معمر بن المثنى معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري، ابو عبيدة النحوي: من ائمة العلم بالادب واللغة. مولده ووفاته في البصرة. استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد سنة188هـ ، وقرأ عليه اشياء من كتبه. قال الجاحظ: لم يكن اباضيا، شعوبيا، من حفاظ الحديث. قال ابن قتيبة: كان يبغض العرب وصنف في مثالبهم كتبا. ولما مات لم يحضر جنازته احد، لشدة نقده معاصريه. وكان، مع سعة علمه، ربما انشد البيت فلم يقم وزنه، ويخطئ اذا قرأ القرآن نظرا. له نحو200 مؤلف، منها (نقائض جرير والفرزدق-ط) و (مجاز القرآن-ط) الجزء الاول منه، و (العققة والبررة-ط) رسالة، و (مآثر العرب) و (المثالب) و (فتوح ارمينية) و (ما تلحن فيه العامة) و (ايام العرب) و (الانسان) و (الزرع) و (الشوارد) و (معاني القرآن) و (طبقات الفرسان) و (طبقات الشعراء-خ) و (المحاضرات والمحاورات-خ) و (الخيل -ط) و (الانباذ-خ) و (اعراب القرآن-خ) و (القبائل) و (الامثال).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 272

معمر بن المثنى أبو عبيدة البصري مولى بني تيم تيم قريش لا تيم الرباب:
كان من أعلم الناس باللغة وأنساب العرب وأخبارها، وهو أول من صنف غريب الحديث. أخذ عن يونس بن حبيب وأبي عمرو بن العلاء، وأسند الحديث إلى هشام بن عروة الامام الحجة.
قال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن المديني يصحح رواية أبي عبيدة.
وقال الدارقطني: لا بأس به إلا أنه يتهم بشيء من رأي الخوارج ويتهم بالأحداث.
وأخذ عن أبي عبيدة: أبو عبيد القاسم بن سلام والأثرم علي بن المغيرة وأبو
عثمان المازني وأبو حاتم السجستاني وعمر بن شبة النميري وغيرهم.
وقال أبو العباس المبرد: كان أبو عبيدة عالما بالشعر والغريب والأخبار والنسب، وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو، وكان أعلم من الأصمعي وأبي زيد بالأنساب، وكان أبو نواس يتعلم منه ويمدحه ويذم الأصمعي: سئل عن الأصمعي فقال: بلبل في قفص، وسئل عن أبي عبيدة فقال: أديم طوي على علم.
وقال بعضهم: كان الطلبة إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا مجلس أبي عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر، لأن الأصمعي كان حسن الانشاء والزخرفة قليل الفائدة، وأبو عبيدة بضد ذلك.
وقال يزيد بن مرة: كان أبو عبيدة ما يفتش عن علم من العلوم إلا كان من يفتشه عنه يظن أنه لا يحسن غيره ولا يقوم بشيء أجود من قيامه به، قال أبو حاتم: وكان مع علمه إذا قرأ البيت لم يقم إعرابه وينشده مختلف العروض.
وقال ابن قتيبة: كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب وأخبارها.
وقال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا إجماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة.
ويحكى أنه كان يرى رأي الخوارج الاباضية، وقيل كان شعوبيا يطعن في الأنساب. قال أبو العيناء: قال رجل لأبي عبيدة يا أبا عبيدة قد ذكرت الناس وطعنت في أنسابهم فبالله إلا ما عرفتني من أبوك وما أصله؟ فقال: حدثني أبي أن أباه كان يهوديا.
وحدث الصولي عن محمد بن سعيد عن عيسى بن إسماعيل قال: جلس أبان بن عبد الحميد اللاحقي ليلة في قوم فثلب أبا عبيدة فقال: يقدح في الأنساب ولا نسب له، فبلغ ذلك أبا عبيدة فقال في مجلسه: لقد أغفل السلطان كل شيء حين أغفل أخذ الجزية من أبان اللاحقي، وهو وأهله يهود، وهذه منازلهم فيها أسفار التوراة وليس فيها مصحف، وأوضح دلالة على يهوديتهم أن أكثرهم يدعي حفظ التوراة ولا يحفظ من القرآن ما يصلي به، فبلغ ذلك أبان فقال:

وحكى أبو الحسن الأسدي قال: حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه قال: أنشدت الفضل بن الربيع أبياتا كان الأصمعي أنشدنيها في صفة فرس وهي:
قال: ودخل الأصمعي فسمعني أنشدها فقال: هات بقيتها، فقلت: ألم تقل إنه لم يبق منها شيء؟ فقال: ما بقي منها إلا عيونها، ثم أنشد بعدها ثلاثين بيتا فغاظني فعله، فلما خرج عرفت الفضل بن الربيع قلة شكره لعارفة وبخله بما عنده، ووصفت له فضل أبي عبيدة معمر بن المثنى وعلمه ونزاهته وبذله ما عنده واشتماله على جميع علوم العرب، ورغبته فيه حتى أنفذ إليه مالا جليلا واستقدمه، فكنت سبب مجيئه من البصرة.
قال أبو عبيدة: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج اليه سنة ثمان وثمانين ومائة فقدمت الى بغداد واستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسي، وهو جالس عليها، فسلمت عليه بالوزارة فرد وضحك إلي، واستدناني حتى جلست إليه على فرشه، ثم سألني وألطفني وباسطني وقال: أنشدني فأنشدته، فطرب وضحك وزاد نشاطه، ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه الى جانبي وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا وقال لي: إني كنت إليه مشتاقا، وقد سألت عن مسألة افتأذن لي أن أعرفك إياها؟ فقلت: هات، قال قال الله عز وجل: {طلعها كأنه رؤس الشياطين} وإنما يقع الوعد والايعاد بما عرف مثله، وهذا لم يعرف، فقلت: إنما كلم الله تعالى العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
وهم لم يروا الغول قط، ولكنهم لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذلك واستحسنه السائل، وعزمت من ذلك اليوم أن أضع كتابا في القرآن في مثل هذا وأشباهه وما يحتاج اليه من علمه، فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته «المجاز» وسألت عن الرجل السائل فقيل لي: هو من كتاب الوزير وجلسائه، وهو إبراهيم بن إسماعيل الكاتب.
قال سلمة: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين في «كتاب المجاز» .
وقال التوزي: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعيب عليه تأليف «كتاب المجاز في القرآن» وانه قال: يفسر ذلك برأيه، فسأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هو، فركب حماره في ذلك اليوم، ومر بحلقة الأصمعي فنزل عن حماره وسلم عليه وجلس عنده وحادثه، ثم قال له: يا أبا سعيد ما تقول في الخبز؟ قال: هو الذي تخبزه وتأكله، فقال له أبو عبيدة: فسرت كتاب الله برأيك، قال الله تعالى {إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا} قال الأصمعي هذا شيء بان لي فقلته ولم أفسره برأيي، فقال له أبو عبيدة: وهذا الذي تعيبه علينا كله شيء بان لي فقلناه ولم نفسره برأينا، ثم قام فركب حماره وانصرف.
وقال أبو عثمان المازني: سمعت أبا عبيدة يقول: أدخلت على الرشيد فقال لي: يا معمر بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل أحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما تصنع بالكتاب؟ يحضر فرس ونضع أيدينا على عضو عضو ونسميه ونذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام أحضر فرسي، فقام الأصمعي فوضع يده على عضو عضو وجعل يقول هذا كذا، قال الشاعر فيه كذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول فيما قال؟ فقلت: قد أصاب في بعض وأخطأ في بعض، والذي أصاب فيه شيء نعلمه والذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به.
وكان الأصمعي إذا أراد الدخول إلى المسجد قال: انظروا لا يكون فيه ذاك- يعني أبا عبيدة- خوفا من لسانه.
وكانت ولادة أبي عبيدة في رجب سنة عشر ومائة، وقال أبو موسى محمد بن المثنى: توفي أبو عبيدة سنة ثمان ومائتين، وقال الصولي سنة سبع، وقال المظفر بن يحيى سنه تسع وقيل سنة إحدى عشرة وقيل ثلاث عشرة وله ثمان وتسعون سنة، ولم يحضر جنازته احد لأنه لم يكن يسلم من لسانه أحد لا شريف ولا غيره.
ولأبي عبيدة من التصانيف: كتاب غريب القرآن. كتاب مجاز القرآن .
كتاب غريب الحديث. كتاب فضائل الفرس. كتاب الحدود. كتاب التاج. كتاب الديباج. كتاب الانسان. كتاب الزرع. كتاب الجمع والتثنية. كتاب الفرس. كتاب اللجام. كتاب السرج. كتاب الابل. كتاب الرحل. كتاب البازي. كتاب الحمام.
كتاب الحيات. كتاب العقارب. كتاب الخيل. كتاب السيف. كتاب حضر الخيل.
كتاب الخف. كتاب اللغات. كتاب الأضداد. كتاب الفرق. كتاب ما تلحن فيه العامة. كتاب الابدال. كتاب القرائن. كتاب أشعار القبائل. كتاب أسماء الخيل.
كتاب الأمثال السائرة. كتاب الدلو. كتاب البكرة. كتاب نقائض جرير والفرزدق .
كتاب المعاتبات. كتاب الملاومات. كتاب من شكر من العمال وحمد. كتاب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب. كتاب العفة كتاب فعل وأفعل. كتاب الشوارد. كتاب أدعية العرب. كتاب بيوتات العرب. كتاب أيام بني مازن وأخبارهم. كتاب القبائل. كتاب إياد الأزد. كتاب الضيفان. كتاب مقاتل الفرسان. كتاب مقاتل الأشراف. طبقات الفرسان. كتاب الغارات. كتاب
المنافرات. كتاب بيان باهلة. كتاب مآثر العرب. كتاب مثالب العرب. كتاب مآثر غطفان. كتاب النواكح. كتاب النواشز. كتاب لصوص العرب. كتاب الأيام الكبير. كتاب الأيام الصغير. كتاب الحمس من قريش. كتاب خبر البراض. كتاب قصة الكعبة. كتاب الأوس والخزرج. كتاب الموالي. كتاب الاحتلام. كتاب خلق الانسان. كتاب البله. فتوح الأهواز. كتاب خوارج البحرين واليمامة. كتاب السواد وفتحه. كتاب خراسان. كتاب مقتل عثمان. أخبار الحجاج. كتاب مرج راهط.
كتاب الأعيان. كتاب الجمل وصفين. كتاب مكة والحرم. كتاب فضائل الفرس.
كتاب قضاة البصرة، وغير ذلك، فقد قيل إن تصانيفه تقارب المائتين.

    معمر بن المثنى اللغوي البصري مولاهم أبو عبيدة. مولى بني تيم؛ تيم قريش، رهط أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
    أخذ عن يونس، وأبي عمرو.
    هو أول من صنف «غريب الحديث».
    أخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم، والمازني، والأثرم، وعمر بن شبة.
    وكان أعلم من الأصمعي وأبي زيد بالأنساب والأيام، وكان أبو نواس يتعلم منه ويصفه ويذم الأصمعي، سئل عن الأصمعي، فقال: بلبل في قفص، وعن أبي عبيدة فقال: أديم طوي على علم.
    وقال بعضهم: كان الطلبة إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا مجلس أبي عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر، لأن الأصمعي كان حسن الإنشاد والزخرفة قليل الفائدة، وأبا عبيدة بضد ذلك.
    وقال يزيد بن مرة: ما كان أبو عبيدة يفتش على علم من العلوم إلا كان من يفتشه عنه يظن أنه لا يحسن غيره، ولا يقوم بشيء أجود من قيامه به.
    أقدمه الرشيد من البصرة إلى بغداد وقرأ عليه.
    وكان شعوبيا، وقيل: كان يرى رأى الخوارج الإباضية.
    وقال الجاحظ في حقه: لم يكن في الأرض خارجي أعلم بجميع العلوم منه.
    وقال ابن قتيبة: كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب وأخبارها.
    وقال له رجل: يا أبا عبيدة، قد ذكرت الناس وطعنت في أنسابهم، فبالله إلا عرفتني من أبوك، وما أصله؟ فقال: حدثني أبي أن أباه كان يهوديا بباجروان.
    قال أبو حاتم: وكان مع علمه إذا قرأ البيت لم يقم إعرابه، وينشده مختلف العروض.
    وتصانيفه تقارب مائتي تصنيف، فمنها: «غريب القرآن»، «مجاز القرآن»، «الأمثال في غريب الحديث»، «المثالب»، «أيام العرب»، «معاني القرآن»، «طبقات الفرسان»، «نقائض جرير والفرزدق»، «الخيل»، «الإبل»، «السيف»، «اللغات»، «المصادر»، «خلق الإنسان»، «فعل وأفعل»، «ما تلحن فيه العامة»، وغير ذلك.
    وكان يقول شعرا ضعيفا، وأصلح ما روي له قوله:

    وروى له البخاري تعليقا، وأبو داود: وهو صدوق. ولد سنة اثنتي عشرة ومائة، ومات سنة تسع، وقيل ثمان، وقيل إحدى عشرة ومائتين، وقد قارب المائة.
    ذكره شيخنا في «طبقات اللغويين والنحاة».

      معمر بن المثنى التيمي أبو عبيدة النحوي البصري العلامة قال الجاحظ في حقه لم يكن في الأرض خارجي ولا إجماعي أعلم بجميع العلوم منه وكان المذكور يميل إلى مذهب الخوارج قال أبو حاتم السجستاني كان أبو عبيدة يكرمني على أني من خوارج سجستان وكانت تصانيفه تقارب مائتي مصنف منها كتاب مجاز القرآن وكتاب غريب القرآن وكتاب
      معاني القرآن وكتاب غريب الحديث مصنفاته ومناقبه مذكورة في وفيات ابن خلكان
      توفي سنة تسع أو عشر أو إحدى عشر أو ثلاث عشرة ومائتين بالبصرة

        معمر بن المثنى، أبو عبيدة [د] .
        صاحب اللغة.
        مات سنة عشر ومائتين.
        قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعى أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة.
        وقال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن المديني يصحح رواية أبي عبيدة.
        وقال المبرد: كان أكمل القوم.
        وقال الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه يتهم بشئ من رأى الخوارج، ويتهم بالاحداث.

          معمر بن المثنى، أبو عبيدة: كان يرى رأي الخوارج، قاله ابن قتيبة. -د-

          • مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 395

          معمر بن المثنى أبو عبيدة اللغوي
          لحق هشام بن عروة وأبا عمرو وعنه أبو عبيد وعبد الله بن محمد التوزي وعدة ثقة له تفسير حديث في الزكاة توفي بعد عشر ومائتين د

          • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

          معمر بن المثني أبو عبيدة التيمي، البصري
          النحوي اللغوي، مولى بني عبيد الله بن معمر التيمي، تيم بن مرة بن كعب.
          قال الحافظ لم يكن في الأرض خارجي ولا إجماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة قدم بغداد أيام الرشيد وقرأ عليه بها بعض كتبه وله كتاب في مثالب العرب وكتاب في مثالب أهل البصرة ويقال إن أباه كان يهودياً.
          مات سنة ثمان ومئتين وعمره ثمان وتسعون سنة

          • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 76

          • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 295

          (د) معمر بن المثنى، أبو عبيد التيمي مولاهم، البصري النحوي.
          ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات»، وقال: كان الغالب عليه معرفة الأدب والشعر، ومات سنة عشر ومائتين، وقد قارب المائة.
          وفي كتاب الخطيب: تفي سنة ثلاث عشر ومائتين بالبصرة وله ثمان وتسعون سنة.
          وفي «مراتب النحويين» للبغوي: وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم ير مثلهم كلهم، ولا يرو هم معهم أحد من الناس حل ما في أيديهم من هذا العلم بل كله؛ وهم: أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي، وكلهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر، وكلهم أخذوا بعده عن يحيى بن يحيى وأبي الخطاب ويونس بن حبيب، وعن جماعة من الأبواب، وسالهم مثل أبي مهدية وأبي طعيدة وأبي خيرة وعمرو، وكان أبو عبيدة []، وكان أعلم الثلاثة بكلام العرب وأجمعهم لعلومهم وأجل القوم، ومع ذلك [] ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا، وقال يزيد بن مرة: ما كان يسئل عن علم إلا كان من سأله عنه يظن أنه لا يحسن غيره، وقال: ما التقى []، وكان يميل إلى مذهب الإباضية، وقال أبو حاتم: كان []، وكان يظنني من خوارج سجستان، وكان []، وتوفي سنة إحدى.
          وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: أبو عبيدة معمر بن المثنى بهت الناس.
          وفي كتاب أبي سعيد السيرافي: وممن اختص بالأخذ عنه حتى نسب إليه التوزي وزياد أبو غسان.
          وفي كتاب «أدب الخواص» للوزير أبي القاسم، وزعم أنه رآه بخط يعقوب السكيني: سبخت لقب أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة تسع ومائتين.
          وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لقب بذلك أبو عبيدة تعريضا بأن جده كان يهوديا، وسبخت اسم من أسماء اليهود، قال محمد بن معاذ في هجائه محمد بن عبد الوهاب الثقفي أخي عبد المجيد من أبيات يعرض فيها:

          فقال الشيخ: ما []، فخذ من ورق الدقل، وخذ من ورق القتب، وخذ من طين العير، وخذ من عصب []، وخذ من بعر كيسان، ومن أظفار سبخت []، وأسقط بذا في دابة أفنى.
          قال أبو الفرج: وكان أبو عبيدة وسخا، طويل الأظفار والشعر أيضا، وكان يغضب من هذا اللقب، ولما كتب على السارية التي يجلس إليها أبو عبيدة:
          فقال لأبي حاتم السجستاني: اصعد على كتفي فامحه. قال: فمحوته إلا الطاء، فقال له أبو عبيدة: لا تتركها؛ فهي شر حروفها. قال أبو حاتم: وكان يميل إلي لكوني من خوارج سجستان.
          وفي «تاريخ المنتجالي»: كان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره، ويخطى إذا قرأ القرآن نظرا، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا، وكان يرى رأي الخوارج، وتوفي سنة عشر أو إحدى عشرة ومائتين وقد قارب المائة. زاد المنتجالي، قال: رفعت إلى جعفر بن يحيى أمثالا في رقاع، قيل له: كم كانت؟ قال: أربعة عشر ألف مثل من أمثال العرب، وكان يرمى بالقدر.
          وحكى أبو حاتم أنه خرج إلى بغداد، فدخل على جعفر بن يحيى، فقال له: مثلك لا يدخل على الخلفاء. فقال: لم؟ قال: لأن فيك توضيعا واضحا، فلا تدخل على أمير المؤمنين، قال: فأرجع خائبا؟ قال: لا، أنا أعطيك.
          وخرج أبو عبيدة إلى إسحاق بن عبد الرحمن الهلالي بفارس، فقال لغلمانه: احذروه؛ فإن كلامه كالدنق. فدخل عليه يوما فأتى بعض الغلمان بالطعام، ولا يعرفه، فأكب منه على طرف ثوبه، فقال له الهلالي: يا أبا عبيدة، قد أصاب ثوبك المرق وسوف أكسوك عشرة أثواب بدله، فقال: لا أبالي، لأنظر مرقتكم ليس لها ردك. قال: فهم مسبون به إلى اليوم.
          وقال أبو عمر في «الاستغناء»: سئل عنه يحيى بن معين، فقال: ليس به بأس. وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان شعوبيا، يبغض العرب، يذهب مذهب الخوارج فيما قيل.
          وفي «الكنى» للحاكم: روى عن رؤبة بن الحجاج، والأصمعي، والأمغر بن لبطة بن الفرزدق، وغيلان بن محمد اليافعي.
          وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»: وفيها - يعني سنة عشر - مات أبو عبيدة، وكان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتابا، وكان يرى رأي الخوارج، ومات وهو ابن مائة سنة.
          وذكر الصولي أن إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فقدم في سنة ثمان وثمانين ومائة، فقال أبو عبيدة: أرسل إلي الفضل بن الربيع في الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن خبره، فدخلت عليه وهو في مجلس طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، فسلمت، فضحك إلي، واشتد يأتي، حتى جلست معه، فدخل رجل له هيئة فأجلسه إلى جانبي، ثم قال: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أبو عبيدة، علامة أهل البصرة، استقدمناه لنستفيد منه.
          وفي «تاريخ بغداد» عن سلمة قال: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين سوطا لتصنيفه كتاب «المجاز». وعن التنوري قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعب عليه تأليفه كتاب «المجاز» وأنه يفسر القرآن الغريب، فدخل عليه، فقال: يا أبا سعيد، ما تقول في الخبز؟ أيش هو؟ قال: هو الذي نأكله ونخبزه، فقال: يا أبا سعيد، قد فسرت القرآن برأيك؛ فإن الله تعالى قال: «أحمل فوق رأسي خبزا». فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته، ولم أفسره برأي. فقال أبو عبيدة: وكذا أنا؛ بان شيء فقلته، ولم أفسره برأي، ثم قام
          وانصرف. وقال إسحاق الموصلي للفضل بن
          الربيع يهجو الأصمعي:
          وعن أبي عثمان المازني قال: سمعت أبا عبيدة يقول: أدخلت على الرشيد، فقال لي: يا معمر، بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل وأحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما نصنع بالكتب؟ نحضر فرسا ونضع أيدينا على
          عضو عضو، ونسميه ونذكر ما فيه. فلما جيء بالفرس قام الأصمعي فوضع يده على أعضائه، ويقول: هذا قال فيه الشاعر كذا وكذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول في الذي قال يا معمر؟ فقلت: أصاب في بعض وأخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه فمتى تعلمه؟ والذي أخطأ فيه ما أدري من أين أتى به، وقال أبو غسان: تكلم يوما أبو عبيدة في باب من العلم ورجل يكسر عينه حياء له، يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أبو عبيدة:
          قال زياد: فكنت أرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر، قال المرزباني: كان يقول شعرا ضعيفا، ومنه ما يروي له، فذكر هذين البيتين، وقال: توفي سنة تسع ومائتين. وعن الخليل بن راشد قال: أطعم محمد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا، فكان سبب موته، ثم أتاه بعد ذلك أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال: ما هذا يا أبا جعفر؟ قال: موز. فقال: قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلني به! لقد استحليت قتل العلماء.
          وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
          وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه كان يتهم بشيء من رأي الخوارج، ويتهم أيضا بالأحداث.
          وقال أبو عبد الله الحاكم فيما ذكره مسعود: من أئمة الأدب المتفق على إتقانهم، أولهم الخليل بن أحمد، ثم أبو عبيدة، ثم أبو عبيد القاسم بن سلام.
          وقال أبو منصور الأزهري في «المهذب»: كان أبو عبيدة يوثقه ويكثر الرواية عنه، وهو تيمي من تيم قريش مولاهم، وكان مخلا بالنحو، كثير الخطأ في مقاييس الإعراب، متهما في رأيه، مغري بنشر مثالب العرب، جامعا لكل غث وسمين، فهو مذموم من هذه الجهة، موثوق به فيما يروي عن العرب من الغريب.

          • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 11- ص: 1

          معمر بن المثنى التيمي
          من أهل البصرة كنيته أبو عبيدة روى عن البصريين مات سنة عشرة ومائتين وقد قارب المائة كان الغالب عليه معرفة الأدب والشعر

          • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 9- ص: 1

          معمر بن المثنى أبو عبيدة النحوي تيمي
          روى عن روبة بن العجاج روى عنه قيس بن حفص وإبراهيم بن محمد بن عرعرة وعبد الله بن حرب الليثي سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام وعمر بن شبة النميري نا عبد الرحمن نا الحسين بن الحسن قال سئل يحيى بن معين عن أبي عبيدة البصري النحوي فقال ليس به بأس.

          • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1