مسلم بن يسار مسلم بن يسار الأموي بالولاء، أبو عبد الله: فقيه، ناسك من رجال الحديث. أصله من مكة. سكن البصرة، فكان مفتيها، وتوفي فيها.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 223
الزاهد البصري مسلم بن يسار الفقيه الزاهد البصري مولى بني أمية. روى عن عبادة بن الصامت ولم يلقه، وعن ابن عباس وابن عمر وأبي الأشعت الصنعاني، وأبيه يسار. يقال أن لأبيه صحبة. وتوفي في حدود المائة، وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري القدوة، الفقيه، الزاهد، أبو عبد الله البصري، مولى بني أمية.
وقيل: مولى بني تيم، من موالي طلحة -رضي الله عنه-.
روى عن: عبادة بن الصامت - ولم يلقه -.
وعن: ابن عباس، وابن عمر، وأبيه يسار - فقيل: لأبيه صحبة -.
وعن: أبي الأشعث الصنعاني، وغيرهم.
حدث عنه: محمد بن سيرين - وهو من طبقته - وقتادة، وثابت البناني، وأيوب السختياني، ومحمد بن واسع، وآخرون.
قال ابن عون: كان لا يفضل عليه أحد في زمانه.
وقال ابن سعد : كان ثقة، فاضلا، عابدا، ورعا.
وقال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقالوا له: يا أبا عبد الله، لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك، لأتانا به.
فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة ؟!
روى: هشام، عن قتادة، قال: مسلم بن يسار خامس خمسة من فقهاء البصرة.
وروى: هشام بن حسان، عن العلاء بن زياد، أنه كان يقول:
لو كنت متمنيا، لتمنيت فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وصواب مطرف، وصلاة مسلم بن يسار.
روى: حميد بن الأسود، عن ابن عون، قال:
أدركت هذا المسجد، وما فيه حلقة تنسب إلى الفقه، إلا حلقة مسلم بن يسار.
قال ابن عون: عن عبد الله بن مسلم بن يسار:
إن أباه كان إذا صلى كأنه ود، لا يميل لا هكذا، ولا هكذا.
وقال غيلان بن جرير: كان مسلم بن يسار إذا صلى، كأنه ثوب ملقى.
وقال ابن شوذب: كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في الصلاة:
تحدثوا، فلست أسمع حديثكم.
وروى: أنه وقع حريق في داره، وأطفئ، فلما ذكر ذلك له، قال: ما شعرت.
رواها: سعيد بن عامر الضبعي، عن معدي بن سليمان.
وقال هشام بن عمار، وغيره:
حدثنا أيوب بن سويد، حدثنا السري بن يحيى، حدثني أبو عوانة، عن معاوية بن قرة، قال:
كان مسلم بن يسار يحج كل سنة، ويحجج معه رجالا من إخوانه، تعودوا ذلك، فأبطأ عاما حتى فاتت أيام الحج، فقال لأصحابه: اخرجوا.
فقالوا: كيف؟
قال: لا بد أن تخرجوا.
ففعلوا استحياء منه، فأصابهم حين جن عليهم الليل إعصار شديد، حتى كاد لا يرى بعضهم بعضا، فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة، فحمدوا الله، فقال: ما تعجبون من هذا في قدرة الله -تعالى -.
قال قتادة: قال مسلم بن يسار في كلام في القدر:
هما واديان عميقان، يسلك فيهما الناس، لن يدرك غورهما، فاعمل عمل رجل، تعلم أنه لن ينجيك إلا عملك، وتوكل توكل رجل، تعلم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك.
قال ابن عون: لما وقعت الفتنة زمن ابن الأشعث، خف مسلم فيها، وأبطأ الحسن، فارتفع الحسن، واتضع مسلم.
قلت: إنما يعتبر ذلك في الآخرة، فقد يرتفعان معا.
قال أيوب السختياني: قيل لابن الأشعث:
إن أردت أن يقتلوا حولك كما قتلوا يوم الجمل حول جمل عائشة، فأخرج معك مسلم بن يسار.
فأخرجه مكرها.
قال أيوب: عن أبي قلابة، قال لي مسلم بن يسار:
إني أحمد الله إليك أني لم أرم بسهم، ولم أضرب فيها بسيف.
قلت له: فكيف بمن رآك بين الصفين.
فقال: هذا مسلم بن يسار لن يقاتل إلا على حق، فقاتل حتى قتل؟
فبكى - والله - حتى وددت أن الأرض انشقت فدخلت فيها.
قال أيوب السختياني: وفي القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث، لا أعلم أحدا منهم قتل، إلا رغب له عن مصرعه، أو نجا إلا ندم على ما كان منه.
قال سفيان بن عيينة: إن الحسن البصري لما مات مسلم بن يسار، قال: وامعلماه.
قلت: لمسلم - رحمة الله عليه - ترجمة حافلة في (تاريخ الحافظ ابن عساكر).
قال خليفة بن خياط، والفلاس: مات سنة مائة.
وقال الهيثم بن عدي: توفي سنة إحدى ومائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 304
مسلم بن يسار ومنهم الشاهد المبصار المجاهد المحضار أبو عبد الله مسلم بن يسار وقيل: إن التصوف التمتع بالحضور والتتبع للخطور
حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: ثنا الحسين بن الحسن، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، قال: ثنا جعفر بن حيان، قال: ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في صلاته فقال: «وما يدريكم أين قلبي؟»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني حوثرة بن أشرس، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، أن مسلم بن يسار: «كان قائما يصلي فوقع حريق إلى جانبه فما شعر به حتى طفئت النار»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا معتمر، قال: سمعت كهمسا، يحدث عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، أنه كان يصلي ذات يوم فدخل رجل من أهل الشام ففزعوا واجتمع له أهل الدار فلما انصرفوا قالت له أم عبد الله: دخل هذا الشامي ففزع أهل الدار فلم تنصرف إليهم أو كما قالت قال: «ما شعرت»
قال معتمر: وبلغني أن مسلما كان يقول لأهله: «إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي»
حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا محمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن أبي السري، قال: ثنا معتمر، قال: ثنا كهمس، عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، قال: «ما رأيته يصلي قط إلا ظننت أنه مريض»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني هارون بن معروف، قال: ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته: «تحدثوا فلست أسمع حديثكم»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال: ثنا......، عون بن موسى، قال: «سقط حائط المسجد ومسلم بن يسار قائم يصلي فما علم به»
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن يحيى بن نصر العسال، قال: ثنا الحسين بن الحسن، قال: ثنا ابن مبارك، قال: ثنا مبارك بن فضالة، قال: حدثني ميمون بن حيان، قال: «ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتا في صلاته قط خفيفة ولا طويلة، ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدمه، وإنه لفي المسجد في الصلاة فما التفت»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، وحدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: أخبرنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، قال: «كان مسلم بن يسار إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا»
حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن حاتم، قال: ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال: ثنا عفان، قال: ثنا سليمان بن المغيرة، عن غيلان بن جرير، قال: «كان مسلم بن يسار إذا رئي وهو يصلي كأنه ثوب ملقى»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا أبو موسى العنزي، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، قال: «كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة»
حدثنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: ثنا حسين بن الحسن، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، قال سفيان: عن رجل، عن مسلم بن يسار: «أنه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه فدخل عليه أبو إياس فأخذ يعزيه ويهون عليه، فذكر مسلم من تعظيم الله عز وجل»
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا ضمرة، عن خالد بن أبي يزيد، عن معاوية بن قرة، قال: دخلت على مسلم فقال: «دخلت علي وأنا أدفن بعض جسدي» قال معاوية: وكان يطيل السجود أراه قال: فوقع الدم من ثنيتيه فسقطتا فدفنهما
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا معاذ بن معاذ، قال: ثنا ابن عون، قال: «رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد لا يميل على قدم مرة ولا على قدم مرة، ولا يتحرك له ثوب» وقال معاذ مرة: «لا يتروح على رجل مرة» أو قال: «لا يعتمد»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا أبو موسى العنزي، قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: حدثني أبي قال: رأيت مسلما وهو ساجد وهو يقول في سجوده: «متى ألقاك وأنت عني راض؟» ويذهب في الدعاء، ثم يقول: «متى ألقاك وأنت عني راض؟»
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله قال: ثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، قال: قال مسلم بن يسار: «اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتبه الله عز وجل له»
حدثنا أبو محمد بن حيان، قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: ثنا الحسين بن الحسن، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، قال: ثنا سفيان، عن رجل، عن مسلم بن يسار، أنه قال: «من رجا شيئا طلبه، ومن خاف من شيء هرب منه، وما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له بلاء لم يصبر عليه لما يرجو، وما أدري ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يدعها لما يخشى»
حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني، قال: ثنا أحمد بن موسى، قال: ثنا إسماعيل بن سعيد، قال: ثنا عفان، والأسود بن عامر، قالا: ثنا حماد، عن ثابت، عن مسلم بن يسار، قال: «ما أدري ما حسب إيمان عبد لا يترك شيئا يكرهه الله عز وجل»
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا ضمرة، عن خالد بن أبي يزيد، عن معاوية بن قرة، قال: دخلت على مسلم بن يسار فقلت: ما عندي كبير عمل إلا أني أرجو الله وأخاف منه قال: «ما شاء الله، من خاف من شيء حذر منه، ومن رجا شيئا طلبه وما أدري ما حسب خوف عبد عرضت له شهوة فلم يدعها لما يخاف، أو ابتلي ببلاء فلم يصبر عليه لما يرجو» قال معاوية: فإذا أنا قد زكيت نفسي، وأنا لا أعلم
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا أبو موسى، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، قال: قال مسلم: «إذا حدثت عن الله، فأمسك فاعلم ما قبله وما بعده»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا ضمرة، عن علي بن جبلة، قال: قال ابن أبي إدريس عائذ الله لأبيه: يا أبت أما يعجبك طول صمت أبي عبد الله يعني مسلم بن يسار؟ فقال أي بني: تكلم بالحق خير من سكوت عنه، فقال مسلم: «سكوت عن الباطل خير من تكلم به»
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم، قال: ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا ثابت، قال: قال مسلم بن يسار: «ما شيء من عملي إلا وأنا أخاف أن يكون، قد دخله ما أفسده علي ليس الحب في الله عز وجل، فإني لا أجدني أحب إلا في الله»
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، قال: ثنا محمد بن أيوب، قال: ثنا عمرو بن مرزوق، قال: ثنا عمران، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، قال: «مرضت مرضة لي فلم يكن في عملي شيء أوثق في نفسي من قوم كنت أحبهم في الله عز وجل»
حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن رسته، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا مبارك بن فضالة، قال: ثنا عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، قال: «ما ينبغي للصديق أن يكون لعانا ولو لعنت شيئا ما تركته في بيتي»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبو موسى العنزي، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا مبارك، عن عبد الله بن مسلم بن يسار: أن أباه، كان يكره أن يمس، ذكره بيمينه ويقول: «إني لأرجو أن آخذ كتابي بيميني»
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا أبو كريب الهمداني، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، وذكر مسلم بن يسار، وقال: حدثني العذري، عنه قال: حج مسلم فوالله إنه قاعد في بيته يعالج شيئا يعني من طعامه إذ جاءته امرأة فقالت له شيئا، فتناول شيئا فأعطاها فقالت: ليس هذا طلبت إنما طلبت ما تطلب المرأة من زوجها، فقال: بكل شيء في يده فطرحه ثم خرج يشتد فلما خرج قال: «يا رب ليس لهذا جئت أنا هاهنا»
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا أبي قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، قال: «إذا لبست ثوبا فظننت أنك في ذلك الثوب أفضل مما في غيره فبئس الثوب هو لك»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا أبو يحيى الرازي، قال: ثنا هناد بن السري، قال: ثنا أبو أسامة، عن الربيع بن صبيح، قال: قال مكحول: رأيت سيدا من سادتكم يا أهل البصرة دخل الكعبة فصلى ركعتين بين العمودين المقدمين وهو ساجد فبكى حتى بل المرمر فسمعته يقول: «اغفر لي ذنوبي وما قدمته يداي» قال: فإذا هو مسلم بن يسار قال: فيرون أنه ذكر ذلك المشهد الذي شهده يوم دير الجماجم
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا عون بن موسى الليثي أبو روح، عن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: كان لأبي غلام لا يصلي وكان لا يضربه فأقول: ألم تنهه؟ يقول: «لا أدري ما أصنع به قد غلبني»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، قال: حدثني الحسين بن الكميت، قال: ثنا معلى بن مهدي، قال: ثنا حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، قال: كان مسلم بن يسار يقول: «إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته»
حدثنا أبي قال: ثنا أبو الحسن بن أبان، قال: ثنا أبو بكر بن عبيد، قال: ثنا محمد بن إدريس، قال: ثنا محمد بن الحواري، عن عمر بن أبي سلمة، قال: قال مسلم بن يسار: «ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل»
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم، قال: ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا ثابت، عن مسلم بن يسار، قال: «كان أحدهم إذا برأ قيل ليهنك الطهر»
حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد، قال: ثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثتني ولادة بنت إبراهيم الأزدية، قالت: حدثتني أمي، قالت: قال مالك بن دينار: ’’رأيت مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة فسلمت عليه فلم يرد السلام، فقلت: لم لا ترد علي السلام؟ قال: أنا ميت، فكيف أرد السلام؟ فقلت: ماذا لقيت يوم الموت؟ قال: لقد لقيت أهوالا وزلازل عظاما شدادا، قلت: وماذا كان بعد ذلك؟ قال: وما تراه يكون من الكريم، قبل منا الحسنات، وعفا لنا عن السيئات، وضمن عنا التبعات، ’’ قالت: فكان مالك يحدث بهذا وهو يبكي ويشهق ثم يغشى عليه فلبث بعد ذلك أياما مريضا ثم مات في مرضه فكنا نرى أن قلبه انصدع’’
حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: ثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن إسحاق بن سويد، قال: صحبت مسلم بن يسار عاما إلى مكة فلم أسمعه تكلم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق، قال: ثم حدثنا فقال: بلغني أنه ’’ يؤتى بالعبد يوم القيامة، ويوقف بين يدي الله عز وجل فيقول: انظروا قي حسناته، فينظر في حسناته فلا توجد له حسنة، فيقول: انظروا في سيئاته فتوجد له سيئات كثيرة، فيؤمر به إلى النار، فيذهب به وهو يلتفت فيقول: ردوه، إلى ما تلتفت؟ فيقول: أي رب لم يكن هذا ظني أو رجائي فيك - شك إبراهيم - فيقول: صدقت، فيؤمر به إلى الجنة’’
حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني، قال: ثنا ابن مكرم، قال: ثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: ثنا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق البصري، عن أبيه، عن مسلم بن يسار، أنه قال: ’’قدمت البحرين واليمامة على تجارة فإذا أنا بالناس مقبلين ومدبرين نحو منزل، فقصدت إليه فإذا أنا بامرأة جالسة في مصلاها عليها ثياب غليظة، وإذا هي كئيبة محزونة قليلة الكلام، وإذا كل من رأيت ولدها وخولها وعبيدها، والناس مشغولون بالبياعات والتجارات فقضيت حاجتي، ثم أتيتها وودعتها فقالت: حاجتنا إليك أن تأتينا إذا جئت إلينا بحاجة فتنزل بنا، قال: فانصرفت فلبثت حينا ثم إني توجهت إلى بلدها في حاجة فلما قدمتها لم أر دون منزلها شيئا مما كنت رأيت فأتيت منزلها فلم أر أحدا، فأتيت الباب فاستفتحت فإذا أنا بضحك امرأة وكلامها، ففتح لي فدخلت فإذا أنا بها جالسة
في بيت، وإذا عليها ثياب حسنة رقيقة وإذا الضحك الذي سمعت كلامها وضحكها، وإذا امرأة ليس معها في بيتها شيء قط فاستنكرت وقلت: قد رأيتك على حالين فيهما عجب: حالك في قدمتي الأولى، وحالك هذه قالت: لا تعجب فإن الذي قد رأيت من حالتي الأولى أني كنت فيما رأيت من الخير والسعة، وكنت لا أصاب بمصيبة من ولد ولا خول ولا مال ولا أوجه من تجارة إلا سلمت، ولا يبتاع لي شيء إلا ربحت فيه وتخوفت أن لا يكون لي عند الله خير فكنت مكتئبة لذلك وقلت: لو كان لي عند الله خير لابتلاني فتوالت علي المصائب في ولدي الذي رأيت وخولي ومالي وما بقي لي منه شيء فرجوت أن يكون الله قد أراد بي خيرا فابتلاني وذكرني ففرحت لذلك وطابت نفسي فانصرفت فلقيت عبد الله بن عمر فأخبرته بخبرها، فقال: رحم الله هذه ما فاتها أيوب النبي عليه السلام إلا بقليل لكني تخرق مطرفي هذا - أو كلمة نحوها - فوجهت به يصلح فعمل لي على غير ما كنت أريد فأحزنني ذلك ’’ ومن مسانيد حديثه لقي من الصحابة عدة وروى عنهم مرسلا، ومتصلا، حدث عنه من التابعين أبو قلابة، ومحمد بن سيرين، وقتادة
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنهم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ’’إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا إلا حرم على النار: لا إله إلا الله ’’ رواه يزيد بن زريع، عن سعيد مطولا ذكر فيه كلاما من لقاء أبي بكر وعثمان وتسليمه عليه، فلم يرد عليه؛ لحديثه نفسه واهتمامه بالكلمة الناجية هذا حديث ثابت صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث شعبة، وبشر بن المفضل، وابن علية عن خالد الحذاء، عن الوليد بن مسلم، عن حمران
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا محمد بن المنهال، وعياش بن الوليد، قالا: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران، قال: سمعت عثمان، ودعا بماء فغسل كفيه ومضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك فقال: ألا تسألوني ما أضحكني فقلنا: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: أضحكني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء في هذا المكان فتوضأ نحوا مما توضأت ثم ضحك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تسألوني ما أضحكني» فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: «أضحكني أن العبد إذا غسل وجهه حط الله تعالى عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كذلك، وإذا مسح برأسه كذلك، وإذا طهر قدميه كذلك» هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث حمران رواه عنه من لا يحصون كثرة ورواه سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن مسلم، عن حمران حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا الحسن بن جرير الصوري، ومحمد بن هارون بن بكار، قالا: ثنا العباس بن الوليد الخلال، قال: ثنا مروان بن محمد، قال: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن مسلم بن يسار، عن حمران، عن عثمان، فذكر مثله نحوه تفرد به سعيد بن بشير بإدخال أبي قلابة بين قتادة، ومسلم بن يسار، وهذا حديث رواه أعلام التابعين عن التابعين، فإن قتادة تابعي، ومسلم بن يسار تابعي، وحمران تابعي
حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار فجاء أبو الأشعث الصنعاني فأوسع له القوم فقالوا: أبو الأشعث، أبو الأشعث فقلت: يا أبا الأشعث حدث أخاك حديث عبادة بن الصامت فقال: كنا مع معاوية في غزاة فغنمنا غنائم كثيرة فكان فيها آنية من فضة، فأمر معاوية رجلا ببيعها من الناس في أعطيائهم، فبلغ ذلك عبادة فقام فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم «ينهى عن بيع الذهب بالذهب والورق بالورق والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، إلا سواء بسواء مثلا بمثل عينا بعين، فمن زاد أو استزاد فقد أربى»، فرد الناس ما كانوا أخذوا، فذهب رجل إلى معاوية وأخبره الخبر فقام خطيبا فقال: ما بال أقوام يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث قد صحبناه، ورأيناه فما سمعناها منه؟ فقام عبادة بن الصامت فأعاد الحديث، وقال: والله لنحدثن بما سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رغم معاوية - أو قال: وإن كره معاوية - والله ما أبالي أن لا أصحبه في حياتي ليلة سوداء هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم في صحيحه عن القواريري عن حماد بن زيد، ورواه عبد الوهاب، ووهيب، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن مسلم، عن عبادة نفسه ورواه هشام بن حسان، وسلمة بن علقمة، عن محمد بن مسلم بن يسار ورجل آخر عن عبادة ولم يذكروا أبا الأشعث ورواه صالح أبو الخليل، عن مسلم، كرواية أيوب عن أبي قلابة، عن أبي الأشعت وكذلك رواه قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنا قرة بن حبيب القنوي، قال: ثنا الهيثم بن قيس الفايشي، عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «في المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة» غريب من حديث مسلم ومن حديث أبيه وابنه تفرد برفعه الهيثم بن قيس وهو بصري
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 290
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 290
مسلم بن يسار. ويكنى أبا عبد الله مولى طلحة بن عبيد الله التيمي من قريش.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله التيمي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن حميد أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في بيته فوقع إلى جنبه حريق فما شعر به حتى طفئت النار.
قال: وقال أزهر السمان عن ابن عون قال: كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه في ذلك الزمان أحد.
قال: وقال زيد بن الحباب عن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال:
أخبرني أبي أن أباه كان إذا دخل المنزل لم يسمع لهم ضجة فإذا قام يصلي ضجوا وضحكوا.
قال: أخبرنا عتاب عن عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن حيان قال:
ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة. فقال: وما يدريكم أين قلبي؟.
قال: أخبرنا معاذ بن معاذ عن ابن عون قال: رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد لا يتروح على رجل مرة وعلى رجل مرة ولا يحرك له ثوبا.
قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عن أبي قلابة قال: سألت مسلم بن يسار عن الخشوع في الصلاة فقال: تضع بصرك حيث تسجد.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال:
حدثنا ثابت عن مسلم بن يسار أنه قال: ما أدري ما حسب إيمان عبد لا يدع شيئا مما يكرهه الله.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا المبارك قال: حدثنا عبد الله بن مسلم أن أباه كان يفطر على التمر وبلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفطر على التمر.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت عن مسلم بن يسار أنه قال: ما من شيء من عملي إلا وأنا أخاف أن يكون قد دخله ما أفسده ليس الحب في الله.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا مبارك قال: حدثنا عبد الله بن مسلم ابن يسار أن أباه قال: لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا. لو لعنت شيئا ما تركته في بيتي. وكان لا يسب أحدا. وكان أشد ما يقول إذا غضب: فرق بيني وبينك. قال:
فإذا قال ذلك علموا أنه لم يبق بعد ذلك شيء.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا المبارك بن فضالة قال: حدثني عبد الله ابن مسلم قال: سئل مسلم بن يسار عن الصلاة في السفينة قاعدا فقال: إني لأكره أو أبغض أن يراني الله أن أصلي قاعدا من غير مرض.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا المبارك قال: حدثني عبد الله بن مسلم عن أبيه قال: إني لأكره أن أمس فرجي بيميني وأنا أرجو أن آخذ بها كتابي.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن مسلم بن يسار قال: إياكم والمراء فإنه ساعة جهل العالم وبه يبتغي الشيطان زلته. قال محمد: هذا الجدال هذا الجدال.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن حبيب. يعني ابن الشهيد. عن بعض أصحابه أن مسلم بن يسار مر بمسجد فأذن المؤذن فرجع. فقال له المؤذن: ما ردك؟ قال: أنت رددتني.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عون بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن مسلم بن يسار قال: كان لأبي غلام لا يصلي وكان لا يضربه يقول: ما أدري ما أصنع به. قد غلبني.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: ذكر أيوب القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال: لا أعلم أحدا منهم قتل إلا قد رغب له عن مصرعه ولا نجا فلم يقتل إلا قد ندم على ما كان منه.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة أن مسلم بن يسار صحبه إلى مكة. قال: فقال لي وذكر الفتنة:
إني أحمد الله إليك أني لم أرم فيها بسهم ولم أطعن فيها برمح ولم أضرب فيها بسيف. قال: قلت له: يا أبا عبد الله فكيف بمن رآك واقفا في الصف؟ فقال هذا مسلم بن يسار. الله ما وقفت هذا الموقف إلا وهو على الحق. فتقدم فقاتل حتى قتل. قال: فبكى وبكى حتى تمنيت أني لم أكن قلت له شيئا. قالوا: وكان مسلم ثقة فاضلا عابدا ورعا أرفع عندهم من الحسن. حتى خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فوضعه ذلك عند الناس وارتفع الحسن عنه. قالوا: وتوفي مسلم بن يسار في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة أو إحدى ومائة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 138
مسلم بن يسار مولى لبنى أمية أبو عبد الله من عباد التابعين وزهادهم ممن كان يلزم التقشف والتخلى بالعبادة مات سنة مائة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 143
مسلم بن يسار [د، س، ق] البصري.
الفقيه العابد الشهير.
يكنى أبا عبد الله.
روى عن ابن عمر أيضا، وعن أبي الأشعث الصنعاني، وأرسل عن عبادة بن الصامت.
روى عنه ابن سيرين، وقتادة، وأيوب.
وثقه ابن سعد، واحتج به النسائي.
ومات سنة / مائة.
ذكرته للتمييز من الطنبذى المصرى.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 4- ص: 107
مسلم بن يسار، أبو عبد الله، البصري، مولى بني أمية، القرشي.
عن أبي الأشعث.
روى عنه: أبو قلابة، ومحمد بن سيرين، وابنه عبد الله.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1
مسلم بن يسار البصري
ويقال المكي مولى قريش ويقال له مسلم سكرة ومسلم المصبح لأنه كان يوقد المسجد عن ابن عباس وابن عمر وعنه أبو قلابة وقتادة ومحمد بن واسع كان من الفقهاء العاملين الأولياء توفي سنة مائة د س ق
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
(د س ق) مسلم بن يسار البصري، ويقال: المكي، أبو عبد الله الفقيه، مولى بني أمية، وقيل: مولى عثمان، وقيل: مولى طلحة بن عبيد الله، وقيل: مولى طلحة الطلحات، وقيل: مولى مزينة، ويقال له: مسلم سكرة، والمصبح، كان يسرج مصابيح المسجد.
كذا ذكره المزي، والبخاري قد قال في «تاريخه الكبير»: مسلم بن يسار، أبو عبد الله البصري، مولى بني أمية، ثم قال بعد ترجمة أخرى: مسلم بن يسار
ابن سنكرة، وقال بعضهم: مسلم بن سنكرة، وقال الحميدي عن ابن عيينة: هو مسلم بن يسار بن سكرة، وقال في حرف الميم في أسماء الآباء: مسلم المصبح المكي، وكان مصبح ابن الزبير، قال ابن عيينة: وكان رجلا صالحا، وبنحوه ذكره في «التاريخ الصغير».
وقال ابن حبان في كتاب «الثقات»: مسلم بن يسار، أبو عبد الله، مولى لبني أمية، عداده في أهل البصرة، وكان من عبادها وزهادها، أدرك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وأكثر روايته عن أبي الأشعث وأبي قلابة، وشهد الجماجم، ولم يرم فيها بسهم ولا طعن برمح، مات سنة مائة، وقد قيل: إنه مولى طلحة ابن عبيد الله. ثم قال: مسلم بن يسار بن سكرة المكي. ثم قال: مسلم المصبح الكوفي، كان رجلا صالحا.
كذا جعلاهما ثلاثة أشخاص، وبنحوه ذكره يعقوب بن شيبة في «مسنده».
وفي «الطبقات» لمحمد بن سعد: قال أيوب عن أبي قلابة: إن مسلم بن يسار صحبته إلى مكة، قال: فقال لي: - وذكر الفتنة - إني أحمد الله إليك أني لم أرم فيها بسهم ولم أطعن فيها برمح ولم أضرب فيها بسيف. قال: قلت له: يا أبا عبد الله، فكيف من رآك واقفا في الصف؟ فقال: هذا مسلم بن يسار، والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل. قال: فبكى بكاء شديدا حتى تمنيت أني لم أكن قلت له شيئا. قال محمد بن سعد: قالوا: وكان مسلم بن يسار ثقة فاضلا عابدا ورعا، أرفع عندهم من الحسن حتى خرج
مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فوضعه ذلك عند الناس، وارتفع الحسن عنه، والذي ذكره المزي عنه تابعا صاحب «الكمال» فيه قصور وإهمال، والله تعالى أعلم.
وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل البصرة، وقال: يكنى أبا عبد الله، مولى لقريش، ويقال: لمزينة، مات سنة مائة.
وقال في «التاريخ» الذي هو على السنين: سنة مائة، مسلم بن يسار بالبصرة.
والذي ذكره عنه المزي تابعا صاحب «الكمال»: كان يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة. لم أره في هذين الكتابين، ولا أعلم له كتابا غيرهما، فينظر، وأعرف هذا الكلام ذكر عن قتادة.
قال ابن أبي خيثمة في «تاريخه الكبير» عن ابنه عبد الله قال: والله ما رأيت من الناس رجلا أوقر في صلاته من مسلم بن يسار، وعن علي بن أبي حملة قال: قدم علينا أبو عبد الله مسلم بن يسار دمشق، وعن الربيع بن صبيح، ثنا مكحول قال: رأيت سيدا منه ساداتكم دخل الكعبة، قلت: من هو؟ قال: مسلم بن يسار.
ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا سليم بن أخضر، عن ابن عون قال: كان مسلم بن يسار إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: أنا مولى ابن عفان، يعني عثمان، وأبنا ابن سلام قال: كان مسلم بن يسار مفتي أهل البصرة قبل الحسن، له فضل وعبادة، وقتل مع ابن الأشعث، وكان جليلا عند الفقهاء، حمل عنه ابن سيرين، وأبو قلابة، وكلثوم بن جبر، وثابت، وابن واسع، وهؤلاء قد حملوا عن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزوى كلامه، ثنا سليمان بن أيوب صاحب البصرى، ثنا معاذ ابن هشام الدستوائي، ثنا أبي، عن قتادة قال: كان مسلم بن يسار خامس خمسة؛ يعني بالبصرة.
وثنا عبد الرحمن بن يونس قال: قال سفيان: قال الحسن لما مات مسلم بن يسار: وامعلماه.
وعن ثابت البناني قال: سقطت ناحية المسجد الجامع ومسلم بن يسار يصلي، فلم يعلم بها، وضاعت بغلته فلم يطلبها، فقيل له: مالك لم تطلبها؟ قال: ما كان فيكم أطلب لها مني.
ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد العزيز بن المختار قال: قلت لعبد الله الداباج: الخضاب فريضة هو؟ قال: والله لقد رأيت مسلم بن يسار لا يخضب.
ولما ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل البصرة قال: مولى قريش، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة.
وفي «تاريخ» يعقوب بن سفيان الفسوي عن ابن عون: كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان، حتى فعل تلك الفعلة، فلقيه أبو قلابة فقال: والله لا أعود أبدا. فقال أبو قلابة: إن شاء الله تعالى، وعن حميد ابن هلال: كان مسلم بن يسار إذا قام يصلي كأنه ثوب ملقى، وعن ابن عون قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار، وإن في الحلقة من هو أسن منه غير أنها كانت تنسب إليه.
وعن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج مسلم بن يسار معك، قال: فأخرجه مكرها، حدثناه سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، وعن علي بن أبي حملة قال: لما قدم علينا مسلم بن يسار قلنا له: يا أبا عبد الله، لو علم الله عز وجل أن بالعراق من هو خير منك لجاءنا به. قال: فكيف لو رأيتم أبا قلابة الجرمي؟
وقال ابن أبي إدريس الخولاني لأبيه: يا أبه، أما يعجبك طول صمت أبي
عبد الله مسلم بن يسار؟ قال: أي بني، تكلم بالحق خير من سكوت عنه. قال: فأخبرت بذلك مسلما فقال: أي بني، سكوت عن باطل خير من تكلم به. وعن قتادة قال: كان مسلم بن يسار يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة.
وفي «الزهد» لأحمد بن حنبل عن عبد الله بن مسلم قال: لم أسمع أبي لعن شيئا قط، غير أنه لم جيء برأس قطري، قيل له: هذا رأس قطري، قال: عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وعن المعتمر قال: بلغني أن مسلما كان يقول لأهله: إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي، وعن ابن عون قال: كان مسلم إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة، وإذا صلى كأنه وتد لا يحرك شيئا منه، ينظر إلى موضع سجوده، ولا يراوح بين رجليه. ثنا أزهر بن سعد قال: في سنة ست وثمانين ثنا ابن عون قال: كان مسلم لا يفضل عليه في ذلك الزمان أحد حتى فعل تلك الفعلة.
وقال الرازيان: لم يسمع من عمر.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 11- ص: 1
مسلم بن يسار أبو عبد الله
مولى لبني أمية عداده في أهل البصرة وكان من عبادها وزهادها أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر روايته عن أبي قلابة وأبي الأشعث روى عنه محمد بن سيرين وابنه عبد الله شهد الجماجم لم يرم فيه بسهم ولا طعن فيه برمح مات سنة مائة وقد قيل إنه مولى طلحة بن عبيد الله
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
مسلم بن يسار البصري
حدث عن أبي الأشعث الصنعاني
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1986) , ج: 2- ص: 1
مسلم بن يسار البصري، ويقال المكي، أبو عبد الله الفقيه:
مولى بنى أمية، وقيل مولى عثمان بن عفان، وقيل مولى طلحة بن عبيد الله، وقيل مولى طلحة الطلحات، وقيل مولى مزينة، ويقال له مسلم سكرة، ومسلم المصبح، كان يسرج مصابيح المسجد الحرام.
روى عن: حمران بن أبان، وعبادة بن الصامت مرسلا، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وابنه يسار، وأبي الأشعث الصنعانى.
روى عنه أيوب السختيانى، وثابت البنانى، وابنه عبد الله بن مسلم بن يسار، وعمرو بن دينار، ومحمد بن سيرين، وجماعة.
روى له: أبو داود، والنسائي، وابن ماجة. وله ذكر في «كتاب اللباس» من صحيح مسلم. قال خليفة بن خياط: كان يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة. وقال محمد بن سعد: قالوا: وكان ثقة فاضلا عابدا ورعا. وقال أزهر بن سعد، عن ابن عون: كان مسلم بن يسار، لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان. قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: روى عمرو بن دينار، عن مسلم المصبح، يقال له مسلم شكرة، وهو ابن يسار المكي، كان يسرج السرج. وثقه أحمد بن حنبل، والعجلي. وقال يحيى بن معين: رجل صالح قديم.
قال ابن سعد: قالوا: وتوفى في خلافة عمر بن عبد العزيز، سنة مائة، أو إحدى
ومائة، وقال خليفة: مات سنة مائة.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1
مسلم بن يسار البصري أبو عبد الله
مولى بني أمية ويقال مولى طلحة بن عبيد الله روى عن عبادة بن الصامت مرسلاً وعن أبي الأشعث الصنعاني روى عنه أبو قلابة ومحمد بن سيرين وابنه عبد الله بن مسلم بن يسار توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال قال أحمد بن حنبل مسلم بن يسار البصري ثقة.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1