجك منجك بن عبد الله، سيف الدين اليوسفي الناصري: امير داهية جبار. يعرف بمنجك الكبير. كان في خدمة الناصر (محمد ابن قلاوون) ثم كان هو الذي حمل رأس ابنه أحمد (الناصر ابن الناصر) سنة 745 واستقر حاجبا بدمشق. وولى الوزارة بمصر (سنة 748) وصرف عنها واعيد اليها بعد اربعين يوما. ثم قبض عليه وسجن بالاسكندرية (سنة 752) وافرج عنه (سنة 55) فسافر إلى صفد. ثم استقر في نيابة طرابلس. وولى حلب (سنة 59) ومات في داره بمصر. من ىثاره (جامع منجك) بالقاهرة بناه سنة 751هـ. اخباره كثيرة اورد بعضها المقريزي في الكلام على جامعه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 291
حاجب الحجاب بدمشق منجك الأمير سيف الدين الناصري اشتهر في دولة الملك الصالح، وكان هو الذي حضر برأس الناصر أحمد لما أخذت الكرك.
ثم إنه حضر إلى دمشق صحبة مغربي ادعى أن في الصفقة القبلية مطلبا فوقف على المكان المذكور، ولم تكن لذلك صحة في أيام الأمير سيف الدين طقزتمر.
ثم لما توفي الأمير سيف الدين جركس نائب قلعة الروم خلف أملاكا كثيرة وأموالا جمة فجهز إلى حلب للحوطة على تركته فتوجه إليها وحصل ذلك.
وفي أثناء الحال توفي الملك الصالح وولي الملك أخوه الكامل شعبان فحضر الأمير سيف الدين منجك من حلب، ولما برز الأمير سيف الدين يلبغا إلى الجسورة في أيام الكامل حضر إليه منكرا حركته فأمسكه في الوطاق وهم بقتله وتركه مقيما بدمشق إلى أن انفصل الحال، وخلع الكامل، وولي الملك المظفر فتوجه الأمير سيف الدين منجك إلى القاهرة.
ولما جرى للأمير سيف الدين يلبغا ما جرى في السنة الثانية وأمسك بحماة هو ووالده وجهزا مقيدين تلقاهما الأمير سيف الدين منجك إلى قاقون وقضى الله أمره في يلبغا على يده وحز رأسه وجهزه إلى مصر وكان بين أن يقتل وبين أن قتل من كان يريد قتله سنة واحدة وأيام.
ثم إنه كمل سفرته تلك إلى حماة وعاد إلى القاهرة وعاد إلى دمشق أمير مائة، مقدم ألف وحاجب الحجاب فدخلها في ثامن عشر من شهر رجب الفرد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
ولما خلع المظفر وتولى الملك الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون الملك طلبه وورد في طلبه الأمير سيف الدين باذل الذي أحضر الأمير سيف الدين قطز نائب صفد إليها حضر إلى دمشق في طلبه، فأخذه وتوجه به إلى مصر يوم العيد أول شوال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وكان قد تحمل الحجوبية في دمشق على أتم ما يكون وأكمل.
كان الأمير سيف الدين بن عون شاه نائب الشام يرد كثيرا من القصص إليه فإذا راح من دار العدل إلى بيته تدفع هناك ويرسم فيها بما يراه ويكتب المراسيم للألوا له وغيرهم نجلاص الحقوق بموقع عنده من موقعي السلطان، وهذا لم نره لغيره من الحجاب.
وجاء الخبر إلى دمشق بأنه تولى وزارة الممالك الإسلامية بالقاهرة في شوال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة واستمر فيها إلى أن وقع الخلف بين أمراء المشورة بسببه فعزل من الوزارة قريبا من شهرين.
ولما أخرج أمير أحمد وغيره من الأمراء: عيد إلى الوزارة والأستاذ دادية وبقي كذلك إلى أن توجه أخوه الأمير سيف الدين يلبغا أدوس النائب إلى الحجاز، فلما كان يوم السبت رابع عشر من شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة قبض عليه السلطان الملك الناصر حسن، فقيل: إن مماليكه لبسوا سلاحهم، ونزلوا إلى سوق الخيل، ولعبوا بالرماح فقال السلطان: لا يروح لهم أحد، وإنما قولوا لهم: إننا ندع الحرافيش تنهب دوركم.
فتوجهوا إلى الأمير سيف الدين شيخو وكان في الصيف على لحيان فلم يجدوا منه إقبالا عليهم، ولا مطاوعة، فعادوا إلى القاهرة ففرقهم السلطان على الأمراء، ولم يزل المذكور في الاعتقال بالإسكندرية إلى أن خلع الملك الناصر حسن، وولي الملك الصالح صلاح الدين صالح، فأخرجه وبقية الأمراء المعتقلين بالإسكندرية وبالكرك، وخلع عليه وأعطاه تقدمة ألف على عادته، وأفرج عن أملاكه ومستأجراته.
ولم يزل على ذلك إلى أن كثر الإرجاف بأن الأمير سيف الدين تنبغا أروسر وأمير أحمد نائب حماة، وبكلمش نائب طرابلس يريدون الخروج على الدولة واشتهر ذلك اشتهارا كبيرا، فطلب منجك في أوائل رجب، فلم يوجد له خبر ونودي عليه وأرسل قطز وراءه إلى سائر النواحي فلم يظفر به، وكان هروبه في ليلة الخميس خامس عشر شهر رجب الفرد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.
ولم يزل مختفيا إلى أن خرج الأمير سيف الدين طاز بالعسكر المصري، وبعده الأمير سيف الدين شيخو فأمسك الأمير سيف الدين طاز شخصا أنكر أمره ومعه كتب للحسام لاجين، أستاذ دار منجك فجهزه إلى السلطان فسلم إلى الأمير سيف الدين صرغتمش فقرره فأقر بأن منجك في دار الحسام لاجين، فأمسك وضرب فأقر. فتوجه صرغتمش إلى الدار وأخرجه من مطمورة وطلع به إلى السلطان وكتب كتابا عن نفسه إلى أخيه الأمير بيبغا وهو على دمشق بأن نخمد هذه الفتنة فإن في ذلك بقاء دوحة فوجه الكتاب إليه فما أفاد، وكان إمساكه قبل طلوع السلطان إلى الشام بيوم في أوائل شعبان.
وقلت أنا فيه لما أمسك في المرة الأولى:
قد كان منجك في الأيام مبجلا | يسمو على النظراء والأقران |
حتى رمته يد الزمان بأسهم | أبدا تصيب مقاتل الفرسان |
عجبا له من وسط مأمنه هوى | وكذا تكون طوارق الحدثان |
لم يغنه ذهب تعاظم كنزه | فمكانه سام على كسوان |
هذا بذاك وللزمان عجائب | منها تقلب حالة الإنسان |
بينا تراه عاليا في عزه | إذ راح أسفل ذلة وهوان |
يا شاربي الصهبا منجك قلـ | ـب الأنساب بالتحرير والتحريم |
يمسي النديم لآل جفنة نسبة | فيعود صبحا من بني مخزوم |
يا شعراء الوزن لا تغلطوا | مع منجك في الخمر بالنظم |
فهو عروضي ولكنه | زحافه بالخرم والخزم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 26- ص: 0
منجك اليوسفي منجك اليوسفي تنقل في خدمة الناصر حتى رتب سلاح دار ثم كان هو الذي أحضر رأس الناصر أحمد ومن حينئذ أمر واشتهر وتردد إلى الشام في المهمات ثم استقر حاجبا بدمشق في رجب سنة 748 ثم أعيد واستقر وزيرا واستادارا في شوال من السنة فباشر بحرمة ومهابة وتمكن من الدولة وكان بيبغاروس نائب السلطنة أخاه فوفر نحو ثلاثة آلاف دينار في الشهر من جوامك الممالك ووفر من جوامك الخدم أو الجواري والبيوتات ومن رواتب المغاني ومن الآخورية وخدام الإسطبل شيئا كثيرا وقطع الكابزية وكانوا خمسين جوقة وأبقى منهم جوقتين فقط وأبطل ديوان العمائر جملة وكان الناصر استجده فكان مصروفه في الشهر نحو مائتي ألف نقرة ولم يدع في جميع الجهات سوى شاهد وعامل في كل جهة منها وغير ولاة الأعمال وفتح باب الأخذ على الولايات والنزول عن الإقطاعات لكن ترتب على ذلك من المفاسد فحصل من ذلك مالا كثيرا جدا ووصل الأوباش إلى المراتب واستقرار العوام وآحاد الباعة في الجندية فتلاشى أمر أجناد الحلقة بسبب ذلك وصرف عن الوزارة مرة ثم أعيد بعد أربعين يوما ثم قبض عليه بعد سفر أخيه إلى الحجاز وسجن بالإسكندرية ثم أفرج عنه بعد وأعيدت له أملاكه واستقر أمير ألف فلما كانت كائنة بيبغاروس اختفى ثم قبض عليه من مطمورة في دار استاداره فسجن بالإسكندرية سنة 752 ثم أفرج عنه وسار إلى صفد بطالا في ربيع الآخر سنة 755 ثم استقر نيابة طرابلس ثم ولي حلب سنة 759 ومات في سنة 776
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0