ابن قاضي بعلبك مظفر بن عبد الرحمن (مجد الدين) بن ابراهيم البعلبكي، بدرالدين: طبيب. كان ابوه قاضيا ببعلبك. فنسب اليها. نشا وتعلم بدمشق، وخدم في بيمارستان الرقة، ثم عاد إلى دمشق، فولاه الملك الجواد (يونس بن ممدود) رياسة جميع الاطباء والكحالين والجراحين سنة637هـ ، وتجدد التقليد له برياسة جميع الاطباء سنة645 وتوفي بدمشق. له كتب، منها (مفرح النفس) اطلع عليه الغزولي صاحب مطالع البدور ونقل عنه بضعة أدوية مركبة من المفرحات والمقويات، و (الملح في الطب) ذكر فيه فوائد من كتب جالينوس وغيره، و (مزاج الرقة) رسالة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 256

ابن قاضي بعلبك الطبيب مظفر بن عبد الرحمن.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

ابن قاضي بعلبك مظفر بن عبد الرحمن بن إبراهيم أبو بدر الدين ابن قاضي بعلبك. كان والده مجد الدين قاضيا ببعلبك في أيام عز الدين فرخشاه وأول أيام ولده الملك الأمجد بهرام شاه. وانتقل ولده إلى دمشق بعد وفاة أبيه، ونشأ بها واشتغل بصناعة الطب على الحكيم مهذب الدين عبد الرحمن بن علي المعرف بالدخوار صاحب المدرسة، وحفظ كثيرا من الكتب الطبية والمصنفات الحكمية. وكان كثير الاشتغال لا يخلي وقتا من التزيد في العلم. كثير المطالعة فيه. ومن علو همته أن مهذب الدين الخوار شيخه صنف مقالة في الاستفراغ، فقرأها عليه كل واحد من تلامذته بحثا. وأما بدر الدين المذكور، فإنه حفظها غائبا وعرضها عليه، فوقع ذلك عنده بمحل ونبل في عينه. وكان كثير الملازمة له والقراءة عليه، لا يفارقه سفرا ولا حضرا، حتى لما توجه المهذب المذكور في سنة اثنتين وعشرين وست مائة إلى بلاد الشرق لما طلبه الملك الأشرف موسى بن العادل سافر معه، ولم يقطع الاشتغال عليه. ولما وصل معه كان متأهلا. خدم بالرقة في البيمارستان الذي بها، وصنف مقالة حسنة في مزاج الرقة وأحوال أهويتها، وما يغلب عليها. وأقام بها سنين، واشتغل بها في الحكمة على زين الدين الأعمى الذي كان إماما في العلوم الحكمية. ثم إنه بعد ذلك حضر إلى دمشق وأقام بها. فلما تملك الملك الجواد مظفر الدين يونس بن شمس الدين ممدود ابن العادل دمشق في سنة خمس وثلاثين وست مائة، استخدمه وحظي عنده. وبقي متمكنا في دولته، يعتمد عليه في صناعته، وولاه رياسة الأطباء والكحالين والجرايحية. وكتب له منشور بذلك في سنة سبع وثلاثين وست مائة، فجدد معالم ما درس من علم الطب، وفكر في مصالح المشتغلين به، وأحسن إلى أهله وفعل من الإحسان معهم ما لا مزيد عليه. ومن جملة حسناته المعدودة ومكارمه التي لم من سجاياه معهودة، أنه اشترى من ماله دورا كثيرة ملاصقة للبيمارستان النوري، وبناها أحسن بناء، وتعب في عمارتها تعبا كثيرا، كبر بها قاعات المرضى بالبيمارستان المذكور، بحيث صارت قاعات كبارا تشرح الصدر، وساق إليها المياه الكثيرة. وفعل ذلك خالصا من ماله لله تعالى. ولما تملك الملك الصالح نجم الدين أيوب، استمر به على رياسة الأطباء، وكتب له منشور بالاستمرار في سنة خمسين وأربعين وست مائة، وأمر بخدمة الأدر السلطانية بالقلعة مدة مقام السلطان، فباشر ذلك مدة مقام السلطان، وعندها كبر وسئمت نفسه من مطالعة كتب الأطباء، أكب على حفظ كتاب الله تعالى فحفظه حفظا جيدا بالروايات، وحفظ عدة كتب في الفقه على مذهب الشافي. واشتغل فيه على الشيخ شهاب الدين أبي شامة، مع قراءة كتب الأدب والتفسير والقراءات. ولازمه ملازمة كثيرة يشتغل عليه إلى أن حصل في ذلك تحصيلا وافرا. ولازم تكرار ذلك بمدرسة سيف الدين علي بن قليج الحنيفية الملاصقة لداره. ولم يزل مشتغلا بذلك متوفرا على العبادة والاشتغال ونفع المسلمين إلى أن توفي يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من صفر هذه السنة، ودفن بمقبرة له بباب الصغير، رحمه الله تعالى وقد تجاوز الثمانين.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0