ابن هاني محمد بن هانيء بن محمد بن سعدون الازدي الاندلسي، أبو القاسم، يتصل نسبه بالمهلب بن ابي صفرة: أشعر المغاربة على الاطلاق. وهو عندهم كالمتنبي عند أهل امشرق. وكانا متعاصرين. ولد باشبيلية، وحظى عند صاحبها (ولم تذكر المصادر اسمه) واتهمه اهلها بمذهب الفلاسفة، وفي شعره نزعة اسماعيلية بارزة، فأساؤوا القول في ملكهم بسبه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى إفريقية والجزائر. ثم اتصل بالمعز العبيدي (معد بن اسماعيل) واقام عنده في (المنصورية) بقرب القيروان، مدة قصيرة. ورحل المعز إلى مصر، بعد ان فتحها قائده جوهر، فشيعه ابن هاني وعاد إلى اشبيلية فاخذ عياله وقصد مصر، لاحقا بالعز، فلما وصل إلى (برقة) قتل فيها غلية. له (ديوان شعر -ط) شرحه الدكتور زاهد علي، في كتاب سماه (تبيين المعاني في شرح ديوان ابن هاني -ط) وترجمه إلى الانكليزية.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 130
ابن هاني الأندلسي اسمه محمد بن هاني.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 274
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأندلسي محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأندلسي أبو القاسم أو أبو الحسن من ولد يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي أو من ولد أخيه روح بن حاتم.
ولد بقرية سكون من قرى مدينة أشبيلية سنة 320 أو 326 وقتل في رجب سنة 362 وقيل 361 والأول أصح وعمره 36 سنة وقيل 42.
كان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بأفريقة وكان أيضا شاعرا أديبا فانتقل إلى الأندلس فولد له محمد المذكور بمدينة أشبيلية ونشأ بها واشتغل وخصل له حظ وافر من الأدب وعمل الشعر ومهر فيه وكان حافظا لأشعار العرب وأخبارهم وكان أكثر تأدبه بدار العلم في قرطبة ثم استوطن أبوه البيرة ولذلك يقال له الألبيري أيضا وكان مع مهارته في الشعر عارفا بعلوم أخر لا سيما علم الهيئة كما يظهر من قصيدته الفائية، وكان له حذق ثاقب في فك المعمى قاله لسان الدين بن الخطيب. وأول من اتصل به من أهل الدولة صاحب أشبيلية فأعزه الملك وأكرمه وصار عنده ذا مكان ومنزلة وأقام معه زمانا وسبب مفارقته إياه أن أهل أشبيلية نقموا على الملك وأساؤوا القول فيه لإقامته عنده لأنه كان معتقدا بإمامة الخلفاء الفاطميين وبالمغرب واتهمه الناس بمذهب الفلاسفة حتى هموا بقتله فأشار عليه الملك بالغيبة عن البلدة مدة ينسى فيها خبره فانفصل عنها وعمره يومئذ نحو 27 عاما ولا توجد في ديوانه قصيدة في مدح صاحب أشبيلية مع أنه أقام عنده زمانا والسبب في ذلك أن شعره اشتهر في الغربة في بلاد المغرب ولم يشتهر في وطنه بل بعد خروجه من الأندلس كما هو حال أكثر الفضلاء وقديما قالوا: ليس ابني كرامة في وطنه فخرج إلى عدوة المغرب ولقي القائد جوهرا مولى المنصور بالله الفاطمي فامتدحه فأعطاه مائتي درهم فاستقلها وسأل عن كريم يمدحه فقيل له عليك بأحد الجعفرين جعفر بن فلاح أو جعفر بن علي بن حمدون المعروف بابن الأندلسية وكان جعفر بن علي بالمسيلة وهي مدينة الزاب واليا عليهما مع أخيه يحيى الذي كان معاونا له حتى قيل إنهما كانا والييها قاله لسان الدين بن الخطيب فقصدهما ومدحهما بقصائد في ديوانه فبالغا في إكرامه والإحسان إليه وسارت أشعاره فيهما فلم يزل عندهما في أرغد عيش وأعز جانب إلى أن نمي خبره إلى المعز لدين الله فطلبه منهما فوجهاه إلى القيروان في جملة طرف وتحف بعثا بها إليه كان أبو القاسم أفضلها عنده فأقام عند المعز إلى أن قتل وأما جعفر بن فلاح فلا يوجد في مدحه في الديوان إلا بيتان. ويظهر من بعض قصائده انه تحمل المشاق واقتحم الأهوال في ارتحاله إلى المعز لآن بني أمية منعوه من الوصول إليه ولم يرضوا أن يزوره ويمدحه فاضطر إلى مدافعتهم ومحاربتهم كما يشير إليه بقوله:
دعاني لكم ود فلبت عزائمي | وعنسي وليلى والنجوم الشوابك |
ولو علقته من أمية أحبل | لجب سنام من بني الشعر تامك |
ولما التقت أسيافها ورماحها | سراعا وقد سدت علي المسالك |
أجزت عليها عابرا وتركتها | كأن المنايا تحت جنبي أراتك |
وما نقموا إلا قديم تشيعي | فنجا هزبرا شده المتدارك |
فما تكامل من قلبي لمرتقب | أذنا ولا لخطيب ما تكامل لي |
هل من أعقة عالج يبرين | أم منهما بقر الظباء العين |
أصاخت فقالت وقع أجرد شيظم | وشامت فقالت لمع أبيض مخذم |
وما نقموا إلا قديم تشيعي | فنجى هزيرا شده المتدارك |
نصحت الإمام الحق لما عرفته | وما النصح إلا أن يكون التشيع |
لي صارم وهو شيعي كحامله | يكاد يسبق كراتي إلى البطل |
إذا المعز معز الدين سلطه | لم يرتقب بالمنايا مدة الأجل |
تقول بنو العباس هل فتحت مصر | فقل لبني العباس قد قضي الأمر |
وقد جاوز الإسكندرية جوهر | تطالعه البشرى ويقدمه النصر |
فكل إمامي يجيء كأنما | على خده الشعرى وفي وجهه البدر |
يعز على الحسناء أن أطأ القنا | وأعثر في ذيل الخميس العرمرم |
وبين حصي الياقوت لبات خائف | حبيب إليه لو توسد معصمي |
ومما شجاني في العلاقة أنني | شربت رعافا قاتلا لذ في فمي |
رميت بسهم لم يصب وأصابني | فألقيت قوسي عن يدي وأسهمي |
فلو أنني أسطيع أثقلت خدرها | بما فوق رايات المعز من الدم |
لها العذبات الحمر تهفو كأنها | حواشي بروق أو ذوائب أنجم |
بقدمها للطعن كل شمردل | على كل خوار العنان مطهم |
ومتصل بين الإله وبينه | ممر من الأسباب لم يتصرم |
مقلد مضاء من الحق صارم | ووارث مسطور من الآي محكم |
إمام هدى ما التف ثوب نبوة | على ابن نبي منه بالله أعلم |
ولا بسطت أيدي العفاة بنانها | إلى أريجي منه أندى وأكرم |
وأنت بدأت الصفح عن كل مذنب | وأنت سننت العفو عن كل مجرم |
قصاراك ملك الأرض لا ما يرونه | من الحظ فيها والنصيب المعشم |
ولا بد من تلك التي تجمع الورى | على لا حب يهدي إلى الحق أقوم |
فقد سئمت بيض الظبا من جفونها | وكانت متى تألف سوى الهام تسأم |
وقد غضبت للدين باسط كفه | إليهن في الآفاق كالمتظلم |
وللعرب العرباء ذلت خدودها | وللفترة العمياء في الزمن العمي |
وللعز في مصر يرد سريره | إلى ناعب بالبيت ينعق أسحم |
وللملك في بغداد إن رد حكمه | إلى عضد في غير كف ومعصم |
سوام رتاع بين جهل وحيرة | وملك مضاع بين ترك وديلم |
كأن قد كشف الأمر عن شبهاته | فلم يضطهد حق ولم يتهضم |
وفاض وما مد الفرات ولم يجز | لوارده طهر بغير تيمم |
فلا حملت فرسان حرب جيادها | إذا لم تزرهم من كميت وادهم |
ولا عذب الماء القراح لشارب | وفي الأرض مروانية غير أيم |
إلا أن يوما هاشميا أظلم | يطير فراش الهام عن كل مجثم |
كيوم يزيد والسبايا طريدة | على كل موار الملاط عثمثم |
وقد عضت البيداء بالعيس فوقها | كرائم أبناء النبي المكرم |
فما في حريم بعدها من تحرج | ولا هتك ستر بعدها بمحرم |
فإن يتخرم خير سبطي محمد | فإن ولي الثار لم يتخرم |
إلا سائلوا عنه البتول فتخبروا | أكانت له أما وكان لها أبنم |
وأوفى بلوم من أمية كلها | وإن جل أمر عن ملام ولوم |
أناس هم الداء الدفين الذي سر | إلى رمم بالطف منكم وأعظم |
هم قدحوا تلك الزناد التي ورت | ولو لم تشب النار لم تتضرم |
وهم رشحوا تيما لأرث نبيهم | وما كان تيمي إليه بمنتمي |
على أي حكم الله إذ يأفكونه | أحل لهم تقديم غير المقدم |
وفي أي دين الوحي والمصطفى له | سقوا آله ممزوج صاب بعلقم |
ولكن أمرا كان أبرم بينهم | وإن قال قوم أفلته غير مبرم |
بأسياف ذاك البغي أول سلها | أصيب علي لا بسيف ابن ملجم |
وبالحقد حقد الجاهلية أنه | إلى الآن لم يظعن ولم يتصرم |
وبالثار في بدر أريقت دماؤكم | وقيد إليكم كل أجرد صلدم |
ويأبى من أن يطل نجيعها | فتو غضاب من كمي ومعلم |
قليل لقاء البيض إلا من الظبا | قليل شراب الكاس إلا من الدم |
سبقتم إلى المجد القديم بأسره | ويؤتم بعادي على الدهر أقدم |
إذا ما بنا شاده الله وحده | تهدمت الدنيا ولم يتهدم |
بكم عز ما بين البقيع ويثرب | ونسك ما بين الحطيم وزمزم |
فلا برحت تترى عليكم من الورى | صلاة مصل أو سلام مسلم |
وأقسم أني فيك وحدي لشيعة | وكنت أبر القائلين بمقسم |
وعندي على نأي المزار وبعده | قصائد تشري كالجمان المنظم |
إذا أشأمت كانت لبانة معرق | وإن أعرقت كانت لبانة مشئم |
تنبأ المتنبي فيكم أعصرا | ولو رأى رأيكم في شعره كفرا |
مهلا فلا المتنبي بالنبي ولا | أعد أمثاله في مثله السوارا |
تهتم علينا بمرآه وعلكم | لم تدركوا منه لا عينا ولا أثرا |
هذا على أنكم لم تنصفوه ولا | أورثتموه حميد الذكر إن ذكرا |
ويلمه شاعرا أخملتموه ولم | نعلم له عندنا قدرا ولا خطرا |
فقد حملتم عليه في قصائده | ما يضحك الثقلين الجن والبشرا |
صحفتم اللفظ والمعنى عليه معا | في حاله وزعمتم أنه حصرا |
فلو يصيخ إليكم سمع قائله | ما بات يعمل في تجبيره الفكرا |
أريتموني مثالا من روايتكم | كالأعجمي أتى ولا يفصح الخبرا |
أصم وأعمى ولكني سهرت له | حتى رددت إليه السمع والبصرا |
كانت معانيه ليلا فامتعضت له | حتى إذا ما بهرت الشمس والقمرا |
ضجرتم وأتانا من ملامكم | ومن معاريضكم ما يشبه الضجرا |
فلو رأى ما دهاني من كتابكم | وما دهى شعره منكم لما شهرا |
أعرتموني نفيسا منه في أدم | فمن لكم أن تعاروا البحث والنظرا |
تقدم خطى أو تأخر خطى | فإن الشباب مشى القهقرى |
ما أنس ل أنس أجفال الحجيج بنا | والراقصات من المهرية القود |
ذا موقف الصبر من مرمى الجمار ومن | مشاخب البدن قفر غير معهود |
وموقف الفتيات الناكسات ضحى | يعثرن في صبرات الفتية الصيد |
يحرمني في الربط من مثنى وواحدة | وليس يحرمني إلا في المواعيد |
ذوات نبل ضعاف وهي قاتلة | وقد يصيب كميا سهم رعديد |
قد كنت قناصها أيام أذعرها | غيد السوالف في أيامي الغيد |
لا مثل وجدي بريعان الشباب وقد | رأيت أملود غصني غير أملود |
ورابني لون رأسي أنه اختلفت | فيه الغمائم من بيض ومن سود |
في الله تصديق ما في النفس من أمل | وفي المعز معز الباس والجود |
وكان منقذ نفسي في عمايتها | فقلت فيه بعلم لا بتقليد |
هادي رشاد وبرهان وموعظة | وبينات وتوفيق وتسديد |
قد حاكته ملوك الروم في لجب | وكان الله حكم غير مردود |
إذ لا ترى هبرزيا غير منعفر | منهم ولا جائليقا غير مصفود |
ذموا قناك وقد ثارت أسنتها | فما تركن وريدا غير مورود |
حويت أسلابهم من كل ذي شطب | ماض ومطرد الكعبين أملود |
وكل درع دلاص المتن سابغة | تطوى على كل ضافي النسج مسرود |
سود الغدائر في بيض الأسنة في | حمر الأنابيب من ردع وتجسيد |
لو كان للروم علم بالذي لقيت | مل هنئت أم بطريق بمولود |
كأنما بادرت منها سلوكهم | مصارع القتل أو جاؤوا لمرعود |
ألقى الدمستق بالصلبان حين رأى | ما أنزل الله من نصر وتأييد |
فقل له حال من دون الخليج قنا | سمر وأذرع أبطال مناجيد |
أعيا عليه أيرجو أم يخاف وقد | رآك تنجز من وعد وتوعيد |
حميته البر والبحر الفضاء معا | فما يمر بباب غير مسدود |
قد كانت الروم محذورا كتائبها | تدني البلاد على شحط وتبعيد |
حل الذي أحكموه في العزائم من | عقد وما جربوه في المكائيد |
وشاغبوا أليم ألفي حجة كملا | وهم فوارس قارياته السود |
فاليوم قد طمست فيه مسالكهم | من كل لا حب نهج الفلك مقصود |
هيهات راعهم في كل معترك | ملك الملوك وصنديد الصناديد |
ذو هيبة تتقى من غير بائقة | وحكمة تجتنى من غير تعقيد |
من معشر تسع الدنيا نفوسهم | والناس ما بين تضييق وتنكيد |
أولئك الناس إن عدوا بأجمعهم | ومن سواهم ولغو غير معدود |
والفرق بين الورى جمعا وبينهم | كالفرق ما بين معدوم وموجود |
كأن حلمك أرسى الأرض أو عقدت | به نواصي درى أعلامهم القود |
وأنت سيرت ما في الجود من مثل | باق ومن أثر في الناس محمود |
أسفي على الأحرار قل حفاظهم | لو كان يجدي الحر أن يتأسفا |
يا ويلكم أفما لكم من صارخ | إلا بثغر ضاع أو دين عفا |
فمدينة من بعد أخرى تستبى | وطريقة من بعد أخرى تقتفى |
حتى لقد رجفت ديار ربيعة | وتزلزلت أرض العراق تخوفا |
والشام قد أودى وأودى أهله | إلا قليلا والحجاز على شفا |
فتربصوا فالله منجز وعده | قد آن للظلماء أن تتكشفا |
هل من أعقة عالج بيرين | أم منهما بقر الحدوج العين |
المشرقات كأنهن كواكب | والناعمات كأنهن غصون |
أدمى لها المرجان صفحة خده | وبكى عليها اللؤلؤ المكنون |
بانوا سراعا للهوادج زفرة | مما رأين وللمطي حنين |
ماذا على حلل الشقيق لو أنها | عن لا بسيها في الخدود تبين |
لا يبعدان إذ العبير لو ثرى | والبان أيك والشموس قطين |
أيام فيه العبقري منوف | والسابري مضاعف موضون |
والزاعبية شرح والمشرفية | لمع والمقربات صفوف |
والعهد من لمياء إذ لا قومها | خزر ولا الحرب الزبون زبون |
عهدي بذاك الجو وهو أسنة | وكناس ذاك الخشف وهو عرين |
هل يدنيني منه أجرد سابح | مرح وجائلة النسوع أمون |
تالله لا ظلل الغمام معاقل | تأبى عليه ولا النجوم حصون |
الطالبان المشرفية والقنا | والمدركان النصر والتمكين |
وصواهل لا الهضب يوم مغارها | هضب ولا البيد الحزون حزون |
عرفت بساعة سبقها لا أنها | علقت بها يوم الرهان عيون |
وأجل علم البرق فيها أنها | مرت بجانحتيه وهي ظنون |
في الغيث شبه من نداك كأنما | مسحت على الأنوار منك يمين |
لو يستطيع البحر لاستدعى على | جدوى يديك وأنه لقمين |
وائذن له يغرق أمية معلنا | ما كل مأذون له مأذون |
واعذر أمية أن تغص بريقها | فالمهل ما سقيته والغسلين |
ألقت بايدي الذل ملقى عمرها | بالثوب إذ فغرت له صفين |
أو لم تشن بها وقائعك التي | جفلت وراء الهند منها الصين |
لو لم تكن حزما أناتك لم يكن | للنار في حجر الزناد كمون |
ابني لؤي أين فضل قديمكم | بل أين حلم كالجبال رصين |
نازعتم حق الوصي ودونه | حرم وحجر مانع وحجون |
ناضلتموه عن الخلافة بالتي | ردت وفيكم حدها المسنون |
حرفتموها عن أبي السبطين عن | زمع وليس من الهجان هجين |
لو تتقون الله لم يطمح لها | طرف ولم يشمخ لها عرنين |
لكنكم كنتم كأهل العجل لم | يحفظ لموسى فيهم هارون |
لو تسألون القبر يوم فرحتم | لأجاب أن محمدا محزون |
ماذا تريد من الكتاب نواصب | وله ظهور دونها وبطون |
هي بغية أضللتموها فارجعوا | في آل ياسين ثوت يسين |
ردوا عليهم حكم فعليهم | نزل البيان وفيهم التبيين |
تقول بنو العباس هل فتحت مصر | فقل لبني العباس قد قضى الأمر |
وقد جاوز الإسكندرية جوهر | تطالعه البشرى ويقدمه النصر |
وقد أوفدت مصر إليه وفودها | وزيد إلى المعقود من جسرها جسر |
فما جاء هذا اليوم إلا وقد غدت | وأيديكم منها ومن غيرها صفر |
فلا تكثروا ذكر الزمان الذي خلا | فذلك عصر قد تقضى وذا عصر |
أفي الجيش كنتم تمترون رويدكم | فهذا القنا العراض والجحفل المجر |
وقد أشرقت خيل الإله طوالعا | على الدين والدنيا كما طلع الفجر |
أفي الشمس شك أنها الشمس بعدما | تجلت عيانا ليس من دونها ستر |
أفي ابن أبي السبطين أم طليقكم | تنزلت الآيات والسور الغر |
ومقتبل أيامه متهلل | إليه الشباب الغض والزمن النضر |
أدار كما شاء الورى وتحيزت | على السبعة الأفلاك أنمله العشر |
فقد دالت الدنيا لآل محمد | وقد جررت أذيالها الدولة البكر |
ورد حقوق الطالبيين من زكت | صنائعه في آله وزكا الذخر |
من انتاشهم في كل شرق ومغرب | فبدل أمنا ذلك الخوف والذعر |
فكل إمامي يجيء كأنما | على خذه الشعرى وفي وجهه البدر |
ولما تولت دولة النصب عنهم | تولى العمي والجهل واللؤم والغدر |
وما ضر مصرا حين ألقت قيادها | إليك أمد النيل أم غاله جزر |
لعل غيرك يرجو أن يكون له | علو ذكرك في ذا الجحفل اللجب |
هيهات تأبى عليهم ذاك واحدة | أن لا تدور رحى إلا على قطب |
وأين عنك بأرض سستها زمنا | وازدان باسمك فيها منبر الخطب |
وتخضب الحلق الماذي من علق | كأنما صاغها داود من ذهب |
هل للدمستق بعد ذلك رجعة | قضيت بسيفك منهم الأوطار |
أضحوا حصيدا خامدين وأقفرت | عرصاتهم وتعطلت آثار |
تلك الجزيرة من ثغورك برزة | نور النبوة فوقها يتهلل |
أرض تفجر كل شيء فوقها | بدم العدى حتى الصفا والجندل |
لم يبق فيها للأعاجم ملجأ | يلجأ إليه ولا جناب يؤهل |
منع المعاقل أن تكون معاقلا | موج الأسنة فوقها يتصلصل |
فكتائب أعجلتها لم تنجفل | وكتائب في أليم خاضت تجفل |
والموج من أنصار بأسك خلفها | فالموج يغرقها وسيفك يقتل |
نوى أبعدت طائية ومزارها | إلا كل طائي إلى القلب محبوب |
سلو طيء الأجيال أين خيامها | وما أجأ الأحصان ويعبوب |
إذا لم أذد عن ذلك الماء وردهم | وإن حن وراد كما حنت النيب |
فلا حملت بيض السيوف قوائم | ولا صحبت سمر الرماح أنابيب |
وما تفتأ الحسناء تهدي خيالها | ومن دونها أسآد خمس وتأويب |
وما راعني إلا ابن ورقاء هاتف | بعينيه جمر من ضلوعي مشبوب |
ألا أيها الباكي على غير ألفه | كلانا فريد بالسماوة مغلوب |
فلا شدو إلا من رنينك شائق | ولا دمع إلا من جفوني مسكوب |
ولا مدح إلا للمعز حقيقة | بفصل دار والمديح أساليب |
نجار على البيت الإمامي معتل | وحكم إلى العدل الربوبي منسوب |
وما هو إلا أن يشير بلحظه | فتمخر فلك أو تغذ مقانيب |
ولم أر زوارا كسيفك للعدى | فهل عند هام الروم أهل وترحيب |
إذ ذكروا آثار سيفك فيهم | فلا القطر معدود ولا الرمح محسوب |
وفيما اصطلوا من حر بأسك واعظ | وفيما أذيقوا من عذابك تأديب |
ولكن لعل الجاثليق يغره | على حلب نهب هناك منهوب |
وثغر بأطراف الشآم مضيع | وتفريق أهواء مراض وتخريب |
ومن دون شعب أنت حاميه معرك | وبيء وتصعيد كريه وتصويب |
وجرد عناجيج وبيض صوارم | وصيابة مرد وكرامة شيب |
وسفن إذا ما خاضت أليم زاخرا | جلت عن بياض النصر وهي غرابيب |
تشب لها حمراء قان أوارها | سبوح لها ذيل على الماء مسحوب |
لقيت بني مروان جانب ثغرهم | وحظهم من ذاك خسر وتتبيب |
وعار بقوم أعدوا سوابحا | صفونا بها عن نصرة الدين تنكيب |
وقد عجوا في ثغرهم عن عدوهم | بحيث تجول المقربات اليعابيب |
وجيشك يعتاد الهرقل بسيفه | ومن دونه السيم الغطامط واللوب |
يخضض هذا الموج حتى عبابه | إذا التج من هام البطاريق مخضوب |
ومن عجب أن تشجر الروم بالقنا | فتوطأ أغماره وهضب شناخيب |
ونوم بني العباس فوق جنوبهم | ولا نصر الأقينة وأكاويب |
سيجلو دجى الدين الحنيف سرادق | من الشمس فوق البر والبحر مضروب |
وعزم يظل الخافقين كأنه | على أفق الدنيا بناء وتطنيب |
وحسبي مما كان أو هو كائن | دليلان علم بالإله وتجريب |
ولم تخترق سجف الغيوب هواجسي | ولكنه من حارب الله محروب |
أراني إذا ما قلت بيتا تنكرت | وجوه كما غشى الصحائف تتريب |
أفي كل عصر قلت فيه قصيدة | علي لأهل الجهل لوم وتثريب |
أرى أعينا خزرا إلى وإنما | دليلا نفوس الناس بشر وتقطيب |
يوم عريض في الفخار طويل | لا تنقضي غرر له وحجول |
مسحت ثغور الشام أدمعها به | ولقد تبل الترب وهي همول |
قل للدمستق مورد الجمع الذي | ما أصدرته له قنا ونصول |
سل رهط (منويل) وأنت غررته | في أي معركة ثوى منويل |
منع الجنود من القفول رواجعا | تبا له بالمنديات قفول |
وبعثت بالأسطول يحمل أعدة | فأثابنا بالعدة السطول |
أدى إلينا ما جمعت موفرا | ثم انثني في أليم وهو جفول |
ومضى يخف على الجنائب حمله | ولقد يرى بالجيش وهو ثقيل |
جاءوا وحشو الأرض منهم جحفل | لجب وحشو الخافقين صهيل |
ثم انثنوا لا بالرماح تقصد | باد ولا بالمرهفات فلول |
قد تستضاف الأسد في آجامها | جهلا بهن وقد يزار الغيل |
لو يتركوا فيها بعجاج الردى | إلا النجيع على النجيع سيسل |
نتحرت بها العرب الأعاجم أنها | رمح أمق ولهذم مصقول |
لا تعدمنك أمة أغنيتها | وهديتها تجلو العمى وتنيل |
على قدر أهل العزم تأتي العزائم | وتأتي على الكرام المكارم |
وتغدو على يحيى الوفود ببابه | كما ابتدرت أم الحطيم المواسم |
فتى الملك يغنيه عن السيف رايه | ويكفيه من قود الجيش العزائم |
أخو الحرب وابن الحرب جر نجاده | إليها وما قد عليه التمائم |
وليس كما قالوا المنية كاسمها | ولكنها في كفه اليوم صارم |
ويعدل في شرق البلاد وغربها | على أنه للبيض والسمر ظالم |
تشكين أن لاقين منه تقصدا | فأين الذي يلقى الليوث الضراغم |
ولو أن هذا الأخرس الحي ناطق | لصلت عليك المقربات الصلادم |
تمشت شموس طلقة في جلودها | وضمت على هوج الرياح الشكائم |
تعرضها للطعن حتى كأنها | لها من عداها أضلع وحيازم |
وتطعنهم ولم تعد نحرا=ولبة | كأنك في عقد من الدر ناظم |
وكم جحفل مجر قرعت صفاته | بقارعة يصلي بها وهي جاحم |
أتتك به الآساد تبدي زئيرها | فطارت بها عن جانبي القشاعم |
أتوك فما خروا إلى البيض سجدا | وكلما كانت تخر الجماجم |
ولو حاربتك الشمس دون لقائهم | لأعجلها جند من الله هازم |
سبقت المنايا واقعا بنفوسهم | كما وقعت قبل الخوافي القوادم |
تقود الكماة المعلمين إلى الوغى | لهم فوق أصوات الحديد هماهم |
غدوا في الدروع السابغات كأنما | تدير عيونا فوقهن الأراقم |
فليس لهم إلا الدماء مشارب | وليس لهم إلا النفوس مطاعم |
يردون لو صيغت لهم من حفاظهم | وإقدامهم تلك السيوف الصوارم |
ولو طعنت قبل الرماح أكفهم | ولو سبقت قبل الأكف المعاصم |
سنفخر أن الدهر ممن أجرته | وإن حياة الخلق مما تسالم |
وإنك عن حق الخلافة ذائد | وإنك عن ثغر الخلافة باسم |
وأمنت من سبل العفاة فجدعت | إليك أنوف البيد وهي زواغم |
فلا تخذل البدر المنير الذي به | سروا فله حق عن الجود لازم |
أيأخذ منه الفجر والفجر ساطع | ويثبت فيه الليل والليل فاحم |
لك البيت بيت الفخر أنت عماده | وليس إلا الرماح دعائم |
فثم زمان كالكبيبة مذهب | وثم ليال كالقدود نواعم |
مددت يدا تهمي على المزن من عل | فهل لك بحر فوقها متلاطم |
فإن كان هذا فعل كفيك باللهى | لقد أصبحت كلا عليك المكارم |
ما للمهارى الناجيات كأنها | حتم عليها البين والعدواء |
ليس العجيب بأن يبارين الصبا | والعذل في أسماعهن حداء |
بانت مودعة فخد معرض | يوم الوداع ونظرة شزراء |
حجبت ويحجب طيفها فكأنما | منهم على لحظاتها رقباء |
كل يهيج هواك أما أيكة | خضراء أو أيكية ورقاء |
فانظر أنار باللوى أم بارق | متألق أم راية حمراء |
بالغور تخبو تارة ويشبها | تحت الدجنة مندل وكباء |
وطفقت أسأل عن أغر مخجل | فإذا الأنام جبلة دهماء |
حتى دفقت إلى المعز خليفة | فعملت أن المطلب الخلفاء |
هذا الغر الأزهر المتألق الـ | ـمتدفق المتبلج الوضاء |
فعليه من سيما النبي دلالة | وعليه من نور الإله بهاء |
ورث المقيم بيثرب فالمنبر الـ | ـأعلى له فالترعة العلياء |
والخطبة الزهراء فيها الحكمة الـ | ـغراء فيها الحجة البيضاء |
جهل البطارق أنه الملك الذي | أوصى البنين بسلمه الأباء |
حتى رأى جهالهم من عزمه | غب الذي شهدت به العلماء |
فتصاروا من بعد ما حكم الردى | ومضى الوعيد الهيجاء |
والسيل ليس يحيد عن مستنه | والسهم لا يدلى به علواء |
لم يشركوا في أنه خير الورى | ولذي البرية عندهم شركاء |
نزلت ملائكة السماء بنصره | وأطاعه الأصباح والأمساء |
والفلك الفلك المدار وسعده | والغزو في الداماء |
والدهر والأيام في تصريفها | والناس والخضراء والغبراء |
أين المفر ولا مفر لهارب | ولك البسيطان الثرى والماء |
ولك الجواري المنشآت مواخر | تجري بأمرك والرياح رخاء |
والحاملات وكلها محمولة | والناتجات كلها عذراء |
والأعوجيات التي أن سوبقت | سبقت وجري المذكيات خلاء |
الطائرات السابحات السابقا | ت الناجيات إذا استحث نجاء |
فألبأس في حمس الوغى لكماتها | والكبرياء لهن والخيلاء |
لا يصدرون نحورها يوم الوغى | إلا كما صبغ الخدود حياء |
لبسوا الحديد مظاهرا | حتى اليلامق والدروع سواء |
وتقنعوا الفولاذ حتى المقلة | النجلاء فيها المقلة الخوصاء |
أعززت دين الله يا ابن نبيه | فاليوم فيه تخمط وأباء |
فاقل حظ العرب منك سعادة | وأقل حظ الروم منك شقاء |
فإذا بعثت الجيش فهو منية | وإذا رأيت الرأي فهو قضاء |
إلا طرقتنا والنجوم ركود | وفي الحي إيقاظ ونحن هجود |
وقد أعجل الفجر الملمع خطوها | وفي آخريات الليل منه عمود |
سرت عاطلا غضبي على الدر وحده | فلم يدر نحر ما دهاه وجيد |
فما برحت إلا ومن سلك أدمعي | قلائد في لباتها وعقود |
ولم أر مثلي ما له من تجلد | ولا كجفوني ما لهن جمود |
ولا كالليالي ما لهن مواثق | ولا كالغواني ما لهن عهود |
ولا كالمعز ابن النبي خليفة | له الله بالفضل المبين شهيد |
فأسيافه تلك العواري غمودها | إلى اليوم تعرف لهن غمود |
ومن خيله تلك الجوافل أنها | إلى الآن لم تحطط لهن لبود |
إمام له مما جهلت حقيقة | وليس لها مما علمت نديم |
لك البر والبحر العظيم عبابه | فسيان أغمار تخاض وبيد |
فبات كما تزجى القباب على المهى | ولكن من ضمت عليه أسود |
ولله فيما لا يرون كتائب | مسومة تحدو بها وجنود |
وما راع ملك الروم إلا أطلاعها | تنشر أعلام لها وبنود |
عليهما غمام مكفهر صبيره | له بارقات جمة ورعود |
مواخر في طامي العباب كأنه | لعزمك بأس أو لكفك جود |
أنافت بها أعلامها وسما لها | بناء على غير العراء مشيد |
ما الراسيات الشم لولا انتقالها | فمنها قنان شمخ وريود |
من الطير إلا أنهن جوارح | فليس إلا النفوس مصيد |
من القادحات النار تضرم للصلى | فليس لها يوم اللقاء خمود |
إذا زفرت غيظا ترامت بمارج | كما شب من نار الجحيم وقود |
فأنفاسهن الحاميات صواعق | وأفواههن الزافرات حديد |
تشب لآل الجاثليق سعيرها | وما هي من آل الطريد بعيد |
لها شعل فوق الغمار كأنها | دماء تلقتها ملاحف سود |
تعانق موج البحر حتى كأنه | سليط لها في الذبال عتيد |
ترى الماء منها وهو قان عبابه | كما باشرت ردع الخلوق جلود |
وغير المذاكي نجرها غير أنها | مسومة تحت الفوارس قود |
فليس لها الرياح أعنة | وليس لها إلا الحباب كديد |
ترى كل قوداء التليل كما انثنت | سوالف غيد للمها وقدود |
رحيبة مد الباع وهي نتيجة | بغير شوى عذراء وهي ولود |
تكبرن من نقع يثار كأنها | موال وجرد الصافنات عبيد |
لها من شفوف العبقري ملابس | مفوفة فيها النضار جسيد |
كما اشتملت فوق الآرائك خرد | أو التفعت فوق المنابر صيد |
لبوس تكف الموج وهو غطامط | وتدرأ بأس أليم وهو شديد |
فمنها دروع فوقها وجواشن | ومنها خفاتين لها وبرود |
فلا غرو إن أعززت دين محمد | فأنت له دون الأنام عقيد |
غضبت له أن ثل بالشام عرشه | وعادك من ذكر العواصم عيد |
فبت له دون النام مسهدا | ونام طليق خائن وطريد |
وما سرهم ما ساء أبناء قيصر | وتلك ترات لم تزل وحقود |
هم بعدوا عنهم على قرب دارهم | وجحفلك الداني وأنت بعيد |
وقلت أناس ذا الدمستق شكره | إذا جاءه بالعفو منك بريد |
تناجيك عنه الكتب وهي ضراعة | ويأتيك عنه القول وهو سجود |
إذا أنكرت فيها التراجم لفظه | فأدمعه بين السطور شهود |
ليالي تقفو الرسل رسل خواضع | ويأتيك من بعد الوفود وفود |
فإن هو أسياف الهرقل فإنها | إذا شئت أغلال له وقيود |
فإن لم تكن إلا الغوابة وحدها | فإن غرار المشرفي رشيد |
الأهل أتاهم أن ثغرك موصد | وليس له إلا الرماح وصيد |
فليت أبا البسطين والترب دونه | يرى كيف تبدي حكمه وتعيد |
إذا لرأى يمناك تخضب سيفه | وأنت عن الدين الحنيف تذود |
فتكات طرفك أم سيوف أبيك | وكؤوس خمر أم مراشف فيك |
أجلاد مرهفة وفتك محاجر | ما أنت راحمة ولا أهلوك |
يا بنت ذي السيف الطويل نجاده | أكذا يجور الحكم في ناديك |
قد كان يدعوني خيالك طارقا | حتى دعاني بالقنا داعيك |
عيناك أم مغناك موعدنا وفي | وادي الكرى نلقاك أم واديك |
منعوك من سنة الكرى وسروا فلو | ظفروا بطيف طارق ظنوك |
ودعوك نشوى ما سقوك مدامة | فإذا انثنى عطفك اتهموك |
حسبوا التكحل في جفونك حلية | تالله ما بأكفهم كحلوك |
وجلوك لي إذ نحن غصنا بانة | حتى إذا احتفل الهوى حجبوك |
ولوى مقبلك اللثام وما دروا | إن قد لثمت به وقبل فوك |
فضعي اللثام فقبل خدك ضرجت | رايات يحيى بالدم المسفوك |
تلقاه فوق رحاله وأقب لا | تلقاه فوق حشية وأريك |
الشعر ما زرت عليك جيوبه | من كل موشي عليك محوك |
كذبت نفوس الحاسدين ظنونها | من آفك منهم ومن مأفوك |
إن السماء لدون ما ترقى له | والنجم أقرب نهجم المسلوك |
لا يعدمنك أعوجي صعرت | عادات نصرك منه خد مليك |
عجبت لقوم أضلوا السبيل | وقد بين الله أين الهدى |
فما عرفوا الحق لما استنار | ولا أبصروا الرشد لما بدا |
وما خفي الرشد لكنما | أضل الحلوم أتباع الهوى |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 85
ابن هاني شاعر العصر، أبو الحسن محمد بن هاني الأزدي المهلبي الأندلسي، يقال: أنه من ذرية المهلب، وكان أبوه شاعرا أيضا، ويكنى محمد أبا القاسم أيضا.
مولده بإشبيلية، وكان ذا حظوة عند صاحب إشبيلية، ونظمه بديع في الذروة، وكان حافظا لأشعار العرب وأيامها، لكنه فاسق خمير، يتهم بدين الفلاسفة، فهرب لما هموا به إلى العدوة، فاتصل بالمعز العبيدي فأنعم عليه، وشرب عند قوم، فخنق في رجب سنة اثنتين وستين وثلاث مائة، وهو في عشر الخمسين.
وديوانه كبير، وفيه مدائح تفضي به إلى الكفر، وهو من نظراء المتنبي، وقيل: بل عاش ستا وثلاثين سنة.
الصوناخي، والفرغاني، والجابري:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 209