بدر الدين الحسني محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الغني المغربي المراكشي البيباني، بدر الدين الحسني: محدث الشام في عصره. اصله من مراكش، من ذرية الشيخ الجزولي صاحب دلائل الخيرات. انتقل أحد اسلافه إلى الديار المصرية، فولد فيها ابوه بقرية بيبان (من البحيرة) ورحل إلى تونس فقرأ في جامع الزيتونة وعاد إلى الشرق فأقام بدمشق واشتهر بالمغربي. وولد صاحب الترجمة في دمشق، فحفظ الصحيحين غيبا باسانيدهما ونحو 20 الف بيت من متون العلوم المختلفة، وانقطع للعبادة والتدريس. وكان ورعا صواما بعيدا عن الدنيا، ارتفعت مكانته عند الحكام واهل الشام، حتى أن بعض العامة من أهل دمشق حين اشتد بغي (الاتحاديين) من رجال الترك، في خلال الحرب العامة الاولى، عرضوا عليه البيعة بالخلافة، والثورة معه، فزجرهم، وزاد في انزوائه واعتكافه. وكان يابى الافتاء ولا يرغب في التصنيف، فلم نعرف له غير رسالتين مطبوعتين: احداهما في سنده لصحيح البخاري، والثانية في شرح قصيدة (غرامي صحيح) في مصطلح الحديث: ويقول من قرأوا عليه مدة طويلة إنه ألف نحو (اربعين) كتابا، قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، ولا أعلم اين ذهبت. وفي ترجمة ضافية له، كتبها السيد محمد سعيد الحمزاوي نقيب الاشراف بدمشق، أنه، لما قامت الثورة على الاختلال الفرنسي في سورية (كان الشيخ يطوف المدن السورية، متنقلا من بلدة إلى اخرى، حاثا على الجهاد، وحاضا عليه، يقابل الثائرين، ويغذيهم برايه، وينصح لهم ابلخطط الحكيمة، فكان ابا روحيا للثورة والثائرين المجاهدين) وتوفى بدمشق.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 157