المغيرة بن شعبة المغيرة بن شعبة بن ابي عامر بن مسعود الثقفي، ابو عبد الله: احد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم. صحابي. يقال له (مغيرة الرأى) ولد في الطائف (بالحجاز) وبرحها في الجاهلية مع جماعة من بني مالك فدخل الاسكندرية وافدا على المقوقس، وعاد إلى الحجاز. فلما ظهر الاسلام تردد في قبوله إلى ان كانت سنة 5هـ ، فأسلم. وشهد الحديبية واليمامة وفتوح الشام. وذهبت عينه باليرموك. وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها. وولاه عمر بن الخطاب على البصرة، ففتح عدة بلاد، وعزله، ثم ولاه الكوفة. واقره عثمان على الكوفة ثم عزله. ولما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية اعتزلها المغيرة، ةوحضر مع الحكمين. ثم ولاه معاوية الكوفة فلم يزل فيها إلى ان مات. قال الشعبي: دهاة العرب اربعة: معاوية للأناة، وعمرو بن العاص للمعضلات، والمغيرة للبديهية، وزياد بن ابيه للصغير والكبير. وللمغيرة 136 حديثا. وهو اول من وضع ديوان البصرة، واول من سلم عليه بالامرة في الاسلام.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 277

المغيرة بن شعبة (ب د ع) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو ابن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف- الثقفي. يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبو عيسى.
وأمه أمامة بنت الأفقم أبي عمر، ومن بنى نصر بن معاوية.
أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وله في صلحها كلام مع عروة بن مسعود، وقد ذكر في السير.
وكان يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه أبا عيسى، وكناه عمر بن الخطاب أبا عبد الله.
وكان موصوفا بالدهاء، قال الشعبي: «دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو ابن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد، فأما معاوية بن أبي سفيان فللأناة والحلم، وأما عمرو ابن العاص فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير. وكان قيس ابن سعد بن عبادة من الدهاة المشهورين، وكان أعظمهم كرما وفضلا.
قيل: إن المغيرة أحصن ثلاثمائة امرأة في الإسلام، وقيل: ألف امرأة.
وولاه عمر بن الخطاب البصرة، ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا، فعزله. ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر، فأقره عثمان عليها. ثم عزله، وشهد اليمامة، وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند. وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وشهد فتح همدان وغيرها.
واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وشهد الحكمين، ولما سلم الحسن الأمر إلى معاوية، استعمل عبد الله بن عمرو بن العاص على الكوفة، فقال المغيرة لمعاوية: تجعل عمرا على مصر والمغرب، وابنه على الكوفة، فتكون بين فكي أسد! فعزل عبد الله عن الكوفة، واستعمل عليها المغيرة، فلم يزل عليها إلى أن مات سنة خمسين.
روى عنه من الصحابة: أبو أمامة الباهلي، والمسور بن مخرمة، وقرة المزني. ومن التابعين أولاده: عروة، وحمزة، وعقار. وروى عنه مولاه وراد، ومسروق، وقيس بن أبي حازم، وأبو وائل، وغيرهم.
وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشا في الإسلام، أعطى يرفأ حاجب عمر شيئا حتى أدخله إلى دار عمر.
أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه، وغير واحد، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى: حدثنا أبو الوليد الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم قال: أخبرني سور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة. وهو وراد- عن المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح أعلى الخف وأسفله. وتوفي بالكوفة سنة خمسين، ولما توفي وقف مصقلة بن هبيرة الشيباني على قبره فقال:

ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1161

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 238

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 471

أبو عيسى الثقفي (ع) أبو عيسى، المغيرة بن شعبة الثقفي. تقدم ذكره.
أخرجه أبو نعيم.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1375

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 230

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 236

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفي، أبو عيسى أو أبو محمد.
وقال الطبري: يكنى أبا عبد الله، قال: وكان ضخم القامة، عبل الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أصهب الشعر جعدة وكان لا يفرقه.
أسلم قبل عمرة الحديبية، وشهدها وبيعة الرضوان، وله فيها ذكر.
وحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. روى عنه أولاده. عروة، وعقار، وحمزة ومولاه. وزاد: وابن عم أبيه حسن بن حبة. ومن الصحابة المسور بن مخرمة، ومن المخضرمين فمن بعدهم، قيس بن أبي حازم، ومسروق، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع بن جبير، وبكر بن عبد الله المزني، والأسود بن هلال، وزياد بن علاقة، وآخرون.
قال ابن سعد: كان يقال له مغيرة الرأي. وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق.
وقال الشعبي: كان من دهاة العرب، وكذا ذكره الزهري.
وقال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها، وولاه عمر البصرة، ففتح ميسان وهمذان وعدة بلاد إلى أن عزله لما شهد عليه أبو بكر ومن معه.
قال البغوي: كان أول من وضع ديوان البصرة. وقال ابن حبان: كان أول من سلم عليه بالإمرة، ثم ولاه عمر الكوفة، وأقره عثمان ثم عزله، فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين، ثم بايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه، ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمر على إمرتها حتى مات سنة خمسين عند الأكثر.
ونقل فيه الخطيب الإجماع. وقيل: مات قبل بسنة، وقيل بعدها بسنة.
وقال الطبري: كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجا، ولا يلتبس عليه أمران إلا ظهر الرأي في أحدهما.
وقال الطبري أيضا: كان مع أبي سفيان في هدم طاغية ثقيف بالطائف. وبعثه أبو بكر الصديق إلى أهل النجير وأصيبت عينه باليرموك، ثم كان رسول سعد إلى رستم.
وفي «صحيح البخاري» في قصة النعمان بن مقرن في قتال الفرس- أنه كان رسول النعمان إلى امرئ القيس، وشهد تلك الفتوح.
وتقدم له ذكر في ترجمة عبد الله بن بديل بن ورقاء.
وقال البغوي: حدثني حمزة بن مالك الأسلمي، حدثني عمي شيبان بن حمزة، عن دويد، عن المطلب بن حنطب، قال: قال المغيرة: أنا أول من رشا في الإسلام، جئت إلى يرفأ حاجب عمر، وكنت أجالسه، فقلت: له: خذ هذه العمامة فألبسها، فإن عندي أختها، فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب، فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمر المار فيقول: إن للمغيرة عند عمر منزلة، إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد وذكر البغوي، من طريق زيد بن أسلم- أن المغيرة استأذن على عمر، فقال: أبو عيسى. قال: من أبو عيسى؟ قال: المغيرة بن شعبة. قال: فهل لعيسى من أب؟ فشهد له بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكنيه بها، فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غفر له، وإنا لا ندري ما يفعل بنا، وكناه أبا عبد الله.
وأخرج البغوي من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: استعمل
عمر المغيرة على البحرين، فكرهوه وشكوا منه، فعزله فخافوا أن يعيده عليهم، فجمعوا مائة ألف، فأحضرها الدهقان إلى عمر، فقال: إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي، فدعاه فسأله، فقال: كذب، إنما كانت مائتي ألف، فقال: وما حملك على ذلك؟ قال: كثرة العيال. فسقط في يد الدهقان، فحلف وأكد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلا ولا كثيرا. فقال عمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى علي، فأردت أن أخزيه.
وأخرج ابن شاهين، من طريق كثير بن زيد، عن المطلب- هو ابن حنطب، عن المغيرة، قال: كنت آتي فأجلس على باب عمر أنتظر الإذن على عمر، فقلت ليرفأ حاجب عمر: خذ هذه العمامة فألبسها، فإن عندي أختها، فكان يأذن لي أن أقعد من داخل الباب، فمن رآني قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل غيره.
وقال ابن سعد: كان رجلا طوالا مصاب العين، أصيبت عينه باليرموك، أصهب الشعر، أقلص الشفتين، ضخم الهامة، عبل الذراعين، عريض المنكبين، وكان يقال له مغيرة الرأي.
وقال البخاري في التاريخ: قال أبو نعيم، عن زكريا، عن الشعبي: انكسفت الشمس في زمن المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع وخمسين، فقام المغيرة وأنا شاهد... فذكر القصة. كذا قال: والصواب سنة تسع وأربعين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 156

أبو عيسى المغيرة بن شعبة الثقفي الصحابي المشهور. تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 246

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب ابن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس وهو ثقيف الثقفي، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا عيسى. وأمه امرأة من بني نصر بن معاوية. أسلم عام الخندق، وقدم مهاجرا. وقيل: إن أول مشاهده الحديبية. روى زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لابنه عبد الرحمن- وكان! اكتنى أبا عيسى: إني أبو عيسى. فقال: قد اكتنى بها المغيرة بن شعبة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر للمغيرة: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك. وكان المغيرة رجلا طوالا ذا هيبة أعور أصيبت عينه يوم اليرموك.
وتوفي سنة خمسين من الهجرة بالكوفة، ووقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال.

ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.
روى مجالد، عن الشعبي، قال: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد.
فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير وحكى الرياشي، عن الأصمعي، قال: كان معاوية يقول: أنا للإناءة، وعمرو للبديهة، وزياد للصغير والكبير، والمغيرة للأمر العظيم. قال أبو عمر. يقولون: إن قيس بن سعد بن عبادة لم يكن في الدهاء بدون هؤلاء، مع كرم كان فيه وفضل.
حدثنا سعيد بن مسور، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا محمد بن قاسم، حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا سحنون، عن ابن نافع، قال: أحصن المغيرة ابن شعبة ثلاثمائة امرأة في الإسلام. قال ابن وضاح: غير ابن نافع يقول: ألف امرأة. ولما شهد على المغيرة عند عمر عزله عن البصرة، وولاه الكوفة، فلم يزل عليها إلى أن قتل عمر فأقره عليه عثمان، ثم عزله عثمان، فلم يزل كذلك. واعتزل صفين، فلما كان حين الحكمين لحق بمعاوية، فلما قتل علي، وصالح معاوية الحسن، ودخل الكوفة، ولاه عليها وتوفي سنة خمسين. وقيل: سنة إحدى وخمسين بالكوفة أميرا عليها لمعاوية، واستخلف عليها عند موته ابنه عروة.
وقيل: بل استخلف جريرا، فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادا مع البصرة، وجمع له العراقين، وتوفي المغيرة بن شعبة بالكوفة في داره بها في التاريخ المذكور.
ولما قتل عثمان وبايع الناس عليا دخل عليه المغيرة بن شعبة فقال: يا أمير المؤمنين، إن لك عندي نصيحة قال: وما هي؟ قال: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة، والزبير بن العوام على البصرة، وابعث معاوية بعهده على الشام حتى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. قال علي: أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما، وأما معاوية فلا والله لا أراني الله مستعملا له، ولا مستعينا به، ما دام على حاله، ولكني أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون، فإن أبي حاكمته إلى الله، وانصرف عنه المغيرة مغضبا لما لم يقبل عنه نصيحته. فلما كان الغد أتاه فقال: يا أمير المؤمنين، نظرت فيما قلت بالأمس وما جاوبتني به، فرأيت أنك وفقت للخير، فاطلب الحق. ثم خرج عنه، فلقيه الحسن وهو خارج، فقال لأبيه: ما قال لك هذا الأعور؟ قال: أتاني أمس بكذا وأتاني اليوم بكذا: قال: نصح لك والله أمس، وخدعك اليوم. فقال له علي: إن أقررت معاوية على ما في يده كنت متخذ المضلين عضدا. وقال المغيرة في ذلك:

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1445

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. وأمه أسماء بنت الأفقم بن أبي عمرو بن ظويلم بن
جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر. ويكنى المغيرة بن شعبة أبا عبد الله. وكان يقال له مغيرة الرأي. وكان داهية لا يشتجر في صدره أمران إلا وجد في أحدهما مخرجا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن سعيد الثقفي وعبد الرحمن بن عبد العزيز وعبد الملك بن عيسى الثقفي وعبد الله بن عبد الرحمن ابن يعلى بن كعب ومحمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه وغيرهم قالوا: قال المغيرة بن شعبة: كنا قوما من العرب متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات. فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم. فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وأهدوا له هدايا. فأجمعت الخروج معهم فاستشرت عمي عروة بن مسعود فنهاني وقال: ليس معك من بني أبيك أحد. فأبيت إلا الخروج. فخرجت معهم وليس معهم من الأحلاف غيري حتى دخلنا الإسكندرية فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر.
فركبت زورقا حتى حاذيت مجلسه فنظر إلي فأنكرني وأمر من يسألني من أنا وما أريد.
فسألني المأمور فأخبرته بأمرنا وقدومنا عليه. فأمر بنا أن ننزل في الكنيسة وأجرى علينا ضيافة ثم دعا بنا فدخلنا عليه. فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه إليه وأجلسه معه. ثم سأله: أكل القوم من بني مالك؟ فقال: نعم إلا رجل واحد من الأحلاف. فعرفه إياي فكنت أهون القوم عليه. ووضعوا هداياهم بين يديه فسر بها وأمر بقبضها وأمر لهم بجوائز وفضل بعضهم على بعض. وقصر بي فأعطاني شيئا قليلا لا ذكر له. وخرجنا فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهليهم وهم مسرورون ولم يعرض على رجل منهم مؤاساة. وخرجوا وحملوا معهم الخمر فكانوا يشربون وأشرب معهم وتأبى نفسي تدعني. ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا وما حباهم الملك ويخبرون قومي بتقصيره بي وازدرائه إياي. فأجمعت على قتلهم. فلما كنا ببساق تمارضت وعصبت رأسي فقالوا لي: ما لك؟ قلت: أصدع. فوضعوا شرابهم ودعوني فقلت: رأسي يصدع ولكني أجلس فأسقيكم. فلم ينكروا شيئا فجلست أسقيهم وأشرب القدح بعد القدح. فلما دبت الكأس فيهم اشتهوا الشراب فجعلت أصرف لهم وأنزع الكأس فيشربون ولا يدرون. فأهمدتهم الكأس حتى ناموا ما يعقلون. فوثبت إليهم فقتلتهم جميعا وأخذت جميع ما كان معهم فقدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجده جالسا في المسجد مع أصحابه.
وعلي ثياب سفري. فسلمت بسلام الإسلام فنظر إلي أبي بكر بن أبي قحافة. وكان بي عارفا. فقال: ابن أخي عروة. قال قلت: نعم. جئت أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله. [فقال رسول الله. ص: الحمد لله الذي هداك للإسلام]. فقال أبو بكر: أمن مصر أقبلتم؟ قلت: نعم. قال: فما فعل المالكيون الذين كانوا معك؟
قلت: كان بيني وبينهم بعض ما يكون بين العرب ونحن على دين الشرك فقتلتهم وأخذت أسلابهم وجئت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخمسها أو يرى فيها رأيه. فإنما هي غنيمة من مشركين وأنا مسلم مصدق بمحمد - صلى الله عليه وسلم -[فقال رسول الله. ص: أما إسلامك فقبلته ولا آخذ من أموالهم شيئا ولا أخمسه لأن هذا غدر. والغدر لا خير فيه]. قال فأخذني ما قرب وما بعد وقلت: يا رسول الله إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ثم أسلمت حيث دخلت عليك الساعة. [قال: فإن الإسلام يجب ما كان قبله].
قال: وكان قتل منهم...

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 4- ص: 213

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. ويكنى أبا عبد الله. وأول مشاهده الحديبية. وولاه عمر بن الخطاب البصرة ثم عزله عنها وولاه بعد ذلك الكوفة فقتل عمر وهو على الكوفة. فعزله عثمان بن عفان عنها وولاها سعد بن أبي وقاص. فلما ولي معاوية الخلافة ولى المغيرة بن شعبة الكوفة فمات بها.
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: أخبرنا شعبة عن مغيرة عن سماك بن سلمة قال: أول من سلم عليه بالإمرة المغيرة بن شعبة.
قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قال: سمعت عبد الملك بن عمير قال: رأيت المغيرة بن شعبة يخطب الناس في العيد على بعير ورأيته يخضب بالصفرة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن أبي موسى الثقفي عن أبيه قال: مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان سنة خمسين في خلافة معاوية. وهو
يومئذ ابن سبعين سنة. وكان رجلا طوالا أعور أصيبت عينه يوم اليرموك.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا مسعر عن زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد الله حين مات المغيرة بن شعبة يقول: استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العافية.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 97

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفي أبو عبد الله وقد قيل أبو عيسى أصيبت عينه يوم اليرموك مات بالكوفة وهو وال عليها سنة خمسين وله سبعون سنة وكان من دهاة قريش

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 75

مغيرة بن شعبة، أبو عبد الله، ويقال: أبو عيسى، الثقفي.
صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو نعيم: عن زكريا، عن الشعبي، قال: انكسفت الشمس في إمارة المغيرة بن شعبة، يوم الأربعاء، في رجبٍ سنة تسعٍ وخمسين، فقام المغيرة وأنا شاهد.
حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، قال: كان دهاة الناس في الفتنة خمسةً: فعد من قريش: معاوية، وعمرو بن العاص، ومن الأنصار: قيس بن سعد، ومن ثقيف: المغيرة بن شعبة، ومن المهاجرين: عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي، وكان مع علي قيس بن سعد، وعبد الله، واعتزل المغيرة بن شعبة.
قال أبو نعيم: حدثنا مسلمة بن نوفل بن المغيرة بن شعبة، قال: حدثني المغيرة ابن بنت المغيرة بن شعبة، قال: مر المغيرة بن شعبة بقومٍ نصبوا دجاجةً، فقال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة.
وقال لي فروة: حدثنا القاسم بن مالكٍ، عن مسلمة بن نوفل الثقفي، عن المغيرة بن شعبة، قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المثلة.’’.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1

المغيرة بن شعبة الثقفي
شهد الحديبية وولي الكوفة غير مرة عنه بنوه والشعبي وزياد بن علاقة أحصن سبعين امرأة وبرأيه ودهائه يضرب المثل مات سنة خمسين ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس
بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس غيلان كنيته أبو عبد الله ويقال أبو عيسى الثقفي له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم حديثه في الكوفيين وكان ولي البصرة نحو سنتين وله بها فتوح وولي الكوفة ومات بها وله بها دار في ثقيف وأول مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية مات سنة خمسين في الطاعون في شعبان وهو ابن سبعين سنة
روى عنه ابنه عروة في الوضوء والأسود بن هلال ومسروق وابن المغيرة أراه حمزة ووراد مولاه في الصلاة وزياد بن علاقة في الصلاة وعلي بن
ربيعة وعبيد بن فضيلة والمسود بن مخرمة وقيس بن أبي حازم وعلقمة بن وائل

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

المغيرة بن شعبة الثقفي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 26

(ع) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف أبو عيسى، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله.
قال ابن حبان: مات بالكوفة وهو وال عليها في شعبان سنة خمسين، وهو أول من سلم عليه بالإمرة.
وفي كتاب العسكري: ولي البصرة لعمر بن الخطاب سنتين، وافتتح ميسان، وولي الكوفة لمعاوية عشر سنين، ومات سنة ست وخمسين، وقيل: سنة خمسين، أو نحوها.
وفي كتاب البغوي: كان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره ومقامه بالمدينة، ويحمل وضوءه معه، وشهد دفن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد اليمامة، وفتح الشام، وفتح ميسان ودسيب ميسان، وأبرقبان، وسوق الأهواز، وغزا نهر تيري، وبنادر الكبرى، وفتح همذان، وشهد نهاوند وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وكان أول من وضع ديوان البصرة، ويخضب بالصفرة، وكان أول من رشي في الإسلام، قال: أعطيت بيرنا عمامة فكان يدخلني، فأجس من وراء باب عمر، فأي من
رآني وقد خرجت قال: إنه كان داخلا عند عمر، وأنا آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر.
وفي «الطبقات» أن المغيرة لما ألقى خاتمه وأراد أخذه قال له علي: لا تحدث الناس أنك نزلت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل فأعطانيه. وعن قتادة: أحصن المغيرة مائة امرأة من بين قرشية وثقفية. وعن معبد: أول من خضب بالسواد المغيرة.
وفي كتاب الرشاطي: أحصن ألف امرأة.
وفي قول المزي عن ابن سعد: مات سنة خمسين، بعد ذكره أن الواقدي ذكرها في سنة خمسين في شعبان، نظر، لم يذكر ابن سعد وفاته إلا التي ذكرها الواقدي.
وفي قوله أيضا أن زيادا وقف على قبره وقال: إن تحت الأحجار حزما وعزما وخصيما ألدا ذا معلاق، نظر؛ لأن ابن عبد البر ذكر الواقف، وأنشد هذا الشعر مصقلة بن هبيرة الشيباني.
وذكر عمر بن شبة وأبو الفرج وعمرو بن بحر الجاحظ في آخرين أن مصقلة كان بينه وبين المغيرة كلام، فافترى على المغيرة، فجلده شريح الحد، فحلف لا يسكن بلدا فيه المغيرة، فلما توفي المغيرة دخل الكوفة وسأل عن قبر المغيرة، فاعتقد أصحابه أنه يريد شرا، فلما وقف عليه أنشد هذا الشعر، وهو المهلهل بقوله في أخيه كليب، ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت شديد الأخوة لمن آخيت، في كلام طويل، وإنما بدأت بكتاب أبي عمر لأنه عند المحدثين كالعكازة، والله تعالى أعلم.
وفي «تاريخ البخاري»: قال أبو نعيم عن زكريا، عن الشعبي: انكسفت الشمس
في إمارة المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع وخمسين، فقام المغيرة وأنا شاهد.
وفي قول المزي: وقال علي بن عبد الله التميمي: مات سنة خمسين، نظر، والذي في تاريخ علي بن عبد الله هذا، من غير تردد من نسخة في غاية الجودة: المغيرة بن شعبة، يكنى أبا عبد الله، مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان رضي الله عنه.
وفي قوله أيضا: ذكر الواقدي وفاته في شعبان سنة خمسين وله سبعون سنة، وقال علي بن عبد الله والهيثم ومحمد ابن سعد وأبو حسان الزيادي في آخرين: مات سنة خمسين، نظر؛ لأن أبا حسان ذكر وفاته في شعبان، وسنه أيضا، كما ذكره الواقدي، لا يغادر حرفا، وزاد أيضا شيئا لم يذكره الواقدي ولا المزي، بين ذلك القراب قال في تاريخه: أبنا الحسين ابن أحمد الصفار، أبنا أبو الحسن المخلدي، حدثني الفضل بن عبد الجبار الباهلي بمرو سنة ثمان وستين ومائتين، حدثني مسرور مولى أحمد، ثنا الحسين ويكنى أبا حسان الزيادي، قال: سنة خمسين، وفيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان، ويقال: مات سنة اثنتين وخمسين، له سبعون سنة. قال القراب: أبنا محمد بن محمد بن خالد، أبنا محمد بن إبراهيم، ثنا ابن أبي الدنيا قال: قال أبو الحسن يعني المدائني: كان بالكوفة طاعون، الذي مات فيه المغيرة وهو واليها سنة خمسين، فخرج منها، فلما خف الطاعون قيل له: لو رجعت! فرجع، فلما كان في خصاص ابن عوف طعن، فمات، رحمه الله تعالى وغفر له، وكذا ذكره في «التعريف بصحيح التاريخ».
وفي كتاب ابن شبة: وفد عتبة بن غزوان على عمر ووجه مجاشع بن مسعود إلى الفرات، وقال للمغيرة: صل بالناس، فإذا قدم مجاشع فهو الأمير، فجمع الفيلكان عظيم من عظماء ابن قناذ، فخرج إليه المغيرة فقتله بالمرغاب، وكتب إلى عمر بالفتح، فقال عمر لعتبة: من استعملت على أهل البصرة؟ قال: مجاشع بن مسعود، قال: استعملت رجلا من أهل الوبر على أهل المدر؟!
فرجع عتبة، فلما توفي كتب عمر إلى المغيرة بولايته على البصرة، فأقام واليا عليها سنة خمس عشرة وست عشرة وسبع عشرة.
وفي المعجم للمرزباني: فقئت عينه يوم القادسية، وكانت له قبل ذلك نكتة في عينه، ولمعاوية بن أبي سفيان يقول - وجرت بينهما مراجعة:

وكان صاحب معاوية في سائر حروبه ومواطنه، وهو أول من أشار عليه بولاية العهد ليزيد، وأول من أجهد نفسه في ذلك بالكوفة عند تقلده إياها لمعاوية.
وزعموا أن في «شرح التنبيه» لابن الرفعة أن المغيرة كان يرى نكاح السر، وأنه تزوج أم جميلة بنت عمرو سرا خوفا من عمر بن الخطاب، فرآه أبو بكرة يتردد إليها، فاتهمه، وزعم أن الشريف.. بمصر.
وفي كتاب المسعودي: وفي سنة تسع وأربعين كان الطاعون بالكوفة، فخرج عنه المغيرة، ثم عاد، فطعن فمات.
وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لما ولي الكوفة ركب إلى هند ابنة النعمان، وكانت قد عميت، وترهبت في دير لها بظاهر الكوفة، فخطبها إلى نفسها، فقالت: أما والصليب لو كان في شيء مما يرغب فيه لأجبتك، ولكنك أردت أن تتشرف بي في المحافل؛ فتقول ملكت مكان النعمان ونكحت ابنته، فقال: والله ذلك أردت، ثم قال:
قال أبو الفرج: كان المغيرة من دهاة العرب وحذقتها، وذوي الرأي فيها والحيل الثاقبة، وكان يقال له في الجاهلية: مغيرة الرأي، وفتح وهو أمير البصرة عمان.
وعن أبي اليقظان: كان المغيرة مطلاقا، فربما اجتمع عنده أربع نسوة، فيقول: إنكن لطويلات الأعناق، كريمات الأعراق، حسنات الأخلاق، ولكني رجل مطلاق، فاعتددن.
وفي ربيع الأبرار: قال عبد السلام بن أبي سليمان النكاح:
وقال الجاحظ: كان الجمال بالكوفة ينتهي إلى أربعة، فبدأ بالمغيرة، وقد اختلف في ثقيف، فمن أغرب ما قيل فيه أنه كان عبدا لأبي غالب، وكان أصله من قوم نحوا من ثمود، وهو قول علي بن أبي طالب، وروى عنه أن ثقيفا كان عبدا لصالح صلى الله عليه وسلم، فهرب منه واستوطن الحرم، وعن ابن عباس كان عبدا للهجمانة امرأة صالح، فوهبته لصالح.
قال الهمداني في «الإكليل»: ليس هو صالح النبي؛ إنما هو ابن الهميسع بن ذي مازن بن حدان. وفي ذلك يقول حسان:
وقال الضحاك بن المنذر الحميري، وذكرهم: أولئك صغار الخدود، لئام الجدود، بقية أعبد ثمود.
وزعم المبرد أن ثقيفا أخو النخع.
وفي «معجم الطبراني»: لما نزع عمر عمارا عن الكوفة استعمل المغيرة، فمكث سنة، ثم قتل عمر، فلما ولي عثمان بعث سعيدا، وأقام أيام معاوية على الكوفة
تسع سنين، روى عنه: أبو أمامة الباهلي، وقرة بن إياس المزني، وأبو فراس الأسلمي، وابن أبي مرحب وله صحبة، والمغيرة ابن بنت المغيرة بن شعبة، والأسود بن أبي عاصم الثقفي، وسالم بن أبي الجعد، وأبو سفيان طلحة بن نافع، وبشر بن قحيف، وسعد بن عبيدة، وعبد الله بن بريدة الأسلمي، وقبيصة بن جابر الأسدي، وسعيد القطاعي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو السائب مولى هشام بن زهرة، وأبو مصعب المكي، وعمرو بن أوس الثقفي.
وقال الطبري في تاريخه: أولاد المغيرة نبلاء فضلاء أمراء؛ منهم عروة، استعمله الحجاج على الكوفة، ومطرف على المدائن، وحمزة على همدان.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 11- ص: 1

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف
من قيس عيلان الثقفي كنيته أبو عبد الله ويقال أبو عيسى من دهاة العرب أصيب عينه يوم اليرموك وهو أول من سلم عليه بالإمرة مات سنة خمسين في الطاعون في الكوفة في شعبان وهو والى على الكوفة وهو بن سبعين سنة ويقال إنه أحصن ثمانين امرأة وأم المغيرة بن شعبة أم عبد الله بن هوازن

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

المغيرة بن شعبة الثقفي
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن معتب بن عامر بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي وهو ثقيفٌ
حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو نعيم، نا مسعرٌ، عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني ورادٌ كاتب المغيرة قال: كتب المغيرة إلى معاوية ’’ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ» فسمعت معاوية بعد ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا
حدثنا بشر بن موسى، نا أبو نعيم، نا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ليلة فأفرغت عليه وضوءه فغسل يديه ووجهه وغسل ذراعيه ومسح برأسه ثم أهويت إلى الخف فقال: «دعهما إني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 3- ص: 1

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب ابن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس - وهو ثقيف - الثقفي، يكنى أبا عبد الله، وقيل أبا عيسى، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم على ما قيل، وقيل أبا محمد:
صحابى مشهور، له عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة حديث وستة وثلاثون حديثا، اتفقا منها على تسعة، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين. ذكر ذلك النووي. روى عنه من الصحابة: أبو أمامة الباهلى، والمسور بن مخرمة، وقرة المزني الصحابيون. ومن التابعين: بنوه الثلاثة: حمزة وعروة وعقار - بقاف مشددة وراء مهملة بعد الألف - ووراد كاتب المغيرة، والشعبى، وخلق.
روى له الجماعة، وقال: إسلامه عام الخندق، وقدم مهاجرا، وقيل: إن أول مشاهده الحديبية، وله في خبر صلحها، كلام مشهور، مع عروة بن مسعود الثقفي، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ما بعدها من المشاهد، ولما قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم، أنزلهم على المغيرة، وبعثه مع أبي سفيان بن حرب إلى الطائف، فهدموا الربة.
ونقل الواقدي عن المغيرة، أنه قال: إن أبا بكر الصديق، بعثنى إلى أرض النجير، ثم شهدت اليمامة، ثم شهدت فتوح الشام مع المسلمين، ثم شهدت اليرموك، وأصيبت عينى يوم اليرموك، ثم شهدت القادسية، وكنت رسول سعد إلى رستم، ووليت لعمر ابن الخطاب فتوحا.
وقال النووي: وشهد اليمامة وفتح الشام، وذهبت عينه يوم اليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند، وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وشهد فتح همذان، وغيرها. انتهى.
ومن الولايات التي وليها المغيرة: البصرة، ولاها له عمر بن الخطاب، ثم عزله عنها، لما شهد عليه بالزنا، ولم تكمل الشهادة عليه عند عمر بذلك، وجلد عمر الثلاثة الذين شهدوا عليه، وولاه عمر الكوفة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر، وولى عثمان بعده، وأمره عثمان على ذلك ثم عزله، ولم يشهد المغيرة صفين، لا نعزاله عن الفتنة، ثم لحق بمعاوية بعد انقضاء التحكيم. ثم ولاه معاوية الكوفة، لما سلم الحسن بن علي بن أبي طالب الأمر لمعاوية بعد قتل على.
وروى مجالد عن الشعبى، قال: الدهاة أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو، فللمعضلات، وأما المغيرة، فللمبادهة، وأما زياد، فللصغير وللكبير.
وحكى الرياشى عن الأصمعى، قال: كان معاوية يقول: أنا للأناة، وعمرو للبديهة، وزيادة للصغير والكبير، والمغيرة للأمر العظيم. قال ابن عبد البر: يقولون: إن قيس بن سعد بن عبادة، لم يكن في الدهاء بدون هؤلاء، مع كرم كان فيه وفضل.
وقال معمر عن الزهري: كان دهاة الناس في الفتنة خمسة نفر: عمرو بن العاص، ومعاوية، ومن الأنصار، قيس بن سعد، ومن ثقيف المغيرة بن شعبة، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، واعتزل المغيرة بن شعبة.
وقال مجالد عن الشعبي: سمعت قبيصة بن جابر، يقول: صحبت المغيرة بن شعبة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب، لا يخرج من باب منها، إلا تمكن أن يخرج من أبوابها كلها. وقال الهيثم بن عدي، عن مجالد، عن الشعبي: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: ما غلبنى أحد قط - وفي رواية: ما خدعنى أحد في الدنيا - إلا غلام من بنى الحارث بن كعب، فإني خطبت امرأة منهم، فأصغى إلى الغلام، وقال: أيها الأمير، لا حاجة لك فيها، إنى رأيت رجلا يقبلها، فانصرفت عنها، فبلغني أن الغلام تزوجها، فقلت: أليس زعمت أنك رأيت رجلا يقبلها! قال: ما كذبت أيها الأمير، رأيت أباها يقبلها. فكلما ذكرت قوله، علمت أنه خدعنى، وفي رواية: فإذا ذكرت ما فعل بى غاظني.
وقال ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب: أحصن المغيرة بن شعبة، أربعا من بنات أبي سفيان. وقال بكر بن عبد الله المزني، عن المغيرة بن شعبة، في حديث ذكره: ولقد تزوجت سبعين امرأة أو بعضا وسبعين امرأة. وقال ليث بن أبي سليم: قال المغيرة بن شعبة: أحصنت ثمانين امرأة. وقال حرملة بن يحيى، عن ابن وهب: سمعت نافعا يقول: كان المغيرة بن شعبة نكاحا للنساء، وكان يقول: صاحب الواحدة إن مرضت مرض
معها، وإن حاضت حاض معها، وصاحب المرأتين بين نارين تشتعلان. وكان ينكح أربعا جميعا، ويطلقهن جميعا. وقال محمد بن وضاح، عن سحنون بن سعيد، عن عبد الله بن نافع الصائغ: أحصن المغيرة بن شعبة، ثلاثمائة امرأة في الإسلام. قال ابن وضاح: غير ابن نافع، يقول: ألف امرأة.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: توفى سنة تسع وأربعين بالكوفة، وهو أميرها. وقال الواقدي، عن محمد بن أبي موسى الثقفي، عن أبيه: مات بالكوفة في شعبان سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهو ابن سبعين سنة. وقال علي بن عبيد الله التميمي، والهيثم بن عدي، ومحمد بن سعد، وأبو حسان الزيادى، في أخرىن: مات سنة خمسين.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: مات سنة خمسين، أجمع العلماء على ذلك. وقال أبو عمر ابن عبد البر: مات سنة إحدى وخمسين. وقال بعضهم: سنة ثلاث وخمسين، وكلاهما خطأ، والله أعلم.
وقال سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عمير: رأيت زيادا واقفا على قبر المغيرة بن شعبة، وهو يقول [من الخفيف]:

وذكر ابن عبد البر: أن مصقلة بن هبيرة الشيبانى، وقف على قبر المغيرة وقال هذين البيتين، ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.
وذكر ابن عبد البر، أنه استخلف على الكوفة عند موته ابنه عروة، وقيل: بل استخلف، جريرا، فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادا، مع البصرة، وجمع له العراق. قال: وكان المغيرة رجلا طوالا ذا هيبة أعور، أصييت عينه يوم اليرموك. انتهى.
وروى عن عائشة قالت: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام المغيرة بن شعبة، فنظر إليها، فذهبت عينه. ذكر ذلك المزي في التهذيب.
وقال محمد بن سعد: وكان - يعنى المغيرة - أصهب الشعر، جعدا أكشف، يفرق رأسه فروقا أربعة، أقلص الشفتين، مهتوما، ضخم الهامة، عبل الذراعين، بعيد ما بين
المنكبين، قال: وكان يقال له: مغيرة الرأي، وكان داهية لا يشتجر في صدره أمران إلا وجد في أحدهما مخرجا. قال: وأمه أسماء بنت الأفقم بن عمرو بن ظويلم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر. وقال غيره: أمه أمامة بنت الأفقم. انتهى.
قال النووي: قالوا: وهو أول من وضع ديوان البصرة.
وأخبار المغيرة كثيرة. وقد أتينا على فنون منها فيها مقنع.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1

مغيرة بن شعبة أبو عبد الله
ويقال أبو عيسى الثقفي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم له صحبة روى عنه الشعبي وعروة بن الزبير وعروة وعقار ابناه سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1