ابن الملا الحصكفي أحمد بن محمد بن علي الحصفكي، ابن الملا فاضل عارف بالادب، له شعر حسن، اصله من حصن كيفا، ونسبته اليها. ولد في حلب واقام فيها. له كتب ورسائل منها (شرح مغنى اللبيب - خ) و (اختصار تاريخ الذهبي - خ) اكثره، و (مختصر الدر المنتخب - خ) الجزء الاول منه، و (النشرالعابق من اقتطاف الشقائق - خ) صغير، اختصر فيه الشقائق النعمانية وزاد عليه، و (عقود الجمان في وصف نبذة من الغلمان) ورحلة إلى القسطنطينية سماها (الروضة الوردية في الرحلة الرومية) قتله بعض الفلاحين بالقرب من معرة نسرين ’’على نحو خمسة فراسخ من حلب’’.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 235
أحمد بن محمد الحصكفي ابن المنلا أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن يوسف بن حسين بن يوسف بن موسى، الشيخ العلامة، الفهامة شهاب الدين الحصكفي الأصل الحلبي المولد، والدار، الشافعي المعروف بابن المنلا جده لأبيه، كان قاضي قضاة تبريز شهرته منلا جامي شرح المحرر، وجده لأمه الشرفي يحيى آجا بن آجا. مولده سنة سبع وثلاثين وتسعمئة، ونشأ في كنف أبيه، واشتغل بالعلم، وقرأ على ابن الحنبلي في مغني اللبيب فما دونه من كتب النحو، وفي شرح المفتاح، وفي المنطق وفي القراءات، والحديث وفي مؤلفاته، وصحب سيدي محمد ابن الشيخ علوان، وهو بحلب سنة أربع وخمسين، وسمع منه نحو الثلث من البخاري، وحضر مواعيده، وسمع المسلسل بالأولية من البرهان العمادي، وأجاز له، وقرأ بالتجويد على الشيخ إبراهيم الضرير الدمشقي نزيل حلب كثيرا، وأجاز له وذلك في سنة خمس وستين، ورحل إلى دمشق رحلتين، وأخذ بها عن شيخ الإسلام الوالد، وحضر دروسه بالشامية، وبحث فيها بحوثا حسنة مفيدة أبان فيها عن يد في الفنون طولى، وكلما انتقل من مسألة إلى غيرها تلا لسان حاله: {وللآخرة خير لك من الأولى} كما شهد بذلك الوالد في إجازته له، وقرأ على النور النسفي قطعة من البخاري، ومسلم، وحضر عنده دروسا من المحلي وشرح البهجة وأجاز له، وقرأ بها شرح منلا زاده على هداية الحكمة على محب الدين التبريزي مع سماعه عليه في التفسير، وقرأ قطعتين صالحتين من المطول و الأصفهاني على الشيخ أبي الفتح السبستري ورحل سنة ثمان وخمسين إلى القسطنطينية، فأخذ رسالة الإسطرلاب عن نزيلها الشيخ غرس الدين الحلبي، واجتمع بالفاضل المحقق السيد عبد الرحيم العباسي، واستجاز منه رواية البخاري فأجاز له ومدحه بقوله:
لك الشرف العالي على قادة الناس | ولم لا؟ وأنت الصدر من آل عباس |
حويت علوما أنت فيها مقدم | وفي نشرها أضحيت ذا قدم رأس |
وقفت بني الأداب قدرا ورتبة | وسدتهم الجود والفضل والباس |
فيا بدر أفق الفضل يا زاهر السنا | ويا عالم الدنيا ويا أوحد الناس |
إلى بابك العالي أتاك ميمما | كليم بعضب عدت أنت له آسي |
فتى عاري الآداب يا ذا الحجى فما | سواك لعار عن سنا الفضل من كأسي |
فاقبسه من مشكاة نورك جذوة | وعلله من ورد الفضائل بالكاس |
وسامحه في تقصيره ومديحه | فمدحك بحر فيه من كل أجناس |
فلا زلت محمود المآثر حاوي | المفاخر مخصوصا بأطيب أنفاس |
مدى الدهر ما احمرت خدود شقائق | وما قام غصن الورد في خدمة الآس ودرس، وأفاد وصنف، وأجاد، وله شرح على المغني جمع فيه بين حاشيتي الدماميني والشمني، وشرح شواهد السيوطي، وكتب، ونظم الشعر الحسن، ومن شعره في مليح لابس أسود: |
ماس في أسود اللباس حبيبي | ورمى القلب في ضرام بعاده |
لم يمس في السواد يوما ولكن | حل في الطرف فاكتسى من سواده |
ظبي كساني حلة وأدار لي | كأس الرحيق على رياض الآسي |
وغدا يقول عذاره اشرب يا فتى | واجعل حديثك كله في الكاس |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 3- ص: 99