مزاحم العقيلي مزاحم بن الحارث، أو مزاحم بن عمرو بن مرة بن الحارث، من بني عقيل بن كعب، من عامر بن صعصعة. شاعر غزل بدوي، من الشجعان. كان في زمن جرير والفرزدق، وسئل كل منهما أتعرف أحدا أشعر منك؟ فقال الفرزدق لا، إلا أن غلاما من بني عقيل يركب أعجاز الإبل وينعت الفلوات فيجيد. وأجاب جرير بما يشبه ذلك. وقيل لذي الرمة: أنت أشعر الناس، فقال: لا، ولكن غلام من بني عقيل يقال له مزاحم، يسكن الروضات، يقول وحشيا من الشعر لا يقدر أحد أن يقول مثله. وأورد البغدادي والجمحي بعض محاسن شعره.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 211
مزاحم العقيلي مزاحم بن الحارث العقيلي. كان بدويا شاعرا فصيحا في زمن جرير. خطب ابنة عم له. فمنع منها لإملاقه، فقال لعمه: يا عم تقطع رحمي، وتختار علي غيري لفضل أباعر يحوزها. وقد علمت أني أقرب إليك ممن خطبها، وأفصح لسانا، وأجود كفا، وأمنع جانبا، وأعنى عن العشيرة!! فقال له: لا عليك فإنها صائرة إليك، وإنما أعلل أمها بهذا، ثم يكون أمرها إليك، فوثق به. وأقاموا مدة، ثم ارتحلوا ومزاحم غائب، وعاد الرجل الخاطب فزوجوه بها. وبلغ ذلك مزاحما فقال:
نظرت بأقصى سيل حرسين والضحى | يسيل بأطراف المخارم آلها |
بمفدية الأجفان أنفد دمعها | مفارقة الألاف ثم زيالها |
فلما نهاها اليأس أن تؤنس الحمى | حمى الدير جل عترة العين جالها |
أيا ليل إن تشحط بك الدار غربة | سوانا يعني النفس فيك احتيالها |
فكم ثم من كم عبرة قد رددتها | سريع على جنب القميص انهلالها |
خليلي هل من حيلة تعلمانها | تقرب من ليلى إلينا احتيالها |
فإن بأعلى الأخشبين أراكة | عنتني عنها الحزن دان ظلالها |
وفي فرعها لو يستطاع جنابها | جنى يجتنيه المجتني لو ينالها |
هنيئا لليلى مهجة ظفرت بها | وتزويج ليلى حين حان ارتحالها |
وقد حبسوها محبس البدن وابتغى | بها الربح أقوام تساخف مالها |
أتاني بظهر الغيب أن قد تزوجت | فظلت بي الأرض الفضاء تمور |
وزايلني لبي وقد كان حاضرا | وكاد جناني عند ذاك يطير |
فقلت وقد أيقنت أن ليس بيننا | تلاق وعيني بالدماء تمور |
أيا سرعة الأخبار إن قد تزوجت | فهل يأتيني بالطلاق بشير |
ولست بمحص حب ليلى لسائل | من الناس إلا أن أقول: كثير |
لها في سواد القلب تسعة أسهم | وللناس طرا من هواي عشير |
وتنشر نفسي بعد موت بذكرها | مرارا فموت تارة ونشور |
عجبت لربي عجبة ما لمثلها | وربي بذي الشوق الحزين بصير |
لئن كان يهدى برد أنيابها العلى | لأفقر مني إنني لفقير |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0