الوراق محمود بن حسن الوراق: شاعر، اكثر شعره في المواعظ والحكم. روى عنه ابن ابي الدنيا. وفي (الكامل) للمبرد، نتف من شعره وهو ضاحب البيت المشهور:
إذا كان وجه العذر ليس ببين | فان اطراح العذر خير من العذر. |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 167
الوراق الشاعر محمود بن الحسن الوراق. أكثر من الشعر الحسن في المواعظ والحكم، وروى عنه أبو بكر ابن أبي الدنيا، ومات في خلافة المعتصم في حدود الثلاثين ومائتين، ومن شعره:
ما إن بكيت زمانا | إلا بكيت عليه |
ولا ذممت صديقا | إلا رجعت إليه |
وما صاحب السبعين والعشر بعدها | بأقرب ممن حنكته القوابل |
ولكن آمالا يؤملها الفتى | وفيهن للراجحين حق وباطل |
يا ناظرا يرنو بعيني راقد | ومشاهدا للأمر غير مشاهد |
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي | درك الجنان بها وفوز العابد |
ونسيت أن الله أخرج آدما | منها إلى الدنيا بذنب واحد |
أليس عجيبا بأن الفتى | يصاب ببعض الذي في يديه؟ |
فمن بين باك له موجع | وبين معز مغذ إليه |
ويسلبه الشيب شرخ الشبا | ب فليس يعزيه خلق عليه |
سقيا لأيام خلت | وكأن أوجهها رياض |
أيام تحيينا الهوى | وتميتنا الحدق المراض |
أي جهل يكون أبين من جهـ | ـل أراني أضحى عليه وأمسي |
أبغض الناس إن ظننت على الظـ | ـن وأنسى اليقين من علم نفسي |
إذا أعطاك قتر حين يعطي | وإن لم يعط قال: أبى القضاء |
يبخل ربه سفها وظلما | ويعذر نفسه في ما يشاء |
الدهر لا يبقى على حالة | لكنه يقبل أو يدبر |
فإن تلقاك بمكروهه | فاصبر فإن الدهر لا يصبر |
تعصي الإله وأنت تظهر حبه | هذا محال في القياس بديع |
لو كان حبك صادقا لأطعته | إن المحب لمن يحب مطيع |
دار الصديق إذا استشاط تغضبا | فالغيظ يخرج كامن الأحقاد |
ولربما كان التغضب باحثا | لمثالب الآباء والأجداد |
تعز بحسن الصبر عن كل هالك | ففي الصبر مسلاة الهموم اللوازم |
إذا أنت لم تسل اصطبارا وحسبة | سلوت على الأيام مثل البهائم |
لبست صروف الدهر كهلا وناشئا | وجربت حاليه على العسر واليسر |
فلم أر بعد الدين خيرا من الغنى | ولم أر بعد الكفر شرا من الفقر |
أيا رب قد أحسنت عودا وبدأة | إلي فلم ينهض بإحسانك الشكر |
فمن كان ذا عذر لديك وحجة | فعذري إقراري بأن ليس لي عذر |
إذا كان شكري نعمة الله نعمة | علي له في مثلها يجب الشكر |
فكيف وقوع الشكر إلا بفضله | وإن طالت الأيام واتصل العمر |
تجود بالمال على وارث | ولا ترى أهلا له نفسكا |
قدم حسن الظن بالله من | جاد، وسوء الظن من أمسكا |
فلو جعل الإله الحزن فرضا | مكان الصبر في حال الخطوب |
لكان الحزن فيها غير شك | أشد المعنيين على القلوب |
ما بال نفسك بالآمال منخدعه | وما لها لامرئ بالوعظ منتفعه |
أما سمعت بمن أضحى له سبب | إلى النجاة بحرف واحد سمعه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0