أبو حيان النحوي محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حيان الغرناطي الاندلسي الجياني، النفزي، اثير الدين، ابو حيان: من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات. ولد في احدى جهات غرناطة، ورحل إلى مالقة. وتنقل إلى أن اقام بالقاهرة وتوفى فيها، بعد ام كف بصره. واشتهرت تصانيفه في حياته وقرئت عليه. من كتبه (البحر المحيط - ط) في تفسير القرآن، ثماني مجلدات و (النهر-ط) اختصر به البحر المحيط، و (مجاني العصر) في تراجم رجال عصره، ذكره ابن حجر في مقدمة الدرر وقال انه نقل عنه، ولم يذكره في ترجمة ابي حيان، و (طبقات نحاة الاندلس) و (زهو الملك في نحو الترك) و (الادراك للسان الاتراك-ط) و (منطق الخرس في لسان الفرس) و (نور الغبش في لسان الحبش) و (تحفة الاريب-ط) في غريب القرآن، و (منهج السالك في الكلام على الفية ابن مالك) و (التذييل والتكميل-خ) في شرح التسهيل لابن مالك، نحو، و (عقد اللآلي-خ) في القراآت، و (الحلل الحالية في اسانيد القرآن العالية) و (التقريب-خ) بخطه، و (المبدع-خ) في التصريف، و (النصار) مجلد ضخم ترجم به نفسه وكثيرا من اشياخه، و (ارتشاف الضرب من لسان العرب-خ) و (اللمحة البدرية في علم العربية-خ) وله شعر.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 152

أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي ابن يوسف بن حيان المقري الأثري الغرناطي
في الجزء الأول من كتاب نفح الطيب: قال الفاضل كمال الدين الأدفوي: وجرى على مذهب كثير من النحويين في تعصيبه للإمام علي التعصب المتين قال: حكى لي أنه قال لقاضي القضاء ابن جماعة أن عليا عهد إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أتراه ما صدق في هذا فقال صدق فالذين سلوا السيوف في وجهه يبغضونه أو يحبونه

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 101

العلامة أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الشيخ الإمام الحافظ العلامة فريد العصر وشيخ الزمان وإمام النحاة أثير الدين أبو حيان الغرناطي، قرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث بجزيرة الأندلس وبلاد إفريقية وثغر الإسكندرية وديار مصر والحجاز، وحصل الإجازات من الشام والعراق وغير ذلك واجتهد وطلب وحصل وكتب وقيد ولم أر في أشياخي أكثر اشتغالا منه لأني لم أره إلا يسمع أو يشتغل أو يكتب ولم أره على غير ذلك، وله إقبال على الطلبة الأذكياء وعنده تعظيم لهم، نظم ونثر وله الموشحات البديعة وهو ثبت فيما ينقله محرر لما يقوله عارف باللغة ضابط لألفاظها، وأما النحو والتصريف فهو إمام الدنيا فيهما لم يذكر معه في أقطار الأرض غيره في العربية، وله اليد الطولى في التفسير والحديث والشروط والفروع وتراجم الناس وطبقاتهم وتواريخهم وحوادثهم خصوصا المغاربة وتقييد أسمائهم على ما يتلفظون به من إمالة وترخيم وترقيق وتفخيم لأنهم مجاورو بلاد الفرنج وأسماؤهم قريبة وألقابهم كذلك، كل ذلك قد جوده وقيده وحرره، والشيخ شمس الدين الذهبي له سؤالات سأله عنها فيما يتعلق بالمغاربة وأجابه عنها، وله التصانيف التي سارت وطارت وانتشرت وما انتثرت وقرئت ودريت ونسخت وما فسخت، أخملت كتب الأقدمين وألهت المقيمين بمصر والقادمين، وقرأ الناس عليه وصاروا أئمة وأشياخا في حياته، وهو الذي جسر الناس على مصنفات الشيخ جمال الدين ابن مالك رحمه الله ورغبهم في قراءتها وشرح لهم غامضها وخاض بهم لججها وفتح لهم مقفلها، وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب رحمه الله تعالى: هذه نحو الفقهاء، والتزم أن لا يقرئ أحدا إلا إن كان في سيبويه أو في التسهيل لابن مالك أو في تصانيفه، ولما قدم البلاد لازم الشيخ بهاء الدين ابن النحاس رحمه الله كثيرا وأخذ عنه كتب الأدب، وهو شيخ حسن العمة مليح الوجه ظاهر اللون مشربا حمرة منور الشيبة كبير اللحية مسترسل الشعر فيها لم تكن كثة، عبارته فصيحة لغة الأندلس يعقد القاف قريبا من الكاف على أنه ينطق بها في القرآن فصيحة وسمعته يقول: ما في هذه البلاد من يعقد حرف القاف، وكان له خصوصية بالأمير سيف الدين أرغون الدوادار الناصري نائب السلطان بالممالك الإسلامية ينبسط معه ويبيت عنده، ولما توفيت ابنته نضار طلع إلى السلطان الملك الناصر وسأل منه أن يدفنها في بيتها داخل القاهرة فأذن له في ذلك وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى، وكان أولا يرى رأي الظاهرية ثم إنه تمذهب للشافعي رضي الله عنه، وتولى تدريس التفسير بالقبة المنصورية والإقراء بالجامع الأقمر، وقرأت عليه الأشعار الستة والمقامات الحريرية وحضرها جماعة من أفاضل الديار المصرية وسمعوها بقراءتي عليه وكان بيده نسخة صحيحة يثق بها وبيد الجماعة قريب من اثنتي عشرة نسخة وإحداهن بخط الحريري ووقع منه ومن الجماعة في أثناء القراءة فوائد ومباحث عديدة وقال: لم أر بعد ابن دقيق العيد أفصح من قراءتك، ولما وصلت المقامة التي أورد الحريري فيها الأحاجي قال: ما أعرف مفهوم الأحجية المصطلح عليها بين أهل الأدب، فأخذت في إيضاح ذلك وضرب الأمثلة له فقال لي: لا تتعب معي فإني تعبت مع نفسي في معرفة ذلك كثيرا وما أفاد ولا ظهر لي، وهذا في غاية الإنصاف منه والعدالة لاعترافه لي في ذلك الجمع وهم يسمعون كلامه بمثل ذلك. وقرأت عليه أيضا سقط الزند لأبي العلاء وقرأت عليه بعض الحماسة لأبي تمام الطائي ومقصورة ابن دريد وغير ذلك، وسمعت من لفظه كتاب تلخيص العبارات بلطيف الإشارات في القراءات السبع لابن بليمة وسمعت عليه كتاب الفصيح لثعلب بقراءة القاضي شهاب الدين ابن فضل الله بالقاهرة، وسمعت من لفظه خطبة كتابه المسمى ب ارتشاف الضرب من لسان العرب، وانتقيت ديوانه وكتبته وسمعته منه، وسمعت من لفظه ما اخترته من كتابه مجاني الهصر وغير ذلك، أنشدني من لفظه لنفسه:

وأنشدني أيضا في صفات الحروف:
وأنشدني أيضا لنفسه:
وأنشدني أيضا لنفسه:
وأنشدني أيضا لنفسه:
أنشدني أيضا لنفسه موشحة:
وأنشدني من لفظه أيضا لنفسه يعارض شمس الدين محمد بن العفيف التلمساني:
والموشحة التي لشمس الدين محمد التلمساني في هذا الوزن هي:
وتوجه الشيخ أثير الدين أبو حيان يوما لزيارة الشيخ صدر الدين ابن الوكيل فلم يجده في منزله فكتب بالجبس على عادة المصريين: حضر أبو حيان، وكانت الكتابة على مصراع الباب، فلما حضر الشيخ صدر الدين رأى اسم الشيخ وكتب إليه:
وفيه يقول القاضي محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر وقد سمعه يتكلم في مسألة أصولية نقلت ذلك من خط محيي الدين وأنشدنيه أثير الدين من لفظه:
وأنشدني من لفظه لنفسه القصيدة الدالية التي نظمها في مدح النحو والخليل وسيبويه ثم خرج منها إلى مديح صاحب غرناطة وغيره من أشياخه وأولها:
وهي تزيد على المائة بيت قصيدة مليحة، حكي لي أن الشيخ أثير الدين نظمها وهو ضعيف وتوجه إليه جماعة يعودونه فيهم شمس الدين ابن دانيال فأنشدهم الشيخ القصيدة المذكورة فلما فرغت قال ابن دانيال: يا جماعة وأخبركم أن الشيخ عوفي وما بقي به بأس لأنه لم يبق عنده فضلة، قوموا بنا بسم الله. وأنشدني الشيخ أثير الدين لنفسه قصيدته السينية التي أولها:
وهي قصيدة مليحة تلعب فيها بفنون الكلام تقارب المائة، وأنشدني لنفسه إجازة:
وأنشدني من لفظه لنفسه في مليح أحدب:
أنشدني من لفظه لنفسه في مليح أسود:
وأنشدني لنفسه إجازة ومن خطه نقلت:
وأنشدني لنفسه:
وأنشدني لنفسه إجازة ومن خطه نقلت:
وأنشدني لنفسه إجازة في مليح أبرص ومن خطه نقلت:
وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت:
وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت في نوتي:
وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت في فحام:
وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت في مليح أعمى:
وأنشدني إجازة لنفسه ومن خطه نقلت:
وكتبت له أستدعي إجازته بما صورته:
المسؤول من إحسان سيدنا الشيخ الإمام العالم العامل العلامة لسان العرب، ترجمان الأدب، جامع الفضائل، عمدة وسائل السائل، حجة المقلدين، زين المقلدين، قطب المولين، أفضل الآخرين، وارث علوم الأولين، صاحب اليد الطولى في كل مقام ضيق، والتصانيف التي تأخذ بمجامع القلوب فكل ذي لب إليها شيق، والمباحث التي أثارت الأدلة الراجحة من مكامن أماكنها، وقنصت أوابدها الجامحة من مواطئ مواطنها، كشاف معضلات الأوائل، سباق غايات قصر عن شأوها سحبان وائل، فارع هضبات البلاغة في اجتلاء اجتلابها وهي في مرقى مرقدها، سالب تيجان الفصاحة في اقتضاء اقتعابها من فرق فرقدها، حتى أبرز كلامه جنان فضل جنان من بعده عن الدخول إليها جبان، وأتى ببراهين وجوه حورها لم يطمثهن إنس قبله ولا جان، وأبدع خمائل نظم ونثر لا تصل إلى أفنان فنونها يد جان، أثير الدين أبي حيان محمد:
إجازة كاتب هذه الأحرف ما رواه -فسح الله في مدته- من المسانيد والمصنفات والسنن والمجاميع الحديثية، والتصانيف الأدبية، نظما ونثرا إلى غير ذلك من أصناف العلوم على اختلاف أوضاعها، وتباين أجناسها وأنواعها، مما تلقاه ببلاد الأندلس وإفريقية، والإسكندرية والديار المصرية، والبلاد الحجازية، وغيرها من البلدان بقراءة أو سماع أو منازلة أو إجازة خاصة أو عامة كيف ما تأدى ذلك إليه، وإجازة ما له -أدام الله إفادته- من التصانيف في تفسير القرآن العظيم والعلوم الحديثية والأدبية وغيرها وما له من نظم ونثر إجازة خاصة وأن يثبت بخطه تصانيفه إلى حين هذا التاريخ وأن يجيزه إجازة عامة لما يتجدد له من بعد ذلك على رأي من يراه ويجوزه منعما متفضلا إن شاء الله تعالى.
فكتب الجواب بما صورته:
أعزك الله ظننت بالإنسان جميلا فغاليت، وأبديت من الإحسان جزيلا وما باليت، وصفت من هو القتام يظنه الناظر سماء، والسراب يحسبه الظمآن ماء، يا ابن الكرام وأنت أبصر من يشيم، أمع الروض النضير يرعى الهشيم، أما أغنتك فواضلك وفضائلك، ومعارفك وعوارفك، عن نغبة من دأماء، وتربة من يهماء، لقد تبلجت المهارق من نور صفحاتك، وتأرجت الأكوان من أريج نفخاتك، ولأنت أعرف بمن تقصد للدرايه، وأنقذ بمن تعتمد عليه في الروايه، لكنك أردت أن تكسو من مطارفك، وتتفضل بتالدك وطارفك، وتجلو الخامل في منصة النباهه، وتنقذه من لكن الفهاهه، فتشيد له ذكرا، وتعلي له قدرا، ولم يمكنه إلا إسعافك فيما طلبت، وإجابتك فيما إليه ندبت، فإن المالك لا يعصى، والمتفضل المحسن لا يقصى، وقد أجزت لك -أيدك الله- جميع ما رويته عن أشياخي بجزيرة الأندلس وبلاد إفريقية وديار مصر والحجاز وغير ذلك بقراءة وسماع ومناولة وإجازة بمشافهة وكتابة ووجادة، وجميع ما أجيز لي أن أرويه بالشام والعراق وغير ذلك، وجميع ما صنفته واختصرته وجمعته وأنشأته نثرا ونظما، وجميع ما سألت في هذا الاستدعاء، فمن مروياتي الكتاب العزيز قرأته بقراءات السبعة على جماعة من أعلاهم الشيخ المسند المعمر فخر الدين أبو الظاهر إسماعيل بن هبة الله بن علي بن هبة الله المصري ابن المليجي آخر من روى القرآن بالتلاوة عن أبي الجود، والكتب الستة والموطأ ومسند عبد ومسند الدارمي ومسند الشافعي ومسند الطيالسي والمعجم الكبير للطبراني والمعجم الصغير له وسنن الدارقطني وغير ذلك، وأما الأجزاء فكثيرة جدا، ومن كتب النحو والآداب فأروي بالقراءة كتاب سيبويه والإيضاح والتكملة والمفصل وجمل الزجاجي وغير ذلك والأشعار الستة والحماسة وديوان حبيب وديوان المتنبي وديوان المعري.
وأما شيوخي الذين رويت عنهم بالسماع أو القراءة فهم كثير وأذكر الآن جملة من عواليهم فمنهم القاضي أبو علي الحسن بن عبد العزيز بن أبي الأحوص القرشي، والمقرئ أبو جعفر أحمد بن سعد بن أحمد بن بشير الأنصاري، وإسحاق بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الملك بن درباس، وأبو بكر بن عباس بن يحيى بن غريب البغداذي القواس، وصفي الدين الحسين بن أبي المنصور ظافر الخزرجي، وأبو الحسين محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري، ووجيه الدين محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأزدي ابن الدهان، وقطب الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن القسطلاني، ورضي الدين محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الشاطبي اللغوي، ونجيب الدين محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد الهمذاني، ومحمد بن مكي بن أبي القاسم بن حامد الأصبهاني الصفار، ومحمد بن عمر بن محمد بن علي السعدي الضرير ابن الفارض، وزين الدين أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي، ومحمد بن إبراهيم بن ترجم بن حازم المازني، ومحمد بن الحسين بن الحسن بن إبراهيم الداري ابن الخليلي، ومحمد بن عبد المنعم بن محمد بن يوسف الأنصاري ابن الخيمي، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر العنسي عرف بابن النن، وعبد الله بن محمد بن هرون بن محمد بن عبد العزيز الطائي القرطبي، وعبد الله بن نصر الله بن أحمد بن رسلان بن فتيان بن كامل الخزمي، وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي، وعبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن يوسف بن خطيب المزة، وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العلي المصري السكري، وعبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني، وعبد العزيز بن عبد القادر بن إسماعيل الفيالي الصالحي الكتاني، وعبد المعطي بن عبد الكريم ابن أبي المكارم بن منجى الخزرجي، وعلي بن صالح بن أبي علي بن يحيى بن إسماعيل الحسيني البهنسي المجاور، وعازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب الحلاوي، والفضل بن علي بن نضر بن عبد الله بن الحسين بن رواحة الخزرجي، ويوسف بن إسحاق بن أبي بكر الطبري المكي، واليسر بن عبد الله بن محمد بن خلف بن اليسر القشيري، ومؤنسة بنت السلطان الملك العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي، وشامية بنت الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن محمد التيمية، وزينب بنت عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي البغداذي.
وممن كتبت عنهم من مشاهير الأدباء: أبو الحكم مالك بن عبد الرحمن بن علي بن الفرح المالقي ابن المرحل، وأبو الحسن حازم بن محمد بن حازم الأنصاري القرطاجني، وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الله الهذلي التطيلي، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن زنون المالقي، وأبو عبد الله محمد بن عمر بن جبير الجلياني العكي المالقي، وأبو الحسين يحيى بن عبد العظيم بن يحيى الأنصاري الجزار، وأبو عمرو عثمان بن سعيد بن عبد الرحمن بن تولو القرشي، وأبو حفص عمر بن محمد بن أبي علي الحسن المصري الوراق، وأبو الربيع سليمان بن علي بن عبد الله بن ياتيبن الكومي التلمساني، وأبو العباس أحمد بن أبي الفتح نصر الله بن باتكين القاهري، وأبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن الصنهاجي البوصيري، وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم العزازي.
وممن أخذت عنه من النحاة: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخشني الأبذي، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف الكتامي ابن الضائع، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن الزبير الثقفي، وأبو جعفر أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الفهري اللبلي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن نصر الحلبي ابن النحاس.
وممن لقيت من الظاهرية أبو العباس أحمد بن علي بن خالص الأنصاري الإشبيلي الزاهد، وأبو الفضل محمد بن محمد بن سعدون الفهري الشنتمري، وجملة الذين سمعت منهم نحو من أربع مائة شخص وخمسين، وأما الذين أجازوني فعالم كثير جدا من أهل غرناطة ومالقة وسبتة وديار إفريقية وديار مصر والحجاز والعراق والشام.
وأما ما صنفت فمن ذلك: البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم، إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب، كتاب الأسفار الملخص من كتاب الصفار شرحا لكتاب سيبويه، كتاب التجريد لأحكام سيبويه، كتاب التذييل والتكميل في شرح التسهيل، كتاب التنخيل الملخص من شرح التسهيل، كتاب التذكرة، كتاب المبدع في التصريف، كتاب الموفور، كتاب التقريب، كتاب التدريب، كتاب غاية الإحسان، كتاب النكت الحسان، كتاب الشذا في مسألة كذا، كتاب الفصل في أحكام الفصل، كتاب اللمحة، كتاب الشذرة، كتاب الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء، كتاب عقد اللآلي، كتاب نكت الأمالي، كتاب النافع في قراءة نافع، الأثير في قراءة ابن كثير، المورد الغمر في قراءة أبي عمرو، الروض الباسم في قراءة عاصم، المزن الهامر في قراءة ابن عامر، الرمزة في قراءة حمزة، تقريب النائي في قراءة الكسائي، غاية المطلوب في قراءة يعقوب، المطلوب في قراءة يعقوب قصيدة، النير الجلي في قراءة زيد بن علي، الوهاج في اختصار المنهاج، الأنوار الأجلي في اختصار المجلي، الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية، كتاب الإعلام بأركان الإسلام، نثر الزهر ونظم الزهر، قطر الحبي في جواب أسئلة الذهبي، فهرست مسموعاتي، نوافث السحر في دمائث الشعر، تحفة الندس في نحاة الأندلس، الأبيات الوافية في علم القافية، جزء في الحديث، مشيخة ابن أبي منصور، كتاب الإدراك للسان الأتراك، زهو الملك في نحو الترك، نفحة المسك في سيرة الترك، كتاب الأفعال في لسان الترك، منطق الخرس في لسان الفرس.
ومما لم يكمل تصنيفه: كتاب مسلك الرشد في تجريد مسائل نهاية ابن رشد، كتاب منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، نهاية الإغراب في علمي التصريف والإعراب رجز، مجاني الهصر في آداب وتواريخ لأهل العصر، خلاصة التبيان في علمي البديع والبيان رجز، نور الغبش في لسان الحبش، المخبور في لسان اليخمور.
قاله وكتبه أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، ومولدي بغرناطة في أخريات شوال سنة أربع وخمسين وست مائة تمت.
وتوفي رحمه الله تعالى في ثامن عشري صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وصلي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب في شهر ربيع الأول وقلت أنا في رثائه:
محمد بن يوسف بن عبد الغني بن ترشك -بالتاء ثالثة الحروف والراء وشين معجمة وبعدها كاف- الشيخ تاج الدين المقرئ الصوفي البغداذي، مولده ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة ثمان وستين وست مائة ببغداذ، حفظ القرآن العظيم في صباه بالروايات وأقرأه، وسمع الكثير من ابن حصين ومن في طبقته وإجازاته عالية وروى وحدث، وسمع منه خلق ببغداذ وبدمشق وبغيرهما من البلاد، وكان ذا سمت حسن وخلق طاهر ونفس عفيفة رضية وصوت مطرب إلى الغاية، وقدم الشام مرارا وحدث وحج غير مرة ثم عاد إلى بلده، وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمسين وسبع مائة وقد أضر بأخرة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0

أثير الدين أبو حيان النحوي هو محمد بن يوسف.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0

أبو حيان النحوي أبو حيان أثير الدين النحوي المتأخر. اسمه محمد بن يوسف، تقدم ذكره في المحمدين فليطلب هناك.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0

محمد بن يوسف بن علي ابن يوسف بن حيان، الشيخ الإمام العالم العلامة الفريد الكامل، حجة العرب، مالك أزمة الأدب، أثير الدين أبو حيان الأندلسي الجبائي الجياني، بالجيم والياء آخر الحروف مشددة، وبعد الألف نون.
كان أمير المؤمنين في النحو، والشمس السافرة شتاء في يوم الصحو، والمتصرف في هذا العلم، فإليه الإثبات والمحو، لو عاصر أئمة البصرة لبصرهم، وأهل الكوفة لكف عنهم اتباعهم الشواذ وحذرهم، نزل منه كتاب سيبويه في وطنه بعد أن كان طريدا، وأصبح به التسهيل بعد تعقيده مفيدا، وجعل سرحة شرحه وجنة راقت النواظر توريدا. ملأ الزمان تصانيف، وأمال عنق الأيام بالتواليف. تخرج به أئمة هذا الفن، وروق لهم في عصره منه سلافة الدن، فلو رآه يونس بن حبيب لكان بغيضا غير محبب، أو عيسى بن عمر لأصبح من تقعيره وهو محدب، أو الخليل لكان بعينه قذاه، أو سيبويه لما تردى من مسألته الزنبورية برداه، أو الكسائي لأعراه حلة جاهه عند الرشيد وأناسه، أو الفراء لفر منه ولم يقتسم ولد المأمون تقديم مداسه، أو الزيدي لأظهر نقصه من مكامنه، أو الأخفض لأخفى جملة من محاسنه، أو أبو عبيدة لما تركه ينصب لشعب الشعوبية، أو أبو عمرو لشغله بتحقيق اسمه دون التعلق بعربية، أو السكري لما راق كلامه في المعاني ولا حلا، أو المازني لما زانه قوله:
#إن مصابكم رجلا أو قطرب لما دب في العربية ولا درج، أو ثعلب لاستكن بمكره في وكره وما خرج، أو المبرد لأصبحت قواه مفترة، أو الزجاج لأمست قواريره مكسرة، أو ابن الوزان لعدم نقده، أو الثمانيني لما تجاوز حده، أو ابن بابشاذ لعلم أن قياسه ما اطرد، أو ابن دريد ما بلع ريقه ولا ازدرد، أو ابن قتيبة لأضاع رحله، أو ابن السراج لمشاه إذا رأى وحله، أو ابن الخشاب لأضرم فيه نارا ولم يجد معها نورا، أو ابن الخباز لما سجر له تنورا، أو ابن القواس لما أغرق في نزعه، أو ابن يعيش لأوقعه في نزعة، أو ابن خروف لما وجد له مرعى، أو ابن إياز لما وجد لإوازه وقعا، أو ابن الطراوة لم يكن نحوه طريا، أو الدباج لكان من حلته الرائقة عريا.
وعلى الجملة فكان إمام النحاة في عصره شرقا وغربا، وفريد هذا الفن الفذ بعدا وقربا، وفيه قلت:

خدم هذا العلم مدة تقارب الثمانين، وسلك من غرائبه وغوامضه طرقا متشعبة الأفنانين.
ولم يزل على حاله الى أن دخل في خبر كان، وتبدلت حركاته بالإسكان.
وتوفي - رحمه الله تعالى - بمنزله خارج باب البحر بالقاهرة، في يوم السبت بعد العصر، الثامن والعشرين من صفر سنة خمس وأربعين وسبع مئة، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية خارج باب النصر، وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب في شهر ربيع الآخر.
ومولده بمدينة مطخشارش في أخريات شوال سنة أربع وخسين وست مئة.
وقلت أنا أرثيه - رحمه الله تعالى:
وكان قد قرأ القرآن على الخطيب أبي محمد عبد الحق بن علي بن عبد الله نحوا من عشرين ختمة، إفرادا وجمعا، ثم على الخطيب الحافظ أبي جعفر أحمد الغرناطي المعروف بالطباع بغرناطة، ثم قرأ السبعة الى آخر سورة الحجر على الخطيب الحافظ أبي علي الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص بمالقة.
ثم إنه قدم الإسكندرية، وقرأ القراءات على عبد النصير بن علي بن يحيى المريوطي.
ثم قدم مصر فقرأ بها القراءات على أبي الطاهر إسماعيل بن هبة الله المليجي، وسمع الكثير على الجم الغفير بجزيرة الأندلس وبلاد إفريقية والإسكندرية، وبادر مصر والحجاز، وحصل الإجازات من الشام والعراق وغير ذلك، واجتهد في طلب التحصيل والتقييد والكتابة، ولم أر في أشياخي أكثر اشتغالا منه، لأني لم أره قط إلا يسمع أو يشتغل أو يكتب، ولم أره على غير ذلك. وله إقبال على الطلبة الأذكياء، وعنده تعظيم لهم، ونظم ونثر، وله الموشحات البديعة.
وهو ثبت فيما ينقله، محرر لما يقوله، عارف باللغة، ضابط لألفاظها.
وأما النحو والتصريف، فهو إمام الناس كلهم فيهما، لم يذكر معه في أقطار الأرض غيره في حياته.
وله اليد الطولى في التفسير والحديث والشروط والفروع وتراجم الناس وطبقاتهم وحوادثهم، خصوصا المغاربة، وتقييد أسمائهم على ما يتلفظون به من إمالة وترقيق وتفخيم، لأنهم يجاورون بلاد الإفرنج، وأسماؤهم قريبة من لغاتهم، وألقابهم كذلك، وقيده وحرره، وسأله شيخنا الذهبي أسئلة فيما يتعلق بذلك، وأجابه عنها.
وله التصانيف التي سارت وطارت وانتشرت وما انتثرت، وقرئت ودريت، ونسخت وما فسخت، أخملت كتب الأقدمين، وألهمت المقيمين بمصر والقادمين، وقرأ الناس عليه، وصاروا أئمة وأشياخا في حياته، وهو الذي جسر الناس على مصنفات ابن مالك - رحمه الله تعالى - ورغبهم في قراءتها، وشرح لهم غامضها، وخاض بهم لججها، وفتح لهم مقفلها. وكان يقول عن مقدمة ابن الجاجب: هذه نحو الفقهاء.
وكان التزم أن لا يقرئ أحدا إلا إن كان في كتاب سيبوية أو في التسهيل لابن مالك أو في تصانيفه، ولما قدم من البلاد لازم الشيخ بهاء الدين - رحمه الله - كثيرا، وأخذ عنه كتب الأدب.
وكان شيخا حسن العمة، مليح الوجه، ظاهر اللون مشربا حمرة، منور الشيبة، كبير اللحية مسترسل الشعر فيها، لم تكن كثة. عبارته فصيحة بلغة الأندلس، يعقد القاف قريبا من الكاف على أنه لا ينطق بها في القرآن إلا فصيحة. وسمعته يقول: ما في هذه البلاد من يعقد حرف القاف.
وكانت له خصوصية بالأمير سيف الدين أرغون كافل الممالك، ينبسط معه، ويبيت عنده في قلعة الجبل. ولما توفيت ابنته نضار طلع الى السلطان الملك الناصر محمد، وسأل منه أن يدفنها في بيته داخل القاهرة في البرقية، فأذن له في ذلك، سيأتي ذكرها - إن شاء الله تعالى.
وكان أولا يرى رأي الظاهرية، ثم إنه تمذهب للشافعي - رضي الله عنه - بحث على الشيخ علم الدين العراقي المحرر للرافعي، ومختصر المنهاج للنووي، وحفظ المنهاج إلا يسيرا، وقرأ أصول الفقه على أستاذه أبي جعفر بن الزبير، بحث عليه من الإشارة للباجي ومن المستصفى للغزالي، وعلى الخطيب أبي الحسن ابن فصيلة، وعلى الشيخ علم الدين العراقي، وعلى الشيخ شمس الدين الأصبهاني، وعلى الشيخ علاء الدين الباجي. وقرأ أشياء من أصول الدين على شيخه ابن الزبير، وقرأ عليه شيئا من المنطق، وقرأ شيئا من المنطق على بدر الدين محمد بن سلطان البغدادي، وقرأ عليه شيئا من الإرشاد للعميدي في الخلاف. ولكنه برع في النحو، وانتهت إليه الرئاسة والمشيخة فيه، وكان خاليا من الفلسفة والاعتزال والتجسيم، وكان أولا يعتقد في الشيخ ابن تيمية، وامتدحه بقصيدة، ثم إنه انحرف عنه لما وقف على كتاب العرش له.
قال الفاضل كمال الدين الأدفوي: وجرى على مذهب كثير من النحويين في تعصبه للإما علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - التعصب المتين قال: حكي لي أنه قال لقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة إن عليا - رضي الله عنه - عهد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق أتراه ما صدق في هذا؟ فقال: صدق، قال: فقلت له: فالذين سلوا السيوف في وجهه، يبغضونه أو يحبونه؟ وغير ذلك.
قال: كان سيئ الظن بالناس كافة، فإذا نقل له عن أحد خير لا يتكيف به وإذا كان شرا يتكيف به ويبني عليه، حتى ممن هو عنده مجروح، فيقع في ذم من هو بألسنة العالم ممدوح، وبسبب ذلك وقع في نفس جمع كثير منه ألم كثير. انتهى.
قلت: أنا لم أسمع منه في حق أحد من الأحياء والأموات إلا خيرا، وما كنت أنقم عليه شيئا إلا ما كان يبلغني عنه من الحط على الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، على أنني ما سمعت في حقه شيئا، نعم سمعته كان لا يثق بهؤلاء الذين يدعون الصلاح، حتى قلت له يوما: يا سيدي، فكيف نعمل في الشيخ أبي مدين؟ فقال: هو رجل مسلم دين، وإلا ما كان يطير في الهواء، ويصلي الصلوات في مكة كما يدعي فيه هؤلاء الأغمار.
وكان فيه - رحمه الله تعالى - خشوع، يبكي إذا سمع القرآن، ويجري دمعه عند سماع الأشعار الغزلية. وقال كمال الدين المذكور، قال لي: إذا قرأت أشعار العشق أميل إليها، وكذلك أشعار الشجاعة تستميلني، وغيرهما، إلا أشعار الكرم ما تؤثر في، انتهى.
قلت: كان يفتخر بالبخل كما يفتخر غيره بالكرم، وكان يقول لي: أوصيك احفظ دراهمك، ويقال عنك بخيل ولا تحتج الى السفل.
وأنشدني من لفظه لنفسه:
قلت: والذي أراه فيه أنه طال عمره وتغرب، وورد البلاد، ولا شيء معه، وتعب حت حصل المناصب تعبا كثيرا، وكان قد جرب الناس، وحلب أشطر الدهر، ومرت به حوادث، فاستعمل الحزم، وسمعته غير مرة يقول: يكفي الفقير في مصر أربعة أفلس، يشتري له طلمة بايتة بفلسين، ويشتري له بفلس ربيبا وبفلس كوز ماء، ويشتري ثاني يوم ليمونا بفلس يأكل به الخبز. وكان يعيب علي مشتري الكتب، ويقول: الله يرزقك عقلا تعيش به، أنا أي كتاب أردته استعرته من خزائن الأوقاف، وإذا أردت من أحد أن يعيرني دراهم ما أجد ذلك.
وأنشدني له بإجازة:
وأنشدني له من أبيات:
ومن حزمه قوله - رحمه الله تعالى:
وقد مدحه كثير من الشعراء والكبار الفضلاء، فمنهم القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر:
وكان قد جاء يوما الى بيت الشيخ صدر الدين بن الوكيل فلم يجده، فكتب بالجص على مصراع الباب، فلما رأى ابن الوكيل ذلك قال:
ومدحه شرف الدين بن الوحيد بقصيدة مطولة، أولها:
ومدحه نجم الدين إسحاق بن ألمى التركي، وسأله تكملة شرح التسهيل، وأرسلها إليه من دمشق، وأولها:
منها:
ومدحه مجير الدين عمر بن اللمطي بقصيدة، أولها:
ومدحه نجم الدين يحيى الإسكندري بقصيد، أولها:
ومدحه نجم الدين الطوفي بقصيدتين، أول الأولى:
وأول الثانية:
ومدحه بهاء الدين محمد بن شهاب الدين الخيمي بقصيدة، أولها:
ومدحه القاضي ناصر الدين شافع بقصيدة، أولها:
ومدحه جماعة آخرون، يطول ذكرهم.
وكتبت أنا إليه من الرحبة في سنة تسع وعشرين وسبع مئة:
يقبل الأرض وينهي ما هو عليه من الأشواق التي برحت بألمها، وأجرت الدموع دما، وهذا الطرس الأحمر يشهد بدمها، وأربت بسحها على السحائب، وأين دوام هذه من ديمها، وفرقت الأوصال على السقم لوجود عدمها:
ويذكر ولاءه الذي تسجع به في الروض الحمائم، ويسير تحت لوائه مسير الرياح بين الغمائم، وثناؤه الذي يتضوع كالزهر الكمائم، ويتنسم تنسم هامات الربا إذا لبست من الربيع ملونات العمائم.
فكتب هو الجواب عن ذلك، ولكنه عدم مني.
وأنشدته يوما لنفسي:
وأنشدني هو من لفظه لنفسه:
وأنشدني في مليح نوتي:
وأنشدته أنا لنفسي:
وأنشدته أنا لنفسي أيضا:
فأعجباه - رحمه الله - وزهزه لهما.
وأنشدني هو لنفسه في مليح أحدب:
فأنشدته أنا في ذلك لنفسي:
وأنشدني من لفظه في مليح أعمى:
وأنشدته أنا لنفسي في ذلك:
وأنشدته أيضا لنفسي في ذلك:
وكتبت إليه استدعاء، وهو:
المسؤول من إحسان سيدنا الإمام العلامة لسان العرب، ترجمان الأدب، جامع الفضائل، عمدة وسائل السائل، حجة المقلدين، زين المقلدين، قطب المولين، أفضل الآخرين، وارث علوم الأولين، صاحب اليد الطولى في كل مكان ضيق، والتصانيف التي تأخذ بمجامع القلب، فكل ذي لب إليها شيق، والمباحث التي أثارت الأدلة الراجحة من مكامن أماكنها، وقنصت أوابدها الجامحة من مواطئ مواطنها، كشاف معضلات الأوائل، سباق غايات قصر عن شأوها سحبان وائل، فارع هضبات البلاغة في اجتلاء اجتلابها وهي في مرقى مرقدها، سالب تيجان الفصاحة في اقتضاء اقتضابها من فرق فرقدها، حتى أبرز كلامه جنان فضل جنان من بعده عن الدخول إليها جبان، وأتى ببراهين وجوه حورها ’’لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان’’ وأبدع خمائل نظم ونثر، لا تصل الى أفنان فنونها يد جان، أثير الدين أبي حيان محمد:
إجازة كاتب هذه الأحراف ما رواه - فسح الله في مدته - من المسانيد والمصنفات والسنن والمجاميع الحديثية والتصانيف الأدبية، نظما ونثرا الى غير ذلك من أصناف العلوم على اختلاف أوضاعها، وتباين أجناسها وأنواعها، مما تلقاه ببلاد الأندلس وإفريقية والإسكندرية والديار المصرية والبلاد الحجازية وغيرها من البلدان، بقراءة أو سماع أو مناولة أو إجازة خاصة أو عامة، كيف ما تأدى إليه، وإجازة ما له أدام الله إفادته من التصانيف في تفسير القرآن العظيم والعلوم الحديثية والأدبية وغيرها، وما له من نظم ونثر، إجازة خاصة، وأن يثبت بخطه تصانيفه الى حين هذا التاريخ، وأن يجيزه إجازة عامة لما يتجدد له من بعد ذلك على رأي من يراه ويجوزه، منعما متفضلا إن شاء الله تعالى.
فكتب الجواب هو - رحمه الله تعالى:
أعزك الله ظننت بالإنسان جميلا فغاليت، وأبديت من الإحسان جزيلا وما باليت، وصفت من هو القتام يظنه الناظر سماء، والسراب يحسبه الظمآن ماء، يا بن الكرام وأنت أبصر من يشيم، أمع الروض النضير يرعى الهشيم، أما أغنتم فواضلك وفضائلك، ومعارفك وعوارفك، عن نغبة من دأماء، وتربة من يهماء، لقد تبلجت المهارق من نور صفحاتك، وتأرجت الأكوان من أريج نفحاتك، ولأنت أعرف بمن يقصد للدراية، وأنقد بمن يعتمد عليه في الرواية، لكنك أردت أن تكسو من مطارفك، وتتفضل من تالدك وطارفك، وتجلو الخامل في منصة النباهة، وتنقذه من لكن الفهاهة، فتشيد له ذكرا، وتعلي له قدرا، ولم يمكنه إلا إسعافك فيما طلبت، وإجابتك فيما إليه ندبت، فإن المالك لا يعصى، والمتفضل المحسن لا يقصى.
وقد أجزت لك - أيدك الله - جميع ما رويته عن أشياخي بجزيرة الأندلس وبلاد إفريقية وديار مصر والحجاز وغير ذلك بقراءة أو سماع ومناولة وإجازة بمشافهة وكتابة ووجادة، وجميع ما أجيز لي أن أرويه بالشام والعراق وغير ذلك، وجميع ما صنفته واختصرته وجمعته وأنشأته نثرا ونظما، وجميع ما سألت في هذا الاستدعاء.
فمن مروياتي: الكتاب العزيز، قرأته بقراءات السبعة على جماعة، من أعلاهم الشيخ المسند المعمر فخر الدين أبو الطاهر إسماعيل بن هبة الله بن علي بن هبة الله المصري ابن المليجي آخر من روى القرآن بالتلاوة عن أبي الجود. والكتب الستة، والموطأ ومسند عبد ومسند الدارمي ومسند الشافعي ومسند الطيالسي والمعجم الكبير للطبراني، والمعجم الصغير له، وسنن الدارقطني وغير ذلك.
وأما الأجزاء فكثير جدا.
ومن كتب النحو والآداب، فأروي بالقراءة كتاب سيبويه والإيضاح والتكملة والمفصل وجمل الزجاجي وغير ذلك. والأشعار الستة والحماسة وديوان حبيب وديوان المتنبي وديوان المعري.
وأما شيوخي الذين رويت عنهم بالسماع أو القراءة، فهم كثير، وأذكر الآن منهم جملة، فمنهم: القاضي أبو علي الحسن بن عبد العزيز بن أبي الأحوص القرشي، والمقرئ أبو جعفر أحمد بن سعد بن أحمد بن بشير الأنصاري، وإسحاق بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الملك بن درباس، وأبو بكر بن عباس بن يحيى بن غريب البغدادي القواس، وصفي الدين الحسين بن أبي المنصور بن ظافر الخزرجي، وأبو الحسين محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري، ووجيه الدين محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأزدي بن الدهان، وقطب الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن القسطلاني، ورضي الدين محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الشاطبي اللغوي، ونجيب الدين محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد الهمداني. ومحمد بن مكي بن أبي القاسم بن حامد الأصبهاني الصفار، ومحمد بن عمر بن محمد بن علي السعدي الضرير ابن الفارض، وزين الدين أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي، ومحمد بن إبراهيم بن ترجم بن حازم المازني، ومحمد بن الحسين بن الحسن بن إبراهيم الداري بن الخليلي، ومحمد بن عبد المنعم بن محمد بن يوسف الأنصاري بن الخيمي، ومحمد بن عبد الله بن عمر العنسي عرف بابن النن، وعبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد العزيز الطائي القرطبي، وعبد الله بن نصر الله بن أحمد بن رسلان بن فتيان بن كامل الخرمي، وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي، وعبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن يوسف بن خطيب المزة، وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العلي المصري السكري، وعبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني، وعبد العزيز بن عبد القادر بن إسماعيل الفيالي الصالحي الكتاني، وعبد المعطي بن عبد الكريم بن أبي المكارم بن منجا الخزرجي، وعلي بن صالح بن أبي علي بن يحيى بن إسماعيل الحسيني البهنسي المجاور، وغازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب الحلاوي، والفضل بن علي بن نصر بن عبد الله بن الحسين بن رواحة الخزرجي، ويوسف بن إسحاق بن أبي بكر الطبري المكي، واليسر بن عبد الله بن محمد بن خلف بن اليسر القشيري، ومؤنسة بنت الملك العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي، وشامية بنت الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن محمد التيمية، وزينتب بنت عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي البغدادي.
وممن كتبت عنه من مشاهير الأدباء: أبو الحكم مالك بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الفرج المالقي، وأبو الحسن حازم بن محمد بن حازم الأنصاري القرطاجني، وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الله الهذلي التطيلي، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن زنون المالقي، وأبو عبد الله محمد بن عمر بن جبير الجلياني العكي المالقي، وأبو الحسين يحيى بن عبد العظيم بن يحيى الأنصاري الجزار، وأبو عمرو عثمان بن سعيد بن عبد الرحمن بن تولو القرشي، وأبو حفص عمر بن محمد بن أبي علي الحسن المصري الوراق، وأبو الربيع سليمان بن علي بن عبد الله بن ياتينن الكومي التلمساني، وأبو العباس أحمد بن أبي الفتح نصر الله بن باتكين القاهري، وأبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن الصنهاجي البوصيري، وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم العزازي.
وممن أخذت عنه من النحاة: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخشني الأبذي، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف الكتاني بن الضائع، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن الزبير الثقفي، وأبو جعفر أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الفهري اللبلي، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن محمد بن نصر الله الحلبي بن النحاس.
وممن لقيته من الظاهرية: أبو العباس أحمد بن علي بن خالص الأنصاري الإشبيلي الزاهد، وأبو الفضل محمد بن محمد بن سعدون الفهري الشنتمري.
وجملة الذين سمعت منهم نحو من أربع مئة شخص وخمسين.
وأما الذين أجازوني فعالم كثير جدا من أهل غرناطة ومالقة وديار إفريقية وديار مصر والحجاز والعراق والشام.
وأما ما صنفته: فمن ذلك البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم، إتحاف الأريب بما في القرآن من غريب، كتاب الإسفار الملخص من كتاب الصفار شرحا لكتاب سيبويه، كتاب التجريد لكتاب سيبويه، كتاب التذييل والتكميل في شرح التسهيل، كتاب التنخيل الملخص من شرح التسهيل، كتاب التذكرة، كتاب المبدع في التصريف، كتاب الموفور، كتاب التقريب، كتاب التدريب، كتاب غاية الإحسان، كتاب النكت الحسان، كتاب الشذا في مسألة كذا، كتاب الفصل في أحكام الفصل، كتاب اللمحة، كتاب الشذرة، كتاب الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء، كتاب عقد اللآلي، كتاب نكت الأمالي، كتاب النافع في قراءة نافع، الأثير في قراءة ابن كثير، المورد الغمر في قراءة أبي عمرو، الروض الباسم في قراءة عاصم، المزن الهامر في قراءة ابن عامر، الرمزة في قراءة حمزة، تقريب النائي في قراءة الكسائي، غاية المطلوب في قراءة يعقوب، المطلوب في قراءة يعقوب، النير الجلي في قراءة زيد بن علي، الوهاج في اختصار المنهاج، الأنور الأجلى في اختصار المحلى، الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية، كتاب الإعلام بأركان الإسلام، نثر الزهر ونظر الزهر، قطر الحبي في جواب أسئلة الذهبي، فهرست مسموعاتي، نوافث السحر في دمائث الشعر، تحفة الندس في نحاة أندلس، الأبيات الوافية في علم القافية، جزء في الحديث، مشيخة ابن أبي منصور، كتاب الإدراك للسان الأتراك، زهو الملك في نحو الترك، نفحة المسك في سيرة الترك، كتاب الأفعال في لسان الترك، منطق الخرس في لسان الفرس.
ومما لم يكمل تصنيفه، كتاب مسلك الرشد في تجريد مسائل نهاية ابن رشد، كتاب منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، نهاية الإعراب في علمي التصريف والإعراب رجز، مجاني الهصر في آداب وتواريخ لأهل العصر، خلاصة التبيان في علمي البديع والبيان رجز، نور الغبش في لسان الحبش، المخبور في لسان اليخمور.
قاله وكتبه أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان.
وأنشدني الشيخ أثير الدين من لفظه لنفسه في صفات الحروف:
وأنشدني أيضا لنفسه:
وأنشدني لنفسه أيضا:
وأنشدني من لفظه لنفسه:
وأنشدني من لفظه لنفسه:
وأنشدني من لفظه لنفسه:
وأنشدني لنفسه، ومن خطه نقلت:
وأنشدني إجازة في مليح أبرص، ومن خطه نقلت:
وأنشدني من لفظه لنفسه في فحام:
وأنشدني إجازة، ومن خطه نقلت:
وأنشدني من لفظه لنفسه موشحة عارض بها شمس الدين محمد بن التلمساني:
وأما موشحة ابن التلمساني، فهي:
وأنشدني من لفظه لنفسه أيضا:
وأنشدني من لفظه لنفسه القصيدة الدالية، التي نظمها في مدح النحو والخليل وسيبويه، ثم خرج منها الى مديح صاحب غرناطة وغيره من أشياخه، وأولها:
وهي قصيدة جيدة تزيد على المئة بيت. حكي لي أن الشيخ أثير الدين - رحمه الله تعالى - نظمها وهو ضعيف، وتوجه إليه جماعة يعودونه، وفيهم شمس الدين بن دانيال، فأنشدهم الشيخ - رحمه الله تعالى - القصيدة المذكورة، فلما فرغت، قال ابن دانيال: يا جماعة، أخبركم أن الشيخ قد عوفي، وما بقي عليه باس، لأنه لم يبق عنده فضلة، قوموا باسم الله.
وأنشدني من لفظه لنفسه - رحمه الله تعالى - قصيدته السينية التي أولها:

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 325

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الأندلسي الجياني ولد في أواخر شوال سنة 654 وقرأ القرآن على الخطيب عبد الحق بن علي إفرادا وجمعا ثم على الخطيب أبي جعفر ابن الطباع ثم على الحافظ أبي علي بن أبي الأحوص بمالقة وسمع الكثير ببلاد الأندلس وإفريقية ثم قدم الاسكندرية فقرأ القراءآت على عبد النصير بن علي المربوطي وبمصر على أبي طاهر إسماعيل بن عبد الله المليجي خاتمة أصحاب أبي الجود ولازم بها الشيخ بهاء الدين ابن النحاس فسمع عليه كثيرا من كتب الأدب ومن عوالي أشياخه على ما كتب بخطه أبو علي بن أبي الأحوص ومحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع والوجيه بن البرهان والقطب القسطلاني وابن الأنماطي والعز الحراني وأبو محمد بن هارون ومحمد بن عبد الله بن البن وابن خطيب المزة وغازي الحلاوي ومؤنسة بنت العادل وشامية بنت البكري قال وعدة من أخذت عنه أربعمائة وخمسون شخصا وأما من أجازني فكثير جدا وسمع أيضا من عبد الوهاب ابن الفرات وعبد الله بن أحمد بن فارس قال الصفدي لم أره قط إلا يسمع أو يشغل أو يكتب أو ينظر في كتاب ولم أره على غير ذلك وكان له إقبال على أذكياء الطلبة يعظمهم وينوه بقدرهم وكان كثير النظم من الأشعار والموشحات وكان ثبتا فيما ينقله عارفا باللغة وأما النحو والتصريف فهو الإمام المطلق فيهما خدم هذا الفن أكثر عمره حتى صار لا يذكر أحد في أقطار الأرض فيهما غيره وله اليد الطولى في التفسير والحديث وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم وخصوصا المغاربة وله التصانيف التي سارت في آفاق الأرض واشتهرت في حياته وأقرأ الناس قديما وحديثا حتى ألحق الصغار بالكبار وصارت تلامذته أئمة وأشياخا في حياته وهو الذي جسر الناس على قراءة كتب ابن مالك ورغبهم فيها وشرح لهم غامضها وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب هذه نحو الفقهاء وألزم أحدا أن لا يقرئ أحدا إلا في كتاب سيبويه أو في التسهيل لابن مالك أو في مصنفاته وقال ابن الخطيب كان سبب رحلته عن غرناطة أنه حملته حدة شبيبته على التعرض للأستاذ أبي جعفر ابن الطباع وقد وقعت بينه وبين أستاذه أبي جعفر بن الزبير وحشة فنال منه وتصدى للتأليف في الرد عليه وتكذيب روايته فرفع أمره للسلطان بغرناطة فانتصر له وأمر بإحضاره وتنكيله فاختفى ثم أجاز البحر مختفيا ولحق بالمشرق وتكررت رحلته إلى أن حل بالديار المصرية قال وشعره كثير بحيث يوصف بالإجادة وضدها وقدم أبو حيان سنة 679 فأدرك أبا طاهر المليجي وكان آخر من قرأ على أبي الجود فقرأ عليه وحضر مجلس الشيخ شمس الدين الأصبهاني وكان ظاهريا وانتمى إلى الشافعية واختصر المنهاج وكان أبو البقاء يقول أنه لم يزل ظاهريا قلت كان أبو حيان يقول محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه ذكر مصنفاته منقولة من خطه البحر المحيط في التفسير كبير غريب القرآن في مجلد الأسفار الملخص من كتاب الصفار وشرح التسهيل التذكرة الموفور التذكير المبدع التقريب التدريب غاية الإحسان والنكت الحسان الشذى في مسألة كذا اللمحة الشذرة الارتضاء عقد اللآلئ نكتب الأملى النافع المورد الغمر والروض الباسم المزن الهامر الرمزة تقريب النائي غاية المطلوب والنثر الجلي الوهاج في اختصار المنهاج الأنور الأجلى في اختصار المحلى الحلل الحالية الأعلام ونثر الزهر في نظم الزهر القطر الحبى والفهرست نوافث السحر مجاني الهصر تحفة الندس في نحاة الأندلس الأبيات الوافية في القافية الإدراك للسان الأتراك وزهو الملك في نحو الترك الأفعال في لسان الترك منطق الخرس بلسان الفرس ونور العبش في لسان الحبش المحبور في لسان اليحمور مسلك الرشد منهج السالك نهاية الإعراب خلاصة التبيان بعضها لم يكمل ومن شعره

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الأندلسي الجياني الأصل الغرناطي المولد والمنشأ المصري الدار شيخنا وأستاذنا أبو حيان شيخ النحاة العلم الفرد والبحر الذي لم يعرف الجزر بل المد سيبويه الزمان والمبرد إذا حمي الوطيس بتشاجر الأقران
وإمام النحو الذي لقاصده منه ما يشاء ولسان العرب الذي لكل سمع لديه الإصغاء
كعبة علم تحج ولا تحج ويقصد من كل فج
تضرب إليه الإبل آباطها وتفد عليه كل طائفة سفرا لا يعرف إلا نمارق البيد بساطها
وكان عذبا منهلا وسيلا يسبق ارتداد الطرف وإن جاء منهملا
يعم المسير إليه الغدو والرواح ويتنافس على أرج ثنائه مسك الليل وكافور الصباح
ولقد كان أرق من النسيم نفسا وأعذب مما في الكؤوس لعسا
طلعت شمسه من مغربها واقتعد مصر فكان نهاية مطلبها
وجلس بها فما طاف على مثله سورها ولا طار إلا إليه من طلبة العلم قشاعمها ونسورها
وازدهرت به ولا ازدهاءها بالنيل وقد رواها وافتخرت به حتى لقد لعبت بأغصان البان مهاب صباها
مولده بمطخشارش وهي مدينة مسورة من أعمال غرناطة في أخريات شوال سنة أربع وخمسين وستمائة
ونشأ بغرناطة وقرأ بها القراآت والنحو واللغة وجال في بلاد المغرب ثم قدم مصر قبل سنة ثمانين وستمائة
وسمع الكثير سمع بغرناطة الأستاذ أبا جعفر بن الزبير
وأبا جعفر بن بشير وأبا جعفر بن الطباع وأبا علي بن أبي الأحوص وغيرهم
وبمالقة أبا عبد الله محمد بن عباس القرطبي وببجاية أبا عبد الله محمد بن صالح الكناني وبتونس أبا محمد عبد الله بن هارون وغيره وبالأسكندرية عبد الوهاب ابن حسن بن الفرات وبمكة أبا الحسن علي بن صالح الحسيني وبمصر عبد العزيز الحراني وابن خطيب المزة وغازي الحلاوي وخلقا
ولازم الحافظ أبا محمد الدمياطي وانتقى على بعض شيوخه وخرج وشغل الناس بالنحو والقراآت
سمع عليه الجم الغفير
وأخذ عنه غالب مشيختنا وأقراننا منهم الشيخ الإمام الوالد وناهيك بها لأبي حيان منقبة وكان يعظمه كثيرا وتصانيفه مشحونة بالنقل عنه
ولما توجهنا من دمشق إلى القاهرة في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ثم أمرنا السلطان بالعود إلى الشام لانقضاء ما كنا توجهنا لأجله استمهله الوالد أياما لأجلي فمكث حتى أكملت على أبي حيان ما كنت أقرؤه عليه وقال لي يا بني هو غنيمة ولعلك لا تجده من سفرة أخرى وكان كذلك
وكان الشيخ أبو حيان إماما منتفعا به اتفق أهل العصر على تقديمه وإمامته ونشأت أولادهم على حفظ مختصراته وآباؤهم على النظر في مبسوطاته وضربت الأمثال باسمه مع صدق اللهجة وكثرة الإتقان والتحري
وشدا طرفا صالحا من الفقه واختصر منهاج النووي وصنف التصانيف السائرة البحر المحيط في التفسير وشرح التسهيل والارتشاف وتجريد أحكام سيبويه والتذكرة والغاية والتقريب والمبدع واللمحة وغير ذلك
وله في القراآت عقد اللآلي
وله نظم كثير وموشحاته أجود من شعره
توفي عشي يوم السبت الثامن والعشرين من صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة بمنزله بظاهر القاهرة ودفن بمقابر الصوفية
ومن الرواية عنه
أخبرنا شيخنا أبو حيان بقراءتي عليه في يوم الخميس سابع عشري شوال سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بالمدرسة الصالحية بالقاهرة أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
ابن محمد بن المؤيد الهمذاني بقراءتي عليه أخبرنا أسعد بن أبي الفتوح بن روح وعفيفة بنت أحمد بن عبد الله في كتابيهما قالا أخبرتنا فاطمة الجوزدانية أخبرنا ابن ريذة أخبرنا الطبراني حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي حدثني جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل المديني قال أراني أنس بن مالك الوضوء أخذ ركوة فوضعها عن يساره وصب على يده اليمنى فغسلها ثلاثا ثم أدار الركوة على يده اليمنى وصب على يده اليسرى فغسلها ثلاثا ومسح برأسه ثلاثا فتوضأ وأخذ ماء جديدا لصماخه فمسح صماخه فقلت له قد مسحت أذنيك فقال يا غلام إنهما من الرأس ليس هما من الوجه ثم قال يا غلام هل رأيت وفهمت أو أعيد عليك فقلت قد كفاني وقد فهمت قال فكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ
في إسناده شيخ الطبراني وشيخه عمر بن أبان وهما مجهولان
ولو صح لكان بتصريحه أنهما من الرأس أقوى دليل على ذلك
قال أستاذنا أبو حيان قول أنس ليس هما من الوجه وجه الكلام أن يقول ليستا من الوجه لكنه جعل ليس مثل ما فلم يعملها وذلك
في لغة تميم يقولون ليس الطيب إلا المسك
وقد أشار لذلك سيبويه في كتابه ونص عليه أبو عمرو بن العلاء في حكاية طويلة جرت بينه وبين عيسى بن عمر الثقفي
وقال النحويون قياس من لم يعمل ليس وجعلها كما أن يفصل الضمير معها فيقول ليس أنا قائم كما تقول ما أنا قائم فعلى هذا جاز ليس هما من الوجه كأنه قال ما هما من الوجه
قلت صورة الحكاية أن عيسى قال لأبي عمرو ما شيء بلغني عنك
قال ما هو
قال زعمت أن العرب تقول ليس الطيب إلا المسك فترفع
فقال أبو عمرو ليس في الأرض تميمي إلا وهو يرفع ولا حجازي إلا وهو ينصب
ثم بعث معه خلفا الأحمر واليزيدي فجاءا إلى حجازي فجهدا به على أن يرفع فلم يفعل وجاءا إلى رجل تميمي فجهدا به على أن ينصب فلم يفعل وقال ليس هذا بلحن قومي
فجاء عيسى إلى أبي عمرو فقال بهذا فقت الناس والله لا خالفتك بعدها
وقول الشيخ أبي حيان إن أنسا جعل ليس مثل ما قال الشيخ جمال الدين عبد الله بن هشام نحوي هذا الوقت أبقاه الله تعالى ليس ذلك متعينا بل يجوز أن يكون أضمر في ليس ضمير الشأن والحديث وحينئذ فنقول هما من الوجه مبتدأ وخبر والجملة خبر ليس وفصل الضمير واجب لأنه حينئذ معمول للابتداء
كما أنه في تخريج أبي حيان كذلك والتخريج الذي ذكرته أولى لأن فيه إبقاء ليس على إعمالها والوجهان مذكوران في قوله

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 9- ص: 276

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الإمام أثير الدين أبو حيان الأندلسي الغرناطي. النفزي، نسبة إلى نفزة قبيلة من البربر.
نحوي عصره، ولغويه، ومفسره، ومحدثه، ومقرئه، ومؤرخه، وأديبه.
ولد بمطخشارش، مدينة من حضرة غرناطة في آخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة.
وأخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع، والعربية عن أبي الحسن الأبذي، وأبي جعفر بن الزبير، وابن أبي الأحوص، وابن الصائغ، وأبي جعفر اللبلي.
وبمصر عن البهاء بن النحاس، وجماعة.
وتقدم في النحو، وأقرأ في حياة شيوخه بالمغرب، وسمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز. من نحو أربعمائة وخمسين شيخا؛ منهم أبو الحسين بن ربيع، وابن أبي الأحوص، والرضي الشاطبي، والقطب القسطلاني، والعز الحراني.
وأجاز له خلق من المغرب والمشرق؛ منهم الشرف الدمياطي، والتقي ابن دقيق العيد، والتقي ابن رزين، وأبو اليمن بن عساكر.
وأكب على طلب الحديث وأتقنه وبرع فيه، وفي التفسير، والعربية، والقراءات، والأدب، والتاريخ، واشتهر اسمه، وطار صيته، وأخذ عنه أكابر عصره، وتقدموا في حياته، كالشيخ تقي الدين السبكي، وولديه، والجمال الاسنوي، وابن قاسم، وابن عقيل والسمين، وناظر الجيش، والسفاقسي وابن مكتوم، وخلائق.
قال الصفدي: لم أره قط إلا يسمع أو يشغل، أو يكتب أو ينظر في كتاب، وكان ثبتا قيما عارفا باللغة؛ وأما النحو والتصريف فهو الإمام المجتهد المطلق فيهما، خدم هذا الفن أكثر عمره، حتى صار لا يدركه أحد في أقطار الأرض فيهما غيره.
وله يد طولى في التفسير والحديث، وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم، خصوصا المغاربة وأقرأ الناس قديما وحديثا، وألحق الصغار بالكبار، وصارت تلامذته أئمة وأشياخا في حياته، والتزم ألا يقرئ أحدا إلا في «كتاب سيبويه»، أو «التسهيل» أو مصنفاته.
وكان سبب رحلته عن غرناطة أنه حملته حدة الشبيبة على التعرض للأستاذ أبي جعفر بن الطباع، وقد وقعت بينه وبين أستاذه أبي جعفر بن الزبير واقعة، فنال منه وتصدى لتأليف في الرد عليه وتكذيب روايته، فرفع أمره إلى السلطان، فأمر بإحضاره وتنكيله فاختفى، ثم ركب البحر، ولحق بالمشرق.
وذكر هو في كتاب «النضار» الذي ألفه في ذكر مبدئه واشتغاله وشيوخه ورحلته، أن مما قوى عزمه على الرحلة عن غرناطة أن بعض العلماء بالمنطق والفلسفة والرياضي والطبيعي قال للسلطان: إني قد كبرت وأخاف أن أموت، فأرى أن ترتب لي طلبة أعلمهم هذه العلوم، لينفعوا السلطان من بعدي.
قال أبو حيان: فأشير إلى أن أكون من أولئك.
قال الصفدي: وقرأ على العلم العراقي، وحضر مجلس الأصبهاني، وتمذهب للشافعي، وكان أبو البقاء يقول: إنه لم يزل ظاهريا.
قال الحافظ ابن حجر: كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه.
قال الأدفوي: وكان يفخر بالبخل كما يفخر الناس بالكرم، وكان ثبتا صدوقا حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم، ومال إلى مذهب أهل الظاهر وإلى محبة علي بن أبي طالب، كثير الخشوع والبكاء عند قراءة القرآن وكان شيخا طوالا حسن النغمة، مليح الوجه، ظاهر اللون، مشربا بحمرة، منور الشيبة، كبير اللحية، مسترسل الشعر.
وكان يعظم الشيخ تقي الدين بن تيمية، ثم وقع بينه وبينه في مسألة نقل فيها أبو حيان شيئا عن سيبويه، فقال ابن تيمية: وسيبويه كان نبي النحو! لقد أخطأ سيبويه في ثلاثين موضعا من كتابه، فأعرض عنه ورماه في تفسيره «النهر» بكل سوء.
قال الصفدي: وكان له إقبال على الطلبة الأذكياء، وعنده تعظيم لهم، وهو الذي جسر الناس على مصنفات ابن مالك ورغبهم في قراءتها، وشرح لهم غامضها، وخاض بهم لججها.
وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب: هذه نحو الفقهاء.
تولى تدريس التفسير بالمنصورية، والإقراء بجامع الأقمر، وكانت عبارته فصيحة، لكنه في غير القرآن يعقد القاف قريبا من الكاف.
وله من التصانيف: «البحر المحيط في التفسير»، «النهر» مختصره، «إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب»، «التذييل والتكميل في شرح التسهيل»، «مطول الارتشاف ومختصره» مجلدان.
قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: ولم يؤلف في العربية أعظم من هذين الكتابين، ولا أجمع ولا أحصى للخلاف والأقوال، «التنحيل الملخص من شرح التسهيل» للمصنف وابنه بدر الدين، «الإسفار الملخص من شرح سيبويه للصفار»، «التجريد لأحكام كتاب سيبويه»، «التذكرة في العربية» أربع مجلدات كبار، «التقريب»، «مختصر المقرب»، «التدريب في شرحه»، «المبدع في التصريف»، «غاية الإحسان» في النحو، «شرح الشذا في مسألة كذا»، «اللمحة» و «الشذرة» كلاهما في النحو، «الارتضاء في الضاد والظاء»، «عقد اللآلي في القراءات» على وزن الشاطبية وقافيتها، «الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية»، «نحاة الأندلس»، «الأبيات الوافية في علم القافية»، «منطق الخرس في لسان الفرس»، «الإدراك للسان الأتراك».
ومما لم يكمل «شرح الألفية»، «نهاية الإغراب في التصريف والإعراب»، أرجوزة، «نور الغبش في لسان الحبش»، «مجاني الهصر في تواريخ أهل العصر»، وله «ديوان شعر».
وحدث، فسمع منه الأئمة العلماء والحفاظ وغيرهم، وأضر قبل موته بقليل.
مات بالقاهرة في صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ودفن بمقابر الصوفية.
ومن شعره:

ومنه:
ومنه:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 287

محمد بن يوسف النغرزي الغرناطي أبو عبد الله أثير الدين، الشهير بأبي حيان النحوي
ولد بغرناطة سنة 654 وله نظم رائق من نظمه بعد انتقاله لمصر:

ومن نظمه:
ودفن بمقابر الصوفية
وله من التصانيف ’’البحر المحيط في التفسير’’ ولآلي النهر، المستخرجة من البحر’’ و ’’الوهاج على مذهب الشافعي’’ و ’’الأنور الأجلي’’، في اختار المحلي’’ على مذهب أبي داود، و’’التكميل، في شرح التسهيل و’’منهج السالك، على ألفيه ابن مالك’’ لم يكمل، و’’زهر الملك في نحو الترك، و’’الإسفار الملخص من شرح سيبويه للصفار’’ و’’المبدع في التصريف’’. و’’كتاب الارتضاء، في الفرق بين الضاد والظاء’’، و’’عقود أللآلي، في القراءات السبع العوالي’’، و’’المورد العمر، في قراءة أبي عمرو’’، و’’الأثير، في قراءة ابن كثير’’، و’’غاية المطلوب، في قراءة أبي يعقوب’’، و’’الحلل الحالية، في الأسانيد العالية’’ و’’الأمالي، في شرح القالي’’، و’’كتاب النكت الحسان، في شرح غاية الإحسان’’، و’’كتاب الشذا، في مسألة كذا’’، و’’ارتشاف/الضرب، في معرفة كلام العرب’’، و’’اختصار بداية المجتهد’’، و’’تقريب التقريب والتدريب’’ في مثل القريب، و’’التنخيل، في شرح التسهيل’’، و’’رشح النفع، في القراءات السبع’’.
وله تاريخ، وديوان شعر في ثلاث مجلدات، و’’اللحمة البدرية، في علم العربية’’ وشرحها ابن هشام شرحا غريبا.
وله غير هذه رحمة الله عليه.
توفي سنة 745 ودفن بمقابر الصوفية
وفي هذه السنة أخذت الجزيرة الخضراء، أعادها الله دار إسلام بمحمد وآله

  • دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 2- ص: 0

محمد يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الأندلسي الجياني الأصل الغرناطي المولد والمنشا المصري الدار أبو حيان شيخ النحاة العلم الفرد والبحر الذي لم يعرف الجزر بل المد
سيبويه الزمان والمبرد إذا حمي الوطيس بتشاجر الأقران
مولده بمطخشارش وهي مدينة مسورة من أعمال غرناطة في آخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة
ونشأ بغرناطة وقرأ بها القراءات وجال في بلاد المغرب ثم قدم مصر قبل سنة ثمانين وستمائة
سمع الكثير بغرناطة من الأستاذ أبي جعفر بن الزبير وأبي جعفر بن بشير وغيرهم وكان إماما منتفعا به
اتفق أهل عصره على تقديمه وإمامته
وصنف التصانيف السائرة وله البحر المحيط في التفسير وذكر في أسامي الكتب وهو كتاب عظيم القدر في أسفار عديدة ثم اختصره تلميذه تاج الدين الشيخ أحمد بن عبد القادر الشهير بابن مكتوم وسماه النهر من البحر ثم اختصره تلميذه أيضا الفاضل محمد بن محمد الشهير بالأنصاري وسماه الدر اللقيط رد فيه على العلامة الزمخشري وابن عطية في مواضع عديدة وصنف الإمام المذكور أبو حيان إتحاف الأريب بما في
القرآن من الغريب رتبه على حروف المعجم وهو مختصر لطيف كثير الفائدة
انتهى
وشرح التسهيل والارتشاف وتجريد أحكام سيبويه وغير ذلك
وقد كانت وفاته في شهر صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة بمنزله بظاهر القاهرة ودفن بمقابر الصوفية
كذا في طبقات السبكي

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 278

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الغرناطي الأندلسي الجياني، الإمام أبو حيان. سمع بالقاهرة من عبد العزيز الحراني، وابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وأبي بكر محمد ابن القسطلاني، وأحمد بن حمدان الحراني، والفضل بن علي بن رواحة، وشامية بنت الحسن بن محمد البكري، وبالإسكندرية من عبد الوهاب بن الحسن بن الفرات، ومحمد بن عبد الرحمن ابن الدهان، وعبد الله بن أحمد بن فارس، ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان وغيرهم، وأجاز له جماعة كثيرة في إجازة ابن عبد الحميد الثانية، وحدث وكتب بخطه وانتقى على بعض شيوخه وكتب العالي والنازل وأخذ القراءات بالحروف على أبي جعفر أحمد بن علي ابن الطباع وعبد الحق بن علي الأنصاري، وقرأ ’’التيسير’’ على أبي علي الحسين بن أبي الأحوص سنة إحدى وسبعين وست مئة، وأخذ النحو على أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير، ورحل في طلب العلم بالأندلس فسمع بعده بلاد الأمهات الكبار من الحديث والقراءات والأدب، وكتب عن أدباء أندلس، ثم رحل عن الأندلس طالبا للعلم ولأداء فريضة الحج في سنة تسع وسبعين وست مئة فدخل الإسكندرية وقرأ بها القراءات على عبد النصير بن علي المريوطي من أصحاب الصفراوي، ثم سمع بمصر والقاهرة وحج في تلك السنة فسمع بمكة ومنى ولحقه ضعف بمكة فسافر إلى جدة وسمع بها، ثم ركب البحر إلى عيذاب وكتب بها الآداب، ثم دخل قنى وقوص وسمع بهما، ثم انحدر طالبا مصر وكتب بدشنى وبمنية بني خصيب شيئا من الأدب، ثم دخل القاهرة واستوطنها وقرأ بها القراءات السبعة على أبي الطاهر إسماعيل ابن المليجي، وسمع الكتب الستة وغيرها من المسانيد ومن الأجزاء ما لا يعد ومن كتب القراءات والنحو واللغة والآداب. وصنف عدة تصانيف منها: ’’البحر المحيط في تفسير الكتاب العزيز’’ و ’’شرح تسهيل الفوائد’’ و ’’عقد اللآلئ في القراءات السبع’’، وغير ذلك.
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين: أما أستاذنا أبو حيان الأندلسي فهو العلم الفرد والبحر الذي لم يعرف الجزر بل المد، سيبويه الزمان والمبرد إذا حمي الوطيس بتشاجر الأقران، وإمام النحو الذي لقاصده منه ما يشاء، ولسان العرب الذي لكل سمع لديه إصغاء، كعبة علم تحج ولا تحج وتقصد من كل فج، تضرب إليه الإبل آباطها، وتفد عليه كل طائفة سفرا لا تعرف إلا نمارق البيد بساطها، وكان عذبا منهلا، وسيلا يسبق ارتداد الطرف وإن جاء متمهلا، يعم المسير إليه الغدو والرواح، ويتنافس على أرج ثنائه مسك الليل وكافور الصباح، ولقد كان أرق من النسيم نفسا وأعذب مما في الكؤوس لعسا، طلعت شمسه من مغربها واقتعد مصر فكان نهاية مطلبها، وجلس بها فما طاف على مثله سورها، ولا طار إلا إليه من طلبة العلم قشاعمها ونسورها وازدهت به ولا ازدهاءها بالنيل وقد رواها، وافتخرت به حتى لقد لعبت بأغصان ألبان مهاب صباها. انتهى كلامه.
مولده في أواخر شوال سنة أربع وخمسين وست مئة بمطخشارش، وتوفي يوم السبت الثامن والعشرين من صفر سنة خمس وأربعين وسبع مئة بظاهر القاهرة، وصلي عليه من الغد ودفن بمقبرة الصوفية رحمه الله تعالى وإيانا.
قرأت عليه ’’نغبة الوارد الظمآن’’ من تأليفه في السابع والعشرين من شوال سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بالصالحية من القاهرة.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ النحاة، حجة العرب، قدوة الحفاظ والعلماء، أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الأندلسي الجياني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الخطيب الفقيه المقرئ المفسر أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد الرعيني ابن الطباع قراءة مني عليه بغرناطة، قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن خلفون الأونبي، قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد أبي الطيب، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، وهو آخر من حدث عنه، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف اللخمي القيجطالي، قال: أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى، قال: حدثنا أبو مروان عبيد الله بن يحيى، قال: حدثنا أبي يحيى بن يحيى القرطبي، قال: حدثنا أبو عبد الله الأصبحي الفقيه، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم؛ كلهم يخبره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’’لا ينظر الله يوم القيامة إلى من يجر ثوبه خيلاء’’.
أخرجه البخاري في اللباس عن إسماعيل بن أبي أويس. وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى. وأخرجه الترمذي فيه عن قتيبة بن سعيد وعن إسحاق بن موسى عن معن؛ أربعتهم عن مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم؛ ثلاثتهم عن ابن عمر به، فوقع لنا موافقة لمسلم وبدلا للبخاري والترمذي.
وأخبرنا الشيخ الإمام الأستاذ أبو حيان محمد بن يوسف الجياني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الأديب الكاتب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي قراءة مني عليه، بمدينة تونس ضحى يوم الجمعة السادس عشر لجمادى الأولى سنة تسع وسبعين وست مئة، ونقل لنا أنه اختلط بأخرة، قال: أخبرنا قاضي الجماعة الفقيه على مذهب أهل الحديث أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل المخلدي البقوي، وهو آخر من حدث عنه بالسماع، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الحق الخزرجي، وهو آخر من حدث عنه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن فرج مولى الطلاع، قال: حدثنا يونس بن مغيث، قال: حدثنا أبو عيسى، قال: حدثنا أبو مروان، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’’صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة’’.
قال شيخنا الشيخ أبو حيان: هذا حديث جليل الإسناد، رجاله كلهم علماء، وهو حديث دائر بين قرطبيين ومدنيين فمن شيخنا إلى يحيى بن يحيى قرطبيون، ومن مالك إلى ابن عمر مدنيون.
أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف وأخرجه مسلم فيه عن يحيى بن يحيى، وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة؛ ثلاثتهم عن مالك، به. فوقع لنا موافقة لمسلم وبدلا للبخاري والنسائي.
وأخبرنا شيخنا الإمام أبو حيان بقراءتي عليه قال: وحدثنا أيضا يعني الإمام أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير، قال: أخبرنا القاضي الخطيب العالم المتفنن أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص القرشي قراءة مني عليه بمدينة رية من الأندلس عن قاضي الجماعة أبي القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي الفقيه على مذهب أهل الحديث بطريانة، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه الإمام أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد، عن أبي بكر المقدمي، عن عمر بن علي وعبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه، والآخر تعلمون العلم ويعلمونه، فقال: ’’كل المجلسين خير وأحدهما أفضل من الآخر، أما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل فهم أفضل، وأما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وإنما بعثت معلما، ثم جلس معهم’’.
لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه،
وعبد الرحمن بن رافع هو التنوخي قاضي إفريقية، وعبد الرحمن بن زياد هو ابن أنعم الإفريقي ضعيف.
وأخبرنا الإمام لسان أهل الأدب أبو حيان بقراءتي عليه قال: قرأت على الحافظ أبي علي القرشي لشيخه الإمام أبي الحسن علي بن جابر الأنصاري الدباج رحمه الله:

وأنشدنا الإمام أبو حيان بقراءتي عليه، قال: أنشدنا الخطيب أبو جعفر ابن الطباع، قال: أنشدنا ابن خلفون، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن سعيد، قال: أنشدنا أبو عمران موسى بن أبي تليد لنفسه:
وأنشدنا الشيخ الإمام أبو حيان بقراءتي عليه لنفسه:
وأنشدنا أيضا لنفسه بقراءتي عليه:
وأنشدنا أيضا لنفسه:
وأنشدنا أيضا لنفسه:
وأنشدنا أيضا لنفسه:

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 472

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي
الأندلسي. الغرناطي المولد والمنشأ، الشيخ أثير الدين، أبو حيان، شيخ البلاد المصرية والشامية ورئيسها في علم العربية، قصده الطلاب من الأقطار. ووضع في الفنون المصنفات السامية الباهرة، وهي تنيف على خمسين مصنفا. فمن ذلك: البحر المحيط في تفسير القرآن العزيز، والوهاج في اختصار المنهاج في مذهب الإمام الشافعي، والأنور الأجلى في اختصار المحلى والتحرير لأحكام سيبويه، والتكميل شرح التسهيل، ومنهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، وشرح التسهيل في عشرة أسفار، وزهو الملك في نحو الترك، وكتاب الإسفار الملخص من كتاب الخفاف والصفار والمبرع في اختصار الممتع. والموفور من شرح ابن عصفور، وغاية الإحسان في علم اللسان. وكتاب التذكرة في النحو، وهو كبير، وتحفة الأديب بما في القرآن من الغريب وكتاب الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء، وعقد اللآلي في القراءات السبع العوالي، والمورد الغمر في قراءة أبي عمرو، والأثير في قراءة ابن كثير، وغاية المطلوب في قراءة يعقوب، والحلل الحالية في الأسانيد العالية، والأمالي في شرح عقد اللآلي، والنكت الحسان في شرح غاية الإحسان، وكتاب الشذا في مسألة كذا، وارتشاف الضرب في علم لسان العرب، وهو من أحسن مصنفاته فيما قيل، وغير ذلك وله ديوان شعر، الأدب مقصور عليه.
قرأ عليه من الجماعة الغفير، فبلغوا في الفضل ذروة الأثير.
وولد في شوال سنة أربع وخمسين وستمائة بمطخارش من حصون غرناطة وتوفي في صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة بالقاهرة المعزية

  • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 58

  • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 250

محمد بن يوسف بن علي بن حيان بن يويسف الأندلسى أثير الدين أبو حيان.
إمام أهل عصره في النحو، والتصانيف، له ’’البحر المحيط في التفسير’’، و’’شرح التسهيل’’، و’’الإرشاد’’ وغير ذلك، وكانت له معرفة بالقراءات، ودرس بالقبة المنصورية في الحديث وبالجامع الطولونى في التفسير، وتذهب للشافعي، فاختصر منهاج النووي، وسمع الحديث من ابن خطيب المزة وغيره، سمعت عليه وأجاز لى، ولد في أخريات شوال سنة أربع وخمسين وستمائة، ومات عشية السبت ثامن وعشرين صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة بمنزله بظاهر القاهرة، ودفن بمقابر الصوفية، ومن شعره:

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1