ابن موسى محمد بن موسى بن شاكر، أبو عبد الله: عالم بالهندسة والحكمة والموسيقى والنجوم. وهو أحد الاخوة الثلاثة الذين تنسب اليهم (حيل) بني موسى، في (الميكانيك) وهم مشهورون بها. واسم اخويه أحمد والحسن. وكانوا مقربين من المأمون العباسي يرجع اليهم في حل ما يعسر عليه فهمه من آراء متقدمي الحكماء. وكانت لهم همم عالية في تحصيل العلوم القديمة وكتب الاوائل، واجهدوا انفسهم في شأنها، وانفذوا إلى بلاد الروم من اخرجها لهم، واحضروا النقلة من الاصقاع الشاسعة؛ فأظهروا عجائب الحكمة، ووضعوا كتابا يشتمل على كل غريبة، اطلع عليه ابن خلكان وقال انه من أحسن الكتب وامتعها. قلت: ورأيت في مخطوطات القاتيكان (A 317) مجموعا اوله (كتاب الحيل لبني موسى بن شاكر المنجم) لعله هو الذي رآه ابن خلكان.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 116

ابن موسى صاحب الحيل محمد بن موسى بن شاكر، أحد الإخوة الثلاثة الذين تنسب إليهم حيل بني موسى وأخواه أحمد والحسن كانت لهم همم علية في تحصيل العلوم القديمة أنفذوا إلى بلاد الروم من أحضرها لهم وأحضروا النقلة من أطراف البلاد بالبذل السني، وكانت الغالب عليهم الهندسة والحيل في جر الأثقال والموسيقى والنجوم، ولهم في الحيل كتاب عجيب مشهور، كان المأمون مغرى بعلوم الأوائل وتحقيقها ورأى فيها أن دور كرة الأرض أربعة وعشرون ألف ميل كل ثلاثة أميال فرسخ فيكون المجموع ثمانية آلاف فرسخ بحيث لو وضع طرف حبل على أي نقطة كانت وأدير الحبل على كرة الأرض حتى انتهي بالطرف الآخر إلى تلك النقطة ومسح الحبل كان طوله أربعة وعشرين ألف ميل، فسأل بني موسى المذكورين عن حقيقة ذلك فقالوا له: نعم هذا قطعي، فقال: اعملوا الطريق التي ذكرها المتقدمون حتى يتحرر لنا ذلك، فسألوا عن الأرض المتساوية فدلوا على صحراء بسنجار أو وطأة الكوفة فأخذوا معهم جماعة يثق بهم المأمون وبمعرفتهم وتوجهوا إلى صحراء سنجار فوقفوا في موضع منها وأخذوا ارتفاع القطب الشمالي وجعلوا في ذلك الموضع وتدا وربطوا فيه حبلا طويلا ثم توجهوا إلى الجهة الشمالية على الاستواء من غير انحراف حسب الإمكان، فلما فرغ الحبل نصبوا وتدا آخر وربطوا فيه حبلا آخر وفعلهم فعلهم الأول ولم يزالوا كذلك إلى موضع أخذوا فيه ارتفاع القطب المذكور فوجدوه قد زاد درجة فمسحوا ذلك القدر الذي قدروه من الأرض بالحبال فبلغ ستة وستين ميلا وثلثي ميل، فعلموا أن كل درجة من الفلك يقابلها من الأرض ستة وستون ميلا وثلثا ميل، ثم عادوا إلى الموضع الأول وفعلوا في جهة الجنوب كما فعلوه في جهة الشمال وأخذوا الارتفاع في موضع فوجدوا القطب فيه قد نقص درجة ومسحوا الحبال فوجدوا القدر الثاني من الجنوب كالقدر الأول من الشمال، فعلموا أن حسابهم صح وأن الذي ذكره أرباب الهيئة في ذلك محقق، فحضروا إلى المأمون وعرفوه ما اتفق فجهزهم إلى وطأة الكوفة وقال: افعلوا فيها كما فعلتم في صحراء سنجار، فتوجهوا وفعلوا ما فعلوه هناك فطابق فعلهم ما رأوه في صحراء سنجار وتوافق الحسابان، فعادوا إلى المأمون وأعلموه ما صح معهم فعلم صحة ما حرره القدماء، ولبني موسى المذكورين أوضاع غريبة وأشياء عجيبة في جر الأثقال، وقال لي بعض الأذكياء إن الأعمال الثقيلة والعمائر الجبارة كلها عملت بالطليات والبكر من جر الأثقال، وتوفي محمد بن موسى المذكور سنة تسع وخمسين ومائتين.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0

ابن شاكر محمد بن موسى بن شاكر، صاحب الهندسة، أخو أحمد والحسن كان أبوهم من رؤوس أئمة الهندسة، وكذلك بنوه وينسبون إلى ’’حيل’’ بني موسى.
ذكرهم ابن خلكان، ومن قبله محمد بن إسحاق النديم وأنهم كانوا ذوي أموال، ولهم همم عالية في تحصيل هذا الفن، والكتب القديمة وتطلبوها وأحضروا من عربها.
ولهم كتاب في ’’الحيل’’، فيه عجائب وغرائب وكذلك صنفوا في الموسيقى.
وكان المأمون يعتمد عليهم في الرصد ومساحة الدنيا.
ويقال: إن كتاب ’’الحيل’’ لأحمد، وكتاب الجزء لمحمد وكتاب أولية العالم لمحمد، وكتاب حركات الفلك له وكتاب ’’المدور المستطيل’’ لحسن، وكتاب الشكل الهندسي لمحمد وهم الذين حسبوا أن دور الكرة مسافة أربعة وعشرين ألف ميل ومجموع ذلك ثلاث مائة وستون درجة.
مات محمد في سنة تسع وخمسين ومائتين.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 47