القاضي محمد محمد بن يوسف بن يعقوب الازدي بالولاء، أبو عمر: قاض، من العلماء بالحديث ولد بالبصرة، وولي القضاء بمدينة المنصور والأعمال المتصلة بها (سنة284هـ) ثم نقل إلى قضاء الشرقية (الكرخ) وصرف سنة 296 واعيد سنة317 فتقلد مع قضاء الجانب الشرقي (ببغداد) الشام والحرمين واليمن. وصنف (مسندا) كبيرا، قرأ اكثره على الناس. وكانوا يضربون المثل بعقله وحلمه. توفى ببغداد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 148
القاضي أبو عمر البغداذي محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي مولاهم أبو عمر البغداذي القاضي، توفي سنة عشرين وثلاث مائة، ولد القاضي أبو عمر الأزدي سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وسمع الشيوخ ولقي العلماء، لم يكن له نظير في الحكام عقلا وحلما وذكاء وتمكنا وإيجازا للمعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة، وصفه الخطيب بأوصاف جميلة من الجود والفضل والحياء والكرم والإحسان إلى القاصي والداني، واستخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي من بغداذ وكان يحكم بين أهل مدينة المنصور رياسة وبين أهل الجانب الشرقي نيابة وصرف هو ووالده، ثم تولى زمن المقتدر قضاء الجانب الشرقي من بغداذ وعدة نواح من السواد والشام والحرمين واليمن وغير ذلك، ثم قلد قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاث مائة، وحمل الناس عنه علما كثيرا من الحديث والفقه وصنف مسندا كبيرا، ولم ير الناس ببغداذ أحسن من مجلسه، كان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم ابن منيع -وهو قريب من أبيه في السن والسند- وعن يساره ابن صاعد وأبو بكر النيسابوري بين يديه وسائر الحفاظ حول سريره وما عثروا عليه بخطإ قط لا في رواية الحديث ولا في أحكامه، حضر عنده يوما ثوب يمان قيمته خمسون دينارا وعنده جماعة من أصحابه وشهوده الذين يأنس بهم فاستحسنوه فقال: علي بالقلانسي! ففصله قلانس على عددهم، وقال: لو استحسنه واحد منكم وهبته له فلما اشتركتم في استحسانه وجب قسمته بينكم وهو لا يقوم بملابسكم فجعلته قلانس لكم، ورؤي في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: أدركتني دعوة العبد الصالح إبراهيم الحربي، وكانا قد اجتمعا في مكان فقال القاضي لغلامه: ارفع نعلي إبراهيم في منديلك، ففعل فلما قام الحربي قال القاضي لغلامه: قدم نعلي إبراهيم، فأخرجهما من المنديل فقال إبراهيم للقاضي: رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة، أسند القاضي عن محمد بن الوليد ومحمد بن إسحاق الصاغاني وعثمان بن هشام بن دلهم وغيرهم، وروى عنه الدارقطني ويوسف بن عمر القواس وأبو القاسم ابن حبابة وآخرون.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0
عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن
زيد بن درهم القاضي: حدث أبو القاسم التنوخي قال حدثني أبو الحسين بن عياش القاضي قال: لما قلد المقتدر أبا الحسين ابن أبي عمر القاضي المدينة رئاسة في حياة أبيه أبي عمر خلع عليه، واجتمع الخلق من الأشراف والقضاة والشهود والجند والتجار وغيرهم على باب الخليفة، حتى خرج أبو الحسين وعليه الخلع، فساروا معه، قال: وكنت فيهم للصهر الذي كان بينه وبينهم ولأنه كان أحد شهودهم، فصار عمي وأنا معه في أخريات الناس والموكب خوفا من الزحام، ومعنا شيخ أسن أسماه أبو الحسين وأنسيته أنا، فكنا لا نجتاز بموضع إلا سمعنا ثلب الناس لأبي الحسين وتعجبهم من تقلده رئاسة، فقال عمي للشيخ: يا أبا فلان أما ترى كثرة تعجب الناس من تقلد هذا الصبي مع فضله ونفاسته وعلمه وجلالة سلفه؟! فقال: يا أبا محمد لا تعجب من هذا، فلعهدي وقد ركبت مع أبي عمر يوم خلع عليه بالحضرة، وقد اجتزنا بالناس- وهم معجبون من تقلده- أضعاف هذا العجب، حتى خفنا أن يثبوا علينا، وهذا أبو عمر الآن وقدره في الفضل والنبل معروف، ولكن الناس يسرعون إلى العجب مما لم يألفوه.
وله من التصانيف: كتاب غريب الحديث كبير لم يتم. كتاب الفرج بعد الشدة لطيف وهو مما أحسب أول من صنف في ذلك .
حدث ابن نصر والخطيب عن أبي الطيب ابن زنجي المؤدب قال: كان بين أبي أحمد ابن ورقاء وبين القاضي أبي عمر وولده أبي الحسين مودة وكيدة، فعن لأبي أحمد سفرة لم يودع فيها القاضيين، فلما عاد من سفرته لم يقصداه ولم يعرفا خبره، فكتب إليهما:
أأستجفي أبا عمر وأشكو | أم استجفي فتاه أبا الحسين |
بأي قضية وبأي حكم | ألحا في قطيعة واصلين |
فما جاءا ولا بعثا رسولا | ولا كانا لحق قاضيين |
وان من المروءة أن يكونا | لمن والاهما متواليين |
فان نعتب فحقا غير أنا | نجل على العتاب القاضيين |
تجن واظلم فلست منتقلا | عن خالص الود أيها الظالم |
كتبت تشكو قطيعة سلفت | وخلت أني لحبلكم صارم |
تركت حق الوداع منصرفا | وجئت تبغي زيارة القادم |
كأن حقي عليك مطرح | وحق ما تبتغيه لي لازم |
أمران لم يذهبا على فطن | وأنت بالحكم فيهما عالم |
وبعد ذا فالعتاب من ثقة | وصدره من حفيظة سالم |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 2096
أبو عمر القاضي الإمام الكبير، قاضي القضاة، أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ابن عالم البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم، البصري، ثم البغدادي، المالكي.
سمع: أباه الحافظ يوسف القاضي -صاحب السنن- ومحمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وزيد بن أخزم، وطبقتهم.
حدث عنه: الدارقطني، والقاضي أبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وعدة.
مولده بالبصرة في سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وولي قضاء مدينة المنصور في سنة أربع وثمانين، وكان عديم النظير عقلا وحلما وذكاء، بحيث إن الرجل كان إذا بالغ في وصف
شخص، قال: كأنه أبو عمر القاضي. ثم قلده المقتدر بالله قضاء الجانب الشرقي، وعدة نواح، ثم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاث مائة.
حمل الناس عنه علما واسعا من الحديث والفقه، ولم ير أجل من مجلسه للحديث: البغوي عن يمينه، وابن صاعد عن شماله، وابن زياد النيسابوري، وغيره بين يديه.
وكان يذكر أن جده لقنه حديثا، فحفظه وله أربع سنين، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الحسن، قال: لا بأس بالكحل للصائم.
قال الخطيب: هو ممن لا نظير له في الأحكام عقلا، وذكاء، واستيفاء للمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة.
وقيل: كان الرجل إذا امتلأ غيظا، يقول: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت.
استخلف ولده على قضاء الجانب الشرقي.
وقد كتب الفقه عن: إسماعيل القاضي، سوى قطعة من التفسير، وعمل ’’مسندا’’ كبيرا، قرأ أكثره على الناس.
ومات سنة عشرين وثلاث مائة، رحمه الله.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد الله، أخبرنا هبة الله بن الحسين، أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، حدثنا عيسى بن الوزير: قرئ على القاضي أبي عمر محمد بن يوسف -وأنا أسمع- قيل له: حدثكم الحسن ابن أبي الربيع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: فرضت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلت خمسا، فقال الله -عز وجل: ’’إن لك بالخمس خمسين، الحسنة بعشر أمثالها’’.
أصل الحديث في الصحاح لأنس بن مالك وغيره، وهذا إسناد لين من جهة أبي هارون.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 339
قاضي القضاة أبي الحسن عمر بن قاضي القضاة أبي عمر: محمد بن القاضي يوسف بن القاضي يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد كذا اسمه ووهم من سماه أحمد وكان من أحذق من رأيناه من أحداث المالكيين. كان ذكيا فطنا حاذقا بالمذهب أخذ من كل علم بنصيب كان نظير أبيه في الفضل وتاليه في العقل السالك مسلك سلفه والجاري على مذاهب أوله الحامل لعلوم قلما اجتمعت في مثله من أهله زمانه ولا يعرف قاض في سنه ولا أعلى منه يشتغل بالعلوم التي يشتغل بها الناس من حفظ الحديث وعلم به واستبحار في الفقه واحتجاج له وتقدم في النحو واللغة وحظ جزيل من البلاغة: نظمها ونثرها.
قرأ من كتب اللغة والأخبار ما يقارب عشرة آلاف ورقة وبلغ مبلغا عظيما
وله كتاب في الرد على من أنكر إجماع أهل المدينة وهو نقض كتاب الصيرفي وله كتاب سماه: الفرج بعد الشدة ولم يدرك عمهم إسماعيل بن إسحاق وإنما تفقه عند أبيه وكبار أصحاب إسماعيل وعنه وعن أبيه عمر أخذ أبو بكر الأبهري وغيره وعندهما تفقه وكان يخلف أباه في قضائه وهو صغير السن.
ثم ولي قضاء مدينة المنصور - سنة عشرين وثلاثمائة فلما توفي أبوه في رمضان من هذه السنة قلد أبو الحسن جميع ما كان يتقلده أبوه. وفي أيامه قتل بن أبي العزافيري وكان يذهب إلى مذهب الحلاج ويقول بالحلول والتأله فشهد على قوله وأفتى أبو الحسن بقتله. وفي أيام أبيه أبي عمر قتل الحسين بن منصور الحلاج بفتواه وفتوى أبي الفرج المالكي ومن وافقهما من المالكية.
وتوفي أبو الحسن ببغداد وهو متولي قضاء القضاة ليلة الخميس لثلات عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة واخترمته المنية قبل استيفاء أمد أقرانه وطبقته. وسنه - يوم مات - تسع وثلاثون سنة ولم يتخلف عن جنازته جليل وصلى عليه ابنه أبو نصر ووجد عليه الرضي أمير المؤمنين وجدا شديدا حتى كاد يبكي بحضرتنا ويقول: كنت أضيق بالشيء ذرعا حتى أراه فيوسعه علي برأيه رحمه الله تعالى.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 75
محمد أبو عمر بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد أصله من البصرة وسكن بغداد وسمع من جده يعقوب بن إسماعيل وأحمد بن منصور والرمادي وعمر بن مرزوق ومحمد بن إسحاق الصاغاني وأبي عثمان المقدمي ومحمد بن الوليد التستري والحسن بن أبي الربيع وزيد بن أخرم وعثمان بن هشام بن دلهم وغيرهم.
وتفقه بإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر الأبهري وأبو القاسم بن حبابة ويوسف بن عمر القواس وجعفر بن محمد البهلول وأبو علي المؤذن المالكي وعليه تفقه أبو بكر الأبهري وغيره وكان يناظر بين يديه أئمة المذاهب.
كان ثقة فاضلا وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل وقطعة من التفسير وعمل مسندا كبيرا قرأ أكثره على الناس ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث. كان العلماء وأصحاب الحديث يتجملون بحضور مجلسه.
قال أبو عبد الله بن عرفة: نفطويه في تاريخه: أبو عمر لا نظير له في الحكام: عقلا وحلما وتمكنا واستيفاء للمعاني الكبيرة باللفظ اليسير مع معرفة بأقدار الناس ومواضعهم.
وحسن التأني في الأحكام والحفظ لما يجري على يديه حتى إذا بالغ الإنسان في وصف رجل قال: كأنه أبو عمر القاضي وإذا امتلأ غيظا قال: لو أني القاضي أبو عمر ما صبرت سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة والرياسة والصبر على المكاره واصطناع المعروف عند الداني والقاصي ومداراته للنظير والتبيع. لم يزل على ذلك يزداد طول الزمان جلالة ونبلا.
وكان من زينة الزمان وكان حاجب إسماعيل القاضي: أولا ثم ولي القضاء بعده وولي قضاء القضاء ولم يله أحد من آله قبله إلى أن مات.
وفي أيامه قتل الحلاج والقاضي أبو عمر هو الذي أفتى بقتله بعد تقريره على مذهبه وقيام الشهادات عليه بإلحاده فضرب ألف سوط ثم قطعت يداه ورجلاه ثم طرح جسده وبه رمق من أعلى موضع ضرب فيه إلى الأرض وأحرق بالنار. ونكب القاضي أبو عمر فيمن نكب مع سائر آله وقبض عليه واستصفيت جميع أمواله وجرت عليه محنة عظيمة إلى أن من الله تعالى بالفرج. وتوفي أبو عمر في رمضان لخمس بقين منه سنة عشرين وثلاثمائة وسنه سبع وسبعون سنة مولده بالبصرة أول رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 181
محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم، أبو عمر القاضي:
قاضي الحرمين واليمن والشام، والجانب الشرقى والشرقية، وعدة نواح من السواد، ولى ذلك بتقليد من المقتدر، بإشارة الوزير أبي على الحسن بن علي بن عيسى، في سنة إحدى وثلاثمائة، ثم قلده قضاء القضاة في سنة سبع عشرة، وكان من خيار القضاة حلما وعقلا وجلالة وصيانة وذكاء وفضلا وكرما، سمع محمد بن الوليد البسرى، ومحمد بن إسحاق الصاغانى، وجماعة.
وروى عنه أبو بكر الأبهرى الفقيه، وأبو الحسن الدارقطني، وجماعة.
وتوفى يوم الأربعاء لخمس بقين، وقيل لسبع بقين، من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، ودفن في داره، ومولده لسبع خلون من رجب، سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 1