ابن أجا محمود بن محمد بن محمود بن خليل، ابو الثناء التدمري الأصل، الحلبي، ثم القاهري، الحنفي، المعروف بابن أجا: كاتب الاسرار الشريفة بالممالك الاسلامية. له اشتغال بالحديث. ولد بحلب، وولي قضاءها (سنة890) وحج، وطلبه السلطان الغوري إلى مصر، فتولى كتابة السر (سنة906) واستمر إلى آخر الدولة الجركسية. وحج (سنة920) فقرأ عليه جارالله ابن فهد عشرين حديثا عن عشرين شيخا، وخرجها له في جزء سماه (تحقيق الرجا، لعلو المقر ابن اجا) وسافر مع الغوري من مصر إلى حلب (سنة922) وعاد إلى مصر بعد مقتل الغوري، فولي كتابة السر لطومان باي. ولما استولى السلطان سليم العثماني على مصر، اعتذر بن أجا عن العمل، بكبر سنه، ورجع إلى حلب فتوفى بها. وهو الذي مدحته عائشة الباعونية بقصديتها التي مطلعها:
حنيني لسفح الصالحية والجسر | أهاج الهوى بين الجوانح والصدر. |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 183
محمود بن محمد بن أجا التدمري محمود بن محمد بن أجا التدمري: محمود بن محمد بن محمود بن خليل بن أجا المقر الأشرف محب الدين أبو الثناء التدمري الأصل، الحلبي، ثم القاهري الحنفي، كاتب الأسرار الشريفة بالممالك الإسلامية المعروف بابن أجا. ولد كما قال السخاوي: في سنة أربع وخمسين وثمانمئة بحلب، واشتغل بالعلم في القاهرة إلى سنة ثمان وثمانين، ثم زار بيت المقدس، ورجع إلى حلب، وتميز بالذكاء، ولطف العشرة، وولي قضاء حلب في شهر رمضان سنة تسعين، وحج سنة تسعمئة، ثم رجع إلى حلب، وطلبه سلطان مصر الغوري من حلب، وولاه كتابة السر بالقاهرة عوضا عن القاضي صلاح الدين بن الجيعان في أول ولايته سنة ست وتسعمئة، واستمر فيها إلى آخر الدولة الجركسية، وهو آخر من ولي كتابة السر، ثم حج في دولته ثانيا في سنة عشرين وتسعمئة، فقرأ عليه المسند جار الله بن فهد عشرين حديثا عن عشرين شيخا، وخرجها له في جزء سماه ’’تحقيق الرجا، لعلو المقر ابن أجا’’، ثم عاد إلى القاهرة فشكا مدة، فركب إليه السلطان، وزاره لمحبته له وجلالته عنده، ثم سافر صحبة الغوري إلى حلب سنة اثنتين وعشرين، وأقام بها حتى قتل الغوري، فرجع القاهرة، فولاه السلطان طومان باي الأشرف كتابة السر بها، ثم لما دخل السلطان سليم إليها أكرمه، وعرض عليه وظيفته، فاستعفى منها، واعتذر بكبر سنه وضعف يديه، ثم سأل السلطان سليم في الإقامة بحلب، فأجابه وعاد معه إلى حلب، واستقر في منزله إلى أن توفي بها، وكان ذا هيبة وشكالة وشيبة نيرة، ظريفا، كيسا يحب التواريخ، ويرغب في خلطة الأكابر، وأنشد ابن الحنبلي لوالده يمدح المذكور:
مدحي وحمدي فيك قد زادني | فخرا وأوليت به جولدا |
فدم مدى الدهر لنا سالما | لازلت ممدوحا ومحمودا |
حنيني لسفح الصالحية والجسر | أهاج الهوى بين الجوانح والصدر |
ألا ليت شعري والأماني كثيرة | أأبلغ ما أرجوه قبل انقضا عمري |
وهل أردن صافي يزيد واجتلي | محاسن ذاك السفح والمرج والقصر |
بلى إن ربي قادر وعطاؤه | بغير حساب والهبات بلا حصر |
ولي أمل فيه جميل وجوده | كفيل بما أرجوه من منن الجبر |
وحسبي بشيرا بالأماني وبالمنى | معاملتي باللطف في العسر واليسر |
ولا بد من جود يوافي رفاؤه | بتبليغ آمالي، وفكي من الأسر |
ويبدو صباح الوصل أبيض ساطعا | سطوع ضياء البشر من كاتب السر |
سليل أجا كهف اللجا، وافر الحجى | منيل الرجا ركن السيادة والفخر |
إمام حوى من كل علم لبابه | فحج لعالي بابه كل ذي قدر |
وأصبح في بحر الحقائق غائصا | ومستخرجا ما شاء من ذلك البحر |
تلوذ به الأعيان فيما يهمهم | فيلفون عطف البر أو فائض البر |
كريم تجاري السحب راحته ولا | يريد بما يجزي سوى الفوز بالأجر |
يمن ولا من يشوب عطاءه | ويمنح من لفظ سبى العقل بالسحر |
عرائس فكر أرخص الدر لفظها | وأنشت معانيها لنا دهشة الفكر |
معجزة إن أنشدت صدر مجلس | ترى كل من فيها نشاوى بلا خمر |
مفيد بحل المشكلات بموجز | حلا وعلا عن وهدة العي والحصر |
ملي بتدبير الممالك مرتضى المـ | ـلوك ملاذ الناس في سائر المصر |
هو الشمس في العليا هو النجم في الهدى | هو الغوث في الجدوى هو الصبح في البشر. وكانت وفاته بحلب في العشر الأول من شهر رمضان سنة خمس وعشرين وتسعمئة رحمه الله تعالى. |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 1- ص: 302