الشريف البياضي مسعود بن عبد العزيز بن المحسن بن الحسن بن عبد الرزاق البياضي، أبو جعفر: شاعر هاشمي. من أهل بغداد، مولدا ووفاة. له (ديوان شعر) صغير، رآه ابن خلكان وقال: هو في غاية الحسن والرقة وليس فيه من المدائح إلا اليسير. والبياضي نسبة إلى لبس البياض.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 218
البياضي الشريف مسعود بن المحسن.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
الشريف البياضي مسعود بن المحسن بن عبد العزيز أبو جعفر البياضي العباسي الشاعر، أحد شعراء بغداد المجودين، توفي سنة ثمان وستين وأربع مائة ومن شعره:
إن غاض دمعك والركاب تساق | مع ما بقلبك فهو منك نفاق |
لا تحبسا ماء الجفون فإنه | لك يا لديغ هواهم درياق |
واحذر مصاحبة العذول فإنه | مغر وظاهر عذله إشفاق |
لو حمل العذال أعباء الهوى | وتجرعوا غصص الملام وذاقوا |
لتيقنوا أن الحبال مطيقة | والعذل في المحبوب ليس يطاق |
ولقد زجرت الطير قبل فراقهم | فإذا لهن ببينهم تنعاق |
فذهلت من فرق لعلمي أنه | سيكون بعد الاجتماع فراق |
لا يبعدا زمن مضت أيامه | وعلى متون غصونها أوراق |
أيام نرجسنا العيون ووردنا الـ | ـغض الخدود وخمرنا الأرياق |
ولنا بزوراء العراق مواسم | كانت تقام لطيبها أسواق |
فلئن بكت عيني دما شوقا إلى | ذاك الزمان فمثله يشتاق |
وعلى فروع الأيك ورق صيغ في | أعناقها من ذاتها أطواق |
من بينهن حمامة مفجوعة | بهديلها حنانة مقلاق |
ناحت فأضرم في فؤادي نوحها | نارا أقل فعالها الإحراق |
لا طرت إذ لبى، أطرت من الشجى | بل لا استقل بحمل ساقك ساق |
إن الأغيلمة الأولى لولاهم | ما كان طعم هوى الملاح يذاق |
وكأنما أرماحهم بأكفهم | أجسامهم ونصولها الأحداق |
شنوا الإغارة في القلوب بأعين | لا يرتجى لأسيرها إطلاق |
واستعذبوا ماء الجفون فعذبوا | الأسراء حتى درت الآماق |
ونمي الحديث بأنهم نذروا دمي | أولي دم بعد الفراق يراق؟!! |
ويقول قوم: لو تبدل غيرهم | لسلاهم، ما ضاقت الآفاق |
أنى يميل القلب نحو سواهم | وإليهم تقتاده الأشواق |
بل كيف تهوى العين نظرة غيرهم | وهم لحداق الأنام حداق |
يقولون لي إن كان سمعك عاشقا | فما بال دمع العين أصبح جاريا |
فقلت لهم: قد لمت طرفي فقال لي: | أتمنعني من أن أساعد جاريا |
ألفت الضنى من بعدكم فلو أنه | يزول إذا عدتم حننت إليه |
وصار البكا لي مؤنسا فلو أنه | تغيب عن عيني بكيت عليه |
يا من لبست بهجره ثوب الضنى | حتى خفيت به عن العواد |
وأنست بالسهر الطويل فأنسيت | أجفان عيني حين كان رقادي |
إن كان يوسف بالجمال مقطع الأيـ | ـدي، فأنت مقطع الأكباد |
يا مازجا كاس الوصال بصاب | مهلا فلست إليك قط بصاب |
أشكو إليك وأنت تبسم ضاحكا | من ذا تغر ببرقك الخلاب |
بوجه شف ماء الحسن فيه | فلو لثمت صحيفته لسالا |
يؤثر فيه لحظ العين حتى | تخال سوادها في الخد خالا |
توهم إنساني وقد خاض ادمعي | إلى وجهه أن في السباحة قد حذق |
فلما رأى ماء الجمال خده | وأقبل يبغي العوم في بحره غرق |
الليل من سهري عليك نهار | يزداد طولا والجفون قصار |
أرعى نجوما ما تغيب كأنما | أفلاكها وقفت فليس تدار |
وألوم قلبا في هوى حذرته | منه فما ينجيه منه حذار |
قد كنت أضحك إن رأيت ذوي الهوى | فاعجب لما فعلت به الأقدار |
بالأمس دمعي للنوائب جامد | واليوم عيني للبكاء تعار |
هل دأب دمعي بعد طول جموده | إلا وفي كبدي القريحة نار |
قال: جزعت وقد رأتني باكيا | ما كل صب دمعه خوار |
إن كان قلبي في الشدائد صخرة | فمن الحجار تفجر الأنهار |
ولقد ذكرتك والطبيب معبس | والجرح منغمس به المسبار |
وأديم وجهي قد فراه حديده | ويمينه حذرا علي يسار |
فشغلتني عما لقيت وإنه | لتضيق عنه برحبها الأقطار |
هل أنت ذاكرة لما أنا ذاكر | أيام يجمعني وأنت جوار |
وزماننا حدث وأغصان المنى | خضر الملابس وقرهن ثمار |
والعيش غض والرقيب مغفل | والعاذلون على الهوى أنصار |
أم أنت ناسية فتلك سجية | منكن قد شهدت بها الأخبار |
لم يبق من ذلك الزمان وطيبه | إلا الحنين إليك والتذكار |
ما كنت اعلم أنه مستودع | عندي ولا ما كان فيه معار |
حتى انقضى بنعيمه ومن الذي | يبقى الزمان له كما يختار |
ولربما عذبت مياه أملحت | وصفت وقد علقت بها الأكدار |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
البياضي الشاعر، المحسن، الشريف، أبو جعفر، مسعود بن عبد العزيز بن المحسن الهاشمي، العباسي. له ’’ديوان’’ صغير قل ما فيه من المديح، ونظمه في الذروة، وهو القائل:
كيف يذوي عشب أش | واقي ولي طرف مطير |
إن يكن في العشق حر | فأنا العبد الأسير |
أو على الحسن زكاة | فأنا ذاك الفقير |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 492