مصعب بن عمير مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، القرشي، من بني عبد الدار: صحابي، شجاع، من السابقين إلى الاسلام. اسلم في مكة وكتم اسلامه، فعلم به اهله، فاوثقوه وحبسوه، فهرب مه من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة. وهاجر إلى المدينة، فكان أول من جمع الجمعة فيها، وعرف فيها بالمقرئ، واسلم على يده اسيد بن حضير وسعد ابن معاذ. وشهد بدرا. وحمل اللواء يوم احد، فاستشهد. وكان في الجاهلية فتى مكة، شبابا وجمالا ونعمة، ولما ظهر الاسلام زهد بالنعيم. وكان يلقب (مصعب الخير) ويقال: فيه وفي اصحابه نزلت الآية: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 248

مصعب بن عمير (ب د ع) مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري، يكنى أبا عبد الله..
كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إلى الإسلام. أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري يصلي، فأعلم أهله وأمه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوسا إلى أن هاجر إلى أرض الحبشة، وعاد من الحبشة إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن، ويصلي بهم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن يزيد ابن أبي حبيب قال: لما انصرف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني ليلة العقبة الأولى- بعث معهم مصعب بن عمير.
قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن مصعب بن عمير كان يصلي بهم، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبيد الله بن أبي بكر بن حزم، وعبيد الله بن المغيرة بن معيقيب قالا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى، يفقه أهلها ويقرئهم القرآن، فكان منزله على أسعد بن زرارة، وكان إنما يسمى بالمدينة المقرئ، يقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة، وأسلم على يده أسيد بن حضير وسعد ابن معاذ. وكفى بذلك فخرا وأثرا في الإسلام.
قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا من المهاجرين: مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم، ثم أتانا بعده عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وبلال، ثم أتانا عمر بن الخطاب.
وشهد مصعب بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد أحدا ومعه لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل بأحد شهيدا، قتله ابن قمئة الليثي في قول ابن إسحاق.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن استشهد من المسلمين من بني عبد الدار: مصعب بن عمير بن هاشم، قتله ابن قمئة الليثي.
قيل: كان عمره يوم قتل أربعين سنة، أو أكثر قليلا. ويقال: فيه نزلت وفي أصحابه من المؤمنين: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ... الآية.
وروى محمد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصابنا البلاء اعترفنا، ومررنا عليه فصبرنا، وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثم لقد رأيته جهد في الإسلام جهدا شديدا، حتى لقد رأيت جلده يتحشف كما يتحشف جلد الحية.
وقال الواقدي: كان مصعب بن عمير فتى مكة شبابا وجمالا وسبيبا، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وكان أعطر أهل مكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ويقول: ما رأيت بمكة أحسن لمة، ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير.
أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا هناد، حدثنا يونس ابن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير، وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة، والذي هو فيه اليوم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة، ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟! قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤنة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم اليوم خير منكم يومئذ. قال: وأخبرنا محمد بن عيسى: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن خباب قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتغى وجه الله عز وجل، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها وإن مصعب بن عمير مات ولم يترك إلا ثوبا، كان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطوا به رجليه خرج رأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه الإذخر. أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الحافظ كتابة، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا أبو الحسين بن أبي موسى، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمد بن سفيان، حدثنا سعيد بن رحمة قال: سمعت ابن المبارك، عن وهب بن مطر، عن عبيد بن عمير قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير وهو منجعف على وجهه يوم أحد شهيدا، وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا}، إن رسول الله يشهد عليكم أنكم شهداء عند الله يوم القيامة. ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس، ائتوهم فزوروهم، وسلموا عليهم، فو الذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام. ولم يعقب مصعب إلا من ابنته زينب.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1133

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 175

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 405

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري.
أحد السابقين إلى الإسلام، يكنى أبا عبد الله. قال أبو عمر: أسلم قديما والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فعلمه عثمان بن طلحة، فأعلم أهله فأوثقوه، فلم يزل محبوسا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا، ثم شهد أحدا ومعه اللواء فاستشهد.
وذكر محمد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد، عن ابن أبي وقاص، قال: كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده خلة مع أبويه.
وأخرج الترمذي بسند فيه ضعف عن علي، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصعب بن عمير، فبكى للذي كان فيه من النعمة، ولما صار إليه.
وفي الصحيح عن حبان أن مصعبا لم يترك إلا ثوبا، فكان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطوا رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجعلوا على رجله شيئا من الإذخر».
وقال ابن إسحاق في المغازي، عن يزيد بن أبي حبيب: لما انصرف الناس عن العقبة بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم معهم مصعب بن عمير يفقههم، وكان مصعب هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى، ثم رجع إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة.
وفي صحيح البخاري، عن البراء: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم... الحديث، وزاد أبو داود من هذا الوجه في الهجرة الأولى.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 98

مصعب بن عمير ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب.
السيد، الشهيد، السابق، البدري، القرشي، العبدري.
قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير فقلنا له ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر، الأعمى.... وذكر الحديث.
الأعمش:، عن أبي وائل، عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نبتغي وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد ولم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’غطوا رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر’’ ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها.
شعبة، عن سعد بن إبراهيم سمع أباه يقول: أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام فجعل يبكي فقال قتل حمزة فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا وقتل مصعب بن عمير فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا وجعل يبكي.
ابن إسحاق: حدثني يزيد بن زياد، عن القرظي، عمن سمع علي بن أبي طالب يقول:
ومن شهداء يوم أحد:
حمزة، وعبد الله بن جحش الأسدي بن أخت حمزة فدفنا في قبر وعثمان بن عثمان المخزومي، لقبه شماس لملاحته.
ومن الأنصار: عمرو بن معاذ الأوسي، أخو سعد، وابن أخيه الحارث بن أوس، والحارث بن أنيس، وعمارة بن زياد بن السكن، ورفاعة بن وقش، وابنا أخيه عمرو وسلمة ابنا ثابت بن وقش وصيفي بن قيظي وأخوه جناب وعباد بن سهل وعبيد بن التيهان وحبيب بن زيد وإياس بن أوس الأشهليون واليمان والد حذيفة وزيد بن حاطب الظفري وأبو سفيان بن حارث بن قيس وغسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر ومالك بن أمية وعوف بن عمرو وأبو حية بن عمرو وعبد الله بن جبير بن النعمان وخيثمة والد سعد وحليفه عبد الله وسبيع بن حاطب وحليفه مالك وعمير بن عدي فهؤلاء من الأوس.
ومن الخزرج: عمرو بن قيس، وولده قيس، وثابت بن عمرو، وعامر بن مخلد، وأبو هبيرة بن الحارث وعمرو بن مطرف وإياس بن عدي وأوس بن ثابت والد شداد وأنس بن النضر وقيس بن مخلد النجاريون وكيسان مولى بني النجار وسليم بن الحارث ونعمان بن عبد عمرو.
ومن بني الحارث بن الخزرج خارجة بن زيد بن أبي زهير وأوس بن أرقم ومالك والد أبي سعيد الخدري وسعيد بن سويد وعتبه بن ربيع وثعلبة بن سعد وثقف بن فروة وعبد الله بن عمرو وضمرة الجهني وعمرو بن إياس ونوفل بن عبد الله وعبادة بن الحسحاس وعباس بن عبادة ونعمان بن مالك والمجذر بن زياد البلوي ورفاعة بن عمرو ومالك بن إياس وعبد الله والد جابر وعمرو بن الجموح وابنه خلاد ومولاه أسير وتسليم بن عمرو بن حديدة ومولاه عنترة وسهيل بن قيس وذكوان، وعبيد بن المعلى بن لوذان.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 96

مصعب بن عمير الداري ومنهم مصعب بن عمير الداري، المحب القاري، المستشهد بأحد، كان أول الدعاة، وسيد التقاة، سبق الركب، وقضى النحب، ورغب عن التزييف والتسويف، وغلب عليه الحنين والتخويف، وقد قيل: «إن التصوف طلب التأنيس في رياض التقديس»،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عمرو بن خالد، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير ’’أن الأنصار، لما سمعوا من، رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، وأيقنوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته فصدقوه وآمنوا به، كانوا من أسباب الخير، وواعدوه الموسم من العام القابل، فرجعوا إلى قومهم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فيدعو الناس إلى كتاب الله، فإنه أدنى أن يتبع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار، فنزل بني غنم على أسعد بن زرارة، يحدثهم ويقص عليهم القرآن، فلم يزل مصعب عند سعد بن معاذ يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة، وأسلم أشرافهم، وأسلم عمرو بن الجموح، وكسرت أصنامهم، ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يدعى المقرئ’’
حدثنا فاروق الخطابي، ثنا زياد بن الخليل، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا محمد بن فليح، ثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: ’’لما بايع أهل العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثه الله به، وتلوا عليهم القرآن، بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ ابن عفراء ورافع بن مالك: أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فليدع الناس بكتاب الله، فإنه قمن - أي حقيق - أن يتبع، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار، فلم يزل عندهم يدعو آمنا، ويهديهم الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافهم، وأسلم عمرو بن الجموح، وكسرت أصنامهم، وكان المسلمون أعز أهل المدينة، ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدعى المقرئ قال ابن شهاب: «وكان أول من جمع الجمعة بالمدينة بالمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن الحسن، قالا: ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن عبيد بن عمير، قال: ’’لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مر على مصعب بن عمير مقتولا على طريقه فقرأ: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23] الآية’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا يحيى بن العلاء، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن عبيد بن عمير، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد، فوقف عليه وعلى أصحابه فقال: «أشهد أنكم أحياء عند الله، فزوروهم وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة»
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إبراهيم الحوراني، ثنا عبد العزيز بن عمير، ثنا زيد بن أبي الزرقاء، ثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن عمر بن الخطاب، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلا، وعليه إهاب كبش قد تنطق به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى هذا الرجل الذي قد نور الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 106

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 106

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري يكنى أبا عبد الله. كان من جلة الصحابة وفضلائهم، وهاجر إلى أرض الحبشة في أول من هاجر إليها، ثم شهد بدرا، ولم يشهد بدرا من بني عبد الدار إلا رجلان: مصعب بن عمير، وسويبط بن حرملة، ويقال ابن حريملة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث مصعب بن عمير إلى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين، وكان يدعى القارئ والمقرئ. ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة.
قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم، ثم أتانا بعده عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وبلال، ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم علينا مع أبي بكر. وقتل مصعب بن عمير يوم أحد شهيدا، قتله ابن قميئة الليثي فيما قال ابن إسحاق، وهو يومئذ ابن أربعين سنة أو أزيد شيئا. ويقال: إن فيه نزلت وفي أصحابه يومئذ: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..} الآية أسلم. بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
ذكر الواقدي، عن إبراهيم بن محمد العبدي، عن أبيه، قال: كان مصعب ابن عمير فتى مكة شبابا وجمالا وتيها، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وكان أعطر أهل مكة، يلبس الحضرمي من النعال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ويقول: ما رأيت بمكة أحسن لمة، ولا أرق حلة، ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير. فبلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم فدخل، فأسلم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا، فبصر به عثمان بن طلحة يصلي، فأخبر به قومه وأمه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوسا إلى أن خرج إلى أرض الحبشة.
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن بكير التمار، حدثنا أبو داود، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان. عن الأعمش، عن أبي وائل، عن خباب، قال: قتل مصعب بن عمير يوم أحد، ولم يكن له إلا نمرة، كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر. ولم يختلف أهل السير أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم أحد كانت بيد مصعب بن عمير، فلما قتل يوم أحد أخذها علي بن أبي طالب. كناه الهيثم بن عدي أبا عبد الله.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1473

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة
ممن استشهد أحدا بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بيعة العقبة الأولى إلى المدينة وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين فأسلم أهل المدينة على يده قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إياها تقدم ذكره

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشي العبدري، يكنى أبا عبد الله:
ذكره الزبير بن بكار، فقال: مصعب الخير. وذكر نسبه إلى عبد الدار، ثم قال: هو المقرئ، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار، يقرئهم القرآن بالمدينة، قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فأسلم على يده خلق كثير، وشهد بدرا، وكان معه اللواء، حتى قتل يوم أحد.
كان من السابقين إلى الإسلام، أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أبيه وقومه، كان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري، ورآه يصلى، فأخبر به قومه وأمه، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوسا إلى أن خرج إلى أرض الحبشة مهاجرا، في أول من هاجر إليها، ثم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بعد عوده من الحبشة إلى المدينة، ليقرئ من أسلم من أهلها القرآن ويفقههم في الدين، وكان بعثه إلى المدينة بعد العقبة الثانية، وقبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشهدها من بنى عبد الدار مسلم سواه، وسوى سويبط بن سعد بن حرملة السابق ذكره. ثم شهد أحدا واستشهد بها، قتله ابن قمئة الليثى، فيما قال ابن إسحاق.
قال ابن عبد البر: ولم يختلف أهل السير، أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم أحد، كانت بيد مصعب بن عمير، فلما قتل يوم أحد، أخذها علي بن أبي طالب. قال: وكان من جلة الصحابة وفضلائهم، وكان يدعى القارئ والمقرئ، ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة. قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا من المهاجرين المدينة: مصعب بن عمير، أخو بنى عبد الدار. انتهى.
قال النووي: وأسلم على يده سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وكفى بذلك فضلا
وأثرا في الإسلام، وكان قبل إسلامه أنعم فتى بمكة، وأجوده حالة، وأكمله شبابا وجمالا وجودا، وكان أبواه يحبانه حبا كثيرا، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب بمكة، وكان أعطر أهل مكة، ثم انتهى به الحال في الإسلام، إلى أن كان عليه بردة مرقوعة بفرو. انتهى.
ولما مات مصعب، لم يوجد له ما يكفنه إلا بردة، إذا غطى بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطيت بها رجلاه خرج رأسه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أن يغطى بها رأسه، وأن يجعل على رجليه من الإذخر.
وكان رضي الله عنه حين قتل، ابن أربعين سنة أو يزيد شيئا، وفيه وفي أصحابه على ما قيل، نزلت: {من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه} [الأحزاب: 33] الآية.
وذكر الواقدي عن إبراهيم بن محمد بن العبدى، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يذكر مصعبا فيقول: «ما رأيت بمكة أحسن لمة، ولا أرق حلة، ولا أنعم نعمة، من مصعب ابن عمير».
وذكر الواقدي في سنده: أنه كان يلبس النعال الحضرمى.
لخصت هذه الترجمة من الاستيعاب لابن عبد البر.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1

مصعب بن عمير
أحد بني عبد الدار بن قصي قتل يوم أحد ولم يوجد له إلا نمرة فكفن فيها سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1