محمد بن هشام محمد بن هشام بن اسماعيل امخزومي: أمير: ولاه هشام بن عبد الملك إمرة مكة والطائف (سنة 114 هـ) فاقام على ذلك إلى ان ولي الوليد الخلافة، فعزله، وطلبه إلى الشام فجلده، وبعثه إلى العراق مع اخيه ابراهيم بن هشام المخزومي موثقين بالحديد، فعذبهما امير العراق يوسف بن عمر حتى ماتا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 131

محمد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم المخزومي.
أمير مكة والمدينة والطائف. ولى ذلك بعد عزل أخيه إبراهيم بن هشام، ولم يل ذلك
بعده دفعة واحدة. وإنما ولى مكة والطائف في سنة أربع عشرة ومائة، على ما ذكر ابن جرير، وابن الأثير.
قال ابن الأثير، بعد ذكره لولاية محمد بن هشام على مكة والطائف في سنة أربع عشرة ومائة: وقيل: بل ولى محمد سنة ثلاث عشرة.
ذكر ابن جرير، وابن الأثير: أنه كان عاملا على مكة والمدينة والطائف، في سنة سبع عشرة ومائة.
وذكر ابن جرير مثل ذلك في أخبار سنة ثمانى عشرة ومائة، قال: وقيل: كان عامل المدينة في هذه السنة: خالد بن عبد الملك. انتهى.
وخالد بن عبد الملك هذا، هو خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص الأموي، كان والى المدينة في سنة أربع عشرة ومائة، بعد عزل إبراهيم بن هشام، أخى محمد بن هشام هذا.
وذكر ابن جرير: أن محمد بن هشام هذا، كان عاملا على مكة والمدينة والطائف، في سنة تسع عشرة ومائة، وفي سنة عشرين ومائة، وفي سنة إحدى وعشرين ومائة.
وذكر ابن الأثير ما يوافق ما ذكره ابن جرير، في ولاية محمد بن هشام، على مكة والمدينة والطائف، في هذه الثلاث السنين.
وقال في أخبار سنة اثنتين وعشرين ومائة: وحج بالناس هذه السنة، محمد بن هشام المخزومي. وكان عمال الأمصار من تقدم ذكرهم قبل.
وقال في أخبار سنة ثلاث وعشرين ومائة: وكان العمال في الأمصار، العمال في السنة التي قبلها. انتهى.
وهذا يدل على أن محمد بن هشام، كان على مكة والمدينة والطائف، في سنة اثنتين وعشرين ومائة، وسنة ثلاث وعشرين ومائة؛ لأنه ذكر أنه كان على ذلك في ثلاث سنين، قبل هاتين السنتين. والله أعلم.
وأظن أن ولايته دامت إلى انقضاء خلافة ابن أخيه هشام بن عبد الملك، وذلك في شوال سنة خمس وعشرين ومائة.
وذكر ابن جرير: أنه حج بالناس سنة أربع عشرة ومائة - في قول - وسنة خمس عشرة. وجزم بذلك، وسنة ثمانى عشرة - في قول - وسنة إحدى وعشرين.
وذكر ابن الأثير: أنه حج بالناس سنة أربع عشرة - في قول - وسنة خمس عشرة، وسنة ثمانى عشرة. وفي سنة عشرين - في قول - وفي سنة إحدى وعشرين - في قول - وفي سنة إحدى وعشرين، وفي سنة اثنتين وعشرين، وفي سنة أربع وعشرين. وذكر العتيقى في أمراء الموسم: أن محمد بن هشام حج بالناس، في سنة خمس عشرة ومائة، وهو أمير مكة، وحج بالناس بعد ذلك خمس حجج متوالية، أولها: سنة عشرين ومائة. وحج بالناس أيضا في سنة ثمانى عشرة. وحكى قولا: أنه حج بهم في سنة تسع عشرة، بعد أن جزم بأن الذي حج بالناس في هذه السنة، مسلمة، أبو شاكر بن هشام ابن عبد الملك أمير المؤمنين. انتهى.
وذكر الفاكهي في ولايته لمكة شعرا هجى به؛ لأنه قال: وكان من ولاة مكة لبنى أمية، محمد بن هشام بن إسماعيل، وله يقول العرجي، كما ذكر الزبير عن عمه، ولم أسمعه منه، حدثنيه ابن شبيب عنه، قال: لما ولى محمد بن هشام الحج، أنشا العرجي يقول:

انتهى.
وقال ابن خلكان في ترجمة [ ....... ] قال ابن إسحاق: وكان الوليد بن يزيد مضطغنا على محمد بن هشام أشياء كانت تبلغه عنه في حياة هشام.
فلما ولى الخلافة قبض عليه وعلى أخيه إبراهيم بن هشام، وأشخصا إليه إلى الشام، ثم دعى له بالسياط، قال له محمد: أسألك بالقرابة. فقال: وأى قرابة بينى وبينك؟، هل أنت إلا من أشجع. قال: فأسألك بصهر عبد الملك. قال: لم تحفظه. قال له: يا أمير المؤمنين، قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أن يضرب في شيء بالسياط إلا في حد. قال: وفي حد أضربك وقود، أنت أول من سن ذلك على العرجي، وهو ابن عمى، وابن أمير المؤمنين عثمان، فما رعيت حق جده ولا نسبته لهشام، ولا ذكرت حينئذ هذا الخبر، أنا ولى ثأره، اضرب يا غلام، فضربهما ضربا شديدا، وأثقلا بالحديد، ووجه بهما إلى يوسف بن عمر بالكوفة، وأمره باستضافتها وتعذيبهما حتى يتلفا. وكتب إليه: احبسهما مع ابن النصرانية - يعنى خالد القسرى - ونفسك نفسك إن عاش أحد منهم، فعذبهم عذابا شديدا، وأخذ منهما مالا عظيما، حتى لم يبق فيهم موضعا للضرب.
وكان محمد بن هشام مطروحا، فإذا أرادوا أن يقيموه، أخذوا بلحيته، فحذبوه بها. ولما اشتدت الحال بهما، تحامل إبراهيم لينظر في وجه محمد، فوقع عليه، فماتا جميعا. ومات خالد القسرى معهما في يوم واحد. انتهى.
قلت: كانت وفاة خالد، في محرم سنة ست وعشرين ومائة، كما ذكره غير واحد.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 1