الخياط محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي، شمس الدين الخياط، ويقال له الضفدع: شاعر مجيد مكثر. مولده ووفاته في دمشق. زار مصر، ومدح (الناصر) محمد بن قلاوون. وتسلط على ابن نباتة فاكثر من معارضته ومناقضته. قال الصفدي: كان طويل النفس في الشعر، لكن لم يكن له غوص على المعاني ولا احتفال بطريقة المتاخرين ذات المباني، وكان هجوه اكثر من مدحه، وقد أهين بسبب ذلك وصفع وجرس، فانه حج سنة 755 فلم يترك في الركب من الاعيان احدا الا هجاه فشكوه إلى أمير الركب فاستحضره وأهانه وحلق لحيته وطوفه ينادى عليه، فانزعج من ذلك، وكمد، ومات عن قرب. وكانت وفاته في عودته من الحج، بارض معان (ظنا) ودفن على قارعة الطريق. وقال ابن كثير: كان حسن المحاضرة، يذاكر في شيء من التاريخ ويحفظ شعرا كثيرا، وقد اثرى من كثرة ما أخذ من الناس بسبب المديح والهجاء، وكانوا يخافونه لبذاءة لسانه. له (ديوان شعر-خ).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 153
الخياط الشاعر الدمشقي المتأخر اسمه محمد بن يوسف.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
محمد بن يوسف بن عبد الله شمس الدين، الشاعر الماهر الخياط الدمشقي الحنفي.
شاعر لا يجارى، ومكثر لا يبارى، قادر على صوغ القريض، وارتجال النظم الذي يشفى به المريض، طويل النفس إذا نظم، مديد الباع إذا رقم، ذو قصائد قد طولها، ومدائح سورها وهمه وسولها، ولم يكن له غوص على المعاني البديعة، ولا احتفال بطريق المتأخرين التي هي عليه وعلى أمثاله منيعة. ومع ذلك فكان بين فكيه مقراض للأمراض، وكنانة نبل أنفذ من السهام في الأعراض، لا يكاد يسلم أحد من هجوه، ولا ينجو طاهر الذيل من نجوه. وكان هجوه أجود من مدحه، وأوقع في النفوس لكده فيه وكدحه، ولكنه ذاق وبال هذا وأوذي أكثر مما آذى، إلا أنه كان كثير التلاوة، يلازم الصلاة في الحضارة والبداوة، وحج غير مرة، وقرن البعرة بالدرة.
وحججت أنا وهو في عام خمسة وخمسين وسبع مئة، ولما وصلنا الى معان مزق الله من الخياط عمره، وأذهب شعره وشعره، وأتاه من نايات المنايا ما بطل زمره، فدفناه على قارعة الطريق، وانكف ذاك اللسان الذي كأنه مبرد وما حمل التطريق، وجعلناه سرا مودعا من البرية في صدر، ووضعنا الشمس في الأرض ليلة البدر، فلو كان الرفاء موجودا لرثى الخياط وأبنه، ونقله بلبنه الطيب الى مقبره وجبنه.
وعلى كل حال فقد راح الى الله وأراح، وحمل كارة أهاجيه وهو كاره وقل من حمل كارة واستراح، والله يسامحه في يوم عرضه، ويعطف عليه قلب من أخذ من عرضه، حتى إنه يسامحه ويحالله، ويصادفه فيصادقه ويخالله.
وتوفي - رحمه الله تعالى - في معان، ليلة الرابع عشر من المحرم سنة ست وخمسين وسبع مئة.
وسألته عن مولده، فقال: في شهر رجب سنة ثلاث وتسعين وست مئة بدمشق.
كان في مبدأ حاله يتردد الى شمس الدين الصائغ، ويقرأ عليه، ويجتمع بالمجير الجوخي، ثم إنه تردد الى شيخنا العلامة شهاب الدين محمود، وكتب عنه كثيرا، وكان يثني عليه ويميل إليه.
ونظم في سنة عشرين وسبع مئة قصيدة جيمية مديحا في قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى وأولها:
أما ولواحظ الحدق السواج | لقد أصبحت منها غير ناجي |
قضى وما قضيت منكم لبانات | متيم عبثت فيه الصبابات |
ما شان مدحي لكم ذكر المدام ولا | أضحت جوامع لفظي وهي حانات |
ولا طرقت حمى خمارة سحرا | ولا اكتست لي بكاس الراح راحات |
وإما أسكر الجلاس من أدب | تدور منه على الأكياس كاسات |
عن منظر الروض يغنيني القريض وعن | رقص الزجاجات تلهيني الجزازات |
عشوت منها الى نور الكمال ولم | يدر على خاطري دير ومشكاة |
يا سائلي في وظيفتي عن | كنه حديثي وعن معاشي |
ما حال من لا يزال يطوي | مسافة القصر وهو ماشي |
يا شاعرا يخطئ المعاني | فيما يعاني من المعاش |
أنت شبيه الحمار عندي | مركب الجهل وهو ماش |
ما خلعة العقد على شاعرنا | يوم الهنا شقاء وعنا |
رأيته فيها وقد أرخى له | ذؤابة تبدي عليه الحزنا |
فقلت: من هذا الذي سواده | سوده بين الورى؟ قال: أنا |
نباتة كان أبي، فقلت: ما | أنبته الله نباتا حسنا |
ما خلعة ابن نباتة إلا كمن | ألقى الرياض على الكنيف المنتن |
واختص عمته بفضل ذؤابة | هي في القلوب قبيحة في الأعين |
فكأنها ذنب لكلب نابح | تحت الدجا من فرط داء مزمن |
فالله يجعلها له كفن البلى | ويكون غاية كل سوء يقتني |
حتى يقول مسير في هجوه | هذا لعمر أبيك شر مكفن |
معنى الفضائل والندى والباس لي | والسيف مشتهر بمعنى واحد |
بالنفس أضرب في نضار ذائب | والناس تضرب في حديد بارد |
قل للذي وصف الدواة وحسنها | ما جئت عن لفظي بمعنى زائد |
أسخنت عينك في نضار ذائب | وذبحت نفسك بالحديد البارد |
قصدت مصرا من ربا جلق | بهمة تجري بتجريب |
فلم أر الطرة حتى جرت | دموع عيني في المزيريب |
خلفت بالشام حبيبي وقد | يممت مصرا لعنا طارق |
والأرض قد طالت فلا تبعدي | بالله يا مصر على العاشق |
تركت لقوم طلاب الغنى | لحب الغناء ولهو الطرب |
وعندي من زهر فضة | وعندي من خندريس ذهب |
أصبحت من أغنى الورى | مستبشرا بالفرح |
عندي خمر ذهب | أكتاله بالقدح |
لم لا أكون غنيا بالخريف ولم | أحتج الى غيره في اللهو والطرب |
وكل دوحة بستان إذا عبثت | بها الصبا نثرت كوما من الذهب |
يا أهل مصر أنتم للعلا | كواكب الإحسان والفضل |
لو لم تكونوا لي سعودا لما | وافيتكم أضرب في الرمل |
كم تظهر الحسن البديع وتدعي | وبياض شكلك في النواظر مظلم |
هل تصدق الدعوى لمن في وجهه | بالذقن كذبه السواد الأعظم |
حتام شخصي بين هذا الورى | حي وفضلي عندهم ميت |
أبني بيوت الشعر في جلق | وليس يبنى لي بها بيت |
لم يجزني القاضي على قدر شعري | بل حباني مضاعف الأبيات |
فلهذا أعدها صدقات | من عطاياه لا من الصدقات |
ويلاه من ظبي له وجنة | شاماتها تلعب بالأنفس |
لو لم تكن في خده جنة | لما اكتسى بالعارض السندسي |
يا كعبة الحسن التي رميت لها | في كل قلب بالهوى جمرات |
قد تم ميقات الصدود وقصدنا | لو تم منك لوصلنا ميقات |
قد طال فكري في القريض الذي | من نفعه لست على طائل |
أمرني زورا فصرت امرأ | صاحب ديوان بلا حاصل |
يا ليت شعري أي خير يرتجى | للمعتفي من هذه الأزمان |
لو لم يكن عدم الدراهم قد بدا | ما كان صار الفلس بالميزان |
حبذا مشمش يروق لطرفي | منه حسن حديثه مشهور |
قد بلاني بحبه وهو مثلي | أصفر الجسم قلبه مكسور |
يا أيها البحر الذي في ورده | ري لقلب الحائم المتعطش |
أشكو إليك هوان شعر لم يقم | لي رخصه بغلو سعر المشمش |
يا من به ادرأ عن مهجتي | من حادث الأيام ما أختشي |
قد أقبل الصيف وما في يدي | من درهم للتوت والمشمش |
لوزي جلق شيء | يذوب قلبي عليه |
كالسلسبيل ولكن | كيف السبيل إليه |
نحن إلفان ما افتقرنا لبغض | لا ولا في اجتماعنا ما يريب |
نكتم السر بيننا في زمان | كاتم السر في بنيه غريب |
من ذا الذي ينكر فضلي وقد | فزت من الحسن بمعنى غريب |
عندي لمن يخذله دهره | نصر من الله وفتح قريب |
سر الفصاحة في كتابك ظاهر | وله ضياء الحسن عنك بديع |
وكذا الثناء المحض في أثنائه | بنوافج الذكر الجميل يضوع |
فلذاك يحفظ في الصدور لفضله | وسواه ينسى ذكره ويضيع |
لله روض في جنان جناسه | هو للقلوب وللعيون ربيع |
كم أثمرت أغصانه بفوائد | كم طاب فيها للفؤاد ولوع |
ما زال يمطره الجنان سحائبا | يضحي بها القرطاس وهو مريع |
في طيه نشر العلوم تأرجت | أرجاؤه فتعطر المجموع |
سفر عن الفضل المحقق سافر | وله على القمر المنير طلوع |
بينت فيه لنا الأصول فأينعت | لجنى العقول من الأصول فروع |
وشرعت في حل الرموز وقد حلا | للفهم في ذاك الشروع شروع |
لم يبق في علم المعاني ناطق | إلا وبان به لديك خضوع |
فابن الأثير ولو تأثل مجده | وعصى لكان لما بنيت يطيع |
سيرت أمثالا لها حكم فما | لنجومها مثل النجوم رجوع |
أعليت بنيان البديع مشيدا | ما لم يشيد للزمان بديع |
وأذبت لابن أبي الحديد جوانحا | لم تطف منها للحريق دموع |
وأدرت أفلاكا على أمثاله | أضحت تروق بحسنها وتروع |
وطعنت في ابن سنان عند خفاجة | لغة فأودت بالصدور صدوع |
وأنرت ما لا نور المصباح في | علم البيان وفي سناه لموع |
وتخلف المعتز إذ زل ابنه | وبدا بمنطقه لديك خشوع |
هذا كتاب قد كبت به العدى | فجنابه عن حاسديه منيع |
أتعبت من يسري وراءك في النهى | ومتى تساوى ظالع وضليع |
ورفعت قدر العلم حين وضعته | فتشرف الموضوع والمرفوع |
نثر حكته من الكواكب نثرة | فيها لصفحة أوجه ترصيع |
ونظام شعر دونه الشعرى وإن | أمست ومنزلها عليه رفيع |
شعر يروق طباقه وجناسه | والسبر والتقسيم والتصريع |
يسمو حبيبا بالمكارم إن بدا | ويرى الوليد لديه وهو رضيع |
أكرم بها من قواف | وبدرها وجماله |
وصدرها إن تبدى | في تاجه وجلاله |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 353
محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي الحنفي شمس الدين محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي الحنفي شمس الدين الخياط الشاعر المشهور الملقب بالضفدع ولد في شهر رجب سنة 693 وتعانى الأدب فلازم شمس الدين ابن الصائغ الدمشقي ثم تردد إلى المجد الخونجي والشهاب محمود ومدح ابن صصري في حدود سنة عشر بقصيدة أولها
أما ولواحظ الحدق السواجي | لقد أصبحت منها غير ناجي |
ما شأن مدحي لكم ذكر المدام ولا | أضحت جوامع لفظي وهي حانات |
ولا طرقت حمى ضمارة سحرا | ولا اكتست لي بكأس الراح راحات |
عن منظر الروض يغنيني القريض وعن | رقص الزجاجات تلهيني الزجاجات |
عشوت منها إلى نور الكمال ولم | يدر على خاطري دير ومشكاة |
لا يضر البحر أمسي زاخرا | إن رمى فيه غلام بحجر |
كم تظهر الحسن البديع وتدعي | وبياض وجهك في النواظر مظلم |
هل تصدق الدعوى لمن في وجهه | بالذقن كذبة السواد الأعظم |
قد طال فكري في قريضي الذي | من نفعه لست على طائل |
أمرني زيدا فصرت امرءا | صاحب ديوان بلا حاصل |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي الحنفى شمس الدين الخياط
الشاعر المشهور الملقب ضفدع ولد في رجب سنة 693 ثلاث
وتسعين وستمائة وتعانى الأدب فلازم شمس الدين بن الصانع الدمشقي ثم تردد إلى الشهاب محمود ومدح ابن صصري بقصيدة أولها
أما ولواحظ الحدق السواجي | لقد أصبحت منها غير ناجي |
ما شاب مدحي لكم ذكر المدام ولا | أضحت جوامع لفظي وهي حانات |
ولا طرقت حمى خمارة سحرا | ولا اكتست لي بكاس الراح راحات |
كم تظهر الحسن البديع وتدعي | وبياض وجهك في النواظر مظلم |
هل يصدق الدعوى لمن في وجهه | بالذقن كذبه السواد الأعظم |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 286