مخلد بن يزيد مخلد بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة: أمير، من بيت رياسة وبطولة. كان مع أبيه في أكثر وقائعه وولاياته. ولما صارت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز ونقم عمر على أمير خراسان ( يزيد ابن المهلب ) كتب إليه أن يستخلف على عمله ويحضر إليه، فاستخلف يزيد ابنه مخلدا ( صاحب الترجمة ) فقام بشؤون خراسان. ثم رحل مخلد إلى الشام وافدا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، يلتمس الإفراج عن أ[يه، وكان في سجن عمر، فناظره عمر ورأى من عقله ما أعجبه حتى قال: هذا فتى العرب ! ولم يعش بعد ذلك غير أيام. ومات في الشام.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 194

ابن أبي صفرة مخلد بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. كان والده يزيد قد فتح جرجان وطبرستان، وأصاب أموالا كثيرة وعروضا جمة. وكتب إلى سليمان بن عبد الملك: إني قد فتحت طبرستان وجرجان ولم يفتحهما أحد من الأكاسرة، ولا ممن بعدهم غيري، وأنا باعث إليك بحمول الأموال والهدايا ما يكون أولها عندك وآخرها عندي. فلما مات سليمان، وأفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز بعده، أخذه عمر بهذه العدة لسليمان، فحبسه، فقدم ابنه مخلد على عمر.
قال قبيصة بن عمر المهلبي: وهب مخلد من لدن خروجه من مرو الشاهجان إلى أن ورد دمشق ألف ألف درهم. فلما أراد الدخول على عمر، لبس ثيابا مستنكرة وقلنسوة لاطية، فقال له عمر: لقد شمرت، فقال: إذا شمرتم شمرنا، وإذا أسبلتم أسبلنا. ثم قال له: ما بالك قد وسع الناس عفوك، وحبست هذا الشيخ؟ فإن يكن عليه بينة عادلة فاحكم عليه، وإلا فيمينه، أو فصالحه على ضياعه. فقال يزيد: أما اليمين فلا يتحدث العرب أن يزيد بن المهلب صبر عليها، ولكن ضياعي فيها وفاء لما تطلب. ومات مخلد وهو ابن سبع وعشرين سنة، توفي في حدود المائة للهجرة. فقال عمر: لو أراد الله بهذا الشيخ خيرا لأبقى له هذا الفتى. وقيل إنه أصابه طاعون فمات. وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، ثم قال: اليوم مات فتى العرب، وأنشد:

وقال حمزة بن بيض يرثيه:
وقال الفرزدق أيضا:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0