ابن قادوس محمود بن اسماعيل بن حميد الدمياطي ابو الفتح، المعروف بابن قادوس: منشيء، من الشعراء. كان كاتب الانشاء بمصر. ونعته (ابن ميسر) بالقاضي المفضل كافي الكفاة. وكان القاضي الفاضل يلقبه بذي البلاغتين (الشعر والنثر) له (ديوان شعر) في مجلدين. توفي بمصر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 166
محمود بن إسماعيل بن قادوس الدمياطي المصري توفي سنة 553 بمصر.
في الطليعة: كان عالما فاضلا كاتبا شاعرا ولي الكتابة للفاطميين بمصر وكان أستاذ القاضي الفاضل فمن شعره قوله:
وليلة كاغتماض الجفن قصرها | وصل الحبيب ولم تقصر عن الأمل |
فكلما رام نطقا في معاتبتي | سددت فاه بنظم اللثم والقبل |
وبات بدر تمام الحسن معتنقي | والشمس في فلك الكاسات لم تفل |
فبت منها أرى النار التي سجدت | لها المجوس من الأشواق تسجد لي |
وعلى الملائك أن تؤدي وحيه | وعليكم التبيين والتأويل |
يا سيد الخلفاء طرا | بدورهم والحضر |
إن عظموا ساقي الحجيج | فأنت ساقي الكوثر |
أنت الإمام المرتضى | وشفيعنا في المحشر |
وولي خيرة أحمد | وأبو شبير وشبر |
والحائز القصبات في | يوم الغدير الأزهر |
والمطفئ الغوغا ببد | ر والنضير وخيبر |
هي بيعة الرضوان أبرمها التقى | وأنارها النص النجي فالجما |
ما اضطر جدك من أبيك وصيه | وهو ابن عم أن تكو له ابنما |
وكذلك الحسين وعن أخيه حازها | وله البنون بغير خلف منهما |
لمثل علاكم ينتهي المجد والفخر | وعند نداكم يخجل الغيث والبحر |
وعمر سواكم في العلا مثل يومكم | إذا ما علا قدر يومكم عمر |
ملكتم ولا عدوى حكمتم ولا هوى | علمتم ولا دعوى عملتم ولا كبر |
أياديكم بيض إذا اسود حادث | وأسيافكم حمر وأكنافكم خضر |
وذكركم في كل شرق ومغرب | على الخلق يتلى مثلما تلي الذكر |
ودينكم شكر الإله وحمده | إذا غيركم الهاه عن شكره أمر |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 102
ابن قادوس اسمه محمود بن إسماعيل.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
ابن قادوس محمود بن إسماعيل بن حميد الفهري بن قادوس القاضي، أبو الفتح المصري الكاتب صاحب ديوان الإنشاء بالديار المصرية. أصله من دمياط، قيل أن القاضي الفاضل كان ممن اشتغل عليه، وكان يعظمه ويسميه (ذا البلاغتين). وكان لا يتمكن من اقتباس فوائده غالبا إلا في ركوبه من القصر إلى منزله، ومن منزله إلى القصر، فيسايره الفاضل ويجاريه في فنون الإنشاء والأدب. توفي سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، ومن شعره:
وفاتر النية عنينها | يكرر الرعدة والهزه |
مكبرا سبعين في مرة | كأنما صلى على حمزة |
ديباج خديه بسند | س عارضيه مفروز |
وبخده خال لدا | ئرة الملاحة مركز |
من عاذري من عاذل | يلوم في حب رشا |
إذا جحدت حبه | قال: كفى بالدمع شا |
حوله اليوم أناس | كلهم يزهى برايه |
وهو مثل الماء فيهم | لونه لون إنائه |
يا أرمدا أرمد العيـ | ـن دماء الجراح |
تقول: طرفي شاك | صدقت شاكي السلاح |
مداده في الطرس لما بدا | قبله الصب ومن يزهد |
كأنما قد حل فيه اللمى | أو حل فيه الحجر الأسود |
لا تتعفف فما تخلى | ما مثل هذا الجمال يلغى |
أنت ذكي وفيك ظرف | حاشاك أن لا تكون بغا |
لام العواذل مغرما | في حب ملهية وقينه |
ولو أنهن رأين تأ | ثير الغرام به وقينه |
يا لائمي في الحبيب مهلا | ما قلت شيئا إليه يصغى |
ذو عارض كالغراب لونا | وشارب مثل ريش ببغا |
يا رب مسمعة لبعض معارفي | مجانة لا تسأم النيكا |
قمرية في لونها وغنائها | تخذت غصون قرونه أيكا |
قالوا: فلان على ما | تراه من فرط عجبه |
يخلو بسود أسود | وذا بغاء فقلت: تشبه |
وليلة كاغتماض الطرف قصرها | وصل الحبيب ولم تقصر عن الأمل |
بتنا نجاذب أهداب الظلام بها | كف الملام وذكر الصد والملل |
وكلما رام نطقا في معاتبتي | سددت فاه بطيب اللثم والقبل |
وبات بدر تمام الحسن معتنقي | والشمس في فلك الكاسات لم تفل |
فبت منها أرى النار التي سجدت | لها المجوس من الإبريق تسجد لي |
راح إذا سفك الندمان من دمها | ظلت تقهقه في الكاسات من جذل |
فقل لمن لام فيها: إنني كلف | مغرى بها مثلما أغريت بالعذل |
أأحمد كم لك عندي يد | كما انبعث الماء من جلمد |
تصرف في شكرها منطق | وطيب اللسان ند في الندى |
فلا تقطعنها فإني أخاف | تطير قوم بقطع اليد |
وقيت قفاك من وقع القوافي | وألفاظ خفاف كالخفاف |
متى ترجى لنفع أو لدفع | وقلبك مثل أيرك في غلاف |
وعاذل محتفل | مجتهد في عذلي |
يلومني في ظبية | مخلوقة من كحل |
إن السواد علة | من نور هذي المقل |
والحجر الأسود لم | يخلق لغير القبل |
والقار قد كان وعا | ء السلسبيل السلسل |
أهون بلون السواد لونا | ما فيه من حجة لناسب |
لست ترى حمرة لخد | فيه ولا خضرة لشارب |
عرس هذا الفعيل مذ غرس النا | كة فيها الأيور فهي مباحه |
أثمرت رأسه قرونا طوالا | إن هذا لمن غريب الفلاحه |
قد رأينا من الجبال صنوفا | ما رأينا بها كأنف سعيد |
لك أنف إذا ملأت به النا | ر غدا ما تقول: هل من مزيد؟ |
قل لمن قد محضته خالص الود | فلم يجزني على قدر حبي |
يا حبيبا يرضي جميع المحبين | ولا ينثني بعذل وعتب |
قد تركنا ما في السراويل للناس | مباحا ما بين بذل ونهب |
وقنعنا بمنظر يطفئ الوجد | ولفظ يلهي الفؤاد ويصبي |
ما أحب الوصال إلا لهذا | فبقلبي أحبكم لا بزبي |
ورب أنف لصديق لنا | تحديده ليس بمعلوم |
ليس عن العرش له حاجب | كأنه دعوة مظلوم |
أيا أهل ودي وحقا أقول | لقد جزتم في العلاء السهى |
وما الشمس يسمو بها أوجها | إذا قابلت منكم أوجها |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0