الزبيدي محمد بن يحيى بن علي بن مسلم القرشي، أبوعبد الله اليمني الزبيدي: واعظ عارف بالادب. كانت اقامته ببغداد ورحل إلى دمشق (في حدود سنة506) ولم يحتمل (الاتابك طغتكين) صراحته في وعظه، فاخرجه منها، فانصرف إلى العراق. ثم عاد إلى دمشق رسولا من المسترشد بالله العباسي، في امر الباطنية، ورجع إلى بغداد فتوفى فيها. قال ابن قاضي شهبة: كان حنفي المذهب، علىطريقة السلف في الاصول، وكان يقول الحق وان كان مرا. له نحو مئة مصنف، منها في (النحو) و (القوافي) و (الرد على الخشاب).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 137

محمد بن يحيى بن علي بن مسلم بن موسى بن عمران الحنفي الزبيدي، أبو عبد الله النحوي: كانت له معرفة بالنحو واللغة والأدب، صحب الوزير ابن هبيرة مدة وقرأ عليه، وكان صبورا على الفقر لا يشكو حاله.
قال ابن الجوزي: حدثني الوزير ابن هبيرة قال: جلست مع الزبيدي من بكرة إلى قريب الظهر وهو يلوك شيئا في فمه، فسألته فقال: لم يكن عندي شيء فأخذت نواة وجعلتها في فمي أتعلل بها. وكان يحكى عنه أنه على مذهب السالمية ويقول:
إن الأموات يأكلون ويشربون في القبر وإن العاصي لا يلام لأنه بقدر الله تبارك وتعالى.
وكان يقول: قل الحق وان كان مرا.
ودخل على الوزير الزينبي وعليه خلعة الوزارة، والناس يهنونه فقال: هذا يوم عزاء لا هناء، فقيل: لم؟ فقال: أيهنأ على لبس الحرير؟
وحكي عنه قال: خرجت إلى المدينة على الوحدة، فآواني الليل إلى جبل فصعدت عليه وناديت: اللهم إني الليلة ضيفك، ثم نزلت فتواريت عند صخرة فسمعت مناديا ينادي: مرحبا يا ضيف الله، إنك مع طلوع الشمس تمر على قوم على بئر يأكلون خبزا وتمرا، فإذا دعوك فأجب فهذه ضيافتك، فلما كان من الغد سرت فلما كان وقت طلوع الشمس لاحت لي أهداف بئر، فوجدت عندها قوما يأكلون خبزا وتمرا، فدعوني إلى الأكل فأجبت.
وله من التصانيف: منار الاقتضاء ومنهاج الاقتفاء. وكتاب الرد على ابن الخشاب. وكتاب العروض. والمقدمة في النحو. وكتاب الحساب. وكتاب القوافي. وكتاب تعليل قراءة {ونحن عصبة} بالنصب. مات في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2675

الزبيدي الإمام القدوة العابد الواعظ، أبو عبد الله، محمد بن يحيى بن علي ابن مسلم بن موسى بن عمران القرشي اليمني الزبيدي، نزيل بغداد، وجد المشايخ الرواة.
مولده سنة ستين وأربع مائة.
وقدم دمشق بعد الخمس مائة، فوعظ بها، وأخذ يأمر بالمعروف، فلم يحتمل له الملك طغتكين، وكان نحويا فقيرا قانعا متألها، ثم قدم دمشق رسولا من المسترشد في شأن الباطنية، وكان حنفيا سلفيا.
قال ابن هبيرة: جلست معه من بكرة إلى قريب الظهر وهو يلوك شيئا، فسألته، فقال: نواة أتعلل بها لم أجد شيئا.
قال ابن الجوزي: كان يقول الحق وإن كان مرا، لا تأخذه في الله لومة لائم، قيل: دخل على الوزير الزينبي وعليه خلعة الوزارة، وهم يهنئونه، فقال: هو ذا يوم عزاء، لا يوم هناء، فقيل: ولم؟ قال: أهنىء على لبس الحرير؟!
قال ابن الجوزي: حدثني الفقيه عبد الرحمن بن عيسى، سمعت الزبيدي قال: خرجت إلى المدينة على الوحدة، فآواني الليل إلى جبل، فصعدت، وناديت: اللهم إني الليلة ضيفك. ثم نوديت: مرحبا بضيف الله، إنك مع طلع الشمس تمر بقوم على بئر يأكلون خبزا وتمرا، فإذا دعوك فأجب، فسرت من الغد، فلاحت لي أهداف بئر، فجئتها، فوجدت عندها قوما يأكلون خبزا وتمرا، فدعوني، فأجبت.
قال السمعاني: كان يعرف النحو، ويعظ، ويسمع معنا من غير قصد من القاضي أبي بكر وغيره، وكان فنا عجيبا، وكان في أيام المسترشد يخضب بالحناء، ويركب حمارا مخضوبا بالحناء، وكان يجلس ويجتمع عنده العوام، ثم فتر سوقه، ثم إن الوزير ابن هبيرة رغب فيه، ونفق عليه، وسمعت جماعة يحكون عنه أشياء السكوت عنها أولى، وقيل: كان يذهب إلى مذهب السالمية، ويقول: إن الأموات يأكلون ويشربون وينكحون في قبورهم، وإن الشارب والزاني لا يلام، لأنه يفعل بقضاء الله وقدره.
قلت: يحتج بقصة آدم وموسى عليهما السلام، وبقول آدم: وأنه حج موسى1، ولو
سلمنا أن الزاني لا يلام، فعلينا أن نحده ونغربه، ونذم فعله، ونرد شهادته، ونكرهه، فإن تاب واتقى أحببناه واحترمناه، فالنزاع لفظي.
قال: وسمعت علي بن عبد الملك يقول: زاد الزبيدي في أسماء الله أسامي: الزارع، والمتمم، والمبهم، والمظهر.
قال ابن عساكر: قال ولده إسماعيل: كان أبي في كل يوم وليلة من أيام مرضه يقول: الله الله، نحوا من خمسة عشر ألف مرة، فما زال يقولها حتى طفىء.
وقال ابن شافع، كان له في علم العربية والأصول حظ وافر، وصنف في فنون العلم نحوا من مائة مصنف، ولم يضيع شيئا من عمره، وكان يخضب بالحناء، ويعتم ملتحيا دائما، حكيت لي عنه من جهات صحيحة غير كرامة، منها رؤيته للخضر.
توفي في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمس مائة رحمه الله.
البروجردي، الحصكفي:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 108

والواعظ الزاهد أبو عبد الله محمد بن يحيى بن علي اليمني الزبيدي ببغداد

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 167

محمد بن يحيى بن عليّ بن مسلم الزّبيديّ، أبو عبد الله الحنفيّ.
من أهل زبيد، قدم بغداد سنة تسع وخمس مائة ووعظ، وكان له معرفة بالنّحو واللّغة والأدب، وصحب عون الدّين يحيى بن هبيرة قبل الوزارة.
وقد صنّف الزّبيديّ عدة تصانيف، منها: كتاب الاقتضاء ومنهاج الاقتفاء، وكتاب الردّ على ابن الخشّاب، وكتاب العروض، وكتاب المقدّمة في النّحو، وكتاب في الحساب، وغير ذلك.
وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر من سنة خمس وخمسين وخمس مائة، ودفن بمقبرة باب الشام.

  • دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 146