معاذ بن جبل معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن: صحابي جليل، كان أعلم الأمة بالحلال والحرام. وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. اسلم وهو فتى، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين جعفر بن أبي طالب. وشهد العقبة مع الأنصار السبعين. وشهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه رسول الله، بعد غزوة تبوك، قاضيا ومرشدا لأهل اليمن، وأرسل معه كتابا إليهم يقول فيه: (إني بعثت لكم خير أهلي) فبقى في اليمن إلى أن توفى النبي صلى الله عليه وسلم وولي أبو بكر، فعاد إلى المدينة. ثم كان مع أبي عبيدة بن الجراح في غزوة الشام. ولما أصيب أبو عبيدة (في طاعون عمواس) استخلف معاذا. وأقره عمر، فمات في ذلك العام. وكان من أحسن الناس وجها ومن أسمحهم كفا. له 157 حديثا. توفي عقيما بناحية الأردن، ودفن بالقصير المعيني (بالغور) ومن كلام عمر: (لولا معاذ لهلك عمر) ينوه بعلمه.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 258

معاذ بن جبل (ب د ع) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى ابن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم الجشمي وأدى الذي ينسب إليه هو: أخو سلمة بن سعد، القبيلة التي ينسب إليها من الأنصار.
وقد نسبه بعضهم في بني سلمة، وقال ابن إسحاق: إنما ادعته بنو سلمة، لأنه كان أخا سهل ابن محمد بن الجد بن قيس لأمه، وسهل من بني سلمة.
وقال الكلبي: هو من بني أدي، كما نسبناه أولا، قال: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم في بني سلمة، وآخر من بقي منهم عبد الرحمن بن معاذ، مات في طاعون عمواس بالشام. وقيل: إنه مات قبل أبيه معاذ، فعلى هذا يكون معاذ آخرهم، وهو الصحيح.
وكان معاذ يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود. وكان عمره لما أسلم ثماني عشرة سنة.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ ابن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة. أخبرنا إسماعيل وغيره قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر» وذكر الحديث، وقال: «وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل». أخبرنا عبد الله بن أبي نصر الخطيب قال: حدثنا جعفر بن أحمد القارئ، حدثنا على ابن المحسن، حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد السمسار، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس ابن مالك قال: أتاني معاذ بن جبل من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه، دخل الجنة. فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، حدثني معاذ أنك قلت: «من شهد أن لا إله إلا الله، مخلصا بها قلبه، دخل الجنة». قال: صدق معاذ.
صدق معاذ. صدق معاذ. وروى سهل بن أبي حثمة، عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين: عمر، وعثمان، وعلي. وثلاثة من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد ابن ثابت.
وقال جابر بن عبد الله: كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، وأسمحه كفا، فادان دينا كثيرا، فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياما في بيته، فطلب غرماؤه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضره، فأرسل إليه، فحضر ومعه غرماؤه، فقالوا: يا رسول الله، خذلنا حقنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله من تصدق عليه. فتصدق عليه ناس، وأبى آخرون، فخلعه رسول الله من ماله، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس لكم إلا ذلك. فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وقال: لعل الله يجبرك، ويؤدي عنك دينك. فلم يزل باليمن حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى ثور بن يزيد قال: كان معاذ إذا تهجد من الليل قال: اللهم، نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم. اللهم، طلبي الجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف. اللهم، اجعل لي عندك هدي ترده إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ولما وقع الطاعون بالشام قال معاذ: اللهم، أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذا. فطعنت له امرأتان، فماتتا، ثم طعن ابنه عبد الرحمن فمات. تم طعن معاذ بن جبل، فجعل يغشى عليه، فإذا أفاق قال: اللهم، غمنى غمك، فو عزتك إنك لتعلم أني أحبك. ثم يغشى عليه.
فإذا أفاق قال مثل ذلك.
وقال عمرو بن قيس: إن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: انظروا، أصبحنا؟ فقيل: لم نصبح. حتى أتي فقيل: أصبحنا. فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار! مرحبا بالموت، مرحبا زائر حبيب جاء على فاقة! اللهم، تعلم أني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
وقال الحسن: لما حضر معاذا الموت جعل يبكي، فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت، وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعا من الموت، إن حل بي، ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هي القبضتان، فلا أدري من أي القبضتين أنا.
قيل: كان معاذ ممن يكسر أصنام بني سلمة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: معاذ أمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين. وقال فروة الأشجعي، عن ابن مسعود: «إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا، ولم يك من المشركين». فقلت له: إنما قال الله: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله}. فأعاد قوله: «إن معاذا كان أمة قانتا لله، الآية، وقال: ما الأمة؟ وما القانت؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: الأمة الذي يعلم الخير ويؤتم به، والقانت المطيع لله عز وجل، وكذلك كان معاذ معلما للخير، مطيعا لله عز وجل ولرسوله.
روى عنه من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، وأبو قتادة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وأبو أمامة الباهلي، وأبو ليلى الأنصاري، وغيرهم. ومن التابعين: جنادة بن أبي أمية، وعبد الرحمن بن غنم، وأبو إدريس الخولاني وأبو مسلم الخولاني، وجبير بن نفير، ومالك بن يخامر، وغيرهم.
وتوفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقيل: سبع عشرة. والأول أصح، وكان عمره ثمانيا وثلاثين سنة، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وثلاثون، وقيل: ثمان وعشرون سنة. وهذا بعيد، فإن من شهد العقبة، وهي قبل الهجرة، ومقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين، فيكون من الهجرة إلى وفاته ثماني عشرة سنة، فعلى هذا يكون له وقت العقبة عشر سنين، وهو بعيد جدا، والله أعلم.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1139

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 187

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 418

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن عدي بن نابي بن تميم بن كعب بن سلمة، أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي.
الإمام المقدم في علم الحلال والحرام، قال أبو إدريس الخولاني: كان أبيض وضيء الوجه، براق الثنايا، أكحل العينين.
وقال كعب بن مالك: كان شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه.
وقال الواقدي: كان من أجمل الرجال، وشهد المشاهد كلها.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
روى عنه ابن عباس، وابن عمر، وابن عدي، وابن أبي أوفى الأشعري، وعبد الرحمن بن سمرة، وجابر بن أنس، وآخرون من كبار التابعين، وشهد بدرا وهو ابن إحدى وعشرين سنة، وأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اليمن. والحديث بذلك في الصحيح من رواية ابن عباس عنه.
وذكر سيف في الفتوح بسند له عن عبيد بن صخر، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: «إني قد عرفت بلاءك في الدين، والذي قد ركبك من الدين، وقد طيبت لك الهدية، فإن أهدي لك شيء فاقبل».
قال: فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهديت له
قال: بهذا الإسناد: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له، لما ودعه: «حفظك الله من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك، ومن فوقك ومن تحتك، وأدرأ عنك شرور الإنس والجن».
وفي سنن أبي داود، عن معاذ بن جبل، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إني لأحبك....»
الحديث- في القول بعد كل صلاة.
وعده أنس بن مالك فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو
في الصحيح، وفيه عن عبد الله بن عمرو- رفعه: «اقرءوا القرآن من أربعة»
فذكره فيهم.
وقال الشعبي، عن مسروق: كنا عند ابن مسعود، فقرأ- إن معاذا كان أمة قانتا لله، فقال فروة بن نوفل، نسيت. فقال: ما نسيت، إنا كنا نشبهه بإبراهيم عليه السلام.
وقال أبو نعيم في الحلية: إمام الفقهاء، وكنز العلماء، شهد العقبة، وبدرا، والمشاهد، وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء، وكان جميلا وسيما.
روى عنه من الصحابة عمر، وأبو قتادة، وعبد الرحمن بن سمرة، وغيرهم.
وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، والزهري، عن ابن كعب بن مالك: كان معاذ شابا جميلا سمحا لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه.
وقال الأعمش، عن أبي سفيان: حدثني أشياخ منا. فذكر قصة فيها: فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، ولولا معاذ لهلك عمر.
أخرجه محمد بن مخلد العطار في فوائد
وفي حديث أبي قلابة، عن أنس، عند الترمذي وغيره في ذكر بعض الصحابة- مرفوعا: «وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ».
وفي مرسل أبي عون الثقفي، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يأتي معاذ يوم القيامة أمام الناس برتوة».
أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأورده ابن عساكر من طريق عن محمد بن الخطاب.
والرتوة- بفتح الراء المهملة وسكون المثناة وفتح الواو.
وفي طبقات ابن سعد، من طريق منقطع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب إلى أهل اليمن لما بعث معاذا: «إني بعثت لكم خير أهلي».
ومناقبه كثيرة جدا، وقدم من اليمن في خلافة أبي بكر، وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها، وهو قول الأكثر. وعاش أربعا وثلاثين سنة. وقيل غير ذلك.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 107

معاذ الأنصاري الصحابي معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب الأنصاري الخزرجي الجشمي أبو عبد الرحمن، اختلف في نسبه. كان طوالا، حسن الشعر، عظيم العينين، أبيض، براق الثنايا. لم يولد له قط. قال ابن عبد البر: ولد له ولد يسمى عبد الرحمن، وبه كان يكنى، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود، وقيل: بينه وبين جعفر بن أبي طالب. شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجند من اليمن يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين هم باليمن، وكان رسول صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن أبيه على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجند، وأبو موسى الأشعري على زبيد وزمعة وعدن والساحل. وقال: صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين وجهه إلى اليمن: بم تقضي؟ قال: بما في كتاب الله عز وجل، قال: فإن لم تجد؟ قال: بما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد الله الذي وفق رسول الله (لما يحب رسول الله). قال ابن إسحاق: والذين كسروا آلهة بني سلمة معاذ بن جبل وعبد الله بن أنيس وثعلبة بن غنمة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وقال صلى الله عليه وسلم: يأتي معاذ جبل يوم القيامة أمام العلماء بربوة. وكان معاذ شابا جميلا من أفضل شباب قومه، سمحا لا يمسك. فلم يزل يدان حتى أعلق ماله كله من الدين. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له، فأبوا، ولو تركوا لأحد من أجل أحد لتركوا لمعاذ بن جبل من أجل رسول صلى الله عليه وسلم. فباع النبي صلى الله عليه وسلم ماله كله في دينه، حتى قام معاذ بغير شيء. حتى إذا كان عام فتح مكة، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى طائفة من أهل اليمن لجبره. فمكث معاذ باليمن أميرا، وكان أول من تجر في مال الله، فمكث حتى أصاب، وحتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قدم قال عمر رضي الله عنه لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل، فدع له ما يعيشه، وخذ سائره منه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إنما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبره. فما آخذ منه شيئا، إلا أن يعطيني. فانطلق عمر إليه إذ لم يعطه أبو بكر، فذكر ذلك لمعاذ، فقال معاذ ما قال أبو بكر، ولست بفاعل. ثم لقي معاذ عمر فقال: قد أطعتك، وأنا فاعل ما أمرتني. إني أريت في المنام أني في حومة ماء خشيت الغرق فخلصتني منه يا عمر. فأتى معاذ أبا بكر فذكر ذلك له، وحلف له أن لا يكتمه شيا. فقال أبو بكر: لا آخذ منك شيئا، قد وهبته لك. فقال: هذا حين حل وطاب، فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام.
قال المدائني: توفي بن جبل بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وقال أبو حاتم الرازي: مات وهو ابن ثمان وعشرين سنة، وقيل: ثلاث وثلاثين سنة. قال ابن عبد البر: كان عمر قد استعمله على الشام إذ مات أبو عبيدة، فمات من عامه ذلك في الطاعون. فاستعمل موضعه عمرو بن العاص. وعمواس: قرية بين الرملة والقدس. وعن الزهري قال: أصاب الناس طاعون بالجابية، فقام عمرو بن العاص، وقال: تفرقوا عنه، فإنه بمنزلة نار، فقام معاذ بن جبل، فقال لقد كنت فينا ولأنت أضل من حمار أهلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هو رحمة لهذه الأمة، اللهم فاذكر معاذا وآل معاذ في من تذكره بهذه الرحمة. وروى عن معاذ من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك وأبو أمامة الباهلي، وأبو قتادة الأنصاري، وأبو ثعلبة الخشني، وعبد الرحمن بن سمرة العبشمي، وجابر بن سمرة السوائي. وكان عبد الله بن عمر يقول: حدثونا عن العاقلين العالمين. قيل: من هما؟ قال: معاذ بن جبل وأبو الدرداء. وروى له الجماعة كلهم.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0

معاذ بن جبل ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج.
السيد الإمام، أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري شهد العقبة شابا أمرد وله عدة أحاديث.
روى عنه ابن عمر وابن عباس وجابر وأنس وأبو أمامة وأبو ثعلبة الخشني ومالك بن يخامر وأبو مسلم الخولاني وعبد الرحمن بن غنم وجنادة بن أبي أمية وأبو بحرية عبد الله بن قيس ويزيد بن عميرة وأبو الأسود الديلي وكثير بن مرة وأبو وائل،
وابن أبي ليلى وعمرو بن ميمون الأودي والأسود بن هلال ومسروق وأبو ظبية الكلاعي وآخرون.
روى أبو إسحاق السبعي، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل قال: كنت رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حمار يقال له: عفير.
قال شباب: أمه هي هند بنت سهل من بني رفاعة ثم من جهينة ولأمه ولد من الجد ابن قيس.
وروى الواقدي، عن رجاله أن معاذا شهد بدرا وله عشرون سنة أو إحدى وعشرون قال ابن سعد: شهد العقبة في روايتهم جميعا مع السبعين.
وقال عبد الصمد بن سعيد: نزل حمص وكان طويلا حسنا جميلا.
وقال الجماعة: كنيته أبو عبد الرحمن إلا أبا أحمد الحاكم فقال: كنيته أبو عبد الله.
قال علي بن محمد المدائني: معاذ لم يولد له قط طوال حسن الثغر عظيم العينين أبيض جعد قطط.
وأما ابن سعد فقال: له ابنان عبد الرحمن وآخر.
قال عطاء: أسلم معاذ وله ثمان عشرة سنة.
وقال ابن إسحاق: ومن السبعين من بني جشم بن الخزرج: معاذ بن جبل.
وروى قتادة، عن أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب وزيد ومعاذ بن جبل وأبو زيد أحد عمومتي.
قال أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة’’.
تابعه إبراهيم النخعي، عن مسروق.
الثوري، عن خالد وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعا ’’أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر وأصدقها حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأفرضهم زيد ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة’’.
ورواه وهيب، عن خالد الحداء.
وفي ’’فوائد سمويه’’: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا سلام بن سليمان، حدثنا زيد العمي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’معاذ بن جبل أعلم الناس بحرام الله وحلاله’’ إسناده واه.
روى ضمرة، عن يحيى السيباني، عن أبي العجفاء قال: قال عمر: لو أدركت معاذا ثم وليته ثم لقيت ربي فقال: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت نبيك وعبدك يقول: ’’يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة’’.
وروى ابن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب قال: قال عمر: فذكر نحوه وذكر معه أبا عبيدة وسالما مولى أبي حذيفة.
وروى أبو إسحاق الشيباني، عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’يجيء معاذ يوم القيامة أمام العلماء بين يدي العلماء’’. وله إسناد آخر ضعيف.
هشام: عن الحسن مرفوعا معاذ له نبذة بين يدي العلماء يوم القيامة’’.
تابعه: ثابت، عن الحسن.
ابن سعد، أنبأنا محمد بن عمر، حدثنا إسحاق بن يحيى، عن مجاهد قال: لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بهم وخلف معاذا يقرئهم ويفقههم.
أبو أسامة: عن داود بن يزيد، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، عن معاذ بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن فلما سرت أرسل في إثري فرددت فقال: ’’أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير علم فإنه غلول {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}، لقد أذعرت فامض لعملك’’. رواه الروياني في ’’مسنده’’.
شعبة، عن محمد بن عبيد الله، عن الحارث بن عمرو الثقفي قال: أخبرنا أصحابنا، عن معاذ قال: لما بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن قال لي: ’’كيف تقضي إن عرض قضاء؟’’ قال: قلت: أقضي بما في كتاب الله فإن لم يكن فبما قضى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’فإن لم يكن فيما قضى به الرسول’’ قال: أجتهد رأيي ولا آلو فضرب صدري وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما يرضي رسول الله.
أبو اليمان: حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني أن معاذ بن جبل لما بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن خرج يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال: ’’يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري’’. فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله قال: ’’ لا تبك يا معاذ أو إن البكاء من الشيطان’’.
قال سيف بن عمر: حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين ودعه معاذ قال: ’’حفظك الله من بين يديك ومن خلفك ودرأ عنك شر الإنس والجن’’ فسار فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’يبعث له رتوة فوق العلماء’’.
وقال سيف: حدثنا جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي بردة، عن أبي موسى بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- خامس خمسة على أصناف اليمن أنا ومعاذ وخالد بن سعيد وطاهر بن أبي هالة وعكاشة بن ثور وأمرنا أن نيسر ولا نعسر.
شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعثه ومعاذا إلى اليمن قال لهما: ’’يسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تنفرا’’ فقال له أبو موسى: إن لنا بأرضنا شرابا يصنع من العسل يقال له: البتع ومن الشعير يقال له: المزر قال: ’’كل مسكر حرام’’ فقال لي معاذ: كيف تقرأ القرآن قلت: أقره في صلاتي وعلى راحلتي وقائما وقاعدا أتفوقه تفوقا يعني شيئا بعد شيء قال: فقال معاذ: لكني أنام ثم أقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي قال: وكأن معاذا فضل عليه.
سيف: حدثنا جابر الجعفي، عن أم جهيش خالته قالت: بينا نحن بدثينة بين الجند وعدن إذ قيل: هذا رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوافينا القرية فإذا رجل متوكئ على رمحه متقلد السيف متعلق حجفة متنكب قوسا وجعبة فتكلم، وقال: إني رسول رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- إليكم اتقوا الله واعملوا فإنما هي الجنة والنار خلود فلا موت وإقامة فلا ظعن كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له إلا ما ابتغي به وجه الله وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح انظروا لأنفسكم واصبروا لها بكل شيء فإذا رجل موفر الرأس أدعج أبيض براق وضاح.
قال الواقدي: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعامله على الجند معاذ.
وروى سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل معاذ بن جبل’’.
وروى نحوه: ابن عيينة، عن ابن المنكدر مرسلا.
حيوة بن شريح: عن عقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ قال: لقيني النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’يا معاذ! إني لأحبك في الله’’ قلت: وأنا والله يا رسول الله! أحبك في الله قال: ’’أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك’’.
مروان بن معاوية، عن عطاء، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن معاذا دخل المسجد ورسول الله ساجد فسجد معه فلما سلم قضى معاذ ما سبقه فقال له رجل: كيف صنعت؟ سجدت ولم تعتد بالركعة قال: لم أكن لأرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حال إلا أحببت أن أكون معه فيها فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فسره وقال: ’’هذه سنة لكم’’.
ابن عيينة، عن زكريا، عن الشعبي قال: قرأ عبد الله إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا فقال له فروة بن نوفل: إن إبراهيم فأعادها ثم قال: إن الأمة معلم الخير والقانت المطيع وإن معاذا -رضي الله عنه- كان كذلك.
وروى: حيان، عن الشعبي نحوها فقيل له: يا أبا عبد الرحمن نسيتها قال: لا ولكنا كنا نشبهه بإبراهيم ورواه ابن علية، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، حدثني فروة بن نوفل الأشجعي بنحوه ورواه فراس ومجالد وغيرهما، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله ورواه عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص قال: بينما عبد الله يحدثهم إذ قال إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين.
وعن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من المهاجرين عمر وعثمان وعلي وثلاثة من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ وزيد.
وعن نيار الأسلمي أن عمر كان يستشير هؤلاء فذكر منهم معاذا.
وروى موسى بن علي بن رباح، عن أبيه قال: خطب عمر الناس بالجابية فقال: من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل.
وروى الأعمش، عن أبي سفيان قال: حدثني أشياخ منا أن رجلا غاب، عن امرأته سنتين فجاء وهي حبلى فأتى عمر فهم برجمها فقال له معاذ إن يك لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فتركها فوضعت غلاما بان أنه يشبه أباه قد خرجت ثنيتاه فقال الرجل: هذا ابني فقال عمر: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ لولا معاذ لهلك عمر.
الواقدي، حدثنا أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده قال: كان عمر يقول حين خرج معاذ إلى الشام لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه وفيما كان يفتيهم به ولقد كنت كلمت أبا بكر أن يحبسه لحاجة الناس إليه فأبى علي وقال: رجل أراد وجها يعني الشهادة فلا أحبسه.
قلت: إن الرجل ليرزق الشهادة وهو على فراشه.
الأعمش: عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له.
جعفر بن برقان: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سلمة الخولاني قال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة فإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا ساكت فإذا امترى القوم أقبلوا عليه فسألوه فقلت: من هذا؟ قيل: معاذ بن جبل فوقعت محبته في قلبي.
معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب قال: كان معاذ شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى كان عليه دين أغلق ماله كله فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكلم له غرماءه ففعل فلم يضعوا له شيئا فلو ترك أحد لكلام أحد لترك لمعاذ لكلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يبرح حتى باع ماله وقسمه بينهم فقام معاذ ولا مال له ثم بعثه على اليمن ليجبره فكان أول من تجر في هذا المال فقدم على أبي بكر فقال له عمر: هل لك يا معاذ أن تطيعني؟ تدفع هذا المال إلى أبي بكر فإن أعطاكه فاقبله فقال: لا أدفعه إليه وإنما بعثني نبي الله ليجبرني فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال: خذ منه ودع له قال: ما كنت لأفعل وإنما بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليجبره فلما أصبح معاذ انطلق إلى عمر فقال: ما أراني إلا فاعل الذي قلت لقد رأيتني البارحة أظنه قال أجر إلى النار وأنت آخذ بحجزتي فانطلق إلى أبي بكر بكل ما جاء به حتى جاءه بسوطه قال أبو بكر: هو لك لا آخذ منه شيئا وفي لفظ قد وهبته لك، فقال عمر: هذا حين حل وطاب وخرج معاذ عند ذلك إلى الشام.
ورواه الذهلي، عن عبد الرزاق، عن معمر فقال بدل أجر إلى النار كأني في ماء قد خشيت الغرق فخلصتني.
الواقدي: حدثنا عيسى بن النعمان، عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله قال: كان معاذ من أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا وأسمحه كفا فادان فلزمه غرماؤه حتى تغيب أياما.... وذكر الحديث وقال فيه: فقدم بغلمان.
الأعمش، عن شقيق قدم معاذ من اليمن برقيق فلقي عمر بمكة فقال: ما هؤلاء؟ قال: أهدوا لي، قال: ادفعهم إلى أبي بكر فأبى فبات فرأى كأنه يجر إلى النار وأن عمر يجذبه فلما أصبح قال: يابن الخطاب ما أراني إلا مطيعك إلى أن قال: فدفعهم أبو بكر إليه ثم أصبح فرآهم يصلون، قال: لمن تصلون؟ قالوا: لله، قال: فأنتم لله.
ابن جريج: أنبأنا ابن أبي الأبيض، عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيب: أن عمر بعث معاذا ساعيا على بني كلاب أو غيرهم فقسم فيهم فيئهم حتى لم يدع شيئا حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته. وعن نافع قال كتب عمر إلى أبي عبيدة ومعاذ انظروا رجالا صالحين فاستعملوهم على القضاء وارزقوهم.
روى أيوب، عن أبي قلابة، وغيره: أن فلانا مر به أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أوصوني فجعلوا يوصونه وكان معاذ بن جبل في آخر القوم فقال: أوصني يرحمك الله قال: قد أوصوك فلم يألوا وإني سأجمع لك أمرك اعلم أنه لا غنى بك، عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك إلى الآخرة أفقر فابدأ بنصيبك من الآخرة فإنه سيمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظمه ثم يزول معك أينما زلت.
روى حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن معاذ قال: ما بزقت على يميني منذ أسلمت.
قال أيوب بن سيار: عن يعقوب بن زيد، عن أبي بحرية قال: دخلت مسجد حمص فإذا بفتى حوله الناس جعد قطط إذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل.
حريز بن عثمان: عن المشيخة، عن أبي بحرية، عن معاذ قال: ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله قالوا: يا أبا عبد الرحمن ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع لأن الله تعالى يقول في كتابه: {ولذكر الله أكبر}.
نعيم بن حماد: حدثنا ابن المبارك، حدثنا محمد بن مطرف، حدثنا أبو حازم، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن مالك الدار أن عمر -رضي الله عنه- أخذ أربع مائة دينار فقال لغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع قال: فذهب بها الغلام فقال: يقول لك أمير المؤمنين خذ هذه فقال: وصله الله ورحمه ثم قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها فرجع الغلام إلى عمر وأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فأرسله بها إليه فقال معاذ: وصله الله يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا ولبيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها ورجع الغلام فأخبر عمر فسر بذلك وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.
قرأت على إسحاق بن أبي بكر، أخبرك يوسف الحافظ، أنبأنا أبو المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن علي، حدثنا ابن قتيبة وأنبأنا أبو المعالي الغرافي، أنبأنا الفتح بن عبد الله، أنبأنا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد، أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا جعفر بن محمد قالا: حدثنا يزيد بن موهب، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل قال كان لا يجلس مجلسا إلا قال: الله حكم قسط تبارك اسمه هلك المرتابون.... فذكر الحديث وفيه فقلت لمعاذ: ما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة؟ قال: بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال: ما هذه ولا يثنيك ذلك عنه فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه فإن على الحق نورا.
اللفظ لابن قتيبة.
سليمان بن بلال: عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة أن أبا عبيدة لما أصيب استخلف معاذ بن جبل يعني في طاعون عمواس اشتد الوجع فصرخ الناس إلى معاذ ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز قال: إنه ليس برجز ولكن دعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وشهادة يخص الله بها من يشاء منكم أيها الناس أربع خلال من استطاع أن لا تدركه قالوا: ما هي؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويأتي زمان يقول الرجل: والله ما أدري ما أنا لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة.
أحمد بن حنبل في ’’مسنده’’، حدثنا أبو أحمد الزبيري،حدثنا مسرة بن معبد، عن إسماعيل بن عبيد الله قال: قال معاذ بن جبل: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون فيه داء كالدمل أو كالوخزة يأخذ بمراق الرجل فيشهد أو فيستشهد الله بكم أنفسكم ويزكي بها أعمالكم’’ اللهم إن كنت تعلم أن معاذا سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد فطعن في أصبعه السبابة فكان يقول: ما يسرني أن لي بها حمر النعم.
همام، حدثنا قتادة ومطر، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم قال: وقع الطاعون بالشام فخطب الناس عمرو بن العاص فقال: هذا الطاعون رجز ففروا منه في الأودية والشعاب فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة فغضب وجاء يجر ثوبه ونعلاه في يده فقال: صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه رحمة ربكم ودعوة نبيكم ووفاة الصالحين قبلكم فبلغ ذلك معاذا فقال: اللهم اجعل نصيب آل معاذ الأوفر فماتت ابنتاه فدفنهما في قبر واحد،
وطعن ابنه عبد الرحمن فقال يعني لابنه لما سأله كيف تجدك؟ قال: {الحق من ربك فلا تكن من الممترين}، قال: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين}، قال: وطعن معاذ في كفه فجعل يقلبها ويقول: هي أحب إلي من حمر النعم فإذا سري عنه قال: رب! غم غمك فإنك تعلم أني أحبك.
ورأى رجلا يبكي قال: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي على دنيا كنت أصبتها منك ولكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك قال ولا تبكه فإن إبراهيم صلوات الله عليه كان في الأرض وليس بها علم فآتاه الله علما فإن أنا مت فاطلب العلم عند أربعة عبد الله بن مسعود وسلمان الفارسي وعبد الله بن سلام وعويمر أبي الدرداء.
ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استخلف معاذا على مكة حين خرج إلى حنين وأمره أن يعلمهم القرآن والدين.
أبو قحذم النضر بن معبد، عن أبي قلابة وعن ابن عمر قال: مر عمر بمعاذ وهو يبكي فقال: ما يبكيك؟ قال: حديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إن أدنى الرياء شرك وأحب العبيد إلى الله الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا شهدوا لم يعرفوا أولئك مصابيح العلم وأئمة الهدى’’.
أخرجه الحاكم وصححه وخولف، فإن النسائي قال: أبو قحذم ليس بثقة.
يوسف بن مسلم: حدثنا عبيد بن تميم، حدثنا الأوزاعي، عن عبادة بن نسي، عن ابن غنم قال: سمعت أبا عبيدة وعبادة بن الصامت يقولان: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين وإن الله يباهي به الملائكة’’.
قد أخرجه الحاكم ’’في صحيحه’’ فأخطأ وعبيد لا يعرف فلعله افتعله.
الأعمش: عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة قال: إني لجالس عند معاذ وهو يموت وهو يغمى عليه ويفيق فقال: اخنق خنقك فوعزتك إني لأحبك.
قال يحيى بن بكير: سمعت مالكا يقول: هو أمام العلماء رتوة.
هلك بن ثمان وعشرين وقيل: ابن اثنتين وثلاثين.
هشيم: أنبأنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قبض معاذ وهو بن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.
المدائني، عن أبي سفيان الغداني، عن ثور، عن خالد بن معدان أن عبد الله بن قرط قال: حضرت وفاة معاذ بن جبل فقال: روحوني ألقى الله مثل سن عيسى بن مريم بن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.
قلت: يعني عندما رفع عيسى إلى السماء قال ضمرة بن ربيعة: توفي معاذ بقصير خالد من الأردن قال: يزيد بن عبيدة توفي معاذ سنة سبع عشرة وقال المدائني وجماعة: سنة سبع أو ثمان عشرة وقال ابن إسحاق والفلاس: سنة ثمان عشرة وقال أبو عمر الضرير: وهو ابن ثمان وثلاثين سنة وكذا قال الواقدي في سنه وقال: توفي سنة ثمان عشرة -رضي الله عنه.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 269

معاذ بن جبل ومنهم أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل، المحكم للعمل، التارك للجدل، مقدام العلماء، وإمام الحكماء، ومطعام الكرماء، القارئ القانت، المحب الثابت، السهل السري، السمح السخي، المولى المأمون، والوفي المصون، مؤتمن على العباد والأموال، ومصون من الموانع والأحوال. وقد قيل: «إن التصوف مزاولة الأنس، في رياض معادن القدس».

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا وهيب، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس، رضي الله تعالى عنه. وحدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن خالد، وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن أبي عوف، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عمر بن عبيد، عن عمران، عن الحسن، وأبان، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل»

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا أحمد بن يونس، ثنا سلام بن سليمان، ثنا زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمود بن خداش، ثنا مروان بن معاوية، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: " لو استخلفت معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه فسألني عنه ربي عز وجل: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان معاذ بين أيديهم رتوة بحجر»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو العباس الثقفي [ص:229]، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة» رواه يحيى بن أيوب، عن عمارة، فأدخل محمد بن عبد الله بن الأزهر الأنصاري بينه وبين محمد بن كعب حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن حماد بن زغبة، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن أزهر، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثله

حدثنا أبو حامد ثابت بن عبد الله الناقد، ثنا علي بن إبراهيم بن مطر، ثنا عبدة بن عبد الرحيم، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي العجفاء - أو أبي العجماء، الشك من عبدة - قال: قيل لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لو عهدت إلينا؟ فقال: " لو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم قدمت على ربي عز وجل فقال لي: من وليت على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قلت: سمعت نبيك وعبدك صلى الله عليه وسلم يقول: «معاذ بن جبل بين يدي العلماء طائفة يوم القيامة»

حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت إبراهيم، يحدث، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله تعالى عنه. وحدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن عامر، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد - فبدأ به - ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة " رضي الله تعالى عنهم

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا يوسف القاضي، قالا: ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد ". قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا حجاج [ص:230] بن إبراهيم الأزرق، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، وغيره، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه. وحدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا ابن علية، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي، قال: قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: «إن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كان أمة قانتا لله حنيفا» فقيل: إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا، فقال: «ما نسيت، هل تدري ما الأمة؟ وما القانت؟» فقلت: الله أعلم، فقال: «الأمة الذي يعلم الناس الخير، والقانت المطيع لله وللرسول، وكان معاذ يعلم الناس الخير، ومطيعا لله ولرسوله»

حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، أخبرنا سيار، عن الشعبي، قال: قال عبد الله بن مسعود: " إن معاذا رضي الله تعالى عنه كان أمة قانتا، فقيل: إن إبراهيم كان أمة قانتا، فقال عبد الله: إنا كنا نشبه معاذا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم، قيل له: فمن الأمة؟ قال: الذي يعلم الناس الخير " رواه فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني، قال: " دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا، لا يتكلم ساكت، فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ فقال: معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه، فوقع في نفسي حبه، فكنت معهم حتى تفرقوا "

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا زياد بن أيوب، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، ثنا شهر بن حوشب، قال: سمعت ابن غنم، يحدث، عن عائذ الله بن عبد الله، أنه دخل المسجد يوما مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضر [ص:231] ما كانوا أول إمرة عمر بن الخطاب، قال: فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحلقة فتى شاب شديد الأدمة، حلو المنطق وضيء، وهو أشب القوم سنا، فإذا اشتبه عليهم من أحاديث القوم شيء ردوه إليه فحدثهم، ولا يحدثهم شيئا إلا أن يسألوه، قلت: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا معاذ بن جبل " قال الشيخ رحمه الله: كذا وقع في كتابي عبد الحميد بن جعفر. ورواه جماعة فقالوا: عبد الحميد بن بهران، عن شهر

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو إسحاق السراج، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا أبو عامر العقدي، ثنا أيوب بن يسار الزهري، عن يعقوب بن زيد، عن أبي بحرية، قال: " دخلت مسجد حمص، فإذا أنا بفتى، حوله الناس جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت: من هذا؟ " قالوا: معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال الشيخ رحمه الله: اسم أبي بحرية يزيد بن قطيب بن قطوف السكوني

حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو كريب، ثنا غنام، عن الأعمش، عن شمر، عن شهر بن حوشب، قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل نظروا إليه، هيبة له»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، قال: كان معاذ بن جبل شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه، لا يسأل شيئا إلا أعطاه، حتى ادان دينا أغلق ماله، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلم غرماءه، ففعل فلم يضعوا له شيئا، فلو ترك لأحد لكلام أحد لترك لمعاذ لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبرح حتى باع ماله وقسمه بين غرمائه، فقام معاذ لا مال له، فلما حج بعثه النبي صلى الله عليه وسلم [ص:232] إلى اليمن ليجبره، قال: وكان أول من حجز عليه في هذا المال معاذ، فقدم على أبي بكر رضي الله تعالى عنه من اليمن وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه ابن المبارك عن معمر نحوه. ورواه يزيد بن أبي حبيب وعمارة بن غزية، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال الشيخ رحمه الله: وغرماء معاذ كانوا يهودا، فلهذا لم يضعوا عنه شيئا

حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو العباس السراج، ثنا يوسف بن موسى، ثنا أبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلفوا أبا بكر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث معاذا إلى اليمن، فاستعمل أبو بكر عمر على الموسم، فلقي معاذا بمكة ومعه رقيق، فقال: هؤلاء أهدوا إلي، وهؤلاء لأبي بكر، فقال عمر: إني أرى لك أن تأتي أبا بكر، قال: فلقيه من الغد فقال: يا ابن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار، وأنت آخذ بحجزتي، وما أراني إلا مطيعك، قال: فأتى بهم أبا بكر فقال: هؤلاء أهدوا لي، وهؤلاء لك، قال: فإنا قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ إلى الصلاة، فإذا هم يصلون خلفه، فقال: «لمن تصلون هذه الصلاة؟» قالوا: لله عز وجل، قال: فأنتم لله، فأعتقهم " رواه يزيد بن أبي حبيب، وعمارة بن غزية، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن عجلان، عن الزهري، أن أبا إدريس الخولاني، حدثه، أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: " إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتتح القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق، والصغير والكبير، والأحمر والأسود، فيوشك قائل يقول: ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه، فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره. إياكم إياكم ما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم؛ فإن الشيطان يقول في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق، فاقبلوا الحق فإن على الحق نورا " فقالوا: وما يدرينا، رحمك [ص:233] الله، إن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال: " هي كلمة تنكرونها منه وتقولون: ما هذه؟ فلا يثنيكم فإنه يوشك أن يفئ ويراجع بعض ما تعرفون، وإن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة، من ابتغاهما وجدهما "

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا يزيد بن موهب، ثنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن أبا يزيد الخولاني، أخبره يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ، قال: وكان لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال حين يجلس: «الله حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون» وقال معاذ يوما: " إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والحر والعبد، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما يبتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم؛ فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق " قلت لمعاذ بن جبل: ما يدريني، رحمك الله، أن الحكيم يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: " بلى، اجتنب من كلام الحكيم المستهترات التي يقال: ما هذه؟ ولا يثنيك ذلك عنه، فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا "

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبد الله بن صندل، ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال: «وهل أنت مطيعي؟» قال: إني على طاعتك لحريص، قال: «صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا سهل بن موسى، ثنا عمرو بن علي، قال: سمعت عون بن بكر الراسبي يحدث عن ثور بن يزيد، قال: كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد "

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن [ص:234] أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سليمان بن حيان، ثنا زياد، مولى لقريش، عن معاوية بن قرة، قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع، لا تظن أنك تعود إليها أبدا، واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها، وحسنة أخرها "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا سهل بن موسى، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا خالد بن الحارث، ثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: أتى رجل معاذ بن جبل، ومعه أصحابه، يسلمون عليه ويودعونه، فقال: «إني موصيك بأمرين، إن حفظتهما حفظت، إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى تنتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت»

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: جاء رجل إلى معاذ رضي الله تعالى عنه فجعل يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: والله ما أبكي لقرابة بيني وبينك، ولا لدنيا كنت أصيبها منك، ولكن كنت أصيب منك علما فأخاف أن يكون قد انقطع، قال: «فلا تبكي؛ فإنه من يرد العلم والإيمان يؤته الله تعالى كما آتى إبراهيم عليه السلام، ولم يكن يومئذ علم ولا إيمان»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، «أن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه كانت له امرأتان، فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ من بيت الأخرى، ثم توفيتا في السقم الذي أصابهما بالشام، والناس في شغل، فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما، أيتهما تقدم في القبر»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الليث بن خالد البلخي، ثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال: «كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان، فإذا كان عند إحداهما لم يشرب من بيت الأخرى الماء»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبد الله بن صندل، ثنا فضيل بن عياض، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، قال: أخبرني من، سمع معاذ بن جبل، وهو يقول: «ما من شيء أنجى [ص:235] لابن آدم من عذاب الله من ذكر الله عز وجل»، قالوا: ولا السيف في سبيل الله عز وجل؟ ثلاث مرات، قال: «ولا، إلا أن يضرب بسيفه في سبيل الله عز وجل حتى ينقطع» رواه أبو خالد الأحمر، عن يحيى ابن أبي الزبير، عن طاوس، عن معاذ مرفوعا

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا إسحاق بن سليمان،. وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حجاج، قالا: ثنا جرير بن عثمان، عن المشيخة، عن أبي بحرية، عن معاذ، رضي الله تعالى عنه قال: ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله "، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " ولا، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع، لأن الله تعالى يقول في كتابه: {ولذكر الله أكبر} [العنكبوت: 45] "

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه قال: «لأن أذكر الله تعالى من بكرة حتى الليل أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله من بكرة حتى الليل» رواه الليث بن سعد، وابن عيينة مثله عن يحيى

حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا أيوب بن يسار، عن يعقوب بن زيد، عن أبي بحرية، قال: دخلت مسجد حمص فسمعت معاذ بن جبل يقول: " من سره أن يأتي، الله عز وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولا يقل: إن لي مصلى في بيتي فأصلي فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لضللتم "

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا واصل بن عبد الأعلى، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال، قال: كنا نمشي مع معاذ فقال لنا: «اجلسوا بنا نؤمن ساعة»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، قال: سمعت أبا إدريس الخولاني، يقول [ص:236]: قال معاذ رضي الله تعالى عنه: «إنك تجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات» قال الوليد: فذكر لعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فقال: نعم حدثني أبو طلحة حكيم بن دينار، أنهم كانوا يقولون: آية الدعاء المستجاب إذا رأيت الناس غفلوا فارغب إلى ربك تعالى عند ذلك رغبات

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا جرير، عن ليث، عن طاوس، قال: قدم معاذ بن جبل أرضنا، فقال له أشياخ لنا: لو أمرت ننقل لك من هذه الحجارة والخشب فنبني لك مسجدا، فقال: «إني أخاف أن أكلف حمله يوم القيامة على ظهري»

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا مسلم بن خالد، ثنا ابن أبي حسين، عن ابن سابط، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: " قام فينا معاذ بن جبل فقال: يا بني، أود أني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعلمن أن المعاد إلى الله تعالى، ثم إلى الجنة أو إلى النار، إقامة لا ظعن، وخلود في أجساد لا تموت "

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن يزيد بن جابر، قال: قال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه: «اعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن يؤجركم الله بعلم حتى تعملوا» قال الشيخ رحمه الله: رفعه حمزة النصيبي، عن ابن جابر، عن أبيه عن معاذ

حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن حيان، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا بشر بن عباد، ثنا بكر بن خنيس، عن حمزة النصيبي، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن أبيه، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا ما شئتم إن شئتم أن تعلموا، فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أشعث بن سليم، قال: سمعت رجاء بن حيوة، يحدث، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه قال: «ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا [ص:237] تسورن الذهب والفضة، ولبسن رياط الشام وعصب اليمن، فأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يجد» رواه زبيد، عن معاذ مثله حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، قال: قال معاذ: مثله

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد القدوس بن بكر، عن محمد بن النضر الحارثي، رفعه إلى معاذ بن جبل، قال: " ثلاث من فعلهن فقد تعرض للمقت: الضحك من غير عجب، والنوم من غير سهر، والأكل من غير جوع "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا ابن المبارك، أخبرنا محمد بن مطرف، ثنا أبو حازم، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن مالك الداراني، أن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح، ثم تلبث ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها الغلام فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها. فرجع الغلام إلى عمر رضي الله تعالى عنه وأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل، فقال: اذهب بها إلى معاذ وتله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك وقال: «إنهم إخوة بعضهم من بعض»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا حجاج بن إبراهيم، وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، قالا: ثنا مروان بن معاوية، عن محمد بن سوقة، قال: أتيت نعيم بن أبي هند [ص:238]، فأخرج إلي صحيفة فإذا فيها: من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب: سلام عليك، أما بعد، فإنا عهدناك وأمر نفسك لك مهم، فأصبحت قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها، يجلس بين يديك الشريف والوضيع، والعدو والصديق، ولكل حصته من العدل، فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر، فإنا نحذرك يوما تعني فيه الوجوه، وتجف فيه القلوب، وتنقطع فيه الحجج لحجة ملك قهرهم بجبروته، فالخلق داخرون له، يرجون رحمته، ويخافون عقابه، وإنا كنا نحدث أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السريرة، وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا إليك سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا، فإنما كتبنا به نصيحة لك، والسلام عليك ". فكتب إليهما عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة ومعاذ: " سلام عليكما، أما بعد، أتاني كتابكما تذكران أنكما عهدتماني وأمر نفسي لي مهم، فأصبحت قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها، يجلس بين يدي الشريف والوضيع، والعدو والصديق، ولكل حصته من العدل، كتبتما: فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر، وإنه لا حول ولا قوة لعمر عند ذلك إلا بالله عز وجل، وكتبتما تحذراني ما حذرت منه الأمم قبلنا، وقديما كان اختلاف الليل والنهار بآجال الناس يقربان كل بعيد، ويبليان كل جديد، ويأتيان بكل موعود حتى يصير الناس إلى منازلهم من الجنة والنار، كتبتما تحذراني أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السريرة، ولستم بأولئك، وليس هذا بزمان ذاك، وذلك زمان تظهر فيه الرغبة والرهبة، تكون رغبة الناس بعضهم إلى بعض لصلاح دنياهم. كتبتما تعوذاني بالله أن أنزل كتابكما سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما، وأنكما كتبتما به نصيحة لي، وقد صدقتما، فلا تدعا الكتاب إلي؛ فإنه لا غنى بي عنكما، والسلام عليكما "

حدثنا أبي، ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا محمد بن [ص:239] موسى المروزي أبو عبد الله، قال: قرأت هذا الحديث على هاشم بن مخلد، وكان ثقة، فقال: سمعته من أبي عصمة عن رجل سماه، عن رجاء بن حيوة، عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: «تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقة، وبذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار أهل الجنة، والأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والدين عند الأجلاء، يرفع الله تعالى به أقواما، ويجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتبس آثارهم، ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى الحيتان في البحر وهوامه، وسباع الطير وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصباح الأبصار من الظلم، يبلغ بالعلم منازل الأخيار، والدرجة العليا في الدنيا والآخرة. والتفكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به توصل الأرحام، ويعرف الحلال من الحرام، إمام العمال، والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس، عمن حدثه، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه، أنه لما حضره الموت قال: «انظروا أصبحنا؟» فأتي فقيل: لم تصبح، فقال: «انظروا أصبحنا؟» فأتي فقيل له: لم تصبح، حتى أتي في بعض ذلك فقيل: قد أصبحت، قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبا بالموت مرحبا، زائر مغب، حبيب جاء على فاقة، اللهم إني قد كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عن حلق الذكر "

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، ثنا ابن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن طارق بن عبد الرحمن [ص:240]، قال: وقع الطاعون بالشام فاستعر فيها، فقال الناس: ما هذا إلا الطوفان، إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه، فقام خطيبا فقال: إنه قد بلغني ما تقولون، وإنما هذه رحمة ربكم عز وجل، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وكفت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك، أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أم منافق، وخافوا إمارة الصبيان "

حدثنا أبو جعفر اليقطيني، ثنا الحسين بن عبد الله القطان، ثنا عامر بن سيار، ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، من حديث الحارث بن عميرة قال: " طعن معاذ، وأبو عبيدة، وشرحبيل بن حسنة، وأبو مالك الأشعري في يوم واحد، فقال معاذ: " إنه رحمة ربكم عز وجل، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وقبض الصالحين قبلكم، اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة، فما أمسى حتى طعن ابنه عبد الرحمن، بكره الذي كان يكنى به وأحب الخلق إليه، فرجع من المسجد فوجده مكروبا فقال: «يا عبد الرحمن، كيف أنت؟» فاستجاب له فقال: يا أبت {الحق من ربك فلا تكن من الممترين} [آل عمران: 60]، فقال معاذ: «وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين» فأمسكه ليلة ثم دفنه من الغد، فطعن معاذ فقال حين اشتد به النزع - نزع الموت - فنزع نزعا لم ينزعه أحد، وكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال: رب اخنقني خنقتك، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحبك "

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن عيينة، عن إسماعيل بن رافع، عن ثعلبة بن صالح، عن رجل، من أهل الشام، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معاذ، انطلق فارحل راحلتك، ثم ائتني أبعثك إلى اليمن» فانطلقت فرحلت راحلتي ثم جئت فوقفت بباب المسجد حتى أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي ثم مضى معي فقال: «يا معاذ، إني أوصيك [ص:241] بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحمة اليتيم، وحفظ الجار، وكظم الغيظ، وخفض الجناح، وبذل السلام، ولين الكلام، ولزوم الإيمان، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة، والجزع من الحساب، وقصر الأمل، وحسن العمل، وأنهاك أن تشتم مسلما، أو تكذب صادقا، أو تصدق كاذبا، أو تعصي إماما عادلا»

«يا معاذ، اذكر الله عند كل حجر وشجر، وأحدث مع كل ذنب توبة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية» رواه ابن عمر نحوه أخبرناه الحسن بن منصور الحمصي، في كتابه، ثنا الحسن بن معروف، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، ثنا أبي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث معاذ بن جبل إلى اليمن ركب معاذ رضي الله تعالى عنه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إلى جانبه بوصية فقال: «يا معاذ، أوصيك وصية الأخ الشقيق، أوصيك بتقوى الله»، فذكر نحوه وزاد: «وعد المريض، وأسرع في حوائج الأرامل والضعفاء، وجالس الفقراء والمساكين، وأنصف الناس من نفسك، وقل الحق ولا تأخذك في الله لومة لائم»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، قال: سمعت عقبة بن مسلم التجيبي، يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بيدي ثم قال: «يا معاذ، والله إني لأحبك»، فقال له معاذ: بأبي وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك. فقال: " أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»، وأوصى به معاذ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة، وأوصى عقبة حيوة، وأوصى حيوة أبا عبد الرحمن المقرئ، وأوصى أبو عبد الرحمن المقرئ بشر بن موسى، وأوصى بشر بن موسى محمد بن أحمد بن الحسن، وأوصاني محمد بن أحمد بن الحسن قال الشيخ رحمه الله: وأنا أوصيكم به

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا دليل بن إبراهيم بن دليل، ثنا عبد العزيز بن منيب، ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان، عن أبيه، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كيف أصبحت يا معاذ؟» قال: أصبحت مؤمنا بالله تعالى، قال: «إن لكل قول مصداقا، ولكل حق حقيقة، فما مصداق ما تقول؟»، قال: يا نبي الله، ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمسي، وما أمسيت مساء قط إلا ظننت أني لا أصبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها أخرى، وكأني أنظر إلى كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها معها نبيها وأوثانها التي كانت تعبد من دون الله، وكأني أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة. قال: «عرفت فالزم»

حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عمر الحوضي، ثنا الضحاك بن يسار، ثنا القاسم بن مخيمرة، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه، أنه قال ليالي قدم من اليمن لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم: «كيف تركت الناس بعدك؟» قال: تركتهم لا هم لهم إلا هم البهائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كيف أنت إذا بقيت في قوم علموا ما جهل هؤلاء، وهمهم مثل هم هؤلاء؟»

حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان، ثنا الحسن بن محمد بن نصر، ثنا محمد بن عثمان العقيلي، ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ثنا الخليل بن مرة، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: تصديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف فقلت: يا رسول الله، أرنا شر الناس؟ فقال: «سلوا عن الخير، ولا تسألوا عن الشر، شرار الناس شرار العلماء في الناس»

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن محمد بن الجعد، ثنا حفص بن عمر المقرئ، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: شهدت معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه حين أصيب بولده واشتد وجده عليه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إليه [ص:243]: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل: " سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، إن أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، يمتع بها إلى أجل معلوم، ويقبض لوقت محدود، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى، والصبر إذا ابتلى، وكان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، متعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كبير، الصلاة والرحمة والهدى، إن صبرت واحتسبت فلا تجمعن عليك يا معاذ خصلتين، فيحبط لك أجرك فتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك علمت أن المصيبة قد قصرت في جنب الثواب، فتنجز من الله تعالى موعوده، وليذهب أسفك ما هو نازل بك، فكأن قد، والسلام " حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن محمد بن الجعد، ثنا حفص بن عمر المقرئ، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: شهدت معاذ بن جبل حين أصيب بولده فاشتد وجده عليه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل» الحديث. حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى بن خالد، حدثني عمرو بن بكر بن بكار القعنبي، ثنا مجاشع بن عمرو بن حسان، ثنا عمرو بن حسان، ثنا الليث بن سعد، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه، أنه مات ابن له فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزيه بابنه، فكتب إليه: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل: سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو "، فذكر مثل حديث محمد بن سعيد بن عبادة. وروي من حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر نحوه. قال الشيخ رحمه الله: وكل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت، فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، وإنما كتب إليه بعض [ص:244] الصحابة فوهم الراوي فنسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكان معاذ أجل وأعلم من أن يجزع ويغلبه الجزع عن الاستسلام، بل الصحيح ما رواه الحارث بن عميرة، وأبو منيب الجرشي من استسلامه واصطباره عند وفاة ابنه، ولا يعلم لمعاذ غيبة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إلى اليمن، فقدم بعد وفاة النبي عليه السلام، وليس محمد بن سعيد ولا مجاشع ممن يعتمد على روايتهما ومفاريدهما

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو العباس بن أبي الطفيل، ثنا يزيد بن موهب، ثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن ابن أبي عمران، عن عمرو بن مرة، عن معاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن: «أخلص دينك يكفك القليل من العمل»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 228

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 228

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو ابن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم الجشمي، يكنى أبا عبد الرحمن. وقد نسبه بعضهم في بني سلمة بن سعد بن علي. وقال ابن إسحاق: معاذ بن جبل من بني جشم بن الخزرج، وإنما ادعته بنو سلمة لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس لأمه ذكر الزبير، عن الأثرم، عن ابن الكلبي، عن أبيه، قال: رهط معاذ بن جبل بنو أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد بن الخزرج.
قال: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم في بني سلمة، وكان آخر من بقي منهم عبد الرحمن بن معاذ بن جبل. مات بالشام في الطاعون فانقرضوا.
قال الواقدي وغيره: كان معاذ بن جبل طوالا، حسن الشعر، عظيم العينين، أبيض، براق الثنايا، لم يولد له قط قال أبو عمر: قد قيل: إنه ولد له ولد سمي عبد الرحمن، وإنه قاتل معه يوم اليرموك، وبه كان يكنى، ولم يختلفوا أنه كان يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود. قال الواقدي: هذا مالا اختلاف فيه عندنا. وقال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وبين جعفر بن أبي طالب، شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجند من اليمن، يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجند، وأبي موسى الأشعري على زبيد وعدن والساحل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل- حين وجهه إلى اليمن: بم تقضي؟ قال: بما في كتاب الله. قال: فإن لم تجد.
قال: بما في سنة رسول الله. قال: فإن لم تجد. قال: أجتهد رأيي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله. قال ابن إسحاق: والذين كسروا آلهة بني سلمة معاذ بن جبل، وعبد الله ابن أنيس، وثعلبة بن غنمة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. وقال صلى الله عليه وسلم: يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء. حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا ابن المفسر، قال: حدثنا أحمد بن علي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: كان معاذ رجلا شابا جميلا من أفضل سادات قومه، سمحا لا يمسك، فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين، فأتى للنبي صلى الله عليه وسلم، فطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له، فأبوا، ولو تركوا لأحد من أجل أحد لتركوا لمعاذ من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فباع النبي صلى الله عليه وسلم ماله كله في دينه، حتى قام معاذ بغير شيء، حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى طائفة من أهل اليمن ليجبره، فمكث معاذ باليمن أميرا، وكان أول من اتجر في مال الله هو. فمكث حتى أصاب، وحتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم قال عمر لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه، وخذ سائره منه، فقال أبو بكر: إنما بعثه النبي
صلى الله عليه وسلم، ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني، فانطلق عمر إليه إذ لم يطعه أبو بكر، فذكر ذلك لمعاذ، فقال معاذ: إنما أرسلني إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليجبرني، ولست بفاعل. بم أتى معاذ عمر، فقال: قد أطعتك وأنا فاعل ما أمرتني به، فإني رأيت في المنام أني في حومة ماء قد خشيت الغرق، فخلصتني منه يا عمر. فأتى معاذ أبا بكر، فذكر ذلك كله له، وحلف لا يكتم شيئا، فقال أبو بكر: لا آخذ منك شيئا، قد وهبته لك. فقال عمر: هذا خير حل وطاب، فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام.
وقال المدائني: مات معاذ بن جبل بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، قال: ولم يولد له قط، كما قال الواقدي. وذكر أبو حاتم الرازي أنه مات وهو ابن ثمان وعشرين سنة.
وحدثنا أحمد بن فتح، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، حدثنا العباس بن محمد البصري، حدثنا الحسين بن نصر، عن أحمد بن صالح المصري، قال: توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وقال غيره: كان سنه يوم مات ثلاثا وثلاثين سنة.
قال أبو عمر: كان عمر قد استعمله على الشام حين مات أبو عبيدة، فمات من عامه ذلك في ذلك الطاعون، فاستعمل موضعه عمرو بن العاص. وعمواس قرية بين الرملة وبيت المقدس.
حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا ابن أبي الميمون، حدثنا أبو زرعة، قال: حدثني محمد بن عائذ، عن أبي مسهر، قال: قرأت في كتاب زيد بن عبيدة توفي معاذ بن جبل وأبو عبيدة سنة تسع عشرة. قال أبو زرعة، قال لي أحمد بن حنبل: كان طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وفيه مات معاذ وأبو عبيدة. وقال أبو زرعة: كان الطاعون
سنة سبع عشرة وثمان عشرة، وفي سنة سبع عشرة رجع عمر من سرغ بجيش المسلمين لئلا يقدمهم على الطاعون، ثم عاد في العام المقبل سنة ثمان عشرة حتى أنى الجابية، فاجتمع إليه المسلمون، فجند الأجناد. ومصر الأمصار، وفرض الأعطية والأرزاق، ثم قفل إلى المدينة فيما حدثني دحيم عن الوليد بن مسلم، وذكر دحيم، عن الوليد بن مسلم، عن الموقري، عن الزهري، قال: أصاب الناس الطاعون بالجابية، فقام عمرو بن العاص، فقال: تفرقوا عنه، فإنما هو بمنزلة نار، فقام معاذ بن جبل، فقال: لقد كنت فينا ولأنت أضل من حمار أهلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هو رحمة لهذه الأمة، اللهم فاذكر معاذا وآل معاذ فيمن تذكره بهذه الرحمة. روى عن معاذ بن جبل من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك، وأبو أمامة الباهلي، وأبو قتادة الأنصاري، وأبو ثعلبة الخشني، وعبد الرحمن بن سمرة العبشمي، وجابر بن سمرة السوائي. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أحمد بن سلمان- النجاد- ببغداد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا هشيم، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قبض معاذ بن جبل، وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة. روى الثوري عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: كان عبد الله بن عمر يقول: حدثنا عن العاقلين. قال: من هما؟ قال: هما معاذ بن جبل، وأبو الدرداء.
وروى الشعبي، عن فروة بن نوفل الأشجعي ومسروق، ولفظ الحديث لفروة الأشجعي، قال: كنت جالسا مع ابن مسعود، فقال: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إنما قال الله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا}. فأعاد قوله: إن معاذا، فلما رأيته أعاد عرفت أنه تعمد الأمر، فسكت. فقال: أتدري ما الأمة؟ وما القانت؟ قلت: الله أعلم. قال: الأمة الذي يعلم الخير ويؤتم به ويقتدي، والقانت المطيع لله، وكذلك كان معاذ بن جبل معلما للخير مطيعا لله ولرسوله.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1402

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد. وأمه هند بنت سهل من جهينة ثم من بني الربعة. وأخوه لأمه عبد الله بن الجد بن قيس من أهل بدر. وكان لمعاذ من الولد أم عبد الله وهي من المبايعات وأمها أم عمرو بنت خالد بن عمرو بن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد من بني سلمة.
وكان له ابنان أحدهما عبد الرحمن ولم يسم لنا الآخر. ولم تسم لنا
أمهما. ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن. وشهد العقبة في روايتهم جميعا مع السبعين من الأنصار. وكان معاذ بن جبل لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة هو وثعلبة بن عنمة وعبد الله بن أنيس.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال:
وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وابن أبي عون قالوا: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين معاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود لا اختلاف فيه عندنا. وأما في رواية محمد بن إسحاق خاصة ولم يذكره غيره. قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين معاذ بن جبل وجعفر بن أبي طالب. قال محمد بن عمر: وكيف يكون هذا؟ وإنما كانت المؤاخاة بينهم بعد قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وقبل يوم بدر. فلما كان يوم بدر ونزلت آية الميراث انقطعت المؤاخاة. وجعفر بن أبي طالب قد هاجر قبل ذلك من مكة إلى الحبشة فهو حين آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه بأرض الحبشة وقدم بعد ذلك بسبع سنين. هذا وهل من محمد بن إسحاق. وشهد معاذ بدرا وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين سنة فيما أخبرنا به محمد بن عمر عن أيوب بن النعمان عن أبيه عن قومه. وشهد أيضا معاذ أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلع معاذ بن جبل من ماله لغرمائه حين اشتدوا عليه وبعثه إلى اليمن. وقال: لعل الله أن يجبرك. قال محمد بن عمر: وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة.
أخبرنا يزيد بن هارون وأبو الوليد الطيالسي قالا: أخبرنا شعبة بن الحجاج عن أبي عون محمد بن عبيد الله عن الحارث بن عمرو الثقفي ابن أخي المغيرة قال:
[أخبرنا أصحابنا عن معاذ بن جبل قال: لما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قال لي: بم تقضي إن عرض لك قضاء؟ قال قلت: أقضي بما في كتاب الله. قال:
فإن لم يكن في كتاب الله؟ قلت: أقضي بما قضى به الرسول. قال: فإن لم يكن فيما قضى به الرسول؟ قال قلت: أجتهد رأيي ولا آلو. قال فضرب صدري وقال:
الحمد لله الذي وفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما يرضي رسول الله].
أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل اليمن وبعث إليهم معاذا: إني قد بعثت عليكم من خير
أهلي والي علمهم والي دينهم.
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال: أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل قال: كان آخر ما أوصاني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جعلت رجلي في الغرز أن أحسن خلقك مع الناس.
أخبرنا وكيع بن الجراح أخبرنا الفضل بن دكين قالا: أخبرنا سعيد بن عبيد الطائي عن بشير بن يسار قال: لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن معلما قال وكان رجلا أعرج فصلى بالناس في اليمن فبسط رجله فبسط القوم أرجلهم. فلما صلى قال: قد أحسنتم ولكن لا تعودوا فإني إنما بسطت رجلي في الصلاة لأني اشتكيتها.
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا شيبان عن الأعمش عن شقيق قال:
استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا على اليمن فتوفي النبي - صلى الله عليه وسلم - واستخلف أبو بكر وهو عليها. وكان عمر عامئذ على الحج فجاء معاذ إلى مكة ومعه رفيق ووصفاء على حدة فقال له عمر: يا أبا عبد الرحمن لمن هؤلاء الوصفاء؟ قال: هم لي. قال: من أين هم لك؟ قال: أهدوا لي. قال: أطعني وأرسل بهم إلى أبي بكر فإن طيبهم لك فهم لك.
قال: ما كنت لأطيعك في هذا. شيء أهدي لي أرسل بهم إلى أبي بكر! قال فبات ليلته ثم أصبح فقال: يا ابن الخطاب ما أراني إلا مطيعك. إني رأيت الليلة في المنام كأني أحر أو أقاد أو كلمة تشبهها إلى النار وأنت آخذ بحجزتي. فانطلق بهم إلى أبي بكر. فقال: أنت أحق بهم. فقال أبو بكر: هم لك. فانطلق بهم إلى أهله فصفوا خلفه يصلون. فلما انصرف قال: لمن تصلون؟ قالوا: لله تبارك وتعالى. قال:
فانطلقوا فأنتم له.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن صالح عن موسى بن عمران بن مناح قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعامله على الجند معاذ بن جبل.
أخبرنا أبو الوليد الطيالسي قال: أخبرنا شعبة عن حبيب قال: سمعت ذكوان يحدث أن معاذا كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يجيء فيؤم قومه.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا سفيان الثوري قال: وأخبرنا عفان بن مسلم قال: [أخبرنا وهيب بن خالد جميعا عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله. ص: أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل].
أخبرنا الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة قالا: أخبرنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي نصر حميد بن هلال العدوي عن عبد الله بن الصامت قال: قال معاذ: ما بزقت عن يميني منذ أسلمت.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب عن أيوب عن حميد بن هلال أن معاذ بن جبل بزق عن يمينه وهو في غير صلاة فقال: ما فعلت هذا منذ صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا موسى بن داود قال: أخبرنا محمد بن راشد عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن أبيه أن معاذ بن جبل دخل قبته فرأى امرأته تنظر من خرق في القبة فضربها.
قال: وكان معاذ يأكل تفاحا ومعه امرأته فمر غلام له فناولته امرأته تفاحة قد عضتها فضربها معاذ.
أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا مالك بن أنس عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا وإذا ناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه. فسألت عنه فقالوا: هذا معاذ بن جبل. فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير فوجدته يصلي. قال فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه وقلت له: والله إني لأحبك لله. قال فقال: آلله. فقلت: آلله. فقال: آلله. فقلت: آلله. قال فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال: [أبشر فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله. تبارك وتعالى: وجبت رحمتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في].
أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن شهر بن حوشب قال: حدثني رجل أنه دخل مسجد حمص فإذا بحلقة فيهم رجل آدم جميل وضاح الثنايا وفي القوم من هو أسن منه وهم مقبلون عليه يستمعون حديثه. قال فسألته: من أنت؟ فقال: أنا معاذ بن جبل.
[أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عيسى بن النعمان عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبد الله قال: كان معاذ بن جبل. رحمه الله. من أحسن الناس وجها وأحسنه
خلقا وأسمحه كفا فادان دينا كثيرا فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياما في بيته حتى استأدى غرماؤه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى معاذ يدعوه فجاءه ومعه غرماؤه فقالوا: يا رسول الله. خذ لنا حقنا منه. فقال رسول الله. ص: رحم الله من تصدق عليه. قال فتصدق عليه ناس وأبى آخرون. فقالوا يا رسول الله خذ لنا حقنا منه. فقال رسول الله: اصبر لهم يا معاذ. قال فخلعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ماله فدفعه إلى غرمائه فاقتسموه بينهم فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم. قالوا: يا رسول الله بعه لنا. قال لهم رسول الله. ص: خلوا عنه فليس لكم إليه سبيل]. فانصرف معاذ إلى بني سلمة فقال له قائل: يا أبا عبد الرحمن لو سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أصبحت اليوم معدما. قال: ما كنت لأسأله. قال فمكث يوما ثم دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثه إلى اليمن وقال: لعل الله يجبرك ويؤدي عنك دينك. قال فخرج معاذ إلى اليمن فلم يزل بها حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووافى السنة التي حج فيها عمر بن الخطاب. استعمله أبو بكر على الحج. فالتقيا يوم التروية بمنى فاعتنقا وعزى كل واحد منهما صاحبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أخلدا إلى الأرض يتحدثان. فرأى عمر عند معاذ غلمانا فقال: ما هؤلاء يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أصبتهم في وجهي هذا. قال عمر: من أي وجه؟ قال: أهدوا إلي وأكرمت بهم. فقال عمر: اذكرهم لأبي بكر.
فقال معاذ: ما ذكري هذا لأبي بكر. ونام معاذ فرأى في النوم كأنه على شفير النار وعمر آخذ بحجزته من ورائه يمنعه أن يقع في النار. ففزع معاذ فقال: هذا ما أمرني به عمر. فقدم معاذ فذكرهم لأبي بكر فسوغه أبو بكر ذلك وقضى بقية غرمائه وقال: [إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لعل الله يجبرك].
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ: ادع الله يرفع عنا هذا الرجز. قال: إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص بها الله من يشاء منكم. أيها الناس. أربع خلال من استطاع أن لا يدركه شيء منهن فلا يدركه. قالوا: وما هي؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر. ويقول الرجل والله ما أدري على ما أنا. لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة. ويعطى الرجل المال من مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي
يسخط الله. اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة. فطعن ابناه فقال:
كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا الحق من ربك فلا تكونن من الممترين*. قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين. ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه يقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغير. حتى هلك.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شهر بن حوشب عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال: إني جالس عند معاذ بن جبل وهو يموت فهو يغمى عليه مرة ويفيق مرة. فسمعته يقول عند إفاقته: اخنق خنقك. فو عزتك إني لأحبك.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال: أخذ معاذا الطاعون في حلقه فقال: يا رب إنك لتخنقني وإنك لتعلم أني أحبك.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين أنه بلغه أنه لما وقع الوجع عام عمواس قال أصحاب معاذ: هذا رجز قد وقع. فقال معاذ: أتجعلون رحمة رحم الله بها عباده كعذاب عذب الله به قوما سخط عليهم؟ إنما هي رحمة خصكم الله بها وشهادة خصكم الله بها. اللهم أدخل على معاذ وأهل بيته من هذه الرحمة. من استطاع منكم أن يموت فليمت من قبل فتن ستكون من قبل أن يكفر المرء بعد إسلامه أو يقتل نفسا بغير حلها أو يظاهر أهل البغي أو يقول الرجل ما أدري على ما أنا إن مت أو عشت أعلى حق أو على باطل.
أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: أخبرنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي. ع. وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا. ساكت لا يتكلم. فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه.
فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أيوب بن النعمان عن أبيه عن قومه قال:
وحدثنا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قالوا: كان معاذ بن جبل رجلا طوالا أبيض. حسن الثغر. عظيم العينين. مجموع الحاجبين.
جعدا. قططا. شهد بدرا وهو ابن عشرين سنة أو إحدى وعشرين سنة. وخرج إلى اليمن بعد أن غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوكا وهو ابن ثمان وعشرين سنة. وتوفي في طاعون عمواس بالشام بناحية الأردن سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.
رضي الله عنه. وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وليس له عقب.
أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: رفع عيسى. ع. وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات معاذ. رحمه الله. وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة قال: سمعت شهر بن حوشب يقول: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته فسألني ربي عنه لقلت يا ربي [سمعت نبيك يقول: إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم قذفة حجر].
قال: وكان يقال سلمة بدر لكثرة من شهدها منهم. ثلاثة وأربعون إنسانا.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 437

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس. بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج. قال: ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن. وأمه هند بنت سهل من جهينة. وأخوه لأمه عبد الله بن الجد بن قيس من أهل بدر. وشهد معاذ العقبة مع السبعين من
الأنصار وشهد بدرا وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين سنة. وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن عاملا ومعلما وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو باليمن واستخلف أبو بكر وهو عليها على الجند. ثم قدم مكة فوافى عمر عامئذ على الحج.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان الثوري قال: وأخبرنا عفان ابن مسلم قال: حدثنا وهيب بن خالد جميعا عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس ابن مالك قال: [قال رسول الله. ص: أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل].
قال محمد بن عمر: ثم خرج معاذ إلى الشام مجاهدا في سبيل الله.
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ بن جبل: ادع الله يرفع عنا هذا الرجز.
قال: إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من شاء منكم. اللهم أد آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة. فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. * فقال:
وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين ثم. طعنت امرأتاه فهلكتا. وطعن هو في إبهامه فجعل يمصها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغير. حتى هلك.
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شهر عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال: إني لجالس عند معاذ بن جبل وهو يموت فهو يغمى مرة ويفيق مرة. فسمعته يقول عند إفاقته: اخنق خنقك فوعدتك أني لأحبك.
أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا ساكت لا يتكلم فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه. فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أيوب بن النعمان عن أبيه عن قومه قال:
وحدثنا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قالوا: كان معاذ بن جبل رجلا طويلا أبيض حسن الثغر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا. شهد بدرا وهو ابن عشرين سنة أو إحدى وعشرين سنة و. خرج إلى اليمن بعد أن غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوكا وهو ابن ثمان وعشرين سنة. وتوفي في طاعون عمواس بالشام في ناحية الأردن سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وليس له عقب.
أخبرنا ابن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: رفع عيسى - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات معاذ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
أخبرنا علي بن المتوكل عن ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قبر معاذ.
رضي الله عنه. بقصير خالد من عمل دمشق.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 271

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي: مات بناحية الأردن. قال الواقدي: مات سنة تسع عشرة أو ثمان عشرة وهو ابن أربع وثلاثين سنة. وكان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: بم تقضي؟ قال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: اجتهد رأيي، قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولا يبعث للقضاء إلا عالما، لأنه لما سأله بين طرق الأحكام وأجاد وأحسن وأخبر أنه يجتهد رأيه، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم وحمد الله تعالى عليه. وروى عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معاذ بن جبل كان قانتا لله حنيفا وأنه برتوة بين يدي العلماء يوم القيامة ليس بينه وبين الله تعالى إلا النبيين والمرسلين. وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’ أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ’’. وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل. وروى أبو مسلم الخولاني قال: دخلت حمص فرأيت حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ ابن جبل.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 45

معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري أبو عبد الرحمن مات بالأردن في الطاعون يعنى طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وله ثلاث وثلاثون سنة وكان قد شهد بدرا والعقبة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 84

معاذ بن جبل
..

  • دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 129

معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، الأنصاري.
قال ابن أبي أويس: عن أخيه، عن خالدٍ، عن يحيى بن سعيد، قال: مات معاذ بن جبل وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة، والذي يرفع في سنه يقول: إحدى، أو ثنتين، وثلاثين.
هو الخزرجي السلمي.
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن سنان، وأبو سعيد، مولى بني هاشمٍ: عن جهضم بن عبد الله، عن يحيى ابن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبلٍ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قيل لي: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: في الكفارات، قيل: وما الكفارات؟ قال: نقل الأقدام إلى الجمعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.
قال محمد بن عبد الله الخزاعي: حدثنا موسى بن خلف، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبلٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم... مثله.
وقال عبد الله بن محمد: عن الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أنه سمع مكحولاً يقول لخالد بن اللجلاج: يا أبا إبراهيم، حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، فقال: نعم، سمعت عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول.
فلما ولى خالد بن اللجلاج، قال مكحول: ما رأيت أحدا قط أحفظ لهذا الحديث من هذا الرجل.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1

معاذ بن جبل
...

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 15

معاذ بن جبل الخزرجي
من نجباء الصحابة عنه عبد الرحمن بن غنم ومسروق وكثير بن مرة قال أنس جمع معاذ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بن مسعود كنا نشبهه بإبراهيم عليه السلام كان أمة قانتا لله حنيفا توفي بالطاعون سنة 18 بالأردن عن ثمان وثلاثين سنة ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي بن سعد بن علي بن أسد
بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري كنيته أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله شهد بدراً والعقبة مع النبي صلى الله عليه وسلم حديثه في أهل الشام ومات بها بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة في خلافة عمر وله إحدى وثلاثون سنة وقيل إنه حين مات كان له ثلاثة وثلاثون سنة ومنهم من قال ثمان وعشرون سنة
روى عنه أنس في الإيمان وعمرو بن ميمون والأسود بن هلال وأبو الطفيل عامر بن واثلة في الصلاة

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

معاذ بن جبل من نجباء الأنصار

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 26

(ع) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، أبو عبد الرحمن، الخزرجي المدني.
روى عنه فيما ذكره الطبراني: أبو عبيدة بن الجراح، وكعب بن مالك الأنصاري، وأبو واقد الليثي، وبريدة بن الحصيب الأسلمي، وأبو ليلى الأنصاري، وأبو أمامة الباهلي، وعبد الله بن حزيم وقيل: حريث، ومعدي كرب، وشرحبيل بن السمط، ويزيد بن قطيب، ويزيد بن مزيد، والحسن بن جابر القرشي، وأبو شيبة، والحجاج بن عثمان السككي، وشهر بن حوشب، ويزيد بن حصين، وسليم بن عامر الخبائري، وشراحيل بن معشر العنسي، وأبو منيب الجرشي، وأبو العوام سادن بيت المقدس، وعلي بن الحكم، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي، وأبو عياش، وأبو عمر الشيباني، وعبد الله بن مسلم الحضرمي، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص، وأبو رفاعة، وعبد خير بن يزيد الخيواني، وموسى بن طلحة، وسالم بن أبي الجعد، وأبو خالد الوالبي، وسعيد بن المسيب، ومحمود بن لبيد الأنصاري، وأبو صالح السمان، وأبو عبد الله القراظ، وعبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري، وسلمان بن الأغر، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، ومحمد بن صبيح، ومحمد بن زيد، وعبد الله بن الصامت، وأبو المليح بن أسامة، والعلاء بن زياد بن مطر، والسلولي.
من روى مرسلا عن معاذ: الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة، ويحيى بن الحكم، وعبد الله بن رافع، والحسن بن أبي الحسن، وشداد أبو عمار، ومكحول، وأبو رزين، وأبو ظبيان، وعبد الرحمن بن سابط.
وقال ابن حبان: ومنهم من قال: سنه ثمان وعشرون سنة ـ يعني لما مات ـ وهو غريب، وما أحسبه محفوظ، ثم ذكره عن يحيى بن سعيد.
وفي الطبراني قاله أيضا مالك بن أنس.
وفي كتاب العسكري: ولاه النبي صلى الله عليه وسلم اليمن، وكان يعني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن عمرو يقول: حدثونا عن العاملين، فقيل: من العاملين؟! قال: معاذ وأبو الدرداء، وعن المدائني: كان معاذ من أجمل الرجال.
وقال ابن سعد: أمه هند بنت سهل من جهينة، وأخوه لأمه عبد الله بن الجد بن قيس، وكان لمعاذ من الولد أم عبد الله وهي من المبايعات، وابنان؛ أحدهما عبد الرحمن، ولم يسم لنا الآخر، وزعم محمد بن إسحاق وحده أنه صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين جعفر، قال ابن عمر: وكيف يكون هذا وإنما المؤاخاة بعد قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة وقبل بدر؟! فلما كان يوم بدر نزلت آية المواريث وانقطعت المؤاخاة، وكان جعفر بالحبشة، وإنما قدم المدينة بعد ذلك بسبع سنين، هذا وهم من ابن إسحاق، انتهى. قد ذكر غير واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين من قبل الهجرة، فلما هاجر آخى بين الأنصار وبينهم، فلا وهم على ابن إسحاق رجع، وعن ابن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع معاذا من ماله لغرمائه حين اشتدوا عليه، وبعثه إلى اليمن، وقال: لعل الله تعالى أن يجبرك، قال ابن عمر: وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة.
وعن ابن أبي نجيح: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن كتابا حين أرسل معاذا: «إني قد بعثت إليكم من خير أهلي، والي علمهم، والي دينهم». وقال بشير بن يسار: كان أعرج.
وفي قول المزي عن الواقدي: عن أيوب، عن النعمان، عن أبيه، عن قومه، فذكر صفة معاذ، نظر؛ لأن الواقدي لما ذكر هذا السند أتبعه من غير أن يذكر شيئا، وثنا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده: كان معاذ بن جبل، فذكره. وعن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت: يا رب، سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بين أيديهم قذفة بحجر.
وفي «الاستيعاب»: بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا، وجعل إلي قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال؛ خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن أبيه على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجند، وأبو موسى على زبيد وعدن والساحل، وكان أول من تجر في مال الله تعالى هو، واستعمله عمر على الشام لما مات أبو عبيدة، انتهى.
ذكر القراب في «تاريخه» عن الحارث بن عميرة: طعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل وأبو مالك جميعا في يوم واحد، وهذا غير ما تقدم، والله أعلم.
وفي «تاريخ أبي القاسم»: قال صلى الله عليه وسلم: معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، وإن الله ليباهي به الملائكة.
وفي كتاب الصريفيني: قبره بقصر خالدة.
وفي كتاب «الصحابة الحمصيين»: ولاه أبو عبيدة حمص، فكان يسفر بصلاة الفجر ويثوب، وكان طويلا حسنا جميلا.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 11- ص: 1

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج
شهد بدراً وهو بن عشرين سنة وشهد قبلها العقبتين كنيته أبو عبد الرحمن الأنصاري انتقل إلى الشام ومات في طاعون عمواس بالأردن سنة ثمان عشرة في خلافة عمر وله إحدى وثلاثون سنة وقد قيل إنه حين مات كان له ثلاث وثلاثون سنة ومنهم من قال ثمان وعشرون سنة حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن ابن غزية عن يحيى بن سعيد قال توفي معاذ بن جبل وهو بن ثمان وعشرين سنة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن غنم بن أذن بن سعد بن عدي بن أسد بن شاذرة بن يزيد بن جشم بن الخزرج
حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا محمد بن كثير المصيصي، نا الأوزاعي، عن ابن حلبس، عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المتحابين في الله عز وجل يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله»
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى الكندي السهيلي بالكوفة سنة أربع وثمانين ومائتين، نا عبد الحميد بن صالح البرجمي، نا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز جل: «وجبت رحمتي للمتباذلين في وجبت رحمتي للمتزاورين في»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 3- ص: 1

معاذ بن جبل (ع)
أبو عبد الرحمن الأنصاري، الخزرجي، العالم الرباني.
شهد العقبة وهو ابن ثمان عشرة سنةً أو دونها، وشهد بدراً، والمشاهد كلها.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ’’يا معاذ والله إني لأحبك’’.
استشهد في الطاعون بالغور في سنة ثمان عشرة، وله خمسٌ وثلاثون سنة. رضي الله عنه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي سلمي
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقال بعضهم إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة نزل الشام له صحبة روى عنه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن العباس وعبد الله بن أبي أوفى وأنس بن مالك وأبو أمامة الباهلي وأبو قتادة الأنصاري وأبو ثعلبة الخشني وعبد الرحمن بن سمرة وجابر بن سمرة سمعت بعض ذلك من أبي وبعضه من قبلي نا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الرحمن بن محمد بن سلام بطرسوس قال حدثني قبيصة عن سفيان عن ثور يعني بن يزيد الشامي عن خالد بن معدان قال كان عبد الله بن عمرو يقول حدثونا عن العاقلين فقيل من العاقلين قال معاذ بن جبل وأبو الدرداء.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1