عبد الله بن محمد البخارى الشيخ الإمام أبو محمد البافي نسبه إلى باف بالباء والفاء الموحدتين قرية من قرى خوارزم
كان من أفقه أهل زمانه مع المعرفة بالنحو والأدب فصيح اللسان بليغ الكلام حسن المحاضرة حلو العبارة حاضر البديهة يقول الشعر الحسن من غير كلفة ويكتب الرسائل المطولة بلا روية
تفقه على أبى على بن أبي هريرة وأبى إسحاق المروزى
أخذ عنه القاضى أبو الطيب والماوردى وطوائف
مات في المحرم سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
ومن الرواية عنه والفوائد والغرائب والأشعار
أخبرنا المسند تاج الدين عبد الرحيم بن أبي اليسر بإسناده إلى القاضى أبى بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى حدثنا أبو بكر أحمد بن على لفظا حدثنا القاضى أبو الحسن على بن محمد بن حبيب الشافعي البصرى قال أنشدنا أبو محمد البافى قول الشاعر
دخلنا كارهين لها فلما | ألفناها خرجنا مكرهينا |
على بغداد معدن كل طيب | ومأوى نزهة المتنزهينا |
سلام كلما جرحت بلحظ | عيون المشتهين المشتهينا |
دخلنا كارهين لها فلما | ألفناها خرجنا مكرهينا |
وما حب الديار بنا ولكن | أمر العيش فرقة من هوينا |
أمر على الديار ديار ليلى | أقبل ذا الجدار وذا الجدارا |
وما حب الديار شغفن قلبى | ولكن حب من سكن الديارا |
عاشق خاطر حتى استلب | المعشوق قبله |
أفتنا لا زلت تفتى | هل يبيح الشرع قتله |
أيها السائل عما | لا يبيح الشرع فعله |
قبلة العاشق للمعشوق | لا توجب قتله |
عجبت من معجب بصورته | وكان بالأمس نطفة مذرة |
وفى غد بعد حسن هيئته | يصير في القبر جيفة قذره |
وهو على عجبه ونخوته | ما بين يوميه يحمل العذرة |
أصبحت لا أرجو ولا أخشى سوى الجبار | فى الدنيا ويوم المحشر |
وأراك تخشى ما تقدر أنه | يأتى به زحل وترجو المشترى |
شتان ما بينى وبينك فالتزم | طرق النجاة وخل طرق المنكر |
وكنت إن بكرت في حاجة | أطالع التقويم والزيجا |
فأصبح الزيج كتصحيفه | وأصبح التقويم تعويجا |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 317