التصنيفات

أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع بن حازم أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع بن حازم بن إبراهيم بن العباس المصري الشافعي الشيخ نجم الدين ابن الرفعة ولد سنة 645 وأخذ الفقه عن الضياء جعفر ابن الشيخ عبد الرحيم القنائي والسديد الأرمنتي والظهير التزمنتي وابن رزين وابن بنت الأعز وابن دقيق العيد وغيرهم وسمع من عبد الرحيم الدميري وعلي بن محمد الصواف وغيرهما واشتهر بالفقه إلى أن صار يضرب به المثل وإذا أطلق الفقيه انصرف إليه من غير مشارك مع مشاركته في العربية والأصول ودرس بالمعزية وأفتى وعمل الكفاية في شرع التنبيه ففاق الشروح ثم شرع في شرح الوسيط فعمل من أول الربع الثاني إلى آخر الكتاب شرع في الربع الأول إلى أثناء الصلاة ومات فأكمله غيره وله تصانيف لطاف وغير ذلك مثل النفائس في هدم الكنائس وحكم المكيال والميزان وولي حسبة مصر مدة وناب في الحكم مدة ثم عزل نفسه وكانت وفاته في ليلة الجمعة ثامن عشر شهر رجب سنة 710 وحج مع الرحبية سنة 707 وكان حسن الشكل فصيحا ذكيا محسنا إلى الطلبة كثير السعي في قضاء حوائجهم وكان قد ندب لمناظرة ابن تيمية فسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك فقال رأيت شيخنا تتقاطر فروع الشافعية من لحيته وأثنى عليه ابن دقيق العيد وقال السبكي كان أفقه من الروياني صاحب البحر وقال الأسنوي ما أخرجت مصر بعد ابن الحداد أفقه منه وكان متمولا وله مطبخ سكر فيما بلغني ... وله وقف على سبيل ماء بالسويس إحدى منازل الحاج قال الكمال جعفر برع في الفقه وانتهت إليه رئاسة الشافعية في عصره وكان ذكيا حسن الشكل جميل الصورة فصيحا مفوها كثير الإحسان إلى الطلبة بماله وجاهه مساعدا لهم بما اتصل إليه قدرته حكى لي القاضي أبو طاهر السفطي قال كانت لي حاجة عند القاضي لتولية العقود فتوجه معي إلى القاهرة فحضرنا درس القاضي فبحث فيه معي فجعل يقول يا سيدنا زين الدين ترفق بي ثم عرف القاضي بي فقضى حاجتي ولما تولى ابن دقيق العيد توجه معي إليه ولم تكن له بي معرفة فقال له ما يذكر سيدنا لما درس العبد بالمعزية وشرفهم بالحضور وأورد سيده البحث الفلابي وأجاب فقيه بالمجلس بكذا فاستحسن سيدنا جوابه هو هذا ففوض إليه أن يوليني فولاني عنه وحكاياته في ذلك كثيرة قال وكان أولا فقيرا مضيقا عليه فباشر في جهة سنكلوم فلامه الشيخ تقي الدين الصائغ فاعتذر بالضرورة فتكلم له مع القاضي وأحضره درسه فبحث وأورد نظائر وفوائد فأعجب به القاضي وقال له الزم الدرس ففعل ثم ولاه قضاء الواحات فحسنت حاله ثم ولي أمانة الحكم بمصر ثم وقع بينه وبين بعض الفقهاء شيء فشهدوا عليه أنه نزل فسقية المدرسة عريانا فأسقط العلم السمنودي نائب الحكم عدالته فتعصب له جماعة ورفعوا أمره للقاضي فقال أنه لم يأذن لنائبه في الإسقاط فعاد لحاله وكان يقال أنه كثير النقل غير قوي البحث وكان الذي ينسبه إلى ذلك من يحسده كالسراج الأرمنتي والوجيه البهنسي قال ولعل هذا كان في أوائل أمره فإنني حضرت درسه فسمعت مباحثه فائقة وقد شرح التنبيه وسماه الكفاية فأجاد فيه وشرح بعده الوسيط شرحا حافلا مشتملا على نقول كثيرة وتخريجات واعتراضات وإلزامات تشهد بغزارة مواده وسعة علمه وقوة فهمه وكان ترك تدريس الطيبرسية للشيخ نجم الدين البالسي مجانا على سبيل البركة ولما ولي ابن دقيق العيد استمر على نيابة الحكم حتى حصل له أمر عزل فيه نفسه فلم يعده ابن دقيق العيد وسئل عن ذلك فقال أنا ما صرفته ثم تولي الحسبة بمصر إلى أن مات وكان كثير الصدقة مكبا على الاشتغال حتى عرض له وجع المفاصل بحيث كان الثوب إذا لمس جسمه آلمه ومع ذلك معه كتاب ينظر إليه وربما انكب على وجهه وهو يطالع

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0

أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع بن صارم بن الرفعة الشيخ الإمام شيخ الإسلام نجم الدين أبو العباس
شافعي الزمان ومن ألقت إليه الأئمة مقاليد السلم والأمان ما هو إن عدت الشافعية إلا أبو العباس ولا أخمص قدمه إلا فوق هامات الناس ابن الرفعة إلا أن جنسها انحصر بأنواعه في شخصه وذو السمعة التي ولجت الآذان
وتعدد مناديها فلم يحصره العاد ولم يحصه ما أخرجت مصر بعد ابن الحداد نظيره ولا سكن ربعها وهو خلاصة الربع العامر أروج منه وإن لم يحضر الحاسب لجين ذلك الربع ونضيره ولقد كان عصره محتوشا بالأئمة إلا أنها سلمت وأذعنت وتطأطأ البدر وتضاءل السها إذ عنت قدر قدره الله له من قبل أن يكون مضغة وفقه لو رآه ابن الصباغ لقال هذا الذي صبغ من النشأة عالما {ومن أحسن من الله صبغة} سار اسمه في مشارق الأرض ومغاربها وطار ذكره فكان ملء حواضرها وبواديها وقفارها وسباسبها ذو ذهن لا يدرك في صرعة الإدراك ومقدار تقول له الزهرة ما أزهرك والسماك ما أسماك لا يقاوم في مجلس مناظرة ولا يقاوى ولا يساوم إذا ابتاع الجواهر الثمينة ولا يساوى أقسم بالله يمينا برة لو رآه الشافعي لتبجح بمكانه وترجح عنده على أقرانه وترشح لأن يكون في طبقة من عاصره وكان في زمانه ولو شاهده المزني لشهد له بما هو أهله ولقال ابن البدر من دون محله محله وإن النيل ما أنيل مثله ولا سكن إلى جانبه مثله ولو اجتمع به البويطيء لقال ما أخرجت بعدنا مثله الصعيد ولا وفى النيل قط بمثل هذا الوفاء السعيد ولا أتى بأصابع لكن بأياد في أيام عيد ولو عاينه الربيع لقال هذا فوق قدر الزهر
فما قدر الزهر وأحسن من الروض باكره الندى أوقات البكر وألطف من شمائل النشوان لعبت به الشمول أو أعطاف الأغصان حركها نسيم السحر
تفقه على السديد والظهير التزمنتيين والشريف العباسي ولقب بالفقيه لغلبة الفقه عليه
وسمع الحديث من محيي الدين الدميري أخذ عنه الفقه الوالد رحمه الله وسمعته يقول إنه عند أفقه من الروياني صاحب البحر
وقد باشر حسبة مصر ودرس بالمدرسة المعزية بها ولم يل شيئا من مناصب القاهرة
ومن تصانيفه المطلب في شرح الوسيط والكفاية في شرح التنبيه وكتاب مختصر في هدم الكنائس
توفي بمصر سنة عشر وسبعمائة
ولا مطمع في استعياب مباحثه وغرائبه لأن ذلك بحر زاخر ومهيع لا يعرف له أول من آخر ولكنا نتبرك بذكر القليل ونتبرتك من عطائه الجزيل
جزم الرافعي في استيفاء قصاص الموضحة بأنه يفعل ما هو الأسهل من الشق دفعة واحدة أو تدريجا
قال ابن الرفعة والأشبه الإتيان بمثل جنايته إن أوضح دفعة فدفعة أو تدريجا فتدريجا
ولو قال أنت طالق طلقة أو طلقتين فهو ملحق بصور الشك في أصل العدد فلا تطلق إلا طلقة
قال في التتمة
قال ابن الرفعة لكن لا نقول في هذه الحالة يستحب أن يطلقها الثانية كالشاك هل طلق واحدة أو اثنتين لأنه هناك يحتمل وقوعها في نفس الأمر ولا كذلك هنا لأنه لا يقع في نفس الأمر إلا واحدة
قال وهذا ما وقع لي تفقها
سمعت الشيخ الإمام رحمه الله يقول لما زينت القاهرة سنة اثنتين وسبعمائة أفتى شيخنا ابن الرفعة بتحريم النظر إليها قال لأنه إنما يقصد بها النظر
ومن مفردات ابن الرفعة قوله في المطلب إن المرتد إذا مات له قريب مسلم ثم عاد إلى الإسلام ورثه
ورد عليه الشيخ الإمام الوالد ونسبه إلى خرق الإجماع في المسألة
قال ابن الرفعة في المطلب في باب حد الزنا ظاهر كلام المختصر أن العقل لا يشترط في الوطء الذي يصير به محصنا ولو قيل بعدم اعتباره واعتبار البلوغ لم يبعد لأن للمجنون وطرا وشهوة نالها بوطئه حال جنونه ولا كذلك للصبي
قال ولم أر من تعرض له
قلت بل الكل مصرحون باشتراط العقل

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 9- ص: 24

أحمد بن محمد بن علي بن مربع بن حازم بن إبراهيم بن العباس المصري الشافعي الشيخ نجم الدين ابن الرفعة
ولد سنة 645 خمس وأربعين وستمائة وأخذ عن الضياء جعفر بن الشيخ عبد الرحيم والسديد الأرمي وابن بنت الأعز وابن دقيق العيد وغيرهم واشتهر بالفقه إلى أن صار يضرب به المثل وكان إذا أطلق الفقيه انصرف إليه بغير مشارك مع مشاركته في العربية والأصول ودرس بالمعزية وأفتى وعمل الكفاية في شرح التنبيه ففاق الشروح ثم شرع في شرح الوسيط فعمل به في أول الربع الثاني إلى آخر الكتاب وشرع في الربع الأول إلى أثناء الصلاة ومات فأكمله غيره وله تصانيف لطاف وولى حسبة مصر وناب في الحكم ثم عزل نفسه وحج سنة 707 وكان حسن الشكل فصيحاً ذكياً محسناً إلى الطلبة كثير السعي في قضاء حوائجهم وكان قد ندب لمناظرة ابن تيمية وسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك فقال رأيت شيخا يتقاطر فقه الشافعية من لحيته هكذا ذكر ابن حجر في الدرر وندب صاحب الترجمة لمناظرة ابن تيمية لا يفعله الا من لا يفهم ولا يدري بمقادير العلماء فابن تيمية هو ذلك الإمام المتبحر في جميع المعارف على اختلاف أنواعها وأين يقع صاحب الترجمة منه وماذا عساه يفعل في مناظرته اللهم إلا أن تكون المناظرة بينهما في فقه الشافعية فصاحب الترجمة أهل للمناظرة وأما فيما عدا ذلك فلا يقابل ابن تيمية بمثله إلا من لا يفهم ولعل النادب له بعض أولئك الأمراء الذين كانوا يشتغلون بما لا يعنيهم من أمر العلماء كسلار وبيبرس وأضرا بهما ولا ريب أن صاحب الترجمة غير مدفوع عن تقدمه في فقه الشافعية ولكن لا مدخل للمناظرة فيه بين مجتهد ومقلد وقد أثنى ابن دقيق العيد على صاحب الترجمة وكذلك السبكي وقال كان افقه من الروياني صاحب البحر قال الكمال جعفر برع في التفقه وانتهت إليه رياسة الشافعية في عصره وكان ديناً حسن الشكل جميل الصورة فصيحاً مفوهاً كثير الإحسان إلى الطلبة قال القاضي أبو الطاهر السقطي كانت لي حاجة عند القاضي لتوليه العقود فتوجه ابن الرفعة معي إلى القاهرة فحضرنا درس القاضي فبحث معي ابن الرفعة في ذلك الدرس ثم جعل يقول يا سيدنا يا زين الدين ترفق بي ثم عرف القاصي بي فقضى حاجتي ولما تولى ابن دقيق العيد القضاء توجه معي إليه ولم يكن له بي معرفة فقال له ما تذكر سيدنا لما درس العبد بالمعزية وشرفتهم بالحضور وأورد سيدنا البحث الفلاني وأجاب فقيه في المجلس بكذا فاستحسن سيدنا جوابه هو هذا فولانى وحكاياته في ذلك كثيرة قال وكان أولا فقيرا مضيقاً عليه فباشر في حرفة لا تليق به فلامه الشيخ تقي الدين ابن الصايغ فاعتذر إليه بالضرورة فتكلم له مع القاضي وأحضره درسه فبحث وأورد نظائر وفوائد فأعجب به القاضي وقال له الزم الدرس ففعل ثم ولاه قضاء الواجبات فحسنت حاله ثم ولى أمانة الحكم بمصر فوقع بينه وبين بعض الفقهاء شيء فشهدوا عليه أنه نزل فقيه المدرسة عريانا فاسقط العلم السمهودي نائب الحكم عدالته فتعصب له جماعة ورفعوا أمره إلى القاضي فقال إنه لم يأذن لنائبه في الإسقاط فعاد لحاله ومؤلفاته تشهد له بالتبحر في فقه الشافعية ولما ولي ابن دقيق العيد استمر على نيابة الحكم حتى حصل له أمر عزل فيه نفسه فلم يعده ابن دقيق العيد وسئل عن ذلك فقال أنا ما صرفته ثم تولى الحسبة في مصر إلى أن مات ليلة الجمعة ثامن عشر شهر رجب سنة 710 عشر وسبعمائة وكان كثير الصدقة مكباً على الاشتغال حتى عرض له وجع المفاصل بحيث كان الثوب إذا لمس جسده آلمه ومع ذلك فلا يخلو من كتاب معه ينظر إليه وربما انكب على وجهه وهو يطالع.

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 115