التلعفري محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني، شهاب الدين، أبو عبد الله، التلعفري: شاعر. نسبته إلى (تل أعفر) بين سنجار والموصل ولد وقرأ بالموصل. وسافر إلى دمشق، فكان من شعراء صاحبها الملك الاشرف (موسى) الايوبي. وابتلى بالقمار، فطرده الاشرف إلى حلب، فاكرمه صاحبها الملك الناصر (يوسف بن محمد الايوبي)، وقرر له رسوما، فجعل يضيعها في القمار، فنودي في حلب: من قامر مع الشهاب التلعفري قطعت يده وضاقت عليه الارض، فعاد إلى دمشق، فكان يستجدي بشعره ويقامر. وساءت حاله، فقصد حماة، ونادم صاحبها، وتوفي فيها. له (ديوان شعر-ط).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 151
شهاب الدين التلعفري محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة الأديب البارع شهاب الدين أبو عبد الله الشيباني التلعفري الشاعر المشهور، ولد بالموصل سنة ثلاث وتسعين واشتغل بالأدب ومدح الملوك والأعيان، وكان خليعا معاشرا امتحن بالقمار وكلما أعطاه الملك الأشرف شيئا قامر به فطرده إلى حلب فمدح العزيز فأحسن إليه وقرر له رسوما فسلك معه ذلك المسلك فنودي في حلب: أي من قامر مع الشهاب التلعفري قطعنا يده، فضاقت عليه الأرض فجاء إلى دمشق ولم يزل يستجدي ويقامر حتى بقي في أتون ثم في الآخر نادم صاحب حماة، توفي سنة خمس وسبعين وست مائة، أنشدني من لفظه القاضي شهاب الدين أحمد بن غانم ورشيد الدين يوسف بن أبي البيان كلاهما قال: أنشدنا المذكور من لفظه لنفسه بحماة وفيها توريات حسنة:
جريت بحمراء الكميت إلى الشقرا | مقر الهوى حسنا وأعرضت عن مقرا |
ولم أخل بالخلخال أعمال كاسها | وأثبت في تاريخ ما سرني سطرا |
وأبصرت ما بين الميادين سائلا | فلم أر إلا أن أقابله نهرا |
ولا سيما والروض من حوله له | بساط وقد مد النسيم له نشرا |
فلله أيام تولت بجانبي | يزيد فقد كانت ببهجتها العمرا |
وما كان مقصودي يزيد وبرده | ولكن قصدي كان أن أنظر الزهرا |
وإذا الثنية أشرقت وشممت من | نفس الحمى أرجا كنشر عبير |
سل هضبها المنصوب أين حديثها الـ | ـمرفوع عن ذيل الصبا المجرور |
ولقد وقفت على الثنية سائلا | عما أشار به فتى شيبان |
فروت أحاديث الحمى عن عامر | وحديث روض السفح عن أبان |
أيطرق في الدجى منكم خيال | وطرفي ساهر؟ هذا محال |
سقت أيامنا بأراك حزوي | وهاتيك الربى سحب ثقال |
منازل للصبى ما زال شملي | له فيها بمن أهوى اتصال |
دموعي بعدها دال وميم | على خدي لها ميم ودال |
حتام أرفل في هواك وتغفل | وإلام أهزل من جفاك وتهزل |
يا مضرما في مهجتي بصدوده | حرقا يكاد لهن يذبل يذبل |
القلب دل عليك أنك في الدجى | قمر السماء، لأنه لك منزل |
هب أن خدك قد أصيب بعارض | ما بال صدغك راح وهو مسلسل |
قسما بحاجبك الذي لم ينعقد | إلا أرانا السبي وهو محلل |
وبما بثغرك من سلافة ريقه | عذبت فقيل هي الرحيق السلسل |
لولا مقبلك المنظم عقده | ما بات من يهواك وهو مقبل |
حزني وحسنك إن لغا من لامني | ونحوت هجري مجمل ومفصل |
لو كنت في شرع المحبة عادلا | يا ظالمي ما كنت عني تعدل |
وأما عجيب أن دمعي معرب | عن سر ما أخفيه وهو المهمل |
أضحى ويا لك من عناء هاتكا | ستر الهوى وعليه أصبح يسبل |
يا آمري بسلوه ليغرني | إن السلو كما تقول لأجمل |
لكن يعز خلاص قلب متيم | تركته أيدي الهجر وهو مبلبل |
هيهات كلا لا نجاة لمن غدا | من جسمه في كل عضو مقتل |
إذا ما بات من ترب فراشي | وبت مجاور الرب الرحيم |
فهنوني أصيحابي وقولوا | لك البشرى قدمت على كريم |
طيف غنيت به عن شيم بارقة | وعن تلقي صبا مسكية النفس |
أراحني من مواعيد مزخرفة | أجريت منهن آمالي على يبس |
فبت في نعمة لليل سابغة | ممتعا باللمى والثغر واللعس |
أردد الطرف في خد نضارته | وقف على مستق منها ومقتبس |
خد متى قلت إن الورد يشبهه | قال الجمال: تأمل ذا وذا وقس |
لم أنس ليلة زرتها في غفلة | من كاشح ومراقب وحسود |
فضممت منها غصن بان أهيف | مترنح من بانة مقدود |
ولثمت ثغرا واحياي وخجلتي | إن قلت: مثل اللؤلؤ المنضود |
فشكرت صمت خلاخل وأساور | وشكوت نطق مخانق وعقود |
في ثغره والقوام اللدن ألف غنى | عن أبرق الحزن بل عن بانة الوادي |
سبحان مطلع بدر التم منه على | غصن رطيب من الأغصان مياد |
سكرت من نشوة في مقلتيه صحا | منها وزاد ضلالي وجهه الهادي |
ما ضرني ما اقاسي فيه من سقم | ومن ضنى لو غدا من بعض عوادي |
يا نقي الخد الذي لم يزل فيـ | ـه اجتماع لحمرة وبياض |
لك وعد مستقبل حال قسرا | دونه سيف مقلتيك الماضي |
إن كان يرضيك بأن أبقى كذا | رهن الصبابة والغرام فحبذا |
سهل بكم هذا السقام وهين | في حبكم ما ألتقيه من الأذى |
يا عاذلي ما العذل ضربة لازب | لفتى عليه غدا الهوى مستحوذا |
لي لا لك القلب المشوق وأدمعي | لا دمعك الجاري فمن يصغي إذا |
بي شادن لا قيض الله الذي | أبلى به من أسره لي مأخذا |
ليلي لون الشعر صبحي السنا | خوطي لين القد مسكي الشذا |
لو قابل القمر المنير وقيل لي: | هذاك أم هذا الهلال؟ لقلت ذا |
يا من له خد غدا متنزها | ياقوته عن أن يكون زمرذا |
أي دمع من الجفون أساله | إذ أتته مع النسيم رساله |
حملته الرياح أسرار عرف | أودعتها السحائب الهطاله |
يا خليلي، وللخليل حقوق | واجبات الأحوال في كل حاله |
سل عقيق الحمى وقل إذ تراه | خاليا من ظبائه المختاله |
أين تلك المراشف العسليا | ت وتلك المعاطف العساله |
وليال قضيتها كلآل | بغزال تغار منه الغزاله |
بابلي الألحاظ والريق والألـ | ـفاظ كل مدامة سلساله |
من بني الترك كلما جذب القو | س رأينا في برجه بدر هاله |
يقطع الوهم حين يرمي ولا يد | رى يداه أم عينه النباله |
قلت لما لوى ديون وصالي | وهو مثر وقادر لا محاله |
بيننا الشرع، قال: سر بي فعندي | من صفاتي لكل دعوى دلاله |
وشهودي من خال خدي وقدي | فشهود معروفة بالعداله |
أنا وكلت مقلتي في دم الخلـ | ـق فقلت: قبلت هذي الوكاله |
ما يقول الهاجون في شيخ سوء | راجح الجهل ناقص المقدار |
شان تلعفرا فأضحت به ألـ | ـأم أرض نعم وأخبث دار |
ذو محيا في غاية القبح لم ير | خ عليه الحياء فضل خمار |
فلكم جاء لابسا ثوب عاب | ولكم راح ساحبا ثوب عار |
بين ميمي مهانة ومساو | ثم قافي قيادة وقمار |
هذا العذول عليكم ما لي وله | أنا قد رضيت بذا الغرام وذا الوله |
بات طرفي يتشكى الأرقا | وتوالت أدمعي لا ترتقي |
أقسما في الحب لن نفترقا | وجفوني أقسمت لا تلتقي |
رشأ قلبي به قد علقا | جل من صوره من علق |
خلته بدرا على غصن نقا | باسما عن أنفس الدر نقي |
أريحي خص لما خلقا | بسخا النفس وحسن الخلق |
كلما لاح سناها مشرقا | سجد الغرب لفضل المشرق |
سح جود في ذراها ورقا | فكساها يانعات الورق |
فاستمعها زادك الله بقا | مدحة لم يحكها إبن بقي |
كيف يروي ما بقلبي من ظما | غير برق لائح من إضم |
واحترز واحذر فأحداق الدمى | كم أراقت في رباها من دم |
في هوى أهيف معسول اللمى | ريقه كم قد شفى من ألم |
بحر آداب وفضل قد طمى | فاخش من آذيه الملتطم |
جائل في حلبة الفضل كما | جال في يوم الوغى شهم كمي |
قلت عودا وارجعا من أنتما | ذا امرؤ القيس إليه ينتمي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0
الشاعر- التلعفري الأديب الشاعر المتأخر، اسمه محمد بن يوسف، تقدم ذكره في المحمدين في مكانه.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0