التصنيفات

سليمان بن يوسف بن مفلح بن أبي الوفاء سليمان بن يوسف بن مفلح بن أبي الوفاء الياسوفي صدر الدين الشافعي ولد سنة 739 تقريبا ونقله أبوه إلى مدرسة أبي عمر بالصالحية فقرأ بها القرآن وحفظ التنبيه ومختصر ابن الحاجب وأقبل على التفقه وأخذ عن العماد الحسباني والموجودين من أعلام الشافعية وتمهر حتى كان يقول كنت إذا سمعت شخصا يقول أخطأ النووي أعتقد أنه كفر وأخذ في علم الحديث عن ابن رافع وغيره وسمع الكثير من أصحاب الفخر ومن بعدهم وكان يحفظ من مختصر ابن الحاجب في كل يوم مائتي سطر إلى أن ختمه وكان ذكيا فقيه النفس كثير المروءة محبوبا للناس معينا للطلبة خصوصا أهل الحديث على مقاصدهم بجاهه وكتبه وماله وقد سمع بمصر والقاهرة وحلب وقرأ وخارج وشارك في فنون الحديث وخرج تخاريج مفيدة وكان سهل العارية للكتب كثير الاطعام للناس قال الشيخ برهان الدين المحدث ذكرت للشيخ شهاب الدين الملكاوي المهمات للأسنوي فقال إن الشيخ صدر الدين يحسن يكتب من التنبيه أحسن منها مات معتقلا بقلعة دمشق في ثالث عشر شعبان سنة 789 بسبب فتنة ابن البرهان الظاهري ولم يخلف بعده في مجموعه مثله وكان لازم ابن حجي والعماد الحسباني وولي الدين المنفلوطي وبهاء الدين الأخميمي وكان بعد ان نزل في المدارس قد ترك ذلك هو وبدر الدين ابن خطيب الحديثة المقدم ذكره وتزهدا وتركا الرئاسة لكن صدر الدين صار يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأوذي مرارا فلم يرجع ثم حبب إليه الحديث فأقبل عليه بكليته ورحل إلى مصر وحلب قال الشهاب ابن حجي كان جيد الفهم مشهورا بالذكاء قال وكان في أواخر أمره قد أحب مذهب الظاهر وسلك طريق الاجتهاد وصار يصرح بتخطئة جماعة من أكابر الفقهاء على طريقة ابن تيمية ولما دخل الشيخ شهاب الدين ابن البرهان الشام بعد حبس الملك الظاهر الخليفة المتوكل داعيا إلى القيام على السلطان التف عليه ونوه به وصار يتعصب له ويعينه فاتفق لهم تلك الكائنة فأخذ فيمن أخذ فمات في سجن القلعة مبطونا شهيدا في شعبان سنة 789 واستراح من المحنة التي أصابت أصحابه حدثني نور الدين علي بن يوسف بن مكتوم بحماة قال كنت عند الشيخ صدر الدين الياسوفي وكان أحمد الظاهري يتردد إليه فاتفق أنه طلب فجاء قوم إلى الشيخ صدر الدين فأخذوه وأصعدوه إلى القلعة وكان السبب في ذلك أن خالدا العاجلي الحلبي كان ممن وافق أحمد الظاهري على دعوته وكان يعرف ابن الحمصي نائب قلعة دمشق منذ كان ابن الحمصي بحلب فتردد إليه فأكرمه فتوسم فيه أنه يجيبهم الى مطلوبهم وخدعاه فأظهر له الميل إليه وأصغى له إلى أن أطلعه على سرهم فاغتنم ابن الحمصي الفرصة في بيدمر فكاتب الظاهر بأن قوما صفتهم كذا دعوا إلى الخروج على السلطان وأجابهم بيدمر وفلان وفلان وأنهم دعوني فأظهرت الميل إليهم وطالعت السلطان فجاء الجواب بالقبض على بيدمر وعلى أحمد الظاهري وأتباعه قال فاتفق أنهم وجدوا أحمد بالجامع مع شخصين من طلبة الياسوفي فقبضوا عليهم فتبرأ الرجلان من أحمد وقالا إنما مشينا معه لأنه يتردد الى شيخنا ويسمع معه وعليه فأمرهم ابن الحمصي بالقبض على الشيخ صدر الدين قلت وذكر لي ابن البرهان وهو أحمد الظاهري المذكور أن الشيخ صدر الدين لما قبض عليه حصل له فزع شديد اورثه الاسهال فاستمر به إلى أن مات بالقلعة مظلوما مبطونا شهيدا وجهز ابن الحمصي أحمد الظاهري ومن معه إلى القاهرة فكان من أمرهم ما كان وقرأت بخط الشيخ برهان الدين المحدث الحلبي ان الشيخ صدر الدين حفظ التنبيه وهو صغير ومختصر ابن الحاجب ومهر في المذهب واقبل على الحديث فأكثر وتخرج بابن رافع وابن كثير وغيرهما وسمع الكثير وكان دينا كثير العلم والعمل والاحسان إلى الطلبة والواردين وخرج عدة تخاريج وجمع عدة كتب وذكر في سبب موته نحوا مما ذكره لنا ابن مكتوم وقال أنه كان يحفظ من المختصر كل يوم مائتي سطر ورحل في الحديث إلى حلب وحمص والقاهرة وغيرها وقال أيضا أخبرني الشهاب الملكاوي انه برع في معرفة المذهب حتى لو اتفق انه تصدى لعمل شيء في الفقه نظير ما عمله الشيخ جمال الدين على المهمات لكان يملي من حفظه نحو ما صنف الاسنوي وكان الشيخ نجم الدين المرجاني يفرط في تقريظ الياسوفي وخطه قوي

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0