المعز بن باديس المعز بن باديس بن المنصور الصنهاجي: من ملوك الدولة الصنهاجية بافريقية. ولد بالمنصورية (من اعمال افريقية) وولي بعد وفاة ابيه (سنة406هـ) واقره الحاكم الفاطمي (صاحب مصر والمغرب) ولقبه بشرف الدولة. وساد الامن في ايامه. وينى بنايات ومساجد انفق عليها اموالا وافرة، وقرب العلماء واكرمهم. ونشبت بينه وبين قبائل زناتة حروب انتصر في جميعها. وكانت خطبته للفاطميين، فقطعها (سنة440) وجعلها للعباسيين، فوجه اليه المستنصر الفاطمي أعراب بني هلال وبني سليم من قبائل الحجاز، واباح لهم الغارة على المغرب، فاحتلوا القيروان. وحاربهم المعتز فتغلبوا عليه، فتقهقر إلى المهدية. واستمر وادعا إلى ان توفى فيها من ضعف الكبد. وهو أول من حمل الناس بافريقية على مذهب مالك وكان الاغلب عليهم مذهب ابي حنيفة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 269
ابن باديس المعز بن باديس بن منصور الزيري الصنهاجي، من أشهر أمراء الدولة الزيرية الصنهاجية بافريقية. ولد بالمنصورية (قرب القيروان) وتولى الإمارة بعد وفاة أبيه سنة 406/ 1016 ونشأ نشأة علمية صالحة بين علماء المالكية فانطبع في ذهنه منذ صغره نعض مذهب الفاطميين الباطني الإسماعيلي إلى أن جرفه التيار الشعبي للإيقاع بصنائع الفاطميين وأتباع مذهبهم وإعلان الانفصال عن الخلافة الفاطمية وإعلان التبعية للخلافة العباسية، فدبرت الدولة الفاطمية الوسيلة المجرمة لتأديبه بإرسال فلتاء أعراب الصعيد من بني هلال وسليم الذين أتوا على الأخضر واليابس، وخربوا معالم الحضارة والعمران، وارتكبوا من الفظائع ما تكفلت كتب التاريخ بتفصيله، ولا مزية لهؤلاء الأعراب إلا أنهم أشاعوا اللسان العربي على نطاق واسع بالبلاد حتى أن القبائل البربرية تعربت. يعزى للمعز بن باديس تأليف «عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب» نسبه له بروكلمان ، وهو تأليف في صفة الحبر والأقلام والخط، يوجد بدار الكتب المصرية ومكتبة غوطا بألمانيا.
ونسب له البغدادي منظومة سينية تسمى «النفحات القدسية في تراجم مشايخ الصوفية» ويرد هذا أن المعز لم يعرف بعطفه على الصوفية، والصحيح أن النفحات القدسية من نظم أبي علي حسن بن أبي القاسم بن باديس القسنطيني (ت سنة 787/ 1385) نظمها بعد اتصاله بالحافظ صلاح الدين العلائي في القدس وإعارته له كتاب «روض المناظر في مناقب الشيخ عبد القادر» كما صرح بذلك في خطبة «النفحات الأنسية» ولمح له في «النفحات القدسية» ونظم القصيدة بعد مبارحته للقدس الشريف ورحلته إلى مصر.
المراجع:
- الأعلام 6/ 186.
- جرجي زيدان تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 133.
- مرآة التاريخ التونسي، فصل بقلم عثمان الكعاك منشور «بتقويم تونس» تونس 1946 مطبعة الإرادة ص 54.
- معجم المؤلفين 12/ 308.
- تاريخ آداب اللغة العربية 4/ 33.
* * *
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 1- ص: 71
ابن باديس صاحب إفريقية، المعز بن باديس بن منصور بن بلكين بن زيري ابن مناد الحميري، الصنهاجي، المغربي، شرف الدولة ابن أمير المغرب.
نفذ إليه الحاكم من مصر التقليد والخلع في سنة سبع وأربع مائة، وعلا شأنه.
وكان ملكا مهيبا سريا شجاعا عالي الهمة محبا للعلم كثير البذل مدحته الشعراء. وكان مذهب الإمام أبي حنيفة قد كثر بإفريقية فحمل أهل بلاده على مذهب مالك حسما لمادة الخلاف وكان يرجع إلى إسلام فخلع طاعة العبيدية وخطب للقائم بأمر الله العباسي فبعث إليه المستنصر يتهدده فلم يخفه فجهز لمحاربته من مصر العرب فخربوا حصون برقة وإفريقية وأخذوا أماكن واستوطنوا تلك الديار من هذا الزمان ولم يخطب لبني عبيد بعدها بالقيروان.
قيل: كان مولد المعز في سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
ومات في شعبان سنة أربع وخمسين وأربع مائة، ومرض بالبرص، ورثاه شاعره الحسن بن رشيق القيرواني، وكان موته بالمهدية.
وقام بعده ولده تميم بن المعز.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 351
المعز بن باديس بن المنصور بن بلقين ابنه تميم بن المعز أبو الطاهر
ولاه أبوه المعز بن باديس المهدية سنة خمس وأربعين وأربعمائة وهو ابن ثلاث وعشرين سنة وقد استفحل أمر العرب بعد هزيمتهم إياه واستشرى شرهم وجدوا في تخريب القيروان إلى أن تم لهم ذلك ثم تخلى أبوه عن القيروان وخرج من المنصورية لائذاً بالمهدية فنزل قصرها وتميم القائم بالأمر في حياة أبيه إلى أن هلك سنة أربع وخمسين وأربعمائة
فاستبد تميم بالمملكة ودخل إليه القضاة والفقهاء ووجوه القواد والأجناد وقد برز إليهم من الطاق فعزوه عن المعز وهنوه بالملك وأنشده الشعراء في ذلك فأجزل جوائزهم وأكثر عطاياهم وأقام إلى أن توفي منتصف رجب سنة إحدى وخمسمائة وهو ابن تسع وسبعين سنة، مولده بالمنصورية يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة فكانت مدة ولايته بعد أبيه سبعا وأربعين سنة غير أربعين يوماً وخلف من الولد ما جاوز عددهم المائة وطالت إمارته فتمهد سلطانه وعلا شانه وانتجع حضرته جماعة من شعراء المغرب والأندلس منهم أبو إسحاق بن خفاجة في صباه وعبد الله بن عبد الجبار الطرطوشي وأبو الحسن علي بن عبد العزيز الحلبي المعروف بالفكيك وغيرهم وخدمه بالشعر من أهل إفريقية جماعة أيضا منهم أبو الحسين بن خصيب وأبو عبد الله محمد ابن علي القفصي الأعمى وأبو الحسن علي بن محمد الحداد الأقطع ومدحه قبل هؤلاء من شعراء المعز أبيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن شرف وأبو علي حسن بن رشيق وفيه يقول
أصح وأقوى ما رأيناه في النوى | من الخبر المأثور منذ قديم |
أحاديث تمليها السيول عن الحيا | عن البحر عن جود الأمير تميم |
عرسا بي فذا مناخ كريم | هذه جمة وهذا تميم |
هذه الجنة التي وعد الله | وهذا صراطه المستقيم |
الروم أحسن عندي | إذا اختبرت الأمورا |
من أن يكون تميم | على الثغور أميرا |
تثبت لا يخامرك اضطراب | إليك تمد أعينها الرقاب |
بكر الخيل دامية النحور | وقرع الهام بالقضب الذكور |
لأقتحمنها حرباً عواناً | يشيب لهولها رأس الصغير |
فإما الملك في شرف وعز | علي التاج في أعلى السرير |
وإما الموت بين ظبي العوالي | فلست بخالد أبد الدهور |
سأسكت صبرا واحتساباً فإنني | أرى الصبر سيفا ليس فيه فلول |
عداني أن أشكو إلى الناس أنني | عليل ومن أشكو إليه عليل |
وإن امرأ يشكو إلى غير نافع | ويسخو بما في نفسه لجهول |
مدام يطوف بكأس المدام | فلم أدر أيهما أشرب |
فهذا الصديق وهذا الرحيق | وهذا الهلال وذي الكوكب |
وهذا يمد بألحاظه لي | وهذي بألبابنا تلعب |
وما البدر والنجم من ذا وذاك | ولكنه مثل يضرب |
قام بكأس فقلت غصن | عليه آس وجلنار |
كأنما الفرع منه ليل | والوجه من تحته نهار |
يا غصن بان على كثيب | لبده الغيم والقطار |
هل من نوال لمستهام | جانبه النوم والقرار |
ليس له في السلو رأي | ما اختلف الليل والنهار |
لها نهدان قد نجما | كنابي فيل شطرنج |
إلى كم أقاسي الحب والشوق والوجدا | وما أجملت جمل ولا أسعدت سعدى |
وجوه كأقمار قمرن تجلدي | على كل قد قد منى الحشا قدا |
وكان ابتداء الحب هزلا ولم أكن | علمت بأن الهزل قد يبعث الجدا |
هم عرضوني للصبابة والهوى | وهم قطعوا حبلي وهم صرفوا رسلي |
جفوني جنت قتلى علي صبابة | ولم أر مقتولا بألحاظه قبلي |
ولما افترقنا وساروا ضحى | شققنا لوشك الفراق الجيوبا |
ولو كان فينا وفاء لهم | شققنا مكان الجيوب القلوبا |
أقبلت بدر تمام | بعدما لاحت هلالاً |
غادة ذات محيا | فيه نور يتلالا |
كتب الحسن عليه | صنعة الله تعالى |
لو كنت حليا لكنت عقدا | أو كنت طيبا لكنت ندا |
أو كنت وقتا لكنت صبحاً | أو كنت نجماً لكنت سعدا |
أو كنت غصناً لكنت آساً | أو كنت زهراً لكنت وردا |
وكم طلبت السلو جهدي | لم أجد من هواك بدا |
أقول لها وقد عرضت | فكانت منتهى أملي |
لئن أصبحت لاهية | فإني منك في شغل |
ولا شغل سوى مطلي | ولي الوعد بالعلل |
بركة بالماء تطرد | للصبا في متنها زرد |
بات في أحشائها قمر | مثل قلب الصب يرتعد |
دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 2- ص: 2