الأصبهاني محمود بن عبد الرحمن (ابي القاسم) بن أحمد بن محمد، ابو الثناء، شمس الدين الاصفهاني، او الاصبهاني: مفسر، كان عالما بالعقليات. ولد وتعلم في اصبهان. ورحل إلى دمشق فاكرمه أهلها، واعجب به ابن تيمية. وانتقل إلى القاهرة فبنى له الامير (قوصون) الخانقاه بالقرافة، ورتبه شيخا فيها، فاستمر إلى ان مات بالطاعون في القاهرة. من كتبه (التفسير) كبير، منه الجزء الرابع مخطوط، سماه (انوار الحقائق الربانية) قال الصفدي: رايته يكتب في تفسيره من خاطره من غير مراجعة، و (تشييد القواعد -خ) في شرح تجريد العقائد للنصير الطوسي، و (شرح فصول النسفي-خ) و (مطالع الانظار في شرح طوالع الانوار للبيضاوي-ط) و (ناظرة العين) في المنطق، وشرحه، و (البيان-خ) في شرح مختصر ابن الحاجب اصول، و (بيان معاني البديع-خ) شرح البديع لابن الساعاتي في اصول الفقه، و (شرح مطالع الانوار) للارموي في المنطق، و (شرح كافية ابن الحاجب) و (شرح منهاج البيضاوي).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 176

الأصبهاني شمس الدين محمود.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0

محمود بن عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد بن أبي بكر بن علي، وينتمي الى علاء الدولة الهمذاني، الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق المفتن الفريد الحجة، جامع أشتات الفضائل، وارث علوم الأولين، حجة المتكلمين، إمام الفقهاء، شمس الدين أبو الوفاء بن جمال الدين أبي القاسم بن مجد الدين الأصبهاني.
بحر يتدفق بالعلوم أمواجه، وحبر فضله في كل فن تضيء شموسه ولا أقول يتقد سراجه، وملك يجبى إليه من كل علم متسع الأقطار خراجه، لو رآه الرازي علم أنه ما رأى زيه، وصح أن المعقول هجر القطبين مصريه وشيرازيه، ولو أنصفه النصير الطوسي لما بني الرصد إلا لكواكبه، ولا سار مع الجيوش إلا خدمة لمواكبه، وما عسى أن أصف من هو إمام في كل علم، وأثني على من بيده زمام كل حلم، تصانيفه تشهد له بأنه فريد أوانه ووحيد زمانه، برع في الشرعيات لما شرع، وبزع في العقليات شمسا نورها محا ظلام الجهل فانقشع، علامة في كل علم له علامة، وأستاذ ترى كل شيخ في فنه غلامه. اشتغل في البلاد الشرقية وورد الى الشام فأنسى الناس المحاسن الدمشقية:

وقرأ عليه الأئمة، وشهد له الأعلام أنه عالم هذه الأمة.
ثم إن السلطان طلبه الى القاهرة، وأطلع في آفاقها نجومه الزاهرة، فوردها وهي بحر بالفضلاء يتموج، وزهر بالفضائل يتأرج، فأقام بها ينشر ملاءات فضائله، ويعلم الزمان بأخلاقه الزكية رقة بكره وأصائله.
ولم يزل على حاله الى أن كحل بالأصبهاني جفن الضريح، وغادر قلب الزمان عليه وهو جريح.
وتوفي رحمه الله تعالى في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبع مئة في طاعون مصر.
وسألته عن مولده فقال: ولدت بأصبهان في سابع عشر شعبان سنة أربع وسبعين وست مئة.
وورد الى دمشق بعد حجه وزيارة القدس في صفر سنة خمس وعشرين وسبع مئة، وظهرت فضائله للناس وعظمه الشيخ تقي الدين بن تيمية، وقال يوما في حقه: اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله.
وكان يلازم الجامع الأموي ليلا ونهارا، وسكن في باب الناطفيين، وأكب على التلاوة والسمع والإشغال للطلبة عند قبر زكريا، وتولى تدريس الرواحية، ودرس بها في ثاني عشر شعبان يوم الأحد من السنة المذكورة بعد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني فيما أظن، وكان درسا حافلا حضره الأعيان والشيخ تقي الدين بن تيمية، وأثنى الأعيان على فضائله.
ولم يزل بدمشق الى أن طلبه السلطان الى الديار المصرية، فتوجه إليها على البريد في منتصف شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، وكان السفير له في ذلك الشيخ مجد الدين الأقصرائي شيخ خانقاه السلطان بسرياقوس، وكان السلطان يشتهي يرى الغرباء من تلك البلاد، ولما وقعت بطاقته من بلبيس بقي متطلعا الى قدومه ساعة فساعة، فتوجه الشيخ شمس الدين الى سرياقوس ونزل بالخانقاه الى عند الشيخ مجد الدين فأضافه، وعمل له السماعات، ودخل به الحمام، فلما أبطأ خبره على السلطان وعلم أنه اشتغل عنه ولم يدخل الى السلطان إلا بعد ثلاثة أيام أو أربعة، نزل من عين السلطان ومجه، ولم يلق بقلبه ولم يتجدد له شيء.
ونزل الى القاهرة، لكنه فيه رياسة العلم، وكان الشيخ ما يعرف اللغة التركية، فقعد به ذلك، إلا أنه راج باللغة العجمية عند الأمير سيف الدين قوصون، وبنى له الخانقاه العظيمة بالقرافة، وجعله شيخها، ثم إنه قربه عند السلطان، فكان يحضر عنده في بعض الأوقات.
وسألته في سنة خمس وأربعين وسبع مئة بمنزله بالخانقاه المذكورة لما كنت بالقاهرة عن مبتدأ حاله فقال:
قرأت القرآن والفقه على والدي، والعربية أيضا على الشيخ نصير الدين الفاروثي، وعلى الشيخ جمال الدين بن أبي الرجا شيخ في تربة علي بن سهل الصوفي، وقرأت شيئا من المعقول على صدر الدين تركا، والمولى جمال الدين تركا، وشيئا من الطب والخلاف، وقرأت عليه نكت الأربعين للنسفي، وصنف في تلك البلاد شرح المختصر لابن الحاجب للخواجا رشيد، وشرح مطالع سراج الدين الأرموي لقاضي القضاة عبد الملك، وشرح تجريد النصير الطوسي باسم علي باشا، وصنف أكثر من ربع العبادات على مذهب الشافعي مضافا إليه مذهب أبي حنيفة ومالك الى الاعتكاف، وشرح قصيدة الساوي في العروض وتفسير آية الكرسي ومختصرا في المنطق سماه ناظر العين، كل ذلك صنفه بتبريز.
ثم إنه انتقل الى دمشق في التاريخ المذكور وشرح فيها مقدمة ابن الحاجب، وتفسير قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}، وتفسير {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية، وتفسير {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث}.
ثم إنه توجه الى مصر في التاريخ المذكور وصنف فيها شرح البديع للساعاتي في الأصولين باسم السلطان الملك الناصر، وشرح ناظر العين، وشرح المنهاج للبيضاوي، وشرح طوالع القاضي ناصر الدين البيضاوي وتعاليق على مسائل. ثم صنف مختصرا في أصول الدين، وشرح فصول النسفي، وتفسير سورة يوسف، وسورة الكهف.
ثم إنه شرع في تفسير مستقل وصل فيه الى حين اجتماعي به في سابع عشر شوال سنة خمس وأربعين وسبع مئة الى قوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}. وقال لي: كنت قد فسرت جملة كبيرة، ولكن في فتنة قوصون عدمت المسودات فأنا الآن أغرمها.
وقال لي بعض الجماعة إنه يمتنع من الأكل في كثير من الأوقات لئلا يحتاج الى الدخول الى الخلا خوفا من ضياع الزمان بلا كتابة في التفسير.
وكان خطه قويا وقلمه سريعا، ورأيته يكتب في هذا التفسير من خاطره من غير مراجعة، وكان قد شرع قبل ذلك في مختصر لطيف في أصول الدين، وجيز اللفظ، كثير الفوائد والمباحث.
وسمع البخاري مرتين على الحجار بقراءة شيخنا البرزالي، وسمع على أشياخ ذلك العصر، وأذن لجماعة كثيرة بالشام ومصر في الإفتاء، وانتفع به الناس في الشام ومصر كثيرا، وأجاز لي بخطه في سنة تسع وعشرين وسبع مئة.
ولما بلغتني وفاته رحمه الله تعالى قلت أرثيه:

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 400

محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي العلامة شمس الدين أبو الثناة الأصبهاني كان ينتسب إلى علاء الدولة الهمذاني وكان مولده بأصبهان في شعبان سنة 674 واشتغل في بلاده ومهر وتقدم في الفنون وقرأ على والده وعلى جمال الدين بن أبي الرجاء وغيرهما ثم حج في سنة 24 وقدم دمشق بعد زيارة القدس في صفر سنة 25 فبهرت فضائله وسمع كلامه الشيخ تقي الدين ابن تيمية فبالغ في تعظيمه قال مرة اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله وكان يلازم الجامع الأموي ليلا ونهارا مكبا على التلاوة وشغل الطلبة ودرس بعد الزملكاني بالرواحية وفي يوم الإجلاس بالغ الفضلاء في الثناء عليه ثم طلب على البريد إلى القاهرة في ربيع الآخر سنة 32 بسفارة الشيخ مجد الدين الأقصرائي شيخ خانقاه سريا قوس فنزل عنده وعمل له سماع وبنى له قوصون الخانقاه ورتبه شيخا بها قال الأسنوي كان بارعا في العقليات صحيح الاعتقاد محبا لأهل الصلاح طارحا للتكلف مجموعا على العلم انتهى وصنف شرح مختصر ابن الحاجب قبل أن يقدم البلاد وشرح المطالع للأرموي وتجريد النصير الطوسي وشرح قصيدة الساوي في العروض وصنف ناظر العين في المنطق وشرحه وشرح مقدمة ابن الحاجب وشرح بالقاهرة البديع لابن الساعاتي وطوالع البيضاوي ومنهاجه وعمل تفسيرا وكان بعض أصحابه يحكي أنه كان يمتنع كثيرا من الأكل ليلا لأنه يحتاج إلى الشرب فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزمان وكان خطه قويا وقلمه سريعا قال الصفدي رأيته يكتب في تفسيره من خاطره من غير مراجعة وانتفع الناس به كثيرا وأذن لجماعة في الإفتاء بمصر والشام وكانت تعتريه فترة من شغل باله بالتفكر ومسائل العلم وكانت وفاته في ذي القعدة سنة 749 بالطاعون العام

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0

محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر ابن علي شمس الدين الأصبهاني
ولد بأصبهان في شعبان سنة 674 أربع وسبعين وستمائة وأخذ عن علماء بلاده كوالده وجمال الدين بن أبي الرجاء ومهر في الفنون وحج في سنة 724 ودخل دمشق بعد زيارة القدس فبهرت أهلها فضائله وقال ابن تيمية لما سمع كلامه أنه ما دخل البلاد مثله وكان يلازم الجامع الأموي ليلاً ونهاراً مكبا على التلاوة وتدريس الطلبة وبالغ الفضلاء في الثناء عليه ثم طلب على البريد إلى مصر فدرس بها. قال الأسنوي كان بارعا في العقليات صحيح الاعتقاد محبا لأهل الصلاح طارحا للتكلف مجموعا على العلم انتهى
وصنف شرحا لمختصر ابن الحاجب قبل أن يقدم بلاد دمشق وشرحا للمطالع وشرحا لتجريد النصر الطوسي وشرح قصيدة النساوى في العروض وصنف في المنطق كتابا سماه ناظر العين وشرحه وشرح مقدمة ابن الحاجب وشرح بالقاهرة البديع لابن الساعاتي وطوالع البيضاوي ومنهاجه وعمل تفسيرا ومما يحكى عنه من حرصه على العلم وشحه على عدم ضياع أوقاته أن بعض أصحابه كان يروى أنه كان يمتنع كثيرا من الأكل لئلا يحتاج إلى الشراب فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزمان قال الصفدي رأيته يكتب تفسيره من خاطره من غير مراجعة وانتفع الناس به كثيرا ومات في ذي القعدة سنة 794 أربع وتسعين وسبعمائة بالطاعون العام

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 298

محمود بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأصبهانى شمس الدين أبو البقاء.
ولد بأصبهان سنة أربع وسبعين وستمائة، واشتغل بتبريز، واشتغل بها مدة، ثم قدم دمشق، وسمع الصحيح على ابن الشحنة، ودرس بالرواحية، وأفاد الطلبة، ثم توجه إلى القاهرة فدرس بالمعزية بمصر، وولى مشيخة خانقاة الأمير سيف الدين قوصون الناصرى، وكان إماماً بارعاً في العقليات عارفاً بالأصلين مجموعاً على العلم ونشره، شرح مختصر ابن الحاجب، والطوالع للبيضاوى، ومنهاجه، والتجريد للطوسى، وله ’’ناظر العين في المنطق’’، وشرحه وتفسير كبير وغير ذلك، مات أظنه في الطاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1