عمرو بن عبد الرحمن بن الخلق أبو هشام الباهلي الظالمي، شاعر مكثر كان على عهد المنصور والمهدي والرشيد، وهاجى بشارا الأعمى فانتصف منه، وفيه يقول:
بذلة والديك كسبت عزا | ويا للؤم اجترأت على الجواب |
وهجا روح بن حاتم المهلبي فأسرف عليه، ورماه باللواط والأجارة في صباه، واللؤم والجبن، حدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن دعبل بن علي قال: كان أبو هشام يعبر الجسر على دجلة بمدينة السلام، فلقيه عليه أبو نيقة الحسين بن الوراس مولي خزاعة وكان شاعرا، وعاتبه أبو نيقة على هجائه آل المهلب، ثم اتخذا وتلاطما، فدفع أبو نيقة أبا هشام، فرمى به إلى دجلة فبادر إليه قوم من الملاحين وأصحاب الزواريق فأخرجوه وتشبث به، وكان على أحد الجانبين المسيب بن زهير الضبي وعلى الآخر نصر بن مالك الخزاعي، فقال أبو نيقة: إرفعونا إلى نصر، وقال أبو هشام: إرفعونا إلى المسيب، ففرق الناس بينهما، فقال أبو نيقة.
فمن مبلغ عليا خزاعة أنني | قذفت بعبد الباهليين في الجسر |
قذفت به كي يغرق العبد عنوة | فجاش به من لؤمه زبد البحر |
ومن قول أبي هشام في سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي يمدحه:
ألا قل لساري الليل لا تخش ضلة | سعيد بن سلم ضوء كل بلاد |
لنا سيد أركل على كل سيد | جواد حثا في وجه كل جواد |
يطول على الرمح الرديني قامة | ويقصر عنه باع كل نجاد |