المقداد بن الاسود المقداد بن عمرو، ويعرف بابن الاسود، الكندي البهراني الحضرمي، ابو معبد، او ابو عمرو: صحابي، من الابطال. هو احد السبعة الذين كانوا اول من اظهر الاسلام. وهو اول قاتل على فرس في سبيل الله. وفي الحديث: (ان الله عز وجل امرني بحب اربعة واخبرني انه يحبهم: علي، والمقداد، وابو ذر، وسلمان) وكان في الجاهلية من سكان حضرموت. واسم ابيه عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي. ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام فضرب المقداد رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فتبناه الاسود بن عبد يغوث الزهري، فصار يقال له (المقداد بن الاسود) إلى ان نزلت آية (ادعوهم لآبائهم) فعاد يتسمى (المقداد بن عمرو) وشهد بدرا وغيرها. وسكن المدينة. وتوفى على مقربة منها، فحمل اليها ودفن فيها. له 48 حديثا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 282
أبو معبد البهرواني كنية المقداد بن الأسود الكندي.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 434
المقداد بن عمرو (ب د ع) المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو ابن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن قاس بن دريم ابن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الجاف بن قضاعة البهراوى، المعروف بالمقداد ابن الأسود. وهذا الأسود الذي ينسب إليه هو الأسود بن عبد يغوث الزهري، وإنما نسب إليه لأن المقداد حالفه، فتبناه الأسود. فنسب إليه. ويقال له أيضا: المقداد الكندي. وإنما قيل له ذلك، لأنه أصاب دما في بهراء، فهرب منهم إلى كنده فحالفهم، ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث.
وقال أحمد بن صالح المصري ! هو حضرمي، وحالف أبوه كنده فنسب إليها، وحالف هو الأسود بن عبد يغوث فنسب إليه.
والصحيح أنه بهراوي، كنيته أبو معبد، وقيل: أبو الأسود.
وهو قديم الإسلام من السابقين، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم عاد إلى مكة، فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبقي إلى أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة ابن الحارث في سرية، فلقوا جمعا من المشركين عليهم عكرمة بن أبي جهل، وكان المقداد وعتبة بن غزوان قد خرجا مع المشركين ليتوصلا إلى المسلمين، فتواقفت الطائفتان، ولم يكن قتال، فانحاز المقداد وعتبة إلى المسلمين.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة من بني زهرة، «ومن بهراء المقداد بن عمرو، وكان يقال له، المقداد ابن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، وذلك أنه كان تبناه وحالفه.
وشهد بدرا أيضا، وله فيها مقام مشهور. وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال أبو بكر فأحسن، وقال عمر فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أمرت به فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذي بعثك بالحق نبيا لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، ودعا له.
قيل: لم يكن ببدر صاحب فرس غير المقداد، وقيل غيره، والله أعلم.
وكان المقداد من أول من أظهر الإسلام بمكة، قال ابن مسعود: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة منهم: المقداد.
وشهد أحدا أيضا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناقبه كثيرة: أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري- ابن بنت السدي- حدثنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمهم لنا. قال: علي منهم- يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر، والمقداد، وسلمان وروي علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء وزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن والحسين، وابن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد، وبلال. وشهد المقداد فتح مصر. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه من الصحابة: علي، وابن عباس، والمستورد بن شداد، وطارق بن شهاب، وغيرهم. ومن التابعين، عبد الرحمن بن أبي ليلى، وميمون بن أبي شبيب، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وجبير بن نفير، وغيرهم.
أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا سويد ابن نصر، حدثنا ابن المبارك، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني سليم بن عامر، حدثنا المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد، حتى تكون قيد ميل أو اثنين- قال سليم: لا أدري أي الميلين عنى، أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين قال: فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاما- فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه، أي: يلجمه إلجاما. أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الخطيب قال: أخبرنا أبو محمد جعفر ابن أحمد السراج، أنبأنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو عمر بن حيويه الخزاز، حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة، حدثنا أبو نصر محمد بن موسى بن هارون الطوسي، حدثنا محمد بن سعد، عن الواقدي، عن موسى بن يعقوب، عن عمته، عن أمها: أن المقداد فتق بطنه فخرج منه الشحم.
وكانت وفاته بالمدينة في خلافة عثمان، ومات بأرض له بالجرف، وحمل إلى المدينة، وأوصى إلى الزبير بن العوام. وكان عمره سبعين سنة، وكان رجلا ضخما، قاله منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث.
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1163
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 242
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 475
المقداد بن الأسود الكندي، هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر. بن مطرود البهراني، وقيل الحضرمي.
قال ابن الكلبي: كان عمرو بن ثعلبة أصاب دما في قومه، فلحق بحضرموت، فحالف كندة، فكان يقال له الكندي، وتزوج هناك امرأة فولدت له المقداد، فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي، فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري، وكتب إلى أبيه، فقدم عليه فتبنى الأسود المقداد فصار يقال المقداد بن الأسود، وغلبت عليه، واشتهر بذلك، فلما نزلت: {ادعوهم لآبائهم} قيل له المقداد بن عمرو، واشتهرت شهرته بابن الأسود.
وكان المقداد يكنى أبا الأسود، وقيل كنيته أبو عمر، وقيل أبو سعيد.
وأسلم قديما، وتزوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، وكان فارسا يوم بدر، حتى إنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره.
وقال زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكر فيهم.
وقال مخارق بن طارق، عن ابن مسعود: شهدت مع المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به.
وذكر البغوي، من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر: أول من قاتل على فرس في سبيل الله المقداد بن الأسود.
ومن طريق موسى بن يعقوب الزمعي، عن عمته قريبة، عن عمتها كريمة بنت المقداد، عن أبيها: شهدت بدرا على فرس لي يقال لها سبحة.
ومن طريق يعقوب بن سليمان، عن ثابت البناني، قال: كان المقداد وعبد الرحمن ابن عوف جالسين، فقال له ما لك: ألا تتزوج. قال: زوجني ابنتك: فغضب عبد الرحمن وأغلظ له، فشكا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أنا أزوجك. فزوجه بنت عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب.
وعن المدائني، قال: كان المقداد طويلا، آدم كثير الشعر، أعين مقرونا، يصفر لحيته.
وأخرج يعقوب بن سفيان، وابن شاهين، من طريقه بسنده إلى كريمة زوج المقداد: كان المقداد عظيم البطن، وكان له غلام رومي، فقال له: أشق بطنك فأخرج من شحمة حتى تلطف، فشق بطنه ثم خاطه، فمات المقداد، وهرب الغلام.
وقال أبو ربيعة الإيادي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم: علي، والمقداد، وأبو ذر، وسلمان»، أخرجه الترمذي، وابن ماجة، وسنده حسن.
وروى المقداد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث. روى عنه علي، وأنس، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وهمام بن الحارث، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون.
اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان. قيل: وهو ابن سبعين سنة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 159
أبو الأسود الكندي هو المقداد بن الأسود الصحابي المشهور. تقدم.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 12
المقداد بن عمرو صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحد السابقين الأولين. وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني.
ويقال له: المقداد بن الأسود؛ لأنه ربي في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه وقيل بل كان عبدا له أسود اللون فتبناه ويقال: بل أصاب دما في كندة فهرب إلى مكة وحالف الأسود.
شهد بدرا والمشاهد، وثبت أنه كان يوم بدر فارسا واختلف يومئذ في الزبير.
له جماعة أحاديث.
حدث عنه: علي، وابن مسعود وابن عباس وجبير بن نفير وابن أبي ليلى وهمام بن الحارث وعبيد الله بن عدي بن الخيار وجماعة.
وقيل: كان آدم طوالا ذا بطن أشعر الرأس أعين مقرون الحاجبين مهيبا عاش نحوا من سبعين سنة مات في سنة ثلاث وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان وقبره بالبقيع -رضي الله عنه.
حديثه في ’’الستة’’ له حديث في الصحيحين وانفرد له مسلم بأربعة أحاديث.
أخبرنا إسحاق الأسدي، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا اللبان، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أحمد بن المسندي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا عباس بن الوليد، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا بن عون، عن عمير بن إسحاق، عن المقداد بن الأسود قال استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عمل فلما رجعت قال: ’’كيف وجدت الإمارة’’؟ قلت: يا رسول الله! ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا.
بقية: حدثنا حريز بن عثمان، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة، حدثني أبو راشد الحبراني قال: وافيت المقداد فارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة قد أفضل عليها من عظمه يريد الغزو فقلت له: قد أعذر الله إليك. فقال: أبت علينا سورة البحوث {انفروا خفافا وثقالا}.
يحيى الحماني: حدثنا ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو، حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال: جلسنا إلى المقداد يوما فمر به رجل فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت فاستمعت فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم أقبل عليه فقال: ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه والله لقد حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أولا تحمدون الله لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم وقد كفيتم البلاء بغيركم؟ والله لقد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- على أشد حال بعث عليه نبي في فترة وجاهلية ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قبله للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار وأنها للتي قال الله تعالى: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}.
وفي ’’مسند أحمد’’ لبريدة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’عليكم بحب أربعة: علي وأبي ذر وسلمان والمقداد’’.
وعن كريمة بنت المقداد أن المقداد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين ألفا ولأمهات المؤمنين لكل واحدة بسبعة آلاف درهم وقيل: إنه شرب دهن الخروع فمات.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 235
المقداد بن الأسود قال الشيخ رحمه الله: ومنهم المقداد بن الأسود، وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة، مولى الأسود بن عبد يغوث، السابق إلى الإسلام، والفارس يوم الحرب والإقدام، ظهرت له الدلائل والأعلام، حين عزم على إسقاء الرسول عليه السلام والإطعام، أعرض عن العمالات، وآثر الجهاد والعبادات، معتصما بالله تعالى من الفتن والبليات
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي وعمي، أبو بكر، قالا: ثنا يحيى بن بكير، ثنا زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه قال: ’’أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله تعالى بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله تعالى بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس’’
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، ثنا علي بن شبرمة الكوفي، ثنا شريك، عن أبي ربيعة الإيادي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، وإنك يا علي منهم، والمقداد وأبو ذر وسلمان» رضي الله تعالى عنهم’’
ثنا مخلد بن جعفر، ثنا محمد بن جرير، حدثني محمد بن عبيد المحاربي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا المخارق، عن طارق، عن عبد الله بن مسعود، قال: لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الأرض من شيء، وكان رجلا فارسا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمرت وجنتاه، فأتاه المقداد على تلك الحال فقال: ’’أبشر يا رسول الله فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن والذي بعثك بالحق لنكونن من بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، أو يفتح الله عز وجل لك’’
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر استشار الناس، فقام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك، والله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، والله الذي بعثك بالحق نبيا، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه «فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حدثني المقداد بن الأسود، قال: ’’جئت أنا وصاحبان، لي قد كادت تذهب أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يقبلنا أحد حتى انطلق بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحله، ولآل محمد ثلاث أعنز يحتلبونها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع اللبن بيننا، كنا نرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه، فيجيء فيسلم تسليما يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم، فقال لي الشيطان: لو شربت هذه الجرعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الأنصار فيتحفونه، فما زال بي حتى شربتها، فلما شربتها ندمني وقال: ما صنعت؟ يجيء محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجد شرابه فيدعو عليك فتهلك، وأما صاحباي فشربا شرابهما وناما، وأما أنا فلم يأخذني النوم، وعلي شملة لي إذا وضعتها على رأسي بدت منها قدماي، وإذا وضعتها على قدمي بدا رأسي، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يجيء فصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم نظر إلى شرابه فلم ير شيئا فرفع يده، فقلت: تدعو علي الآن فأهلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أطعم من أطعمني، واسق من سقاني»، فأخذت الشفرة وأخذت الشملة وانطلقت إلى الأعنز أجسهن أيتهن أسمن كي أذبحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حفل كلهن، فأخذت إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه فحلبته حتى علته الرغوة، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرب ثم ناولني فشربت، ثم ناولته فشرب، ثم ناولني فشربت، ثم ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض، فقال لي: «إحدى سوآتك يا مقداد»، فأنشأت أحدثه بما صنعت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما كانت إلا رحمة من الله عز وجل، لو كنت أيقظت صاحبيك فأصابا منها»، قلت: والذي بعثك بالحق، ما أبالي إذا أصبتها أنت وأصبت فضلتك من أخطأت من الناس ’’ رواه حماد بن سلمة عن ثابت نحوه ورواه طارق بن شهاب عن المقداد نحوه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا الأسود بن عامر، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن المقداد بن الأسود، قال: ’’لما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة، يعني في كل بيت، قال: فكنت في العشرة الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم فيهم، قال: ولم يكن لنا إلا شاة نتجزأ لبنها ’’ رواه حفص بن غياث، عن الأعمش فقال: عن قيس بن مسلم، عن طارق
حدثنا أبو بكر بن أحمد بن السدي، ثنا موسى بن هارون الحافظ، ثنا عباس بن الوليد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا أبو عون، عن عمير بن إسحاق، عن المقداد بن الأسود، رضي الله تعالى عنه قال: استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمل، فلما رجعت قال: «كيف وجدت الإمارة؟» قلت: يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي، والله لا ألي على عمل ما دمت حيا’’
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الخطمي، ثنا أحمد بن محمد بن الأصفر، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سوادة بن أبي الأسود، عن ثابت، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه على سرية، فلما قدم قال له: «أبا معبد كيف وجدت الإمارة؟» قال: كنت أحمل وأوضع حتى رأيت بأن لي على القوم فضلا، قال: «هو ذاك فخذ أو دع»، قال: والذي بعثك بالحق لا أتأمر على اثنين أبدا’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، حدثه، عن أبيه، أن المقداد بن الأسود، جاءنا لحاجة لنا، فقلنا: اجلس عافاك الله حتى نطلب حاجتك، فجلس فقال: العجب من قوم مررت بهم آنفا، يتمنون الفتنة، ويزعمون ليبتلينهم الله فيها بما ابتلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن السعيد لمن جنب الفتن - يرددها ثلاثا - وإن ابتلي فصبر»
وايم الله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم بما يموت عليه بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا»
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى الحماني، ثنا عبد الله بن المبارك، عن صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما، فمر به رجل فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت، فاستمعت فجعلت أعجب، ما قال إلا خيرا، ثم أقبل عليه فقال: ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عز وجل عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه، والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله عز وجل على مناخرهم في جهنم، لم يجيبوه ولم يصدقوه، أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم الله عز وجل لا تعرفون إلا ربكم، مصدقين بما جاء به نبيكم عليه السلام، وقد كفيتم البلاء بغيركم، والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، وفرق بين الوالد وولده، حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله تعالى قفل قلبه للإيمان، ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار، وأنها للتي قال الله عز وجل: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} [الفرقان: 74]’’
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: كان المقداد بن الأسود في سرية فحصرهم العدو، فعزم الأمير أن لا يحشر أحد دابته، فحشر رجل دابته لم تبلغه العزيمة، فضربه، فرجع الرجل وهو يقول: ما رأيت كما لقيت اليوم قط، فمر المقداد فقال: ما شأنك؟ فذكر له قصته، فتقلد السيف وانطلق معه حتى انتهى إلى الأمير فقال: أقده من نفسه، فأقاده فعفا الرجل، فرجع المقداد وهو يقول: «لأموتن والإسلام عزيز»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحوطي، ثنا بقية، ثنا حريز بن عثمان، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، ثنا أبو راشد الحبراني، قال: ’’وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على تابوت من تابوت الصيارفة بحمص، قد أفضل عنها من عظمه يريد الغزو، فقلت له: لقد أعذر الله إليك، فقال: ’’أتت علينا سورة البعوث {انفروا خفافا وثقالا} [سورة: التوبة، آية رقم: 41]’’
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 172
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 172
المقداد بن الأسود نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري، لأنه كان تبناه وحالفه في الجاهلية، فقيل المقداد ابن الأسود، وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة ابن مطرود بن عمرو بن سعد الهراوي، من بهراء بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة. وقيل: بل هو كندي من كندة.
نسبه الدار قطني إلى سعد، وزاد ابن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد ابن أبي أهون بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء، عن أبي سعد اليشكري، عن ابن حبيب، عن هشام بن الكلبي وقال ابن إسحاق: سعد بن زهير بالزاي بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هزل بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقال ابن هشام: ويقال هزل بن فائش بن در. ودهير بن ثور آخرها.
وقال أحمد بن صالح المصري: المقداد حضرمي، وحالف أبوه كندة فنسب إليها، وحالف هو بني زهرة، فقيل الزهري لمخالفته الأسود بن عبد يغوث الزهري، وتبناه الأسود، فقيل: المقداد بن الأسود بالتبني، وأبوه الذي ولده عمرو بن ثعلبة، فهو المقداد بن عمرو.
قال أبو عمر: قد قيل إنه كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث، فتبناه قبل إسلامه، واستلحقه، والأول أصح وأكثر. ولا يصح قول من قال فيه: إنه كان عبدا، والصحيح أنه بهراوي، من بهراء، يكنى أبا معبد. وقيل أبا الأسود، كان قديم الإسلام، ولم يقدر على الهجرة ظاهرا، فأتى مع المشركين من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا بالمسلمين، فانحازا إليهم، وذلك في السرية التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث إلى ثنية المرة، فلقوا جمعا من قريش عليهم عكرمة بن أبي جهل، فلم يكن بينهم قتال، غير أن سعد بن أبي وقاص رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في سبيل الله، وهرب عتبة بن غزوان، والمقداد بن الأسود يومئذ إلى المسلمين، وشهد المقداد في ذلك العام بدرا، ثم شهد المشاهد كلها.
قال ابن أبي شيبة: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا زائدة، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود، قال: أول من أظهر الإسلام سبعة، فذكر منهم المقداد.
وكان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى فطر بن خليفة، عن كثير بن إسماعيل، عن عبد الله بن مليل، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء ووزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد، وبلال. وشهد المقداد فتح مصر، ومات في أرضه بالجرف، فحمل إلى المدينة ودفن بها، وصلى عليه عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين. وروى عنه من كبار التابعين: طارق بن شهاب، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، ومثلهم. وروى طارق بن شهاب عن ابن مسعود، قال: لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما طلعت عليه الشمس،
وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر المشركين، فقال: يا رسول الله إنا والله لا نقول لك كما قال أصحاب موسى لموسى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}. ولكننا نقاتل من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك. قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرق وجهه لذلك، وسره وأعجبه وتوفي المقداد وهو ابن سبعين سنة.
وروى سليمان وعبد الله ابنا بريدة عن أبيهما، قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم فقيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: علي، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر. وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ ويرفع صوته بالقرآن، فقال: أواب. وسمع آخر يرفع صوته فقال: مراء، فنظر فإذا الأول المقداد بن عمرو. وذكر أحمد بن حنبل، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سليمان ابن ميسرة، عن طارق، عن المقداد، قال: لما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة في كل بيت. قال: فكنت في العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لنا إلا شاة نتجزى لبنها
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1480
المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ويكنى أبا معبد. وكان حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري في الجاهلية فتبناه. فكان يقال له المقداد بن الأسود. فلما نزل القرآن: ادعوهم لآبائهم. قيل المقداد بن عمرو. وهاجر المقداد إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر. ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما هاجر المقداد بن عمرو من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم.
قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المقداد وجبار بن صخر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمقداد في بني حديلة دعاه إلى تلك الناحية أبي بن كعب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد بن عمرو قال: كان معي فرس يوم بدر يقال له سبحة.
[قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن رجل قد سماه أراه حارثة بن مضرب عن علي قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو].
قال: أخبرنا محمد بن عبيد والفضل بن دكين قالا: أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة. أخبرنا سفيان عن أبيه قال: أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن مخارق عن طارق عن عبد الله قال: شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما عدل به.
أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين فقال: يا رسول الله إنا والله لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. ولكنا نقاتل عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك. فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يشرق لذلك ويسره ذلك.
قالوا: وشهد المقداد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت أن [المقداد بن عمرو خطب إلى رجل من قريش فأبى أن يزوجه فقال له النبي. ص:
لكني أزوجك ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن يعقوب عن عمته عن أمها قالت: بعنا طعمة المقداد التي أطعمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر خمسة عشر وسقا شعيرا من معاوية بن أبي سفيان بمائة ألف درهم.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جرير بن عثمان قال: أخبرنا عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي راشد الحبراني قال: خرجت من المسجد فإذا أنا بالمقداد بن الأسود على تابوت من توابيت الصيارفة قد فضل عنها عظما. فقلت له:
قد أعذر الله إليك. فقال: أبت علينا سورة البحوث انفروا خفافا وثقالا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد أنها وصفت أباها لهم فقالت: كان رجلا طويلا آدم. ذا بطن. كثير شعر الرأس. يصفر لحيته وهي حسنة وليست بالعظيمة ولا بالخفيفة. أعين مقرون الحاجبين. أقنأ.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا عمرو بن ثابت أبي المقدام عن أبيه عن أبي فائد أن المقداد بن الأسود شرب دهن الخروع فمات.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد قالت: مات المقداد بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة بالبقيع وصلى عليه عثمان بن عفان. وذلك سنة ثلاث وثلاثين. وكان يوم مات ابن سبعين سنة أو نحوها.
قال: أخبرنا روح بن عبادة أو نبئت عنه عن شعبة عن الحكم أن عثمان بن عفان جعل يثني على المقداد بعد ما مات. فقال الزبير:
لا ألفينك بعد الموت تندبني | وفي حياتي ما زودتني زادي |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 119
المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي البهراني كنيته أبو معبد وهو الذي يقال له المقداد بن أسود كان في حجر الأسود بن عبد يغوث فنسب إليه وكان عمرو أبو المقداد حالف كندة فلذلك قيل المقداد بن عمرو الكندي مات بالجرف سنة وثلاثين فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة وصلى عليه عثمان بن عفان وكان له يوم مات نحو من سبعين سنة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 46
المقداد بن عمرو الكندي
وهو بن الأسود لان الأسود بن عبد يغوث تبناه أو تزوج بأمه كان المقداد سادسا في الإسلام عنه جبير بن نفير وعبد الرحمن بن أبي ليلى توفي 33 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
المقداد بن الأسود
وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هول قايس بن حزن بن القين بن الغوث بن نهم بن الحاف بن قضاعة ويقال ابن الشريد بن الحاف بن قضاعة البهراني الكندي
وكان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري فنسب إليه ويقال نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة أنه تبناه ويقال كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث فاستلأطه يعني قربه وألزقه ويقال الأسود بن أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة وقيل ابن مطرود بن عمرو بن سعد بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هذل بن قايس بن در بن القين بن أهوز بن بهز بن الحاق بن قضاعة الكندي وكان عمرو أبا المقداد حالف كندة فلذلك قيل الكندي له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم يعد في أهل الحجاز يكنى أبا الأسود ويقال أبو سعيد أوصى إلى الزبير بن العوام ومات بالجرف سنة ثلاث وثلاثين وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة وصلى عليه
عثمان بن عفان وكان له يوم مات نحو سبعين سنة وكان فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر
روى عنه عبيد الله بن عدي بن الخيار في الإيمان وعلي بن أبي طالب في الوضوء وعبد الرحمن بن أبي ليلى في الأطعمة وسليم بن عامر في صفة الحشر
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
المقداد بن الأسود لكندي
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 27
(ع) المقداد بن عمر بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة البهراني الكندي، أبو الأسود. ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو معبد، المعروف بالمقداد بن الأسود.
كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث أن بهر بن عمرو بن الحافي بن قضاعة لا تجتمع مع كندة، واسمه ثور بن عفير بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن شميث بن عريب بن كهلان بأمر حقيقي بحال، فينظر.
وقال ابن حبان: كان له يوم مات نحو من سبعين سنة، وأوصى إلى عثمان، وكذلك ذكره الجيزي عن يحيى بن بكير، والقاضي أبو القاسم في «تاريخ حمص»، وأبو القاسم الطبراني.
وقال أبو أحمد العسكري: هو أول من قاتل على فرس في سبيل الله تعالى، وفي قريش: المقداد بن الأسود بن العوام ابن أخي الزبير بن العوام، وليس من هذا في شيء.
وفي كتاب أبي عمر: ولا يصح فيه قول من قال أنه كان عبدا، والصحيح أنه بهراني، أسلم قديما، ولم يقدم على الهجرة ظاهرا، فأتى مع المشركين من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا بالمسلمين، فانحاز إليهم، وذلك في السرية التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث إلى ثنية المروة، فهرب عتبة والمقداد إلى المسلمين يومئذ، قال: وكان المقداد من الفضلاء الكبار والنجباء الخيار، وعن أنس: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ، فقال: أواب، وآخر يقرأ، فقال: مرائي، فنظروا فإذا الأواب مقداد.
وفي «الطبقات» لابن سعد: كان من الرماة المذكورين. وقال أبو راشد: رأيته بحمص جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة، قد فضل عن التابوت من عظمه يريد الغزو.
وفي «طبقات القيروان» لأبي العرب: شق بطنه فاستخرج.
وفي كتاب أبي نعيم: شق بطنه، فأخرج منه الشحم من سمنه.
روى عنه: المستورد بن شداد الفهري - فيما ذكره الطبراني في المعجم الكبير - وعبد الله البهي مولى مصعب بن الزبير، وأبو المعارك المصري، وشريح بن عبيد الحضرمي، وعمرو بن الأسود، وعبد الرحمن بن ميسرة.
وفي قول المزي عن عمرو بن علي: مات سنة ثلاث وثلاثين، نظر؛ لأن الذي في تاريخ عمرو ونقله عنه الأئمة؛ الكلاباذي وغيره: مات في خلافة عثمان، لم يذكروا سنة، والله تعالى أعلم.
وأنشد له الكلبي في كتاب «الشورى» تأليفه في علي أبياتا، منها:
كبير القدر علي وما | على دور العيب وما كبروا |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 11- ص: 1
المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير
بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن فاس بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة الكندي أبو معبد البهراني وهو الذي يقال له المقداد بن الأسود كان في حجر الأسود بن عبد يغوث فنسب إليه وكان عمرو أبو المقداد حالف كندة فلذلك قيل المقداد بن عمرو الكندي أوصى إلى الزبير بن العوام ومات بالجرف سنة ثلاث وثلاثين وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة وصلى عليه عثمان بن عفان وكان له يوم مات نحو من سبعين سنة وكان فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
المقداد بن الأسود الكندي
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان بدرياً
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
المقداد بن عمرو ويقال: ابن الأسود والأسود ربيبه فنسب إليه وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود بن عمرو بن سعد بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن قابس بن القين بن بهراء بن عمران بن الحاف بن قضاعة والأسود الذي تبناه من قريش وهو رجلٌ أصله من اليمن
حدثنا إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي، نا علي بن عياش، نا الوليد بن كامل البجلي، عن المهلب بن حجر البهراني، عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود، عن أبيها قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى عود ولا عمود، ولا حجر إلا جعله عن حاجبه الأيسر أو حاجبه الأيمن ولا يصمد إليه صمداً ’’
حدثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، نا معاوية بن عمرو، نا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن إبراهيم بن مرة، عن الزهري، عن عبيد الله بن الخيار، عن المقداد بن الأسود قلت: يا رسول الله أرأيت إن لقيت كافراً فقاتلته فقطع يدي فأهويت لأضربه فقال: إني أسلمت أقتله؟ قال: «لا» قلت: قطع يدي لا أقتله؟ قال: «إن قتلته كان بمنزلتك قبل أن تقتله وكنت بمنزلته قبل أن يقولها»
حدثنا بشر بن موسى، نا عمر بن حفص بن غياث، نا أبي، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن المقداد بن الأسود قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جزأنا كل عشرة في بيت، كل عشرة في بيت فكنت أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم لنا شاةٌ نتقوتها» وذكر الحديث
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 3- ص: 1
المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير - بفتح الدال المهملة وكسر الهاء - بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد - بفتح الشين المعجمة - بن هون:
ويقال ابن أبي هون - بن فايش - ويقال قابس - بن حزن - ويقال ابن دريم - ابن القين بن الغوث، ويقال ابن أهود، ابن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة الكندى البهرانى. ويقال له المقداد بن الأسود، لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، فتبناه ونسب إليه، وصار
يعرف بالمقداد بن الأسود، وليس بابن له، وقيل إنه كان حليفا للأسود بن عبد يغوث، ويقال كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث، فاستلاطه وألزقه به، فقيل له: ابن الأسود لذلك، وقيل إنه كان رجلا من بهراء، فأصاب دما، فهرب إلى كندة، فحالفهم، ثم أصاب فيهم دما، فهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث.
وقال أحمد بن صالح المصري: حضرمى، وحالف أبوه كندة، فنسب إليها، وحالف هو بنى زهرة، فقيل الزهري، لمحالفته الأسود بن عبد يغوث الزهري.
وذكر ابن عبد البر: أن الأصح فيه والأكثر، قول من قال: إنه من كندة، وأن الأسود تبناه وحالفه، وأنه لا يصح قول من قال: إنه كان عبدا، والصحيح أنه بهرانى من بهراء، يكنى أبا معبد، وقيل أبا الأسود، وقيل أبا عمرو.
وذكر هذا القول النووي، والمزي. وذكر النووي، أنه روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اثنان وأربعون حديثا، اتفقا على حديث واحد. ولمسلم ثلاثة أحاديث. روى عنه من الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس والسائب بن يزيد، وسعيد بن العاص، والمستورد بن شداد، وطارق بن شهاب. وروى عنه من التابعين: عبيد الله بن عدي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وجبير بن نفير، وغيرهم.
روى له الجماعة.
كان قديم الإسلام، روينا عن ابن مسعود قال: أول من أظهر إسلامه بمكة سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.
قال ابن عبد البر: وكان من الفضلاء النجباء الكبار الأخيار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. روى فطر بن خليفة، عن كثير بن إسماعيل، عن عبد الله بن مليل، عن على رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يكن نبى إلا أعطى سبعة نجباء ووزراء ورفقاء، وإنى أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلى، والحسن، والحسين، وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد، وبلال.
وروى سليمان وعبد الله - ابنا بريدة - عن أبيهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى، أمرنى بحب أربعة من أصحابى، وأخبرني أنه يحبهم، فقيل: يا رسول الله، من هم؟ قال صلى الله عليه وسلم: على، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر. رواه الترمذي وحسنه.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، سمع رجلا يقرأ ويرفع صوته بالقرآن، فقال: أواب. وسمع آخر يرفع صوته، فقال: مراء، فنظروا، فإذا الأول المقداد بن عمرو.
وروى طارق، عن المقداد، قال: لما نزلنا المدينة، عشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة، قال: فكنت في العشرة الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن لنا إلا شاة نتجزى لبنها.
وروى طارق بن شهاب، عن ابن مسعود قال: لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، كان أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر المشركين، فقال: يا رسول الله، إنا والله لن نقول لك كما قال أصحاب موسى لموسي: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} [المائدة: 24]. ولكن نقاتل من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرق وجهه لذلك، وسره وأعجبه، ذكره ابن عبد البر، وهو في صحيح البخاري بالمعنى.
قال ابن عبد البر: كان قديم الإسلام، ولم يقدم على الهجرة ظاهرا، وأتى مع المشركين من قريش، هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا بالمسلمين، فانحازا إليهم، وذلك في السرية التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبيدة بن الحارث إلى ثنية المروة، فلقوا جمعا من قريش، عليهم عكرمة بن أبي جهل، فلم يكن بينهم قتال، وهرب عتبة بن غزوان، والمقداد بن الأسود يومئذ إلى المسلمين، وشهد المقداد في ذلك العام بدرا، ثم شهد المشاهد كلها. ثم قال ابن عبد البر: وشهد المقداد فتح مصر. انتهى.
وقال المزي: وكان فارسا يوم بدر، لم يثبت أنه شهد فارسا غيره، وقد قيل إن الزبير ابن العوام، كان فارسا يومئذ أيضا، وكذلك مرثد بن أبي مرثد الغنوى، والله أعلم.
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى. قال: وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، في رواية محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا أبو معشر. قال: وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، فيمن هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة.
قال أبو الحسن المدائنى، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وعمرو بن علي، وخليفة بن خياط، وغير واحد: مات المقداد سنة ثلاث وثلاثين، زاد بعضهم. وهو ابن سبعين سنة بالجرف، على ثلاثة أميال من المدينة. وقيل: على عشرة أميال، وحمل إلى المدينة ودفن بها، وصلى عليه عثمان.
وذكر النووي: أنه أوصى إلى الزبير بن العوام.
وذكر البخاري في التاريخ الصغير، عن كريمة ابنة المقداد: أن المقداد أوصى للحسن والحسين، ابنى علي بن أبي طالب، لكل واحد منهما ثمانية عشر ألف درهم، وأوصى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لكل امرأة منهن سبعة آلاف درهم، فقبلوا وصيته.
وقال عمرو بن أبي المقدام: حدثنا ثابت بن هرمز، عن أبيه، عن أبي فايد: أن المقداد ابن الأسود، شرب دهن الخروع، فمات.
وقال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا موسى بن يعقوب، عن عمته، عن أمها كريمة بنت المقداد، أنها وصفت لهم أباها، فقالت: كان رجلا طوالا آدم، ذا بطن، كثير شعر الرأس، يصفر لحيته وهي حسنة، ليست بالعظيمة ولا الحفيفة، أعين، مقرون الحاجبين، أقنى.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1