مطرف بن المغيرة مطرف بن المغيرة بن شعبة: ثائر، من اتقياء الولاة والامراء. ولاه الحجاج على المدائن، لنبله وشرف ابيه، فلما بلغها خطب في اهلها فكان مما قال: (ان الامير الحجاج اصلحه الله قد ولاني عليكم، وامرني بالحكم بالحق، والعدل في السيرة، فان عملت بما امرني به فانا اسعد الناس، وان لم افعل فنفسي أوبقت وحظ نفسي ضيعت!) وصلحت سيرته، فاستمر إلى ان زحف عليه (شبيب بن يزيد) الخارجي، فخرج لقتاله، وبعث اليه يطلب رجالا من اصحابه لمعرفة مايدعون اليه، فاجابه شبيب، وجاءه بعض علماء اصحابه، فمال مطرف إلى رايهم وذكر ذلك لمن عنده، فانفرد ببعض ثقاته: (قد خلعت عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف، فمن كان منكم على مثل رأئي، فليتابعني نقاتل الظلمة، حتى اذا جمع الله لنا امرنا كان الامر شورى بين المسلمين يرتضون لانفسهم من أحبوا) فبايعه اصحابه وخرج بهم، فوصل خبرهم إلى الحجاج فارسل اليهم من قاتلهم في بعض جهات اصبهان، فتمزقوا، وقتل مطرف قبل ان يستفحل شأنه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 251