الجزائري محيى الدين (باشا) ابن الامير عبد القادر بن محيى الدين الجزائري الحسني: مجاهد من أدباء العلماء ولد وتعلم وحفظ القرآن بالجزائر. وتفقه (مالكيا) بدمشق بعد أن سكنها مع أبيه. ورحل إلى اسطنبول سنة (1281) فأكرمه السلطان عبد العزيز. ومنح لقب (باشا) ونشبت الحرب (1289 هـ) بين فرنسا وألمانيا وانتصرت ألمانيا في الشهور الاولى فنهض لتجديد الجهاد الذى بدأه أبوه. ووصل إلى تونس وانتشرت أخبار حركته، فمنع من دخول الجزائر، فبعث إلى زعمائها بنحو 200 رسالة يدعوهم للاستعداد، وعاد إلى مالطة فتنكر ولبس لباس درويش ودخل الجزائر، وأظهر نفسه فالتفت حوله الجماهير ووقعت بينه وبين الجيوش الفرنسية معارك. وتوقفت الحرب بين ألمانيا وفرنسا فأقبل الفرنسيون لسحقه، فعاد إلى حدود تونس وأبقى من كان معه من الجزائريين فيها، وانصرف هو إلى (صيدا) فجلس نحو سنة ورجع إلى والده في دمشق. ولما توفى أبوه (1300 ه) أرادت فرنسا منحه ما كانت تعطي أباه، على أن يكون هو وإخوته من رعيتها، فامتنع وجعل له السلطان عبد الحميد ابن عبد المجيد راتبا شهريا (خمسين ليرة عثمانية) وسافر إلى الاستانة (1305) فأكرمه السلطان عبد الحميد ونقله من السلك الملكى إلى السلك العسكري وأغدق عليه الكثير من المرتبات والصلات.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 190