أبو الهذيل العلاف محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول العبدي، مولى عبد القيس، أبو الهذيل العلاف: من أئمة المعتزلة. ولد في البصرة واشتهر بعلم الكلام. قال المأمون: أطل أبو الهذيل على الكلام كإطلال الغمام على الانام. له مقالات في الاعتزال ومجالس ومناظرات. وكان حسن الجدل قوي الحجة، سريع الخاطر. كف بصره في آخر عمره، وتوفي بسامرا. له كتب كثيرة، منها كتاب سماه (ميلاس) على اسم مجوسي أسلم على يده. وللمعاصر على مصطفى الغرابي (أبو الهذيل العلاف -ط) في سيرته واقواله.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 131

أبو الهذيل العلاف محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول العلاف البصري المعتزلي أبو الهذيل وقيل اسمه أحمد، كان من أجلاد القوم رأسا في الاعتزال، ومن المعتزلة فرقة ينسبون إليه يعرفونه بالهذيلية يقولون بمقالاته، زعم أن أهل الجنة تنقطع حركاتهم حتى لا يتكلموا كلمة وينقطع نعيمهم وكذلك أهل النار خمود سكوت وتجتمع اللذة لأهل الجنة والآلام لأهل النار في ذلك السكون، وهذا قريب من مذهب جهم بن صفوان فإنه حكم بفناء الجنة والنار، وإنما التزم أبو الهذيل هذا المذهب لأنه لما التزم في مسئلة حدث العالم أن الحوادث التي لا أول لها كالحوادث التي لا آخر لها إذ كل واحد منهما لا يتناهى قال: إني لا أقول بحركات لا تتناهى بل يصيرون إلى سكون دائم، فظن أن ما التزم من الإشكال في الحركة لا يلزمه في السكون وغلط في ذلك بل هو لازم فلا فرق في امتناع عدم التناهي بين الحركات والسكون، وأثبت إرادات لا في محل وهو أول من أحدث هذه المقالة وتابعه عليها جماعة من المتأخرين، وقال: بعض كلام البارئ لا في محل وهو قوله كن وبعضه في محل كالأمر والنهي والخبر والاستخبار، وابتدع القول بأن المقتول بالسيف أو غيره لم ينته أجله ولا مات بأجله حتى لو فرضنا أنه لم يقتل لبقي إلى أجله فيموت وكذلك من أكل حراما لم يأكل رزقه وانفرد بأشياء غير هذه، يروى عن المأمون قال لحاجبه: من بالباب؟ فقال: أبو الهذيل وعبد الله بن إباض الخارجي وهشام ابن الكلبي الرافضي، فقال: ما بقي من رؤوس جهنم أحد إلا وقد حضر! شرب مرة عند أناس فراود غلاما أمرد فضربه بتور فدخل في رقبته مثل الطوق فأحضر حداد حتى فكه من عنقه، وقال أبو الهذيل: أول ما تكلمت كان عمري خمس عشرة سنة فبلغني أن يهوديا قدم البصرة وقطع كل من فيها فقلت لعمي: امض بي إليه حتى أناظره، فقال: لا طاقة لك به، فقلت: بلى، فمضينا إليه فوجدته في إثبات نبوة موسى وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: نحن قد اتفقنا على نبوة موسى فأثبتوا لنا نبوة محمد حتى نقر به، فقلت له: أسألك أو تسألني؟ فقال مستصغرا: أوما ترى ما فعلت بمشايخك؟ فقلت: دع هذا واسألني أو أسألك، فقال: أليس قد ثبتت نبوة موسى وصحت دلائله؟ أتقر بهذا أم تجحده؟ فقلت له: سألتني عن نبوة موسى وهذا على أمرين: أحدهما موسى الذي أخبر عن نبوة محمد وبشر به وأمر باتباعه فإن كنت سألتني عن نبوة هذا فأنا أقر به وهو نبي، والثاني موسى الذي لم يخبر عن نبوة محمد ولا بشر به ولا أمر باتباعه فلا أقر به ولا أعرفه فإنه شيطان، فتحير اليهودي ثم قال لي: ما تقول في التوراة؟ فقلت: هي أيضا منقسمة إلى قسمين: توراة فيها ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والبشارة به والأمر باتباعه فهي التوراة الحق المنزلة، وتوراة ليس فيها ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ولا البشارة به فهي باطلة لا أصدق بها، فتحير اليهودي وانقطع، ثم قال لي: أريد أسارك في شيء، فتقدمت إليه فإذا هو يشتمني ويشتم معلمي وأبوي وظن أني أرد عليه وأضاربه بحضرة الناس فيقول إنهم تغلبوا علي، فقلت للجماعة ما قال وعرفتهم ما أراد فأخذته الأيدي بالنعال فخرج هاربا من البصرة. ولد أبو الهذيل سنة خمس وثلاثين ومائة ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين فعمر مائة عام، فقيل توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين، وقال المسعودي في مروج الذهب: إنه توفي سنة سبع وعشرين ومائتين وكان قد كف بصره وخرف آخر عمره إلا أنه لا يذهب عليه شيء من الأصول لكنه ضعف عن المناظرة ومحاجة المخالفين له، حكي عنه أنه لقي صالح ابن عبد القدوس وقد مات له ولد وهو شديد الجزع عليه فقال له أبو الهذيل: لا أرى لجزعك عليه وجها إذ كان الإنسان عندك كالزرع، فقال صالح: يا أبا الهذيل إنما أجزع عليه لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك، فقال: وما كتاب الشكوك؟ قال: كتاب وضعته من قرأه يشك فيما كان حتى يتوهم أنه لم يكن ويشك فيما لم يكن حتى يتوهم أنه كان، فقال له أبو الهذيل: فشك أنت في موته واعمل على أنه لم يمت وشك في قراءته الكتاب واعمل على أنه قرأه وإن لم يكن قرأه، فأخجله، وقيل إنما قال ذلك ابن أخته إبراهيم النظام وهو الصحيح، ولأبي الهذيل كتاب يعرف بميلاس وكان ميلاس هذا مجوسيا جمع بين أبي الهذيل وبين جماعة من الثنوية فقطعهم أبو الهذيل فأسلم ميلاس عند ذلك.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0

أبو الهذيل العلاف المعتزلي اسمه: محمد بن الهذيل وقيل أحمد، وقد تقدم ذكره في المحمدين في مكانه.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

أبو الهذيل العلاف ورأس المعتزلة أبو الهذيل محمد بن الهذيل البصري العلاف صاحب التصانيف الذي زعم أن نعيم الجنة، وعذاب النار ينتهي بحيث إن حرمات أهل الجنة تسكن، حتى لا ينطقون بكلمة وأنكر الصفات المقدسة حتى العلم، والقدرة وقال: هما الله، وأن لما يقدر الله عليه نهاية وآخرا وأن للقدرة نهاية لو خرجت إلى الفعل فإن خرجت لم تقدر على خلق ذرة أصلا. وهذا كفر وإلحاد.
وقيل: إن المأمون قال لحاجبه: من بالباب؟ قال: أبو الهذيل، وعبد الله بن أبان الخارجي، وهشام بن الكلبي فقال: ما بقي من رؤوس جهنم إلا من حضر.
ولم يكن أبو الهذيل بالتقي حتى لنقل أنه سكر مرة عند صديقه فراود غلاما له فرماه بتور فدخل في رقبته، وصار كالطوق فاحتاج إلى حداد يفكه.
وكان أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل تلميذ واصل بن عطاء الغزال.
وطال عمر أبي الهذيل وجاوز التسعين وانقلع في سنة سبع وعشرين، ومائتين ويقال: بقي إلى سنة خمس وثلاثين.
أخذ عنه: علي بن ياسين وغيره من المعتزلة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 529