مدرار مدرار بن إليسع بن أبي القاسم سمكو بن واسول المكناسي البربري: جد الأمراء (بني مدرار) أصحاب (سجلماسة) وما والاها، في المغرب الأقصى. وهم من الصفرية. استمرت إمارتهم، مع ما تقدمها من إمارة سلفهم، مئتين وتسعة أعوام، على التسلسل الآتي. وفي التواريخ والأسماء اختلاف بين المصادر وتحريف، رجحت فيه على الأكثر ما في الطبعة الثانية من كتاب (الاستقصا) للسلاوي:
- أبو القاسم بن سمكو بن واسول بن نزول المكناسي، من قبيلة مكناسة: أول من تولى الإمارة من أصول (بني مدرار) كان أبوه (سمكو) من المتفقهين في الدين، رحل إلى المدينة، وأخذ عن بعض التابعين. ونشأ صاحب الترجمة في بيت ثروة ووجاهة في قبيلته. وكانت له ماشية كثيرة، من غنم وسواه. وكثيرا ما يأتي ببعض ماشيته إلى (سوق) كانت تقام في البقعة التي بنيت عليها مدينة (سجلماسة) بعد ذلك. وكثر تردد البربر من مكناسة إلى تلك السوق، ونصب بعضهم خياما فيها للإقامة. وكان مذهب (الصفرية ( بدأ ينتشر في قبائل مكناسة، فاتفق جماعة من معتنقيه، ومعهم (أبو القاسم) على تأمير فقيه منهم اسمه (0عيسى ابن يزيد- أو ابن مزيد، الأسود) فأمروه، واستقروافي تلك الأرض فبدأ عمران (مجلماسة’’) سنة 140هـ-757م. ثم أنكروا على أميرهم أشياء فعزلوه وقتلوه (نحو سنة 157) وبايعوا (أبا القاسم) بالإمارة، فقام بها إلى أن مات سنة 167 (او168) فجأة فى آخر ركعة من صلاة العشاء. قال ابن خلدون: وكان إباضيأ صفريا، وخطب فى عمله للمنصور والمهدي من بنى العباس.
- إلياس بن أبى القاسم بن سمكو: بويع بعد أبيه. وكان يدعى أبا الوزير (أو الوزير) واستمر إلى سنة 170 (أو 174) وخلع.
- إليسع (الأول) بن أبى القاسم: أخو إلياس الذى قبله. شارك فى الانتقاض عليه وولى الإمارة بعده. وتلقب بالمنتصر. وكنيته ابو منصور. قال ابن خلدون: وعلى عهده استفحل ملكهم بسجلماسة، وهو الذى أتم بناءها وتشييدها واختط بها المصانع والقصور. وقال ابن عذارى: كان جبارا عنيدا، ظفر بمن عانده من قبائل البربر، وأذلهمم، وأظهر الصفربة، وبنى سورا حول سجلماسة. واستمر إلى أن مات سنة 208
- مدرار بن إليسع بن أبي القاسم: ولى بعد وفاة أبيه. وإليه نسبة (بني مدرار) الذين عرفت هذه الإمارة (أو الدولة) باسمهم. طالت مدته فى الحكم. ويقال إنه هو الملقب بالمنتصر. وكان له ولدان: أحدهما (ميمون) وأمه أروى بنت عبد الرحمن بن رستم صاحب تاهرت، والثاني يقال له (الأمير) تنازعا، واستبدا على أبيهما فتداولا الحكم أيامه. ودامت الحرب بينماها ثلاث سنين. ونزل مدرار عن الإمارة لميمون، فلم يرض عنه أولو الرأى فى سجلماسة وخلعوه، فرحل إلى (درعة) وولوا أخاه (الأمير) ومات مدرار سنة 253
- (الأمير) بن مدرار بن إليسع: ولاه أهل سجلماسة، فى حياة أبيه (قبل سنة 253) وظل في الحكم إلى أن مات سنة 263
- محمد بن (الامير) بن مدرار: ولي بعد ابيه (سنة263) واستمر إلى توفى سنة270.
- اليسع (الثاني) بن ميمون بن مدرار ابن إليسع بن أبى القاسم: تولى في صفر سنة 270 وتلقب بالمنتصر (لقب جده) وكانت طاعته. للمعتضدالعباسي. وفى أيامه وصل إلى المغرب عبيد الله المهدى (رأس الدولة العبيدية الفاطمية) وابنه أبو القاسم، ودخلا سجلماسة متنكرين. ووصل خبرهماالى المعتضد، فأوعز إلى إليسع بالقبض عليهما، فأخذهماوترفق بهما فحبسهما فى غرفة عند عمته (مريم بنت مدرار) وأقبل آبو عبد الله الشيعى، زاحفأ من إفريقية، فاقتحم سجلماسة، وأخرجهماوفر إليسع. إلا أن قوما من البربر يعرفون ببنى خالد، غدروا به، واستأمنوا إلى أبي عبد الله الشيعى بتسليمه إليه، فقتله (سنة296) وانقضى بمقتله عهدالاستقلال والاستقرار فى إمارة سجلماسة وولي الشيعى عليها، قبيل عودته إلى افريقيه رجلا من كتامة اسمه (ابراهيم بن غالب المراسى) لم يستقر أكثر من خمسين يوما.
- الفتح ويقال له (واسول) بن ميمون (الأمير) بن مدرار: أئتمر مع أهل سجلماسة بالأمير، الكتامى إبراهيم بن غالب، فثاروا عليه وقتلوه هو ومن كان معه من كتامة (سنة 298) وبويع الفتح بالإمارة، فاقام إلى أن توفى في رجب سنة 300
- أحمد بن ميمون بن مدرار: ولى بعد موت أخيه (الفتح) سنة300 واستقام امره إلى أن زحف (مصالة بن حبوس الكتامى) قائد الشيعة العبيدين، فى جموع من كتامة ومكناسة إلى المغرب (سنة 309) فدوخ المغرب وافتتح سجلماسة، وقبض على (احمد ابن ميمون) وقتله، وولى علييها شخصا آخر من بني مدرار، هو الاتي
- المعتز بن محمد بن سارو بن مدرار: نصبه فى الامارة مصالة، بن حبوس، بعد قتل أحمد بن ميمون (سنة 359) واستقل (المعتز) بالأمر، ومات سنة 321
- محمد (ويعرف بأب المنتصر) بن المعتز: تولى بعد موت أبيه (سنة 321) ومكث 11 شهرا، ومات سنة322
- المنتصر، واسمه (سمكو) أو (سمكون) ابن محمدبن المعتز: سمى للإمارة، بعد وفاة أبيه، وعمره ثلاث عشرة سنة (فى رواية البكرى) فكانت جدته تدبر امره. وثارعليه محمد بن الفتح، بعد شهرين كل ن ولايته الاسمية.
- محمد بن الفتح بن ميمون، من آل مدرار انتزع الإمارة من، من المنتصر، سنة 322 ودعا إلى بني العباس. وأخذ بمذهب أهل السنة، ثم تسمى بأمير المؤمنين سنة 342 وتلقب (الشاكر لله) وضرب السكة باسمه ولقبه، وكتب عليها (تقدست عزة الله) وكانت تسمى (الدراهم الشاكرية) قال ابن حزم: وكان فى غاية العدل. واستمر إلى أن زحف جوهر القائد (أيام المعز الفاطمي) فى جموع كتامة وصنهاجة وأوليائهم إلى المغرب الأقصى (سنة347) فغلب على سجلماسة، وفر محمد بن الفتح إلى حصن (تاسكرات) على أميال من سجلماسة، وأقام به، ثم دخل سجلماسة متنكرأ فعرف، واعتقله جوهر، وساقه معه أسيرأ إلى المهدية هو وأحمد بن أبى بكر اليفرني أمير فاس، وخسة عشر رجلأ من أشياخها، ودخل بهم وبن يديه فى أقفاص من خشب على ظهورآلجمال، وعلى رؤوسهم قلانس من لبدمستطيلة مثبتة بالقرون، وطيف بهم فى بلاد إفريقية وأسواق القيروان، ثم ردوا إلى المهدية وحبسوا بها حتى ماتوا في سجنها.
- المنتصر بالله (ولم تذكر المصادر اسمه) وهو أحد أبناء (الشاكر لله) الذى قبله: ثار بسجلماسة، بعد أسر أبيه بمدة، وتولاها، فوثب عليه أخ له اسمه (أو كنيته) أبو محمد، فقتله (سنة 352)
- (أبو محمد) وهو أخو (المنتصربالله) بن محمد (الشاكر لله) بن الفتح: تولى الأمر بعد قتل أخيه) سنة352) وتلقب بالمعتز بالله وأطاعته قبائل مكناسة، وهى في حال انحلال وأقام بسجلماسة إلى أن هاجمها (خزرون بن فلفول) من رؤساء (كل مغراوة) فبرز أبومحمد (المعتز بالله) لدفعه عنها، فهزمه خزرون وقتله (سنة366) وبعث برأسه إلى قرطبة. وانتهى به أمر بنى مدرار.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 195