ابن أبي الجنوب مروان بن يحيى (أبى الجنوب) بن مروان ابن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة: وال، من الشعراء. كنيته أبو السمط، ويلقب ’’ غبار العسكر ’’ لبيت قاله. ويعرف بمروان الأصغر، تمييزا له عن جده. قال المرزباني: سلك سبيل جده فى الطعن على آل على بن أبى طالب مع قلة حظه من جيد الشعر، وحسنت حاله عند المتوكل وخص به ونادمه، وقلده المتوكل اليمامة والبحرين وطريق مكة. وله فى المتوكل، من أبيات:

قال أبو هفان: كان ابن أبى إلجنوب من المرزوقين بالشعر، مع تخلفه فيه. أعطاه المتوكل مئتي ألف دينار من ورق وذهب وكسوة. وقد مدح المأمون والمعتصم والواثق، وأخذ جوائز هم.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 209

أبو السمط الشاعر، اسمه مروان بن أبي الجنوب

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

مروان الأصغر مروان بن أبي الجنوب المعروف بمروان الأصغر. هو حفيد مروان المذكور أولا، وكنيته أبو السمط أيضا. كان يتشبه بجده المذكور في شعره، ويمدح المتوكل ويتقرب إليه بهجاء آل أبي طالب. فتمكن منه وكسب معه أموالا كثيرة، فلما أفضت الخلافة إلى المنتصر، طرده، وحلف أن لا يدخل إليه أبدا، لما كان يسمعه منه في حق علي رضي الله عنه.
دخل مرة على المتوكل وأنشده يقول:

وفيها يقول:
فوهب له المتوكل مائة ألف درهم.
ودخل يوما عليه فأنشده:
فحشا المتوكل فاه بجوهر لا يدرى ما قيمته.
ودخل خالد بن يزيد الكاتب على المتوكل فقال له: اهج مروان، من خبر طويل، فقال:
فضحك المتوكل حتى فحص برجليه الأرض وأفحم مروان، وأمر لخالد بجائزة.
وكان الواثق قد نفى مروان هذا فقال: علي ستة آلاف دينار، فأمر بوفائها عنه. وتوفي في حدود الخمسين ومائتين. قال علي بن المنجم: كان علي بن الجهم يطعن على مروان بن أبي الجنوب، وكان أثيرا عند المتوكل. فقال له المتوكل: يا علي، أيما أشعر أنت أو مروان؟ فقال: أنا يا أمير المؤمنين. فاقبل على مروان، وقال: قد سمعت ما قال، فما عندك؟ فقال: كل أحد أشعر مني يا أمير المؤمنين ولا أصف نفسي ولا أزكيها، وإذا رضيني أمير المؤمنين فما أبالي من زيفني. فقال له: علي يزعم سرا وجهرا أنه أشعر منك. فالتفت إليه مروان وقال: يا علي أنت أشعر مني؟ قال: أوتشك في ذلك؟
قال: نعم، وهذا أمير المؤمنين يحكم بيننا، فقال له علي: إن أمير المؤمنين يحابيك. فقال المتوكل: كل هذا عي يا علي، ثم قال لابن حمدون: احكم بينهما. قال: طرحتني والله يا أمير المؤمنين بين أنياب ومخالب أسدين، قال: والله لتحكمن بينهما. فقال: أشعرهما عندي أعرفهما بالشعر. فقال المتوكل: قد سمعت يا علي؟ قال: قد عرف ميلك إليه، فمال معه، فقال: دعنا، هذا كله عي، فإن كنت صادقا فاهج مروان. قال: قد سكرت ولا فضل في. فقال المتوكل لمروان: اهجه أنت، وبحياتي لا تبق غاية، فقال مروان:
فضحك المتوكل والجلساء منه، وانخزل ابن الجهم، فلم يكن عنده أكثر من أن قال: جمع حيلة الرجال في حيلة النساء، فقال المتوكل: هذا أيضا من عيك إن كان عندك شيء فهات. فلم يأت بشيء. فقال لمروان: بحياتي إن حضرك شيء فهاته، لا تقصر في شتمه. فقال مروان:
فضحك المتوكل وقال: بحياتي زده. فقال:
فأخذ عبادة الأبيات وغناها على الطبل، والمتوكل يضحك ويضرب بيديه ورجليه، وعلي مطرق الرأس كأنه ميت. ثم قال: علي بالدواة، فأتي بها فكتب:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0