ابن يونس محمد بن يونس بن محمد بن منعة، أبو حامد، عماد الدين الموصلي: امام وقته في فقه الشافعية. ولد بقلعة إربل ونشأ بالموصل، وتفقه ببغداد، وتقدم عند نور الدين ارسلان شاه (صاحب الموصل) وسار رسولا عنه إلى بغداد مرات، والى الملك العادل (نور الدين) بدمشق. وولي القضاء بالموصل سنة592هـ ، وانفصل عنه بعد خمسة اشهر. ولما توفى نور الدين (سنة607 هـ) توجه إلى بغداد لتقرير ولده الملك القاهر مسعود، وعاد ومعه الخلعة والتقليد. وتوفرت حرمته عند القاهر اكثر مما كانت عند ابيع. واستمر إلى ان توفى بالموصل. قال ابن خلكان: (لم يرزق سعادة في تصانيفه، فانها ليست على قدر فضائله) من كتبه (المحيط في الجمع بين المهذب والوسيط) فقه (، و (شرح الوجيز للغزالي) و (عقيدة) و (تعليقة في الخلاف) لم يتمها.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 160
عماد الدين ابن يونس محمد بن يونس بن محمد بن منعة العلامة عماد الدين أبو حامد ابن يونس الإربلي الأصل الموصلي الفقيه الشافعي، تفقه بالموصل على والده ثم توجه إلى بغداد وتفقه بالنظامية وسمع الحديث وعاد إلى الموصل ودرس في عدة مدارس وعلا صيته وشاع ذكره، صنف المحيط جمع فيه بين المهذب والوسيط، وشرح الوجيز، وصنف جدلا وعقيدة، وتوجه رسولا إلى الخليفة غير مرة وولي قضاء الموصل خمسة أشهر وعزل، وكان شديد الورع كثير الوسوسة لا يمس القلم حتى يغسله، وهو دمث الأخلاق كثير المباطنة لصاحب الموصل نور الدين ولم يزل حتى نقله من مذهب الحنفية إلى مذهب الشافعية ولم يرزق سعادة في تصانيفه، وحفيده مصنف التعجيز، توفي عماد الدين سنة ثمان وست مائة.
محمد بن يونس الشيخ جمال الدين الساوجي الزاهد شيخ الطائفة القرندلية، قدم دمشق وقرأ القرآن والعلم وسكن قاسيون في زاوية الشيخ عثمان الرومي وصلى بالشيخ عثمان مدة ثم حصل له زهد وفراغ عن الدنيا فترك الزاوية وأقام بمقبرة باب الصغير بقرب موضع القبة التي بنيت لأصحابه، وبقي مديدة في قبة زينب بنت زين العابدين، فاجتمع بالجلال الدركزيني والشيخ عثمان كوهي الفارسي الذي دفن بالقنوات بمكان القرندلية، ثم إن الساوجي حلق وجهه ورأسه ولاق حاله بأولئك فوافقوه وحلقوا مثله، ثم إن أصحاب الشيخ عثمان طلبوا الساوجي فوجدوه بالقبة فسبوه وقبحوا فعله فلم ينطق، ثم إنه اشتهر وتبعه جماعة وحلقوا وذلك في حدود العشرين وست مائة، ثم إنه لبس دلق شعر وسافر إلى دمياط فأنكروا حاله وزيه فزيق بينهم ساعة ثم إنه رفع رأسه فإذا هو بشيبة كبيرة بيضاء على ما قيل فاعتقدوا فيه، وتوفي بدمياط وقبره هناك مشهور، وذكر شمس الدين الجزري في تاريخه أنه رأى كراريس بخطه من تفسير القرآن له، وجلس في المشيخة بعده بمقبرة باب الصغير جلال الدين الدركزيني وبعده الشيخ محمد البلخي وهو الذي شرع لهم الجولق الثقيل وأقام الزاوية وأنشأها وكثر أصحابه وكان للملك الظاهر فيه اعتقاد فلما تسلطن طلبه فلم يمض إليه فبنى لهم السلطان هذه القبة من مال الجامع، وكان إذا قدم إلى الشام يعطيهم ألف درهم وشقتي بسط ورتب لهم ثلاثين غرارة قمح في السنة وفي اليوم عشرة دراهم، وكان السويداوي منهم يحضر سماط السلطان الملك الظاهر ويمازح السلطان، ولما أنكروا في دولة الأشرف موسى على الشيخ علي الحريري أنكروا على القرندلية ونفوهم إلى قصر الجنيد، وذكر نجم الدين ابن إسرائيل الشاعر: أن هذه الطائفة ظهرت بدمشق سنة ست عشرة وست مائة، وكانت وفاة الساوجي المذكور في حدود الثلاثين وست مائة رحمه الله تعالى.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0