ابن المنكدر محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير (بالتصغير) بن عبد العزي القرشي التيمي (من بني تيم بن مرة) المدني: زاهد، من رجال الحديث. من أهل المدينة. أدرك بعض الصحابة وروى عنهم. له نحو مئت حديث. قال ابن عينية: ابن المنكدر من معادن الصدق.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 112

ابن المنكدر محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي المدني الزاهد العابد أحد الأعلام، روى عن عائشة وأبي هريرة وأبي قتادة وأبي أيوب وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي رافع وسفينة وابن عمر وابن الزبير وأسماء بنت أبي بكر وأميمة بنت رقيقة وأنس بن مالك وعمه ربيعة بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعروة وخلق، كان في غاية الإتقان والحفظ والزهد حجة، قال أبو حاتم وطائفة: ثقة، وروى عنه الجماعة وتوفي سنة ثلاثين ومائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0

محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي التيمي ابن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، الإمام، الحافظ، القدوة، شيخ الإسلام، أبو عبد الله القرشي، التيمي، المدني.
ويقال: أبو بكر أخو أبي بكر وعمر.
ولد: سنة بضع وثلاثين.
وحدث عن: النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وعن: سلمان، وأبي رافع، وأسماء بنت عميس، وأبي قتادة، وطائفة مرسلا.
وعن: عائشة، وأبي هريرة.
وعن: ابن عمر، وجابر، وابن عباس، وابن الزبير، وأميمة بنت رقيقة، وربيعة بن عباد، وأنس بن مالك، وأبي أمامة بن سهل، ومسعود بن الحكم، وعبد الله بن حنين، وحمران، وذكوان أبي صالح، وسعيد بن المسيب، وعروة، وعبد الرحمن بن يربوع، وأبيه؛ المنكدر، وخلق.
وعنه: عمرو بن دينار، والزهري، وهشام بن عروة، وأبو حازم الأعرج، وموسى بن عقبة، ومحمد بن واسع، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن سوقة، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، ومعمر، ومالك، وجعفر الصادق، وشعبة، والسفيانان، وروح بن القاسم، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، وعبد العزيز بن الماجشون، وعمرو بن الحارث، وأبو حنيفة، وابن أبي ذئب، والمنكدر - ابنه - وورقاء بن عمر، وأبو عوانة، والوليد بن أبي ثور، ويوسف بن يعقوب بن الماجشون، وابنه الآخر؛ يوسف بن محمد، ويوسف بن إسحاق السبيعي، وخلق كثير.
قال علي: له نحو مائتي حديث.
وروى: ابن راهويه، عن سفيان، قال:
كان من معادن الصدق، ويجتمع إليه الصالحون، ولم يدرك أحدا أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول الله، منه.
وقال الحميدي: هو حافظ.
وقال ابن معين، وأبو حاتم: ثقة.
وقال الترمذي: سألت محمدا -يعني: البخاري- سمع من عائشة؟
فقال: نعم، يقول في حديثه: سمعت عائشة.
قلت: إن ثبت الإسناد إلى ابن المنكدر بهذا، فجيد، وذلك ممكن؛ لأنه قرابتها، وخصيص بها، ولحقها وهو ابن نيف وعشرين سنة.
وقال أبو حاتم البستي: كان من سادات القراء، لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء.
وقال أبو القاسم اللالكائي: كان المنكدر خال عائشة، فشكا إليها الحاجة، فقالت: إن لي شيئا يأتيني، أبعث به إليك.
فجاءتها عشرة آلاف، فبعثت بها إليه، فاشترى جارية، فولدت له: محمدا، وأبا بكر، وعمر.
وقال مالك: كان ابن المنكدر سيد القراء.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا يحيى بن الفضل الأنيسي، سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر:
أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي، إذ استبكى، فكثر بكاؤه، حتى فزع له أهله، وسألوه؟ فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم، فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك؟
قال: مرت بي آية.
قال: وما هي؟
قال: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}.
فبكى أبو حازم معه، فاشتد بكاؤهما.
وروى: عفيف بن سالم، عن عكرمة بن إبراهيم، عن ابن المنكدر:
أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟!
قال: أخشى آية من كتاب الله: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.
قال ابن عيينة: كان لمحمد بن المنكدر جار مبتلى، فكان يرفع صوته بالبلاء، وكان محمد يرفع صوته بالحمد.
قال عبد العزيز الأويسي: حدثنا مالك، قال:
كان محمد بن المنكدر لا يكاد أحد يسأله عن حديث، إلا كان يبكي.
وعن ابن المنكدر، قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
أبو خالد الأحمر: عن محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر، قال:
إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فما يزالون في حفظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم.
وسمعت ابن المنكدر يقول: نعم العون على تقوى الله الغنى.
وقال أبو معشر السندي: بعث ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا، ثم قال لبنيه: يا بني! ما ظنكم بمن فرغ صفوان بن سليم لعبادة ربه.
أبو معاوية: عن عثمان بن واقد، قال:
قيل لابن المنكدر: أي الدنيا أحب إليك؟
قال: الإفضال على الإخوان.
قال أبو معشر: كان سيدا، يطعم الطعام، ويجتمع عنده القراء.
وروى: جعفر بن سليمان، عن محمد بن المنكدر:
أنه كان يضع خده على الأرض، ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي.
قرأت على إسحاق الأسدي، أخبركم يوسف الحافظ، أنبأنا أبو المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا نصر بن علي، حدثنا الأصمعي، حدثنا أبو مودود، عن محمد بن المنكدر، قال:
جئت إلى المسجد، فإذا شيخ يدعو عند المنبر بالمطر، فجاء المطر، وجاء بصوت، فقال: يا رب، ليس هكذا أريد.
فتبعته حتى دخل دار آل حرام، أو دار آل عثمان، فعرضت عليه شيئا، فأبى، فقلت: أتحج معي؟
فقال: هذا شيء لك فيه أجر، فأكره أن أنفس عليك، وأما شيء آخذه، فلا.
وبه: إلى أبي نعيم، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أبو العباس الهروي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثنا ابن زيد، قال:
قال ابن المنكدر: إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل أدعو، إذا إنسان عند أسطوانة مقنع رأسه، فأسمعه يقول:
أي رب، إن القحط قد اشتد على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم.
قال: فما كان إلا ساعة، إذا سحابة قد أقبلت، ثم أرسلها الله، وكان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير، فقال: هذا بالمدينة ولا أعرفه!
فلما سلم الإمام، تقنع وانصرف، وأتبعه، ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس، فدخل موضعا، ففتح، ودخل.
قال: ورجعت، فلما سبحت، أتيته، فقلت: أدخل؟
قال: ادخل.
فإذا هو ينجر أقداحا، فقلت: كيف أصبحت؟ أصلحك الله.
قال: فاستشهرها، وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك، قلت: إني سمعت إقسامك البارحة على الله، يا أخي، هل لك في نفقة تغنيك عن هذا، وتفرغك لما تريد من الآخرة؟
قال: لا، ولكن غير ذلك، لا تذكرني لأحد، ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت، ولا تأتني يا ابن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس.
فقلت: إني أحب أن ألقاك.
قال: القني في المسجد.
قال: وكان فارسيا، فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل.
قال ابن وهب: بلغني أنه انتقل من تلك الدار، فلم ير، ولم يدر أين ذهب.
فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح.
قال محمد بن الفيض الغساني: حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا صدقة بن عبد الله، قال:
جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب، فقلت له: أحللت للوليد أم سلمة؟
قال: أنا! ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثني جابر، أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا طلاق لما لا تملك، ولا عتق لما لا تملك).
ورواه: أحمد بن خليد الكندي، عن عبد الله بن يزيد.
وقد كان الوليد بن يزيد استقدم محمد بن المنكدر في عدة من الفقهاء أفتوه في طلاق زوجته أم سلمة.
محمد بن سعد: حدثنا أحمد بن أبي إسحاق العبدي، حدثنا حجاج بن محمد، عن أبي معشر:
أن المنكدر جاء إلى أم المؤمنين عائشة، فشكى إليها
الحاجة، فقالت: أول شيء يأتيني أبعث به إليك.
فجاءتها عشرة آلاف درهم، فقالت: ما أسرع ما امتحنت يا عائشة!
وبعثت بها إليه، فاتخذ منها جارية، فولدت له: محمدا، وأبا بكر، وعمر.
كنى أبو خيثمة، وابن سعد، وجماعة محمدا: أبا عبد الله.
وكناه البخاري، ومسلم، والنسائي: أبا بكر.
قال يعقوب الفسوي: هو غاية في الإتقان والحفظ والزهد، حجة.
وقال الحميدي: حدثنا سفيان، قال:
كان ابن المنكدر يقول: كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر؟!
وكان إذا بكى، مسح وجهه ولحيته من دموعه، ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع.
وروي: أنه كان يقترض ويحج، فكلم في ذلك، فقال: أرجو وفاءها.
وقال سهل بن محمود: حدثنا سفيان، قال:
تعبد ابن المنكدر وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادة.
قال يحيى بن بكير: محمد، وأبو بكر، وعمر : لا يدرى أيهم أفضل؟
قال سعيد بن عامر: قال ابن المنكدر:
إني لأدخل في الليل، فيهولني، فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي.
وقال إبراهيم بن سعد: رأيت ابن المنكدر يصلي في مقدم المسجد، فإذا انصرف، مشى قليلا، ثم استقبل القبلة، ومد يديه، ودعا، ثم ينحرف عن القبلة، ويشهر يديه، ويدعو، يفعل ذلك حين يخرج فعل المودع.
وقال مصعب بن عبد الله: حدثني إسماعيل بن يعقوب التيمي، قال:
كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه، فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتى
يضع خده على قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يرجع.
فعوتب في ذلك، فقال: إنه يصيبني خطر، فإذا وجدت ذلك، استعنت بقبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكان يأتي موضعا من المسجد يتمرغ فيه، ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضع.
ويروى: أنه حج، فوهب كل ما معه، حتى بقي في إزار، فلما نزل بالروحاء، قال وكيله: ما بقي معنا درهم.
فرفع صوته بالتلبية، فلبى أصحابه ولبى الناس، وبالماء محمد بن هشام، فقال: إني أظن محمد بن المنكدر بالماء.
فنظروا، فقالوا: نعم.
قال: ما أظن معه شيئا، احملوا إليه أربعة آلاف.
فأتي محمد بها.
قال المنكدر بن محمد: كان أبي يحج بولده، فقيل له: لم تحج بهؤلاء؟
قال: أعرضهم لله.
قال سعيد بن عامر: قال ابن المنكدر:
بات أخي عمر يصلي، وبت أغمز قدم أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته.
وقال ابن عيينة: تبع ابن المنكدر جنازة سفيه، فعوتب، فقال:
والله إني لأستحيي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد.
الفسوي: حدثنا زيد بن بشر، حدثنا ابن وهب، حدثني ابن زيد، قال:
خرج ناس غزاة في الصائفة، فيهم محمد بن المنكدر، فبينا هم يسيرون في الساقة، قال رجل منهم: أشتهي جبنا رطبا.
قال محمد: فاستطعمه الله، فإنه قادر.
فدعا القوم، فلم يسيروا إلا شيئا حتى وجدوا مكتلا، فإذا هو جبن رطب، فقال بعضهم: لو كان لهذا عسلا.
فقال: الذي أطعمكموه قادر على ذلك.
فدعوا، فساروا قليلا، فوجدوا فاقرة عسل على الطريق، فنزلوا، فأكلوا الجبن والعسل.
سويد بن سعيد: حدثنا خالد بن عبد الله اليمامي، قال:
استودع محمد بن المنكدر وديعة، فاحتاج، فأنفقها، فجاء صاحبها، فطلبها، فتوضأ، وصلى، ودعا، فقال: يا ساد الهواء بالسماء، ويا كابس الأرض على الماء، ويا واحد قبل كل أحد وبعد كل أحد، أد عني أمانتي.
فسمع قائلا يقول: خذ هذه، فأد بها عن أمانتك، واقصر في الخطبة، فإنك لن تراني.
رواها: ابن أبي الدنيا، عن سويد.
وقيل: كانت مائة دينار.
قال: فإذا بصرة في نعله، فأداها إلى صاحبها.
قال الواقدي: فأصحابنا يتحدثون أن الذي وضعها عامر بن عبد الله بن الزبير، كان كثيرا ما يفعل مثل هذا.
وقال ابن الماجشون: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني.
قال الواقدي، وابن المديني، وخليفة، وجماعة: مات ابن المنكدر سنة ثلاثين ومائة.
وقال الفسوي: سنة إحدى وثلاثين.
قيل: بلغت أحاديث ابن المنكدر المسندة أزيد من مائتي حديث.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز المقرئ في سنة اثنتين وتسعين وست مائة، وأحمد بن أبي الفتح، وأحمد بن سليمان، والحسن بن علي، وإبراهيم بن غالب، ومحمد بن يوسف، وأبو المحاسن محمد بن أبي الحزم، وإبراهيم بن عبد الرحمن الفارسي، ومحمد بن أحمد العقيلي سماعا منهم في أوقات، قالوا:
أنبأنا علي بن محمد السخاوي، وقرأت على علي بن محمد الحافظ، ولؤلؤ المحسني، وعلي بن أحمد القناديلي، وسليمان بن قدامة، قالوا:
أنبأنا علي بن هبة الله الخطيب، وقرأت على عبد المعطي بن الباشق، وعبد المحسن بن هبة الله
الفوي، أخبركما عبد الرحمن بن مكي، قالوا:
أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنبأنا مكي بن علان الكرجي، وأخبرتنا عائشة بنت عيسى سنة اثنتين وتسعين، أنبأنا الإمام أبو محمد بن قدامة حضورا في سنة أربع عشرة وست مائة، أنبأنا أبو زرعة المقدسي، أنبأنا محمد بن أحمد الساوي، قالا:
حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي ببغداد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر:
سمع ابن الزبير يقول: (إذا رميت الجمرة يوم النحر، فقد حل لك ما وراء النساء ).
أخرجاه: من حديث سفيان.
وبه: حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر، أنه سمع جابرا يقول:
ولد لرجل منا غلام، فسماه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعم لك عينا.
فأتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال: (سم ابنك عبد الرحمن).
وأخرجاه : عن جماعة، عن سفيان بن عيينة.
- أخوه: عمر بن المنكدر بن عبد الله القرشي التيمي العابد
من كبار الصالحين.
وله ترجمة في (طبقات ابن سعد)، قلما روى.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 90

محمد بن المنكدر ومنهم الناظر المعتبر، والذاكر المعتذر، أبو عبد الله محمد بن المنكدر، اعتذر فابتدر، واعتبر فانشمر وقيل: إن التصوف اعتبار في انشمار، واعتذار في ابتدار
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، ثنا يحيى بن الفضل الأنيسي، قال: سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر: أنه بينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فزع أهله، وسألوه ما الذي أبكاه فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبروه بأمره، فجاء أبو حازم إليه، فإذا هو يبكي، قال: يا أخي، ما الذي أبكاك؟ قد رعت أهلك، أفمن علة؟ أم ما بك؟ قال: فقال: إنه مرت بي آية في كتاب الله عز وجل، قال: وما هي؟ قال: قول الله تعالى: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47] قال: فبكى أبو حازم أيضا معه واشتد بكاؤهما، قال: فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزدته، قال: فأخبرهم ما الذي أبكاهما’’
حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي قال: ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار، ثنا عتيق بن سالم، عن عكرمة، عن محمد بن المنكدر: ’’أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ فقال: أخشى آية من كتاب الله عز وجل، قال الله تعالى: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47] وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب’’
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا محمد بن عباد، ثنا سفيان، حدثني المنكدر، قال: كان محمد يقوم من الليل فيتوضأ، ثم يدعو، فيحمد الله عز وجل ويثني عليه ويشكره، ثم يرفع صوته بالذكر، فقيل له: لم ترفع صوتك؟ قال: إن لي جارا يشتكي يرفع صوته بالوجع، وأنا أرفع صوتي بالنعمة’’
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني العلاء العطار، ثنا سفيان، قال: كان محمد بن المنكدر ربما قام من الليل يصلي، ويقول: كم من عين الآن ساهرة في رزء، وكان له جار مبتلى، فكان يرفع صوته من الليل يصيح، وكان محمد يرفع صوته بالحمد، فقيل له في ذلك، فقال: يرفع صوته بالبلاء، وأرفع صوتي بالنعمة’’
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا عبد العزيز الأويسي، ثنا مالك بن أنس، قال: «كان محمد بن المنكدر سيد القراء، ولا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدثني أبو يعقوب الجبني، قال: ’’اجتمعوا حول ابن المنكدر وهو يصلي، وكان رجلا عابدا، فانصرف إليهم، فقال: أتعبتم الواعظين، إلى متى تساقون سوق البهائم؟’’
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا جبير بن محمد الواسطي، ثنا أبو حاتم، ثنا محمد بن عبد الكريم الرازي، قال: سمعت الحارث الصواف، يقول: قال محمد بن المنكدر: «كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد الدورقي، حدثني زكريا بن عدي، أخبرنا ابن المبارك، عن وهيب، عن عمر بن محمد بن المنكدر، قال: ’’كنت أمسك على أبي المصحف قال: فمرت مولاة له، فكلمها، فضحك إليها، ثم أقبل يقول: إنا لله، إنا لله، حتى ظننت أنه قد حدث شيء، فقلت: ما لك؟ فقال: أما كان لي في القرآن شغل حتى مرت هذه فكلمتها’’
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا زيد بن بشر، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن زيد، قال: ’’أتى صفوان بن سليم إلى محمد بن المنكدر وهو في الموت، قال: فقال: يا أبا عبد الله كأني أراك قد شق عليك الموت، قال: فما زال يهون عليه الأمر، وينجلي عن محمد، حتى إذ أن وجهه لكأنه المصابيح، ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك، ثم قضى، رحمه الله’’
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا جعفر بن محمد بن فارس، ثنا سلمة، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو عقيل، عن محمد بن المنكدر، قال: ’’بلغني أن الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه، فيقول: أي فلان، هل مر بك اليوم ذاكر لله؟ فيقول: نعم، فيقول: لقد أقر الله عينك، لكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حجاج، ثنا جرير بن حازم، حدثني وهيب المكي، عن عمر بن محمد بن المنكدر، قال: ’’بينا أنا جالس، مع أبي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر بنا رجل يحدث الناس ويفتيهم ويقص، قال: فدعاه أبي، فقال له: يا أبا فلان، إن المتكلم يخاف مقت الله عز وجل، وإن المستمع يرجو رحمة الله عز وجل’’
حدثناه أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد الدورقي، ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي ثنا حماد بن زيد، عن عمر بن جابر، عن محمد بن المنكدر، قال: «إن المتكلم يخاف مقت الله وإن المستخرج يرجو رحمة الله عز وجل»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عباس بن حمدان، ثنا الحنفي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، قال: «إن الله تعالى يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته وفي دويرات حوله، فما يزالون في حفظ وعافية ما كان بين ظهرانيهم»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن عباس، ثنا محمود بن خداش، ثنا عبد العزيز بن الماجشون قال: سمعت محمد بن المنكدر، يقول: ’’بلغني أن آدم، عليه السلام لما مات ابنه قال: يا حواء مات ابنك، قالت: وما الموت؟ قال: لا يأكل، ولا يشرب، ولا يقوم، ولا يمشي، ولا يتكلم أبدا، قال: فصاحت حواء، فقال آدم: عليك الرنة وعلى بناتك، وأنا وبني منها براء’’
حدثنا أبو محمد، ثنا أبو بكر بن معدان، ثنا إبراهيم بن الجوهري، ثنا سفيان، قال: صلى ابن المنكدر على رجل، فقيل له: تصلي على فلان فقال: إني أستحي من الله أن يعلم مني أن رحمته تعجز عن أحد من خلقه’’
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد الدورقي، حدثني حجاج بن محمد، عن أبي معشر قال: بعث محمد بن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا، ثم قال لبنيه: «يا بني ما ظنكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربه عز وجل؟»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عباس بن حمدان، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن سوقة قال: سمعت محمد بن المنكدر، يقول: «نعم العون على تقوى الله عز وجل الغنى»
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد الله بن غنام، ثنا هناد بن السري، ثنا أبو معاوية، عن عثمان بن واقد، قال: قيل لمحمد بن المنكدر: ’’أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان’’
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا سفيان بن وكيع، قال: سمعت سفيان، يقول لمحمد بن المنكدر: ’’ما بقي من لذتك؟ قال: لقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حجاج، ثنا أبو معشر، قال: كان محمد بن المنكدر بمنى، وكان سيدا، يطعم الطعام، ويجتمع عنده القراء’’
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، حدثني الحسين بن الجنيد، ثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: «إن من موجبات المغفرة إطعام المسكين السغبان»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا ابن حيان، ثنا حماد بن زيد عن أيوب، عن محمد بن المنكدر، قال: «يمكنكم من الجنة إطعام الطعام وطيب الكلام»
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، ثنا سفيان، ثنا رجل، عن ابن المنكدر، أنه سئل: أي الأعمال أحب إليك؟ قال: إدخال السرور على المؤمن، قالوا: فما بقي منك ما تستلذه؟ قال: الإفضال على الإخوان’’
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم القطان، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، قال: كان محمد بن المنكدر يحج وعليه دين، فقيل له: أتحج وعليك دين؟ فقال: الحج أقضى للدين’’
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، حدثني ابن المنكدر، قال: ’’كان أبي يحج بالصبيان، فقيل له: أتحج بالصبيان؟ فقال: نعم أعرضهم لله تعالى’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا سعيد بن عامر، ثنا عبد الله بن المبارك قال: قال محمد بن المنكدر: «بت أغمز رجل أمي، وبات عمر يصلي، وما يسرني أن ليلتي بليلته»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد الدورقي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جعفر بن سليمان، عن محمد بن المنكدر: ’’أنه كان يضع خده على الأرض، ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي’’
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا عباس بن أبي طالب، ثنا يحيى، يعني ابن معين، ثنا عبد العزيز بن يعقوب بن الماجشون، أخو يوسف، قال: قال أبي: «إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس، ثنا عباس يعني ابن المفضل، ثنا سعيد بن عامر، قال: ’’دخل أعرابي المدينة فرأى حال بني آل المنكدر، وموقعهم من الناس، وفضلهم، ثم خرج فلقيه رجل، فقال: كيف تركت أهل المدينة؟ قال: بخير، وإن استطعت أن تكون من آل بني المنكدر فكن منهم’’
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن الحسين أبو الحصين، ثنا أحمد بن يونس، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ثنا محمد بن المنكدر، قال: ’’يقال في التوراة: يا ابن آدم اتق ربك، وبر والديك، وصل رحمك، أمد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك’’
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة الرازي، ثنا عمرو بن قسيط، ثنا عبيد الله بن محمد بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد، قال: «لما خلقت النار فزعت الملائكة فزعا شديدا حتى طارت أفئدتهم فلم يزالوا كذلك حتى خلق آدم عليه السلام، فلما خلق رجعت إليهم أفئدتهم، وسكن عنهم الذي كانوا يجدون»
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين، ثنا أبو الربيع الرشديني، ثنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن محمد بن المنكدر، قال: ’’إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان؟ أدخلوهم في رياض الجنة، ثم يقول للملائكة: أسمعوهم حمدي وثنائي، وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون’’
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب، عن ابن عزية، عن محمد بن المنكدر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جعل هموم الدنيا هما واحدا كفاه الله عز وجل هم الدنيا والآخرة، ومن فرق همومه لم يبال الله تعالى بأيتهما مات أو بأيتهم قتل»
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم، ثنا أحمد بن سعيد الحمصي، ثنا علي بن سعيد، عن أبي غسان، قال: سمعت محمد بن المنكدر، يقول: «ليأتين على الناس زمان لا يخلص فيه إلا من دعا كدعاء الغريق»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أن محمد بن المنكدر، وأصحابا له كانوا في أرض الروم، فقال بعضهم: ’’لو كان الآن عندنا من جبن المكتبة الرطبة قال: فإذا بين أيديهم على الطريق مكتل مخيط عليه فيه جبن رطب، فقالوا: لو كان عندنا عسل فأكلنا به، فإذا بين أيديهم قارورة فيها عسل’’
حدثنا الحسين بن محمد بن كيسان، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا نصر بن علي، ثنا الأصمعي، ثنا أبو داود، عن محمد بن المنكدر، قال: ’’دخلت المسجد فإذا شيخ يدعو عند المنبر بالمطر، فجاء المطر، وجاء بصوت، فقال: يا رب ليس هكذا أريد، فتبعته حتى دخل دار آل حزم - أو دار آل عثمان - فعرفت مكانه، فعرضت عليه شيئا فأبى، فقلت: أتحج معي؟ فقال: هذا شيء لك فيه أجر فأكره أن أنفس نفسي عليك، وأما شيء آخذه فلا’’
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو العباس الهروي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، ثنا ابن زيد، قال: قال ابن المنكدر: ’’إني لليلة حذاء هذا المنبر جوف الليل أدعو إذا إنسان عند أسطوانة مقنع رأسه، فأسمعه يقول: أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم، قال: فما كان إلا ساعة إذا بسحابة قد أقبلت، ثم أرسلها الله سبحانه، وكان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير، فقال: هذا بالمدينة ولا أعرفه فلما سلم الإمام تقنع وانصرف، فاتبعه ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس فدخل موضعا، وأخرج مفتاحا، ففتح ثم دخل، قال: ورجعت فلما سبحت أتيته فإذا أنا أسمع نجرا في بيته فسلمت، ثم قلت: أدخل؟ قال: ادخل، فإذا هو ينجر أقداحا يعملها، فقلت: كيف أصبحت أصلحك الله؟ قال: فاستشهدها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك قلت: إني سمعت إقسامك البارحة على الله عز وجل يا أخي، هل لك في نفقة تغنيك عن هذا، وتفرغك لما تريد من الآخرة؟ فقال: لا، ولكن غير ذلك لا تذكرني لأحد، ولا تذكر هذا عند أحد حتى أموت، ولا تأتيني يا ابن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت: إني أحب أن ألقاك، قال: القني في المسجد، وكان فارسيا، قال: فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل رحمه الله، قال ابن وهب: بلغني أنه انتقل من ذلك الدار، فلم يره ولم يدر أين ذهب، فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح’’
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا أبو زرعة، ثنا زيد بن يسر الحضرمي، ثنا ابن وهب، حدثني ابن زيد، قال: قال ابن المنكدر: ’’استودعني رجل مائة دينار، فقلت له: أي أخي إن احتجنا إليها أنفقناها حتى نقضيك؟ قال: نعم، واحتجنا إليها فأنفقناها، فأتاني رسوله، فقلت: إنا قد احتجنا إليها، قال: وليس في بيتي شيء، قال: فكنت أدعو يا رب لا تخرب أمانتي وأدها، قال: فخرجت فحين وضعت رجلي لأدخل، فإذا رجل يأخذ بمنكبي لا أعرفه، فدفع إلي صرة فيها مائة دينار، فأداها، فأصبح الناس لا يدرون من أين ذلك، فما علموا من أين ذلك حتى مات عامر وابن المنكدر، فإذا رجل يخبر قال: بعثني بها إليه عامر يعني ابن عبد الله بن الزبير، فقال: ادفعها إليه، ولا تذكرها حتى أموت أنا أو يموت ابن المنكدر، قال: فما ذكرتها حتى ماتا جميعا ’’ رواه معن بن عيسى عن مالك بن أنس نحوه، وقال: فسمعه عامر بن عبد الله بن الزبير، فذهب فوزنها، فجاء بها، فلما سجد محمد وضعها على نعليه
ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: قال محمد بن المنكدر: «الفقيه يدخل بين الله وبين عباده، فلينظر كيف يدخل»
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن ابن المنكدر، قال: «إنما الفقيه يدخل بين الله وبين عباده»
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، ثنا حامد بن يحيى، ثنا المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني حسين بن رستم الأيلي، قال: سمعت محمد بن المنكدر، يقول: ’’لو جمع حديد الدنيا كله ما خلا منها، وما بقي، ما عدل حلقة من حلق السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال: {في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا} [الحاقة: 32]’’
حدثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال محمد بن المنكدر: «لا تمازح الصبيان فتهون عليهم ويستخفوا بحقك»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت سوار بن عبد الله العنبري، ثنا بشر بن المفضل، قال: ’’جلست إلى محمد بن المنكدر، فلما أراد أن يقوم، قال: أتأذن؟’’
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا الحسين بن علي بن الأسود، ثنا عبيد الله بن موسى، عن رجل، عن محمد بن المنكدر، قال: ’’مكث آدم عليه السلام في الأرض ما يبدي عن واضحيه، ولا ترقى عيناه، وقال: ما زلت مستحيا من ربي تعالى أن أرفع طرفي إلى أديم السماء منذ صنعت ما صنعت ’’ أسند محمد بن المنكدر عن عدة من الصحابة منهم: جابر، وأبو هريرة، وأبو قتادة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس وغيرهم، رضي الله تعالى عنهم وروى عنه من التابعين جماعة منهم: الزهري، وسعد بن إبراهيم وزيد بن أسلم، ويحيى بن سعد بن سعيد الأنصاري وأبو حازم، وسهيل، وموسى بن عقبة، ويزيد الرقاشي وعلي بن زيد بن جدعان، وأيوب السختياني، ويونس بن عبيد، ومحمد بن سوقة، وحسان بن عطية، وأبان بن تغلب، وروى عنه من الأئمة والأعلام: ابن جريج، ومالك، ومعتمر، والثوري، وشعبة، والأوزاعي، وروح بن الهيثم، وغيرهم
حدثنا علي بن الفضل بن شهريار، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر، قال: ’’رأيت جابر بن عبد الله يحلف أن ابن صائد هو الدجال، فقلت: أتحلف بالله؟ قال: إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت عمر بن الخطاب يحلف على ذلك فلم ينكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ صحيح متفق عليه من حديث شعبة ورواه ابن معدان، عن سعد نحوه
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن أبي حازم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، رضي الله عنه: ’’أن اليهود كانت تقول: إذا أتيت المرأة من قبل دبرها كان ولدها أحول، فأنزل الله تعالى: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [البقرة: 223] الآية، صحيح رواه الناس، عن محمد بن المنكدر
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو بكر بن خلاد قالا: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا زياد بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق، حدثني عمرو بن قيس، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه قال: ’’قتل أبي يوم أحد فبلغني ذلك، فأقبلت، فإذا هو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى، فتناولت الثوب عن وجهه، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهونني كراهية أن أرى ما به من المثلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد لا ينهاني، فلما رفع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زالت الملائكة حافة بأجنحتها حتى رفع» ثم لقيني بعد أيام فقال: ’’أي بني ألا أبشرك؟ إن الله عز وجل أحيا أباكم، فقال: تمنه، فقال: أتمنى يا رب أن تعيد روحي وتردني إلى الدنيا حتى أقتل مرة أخرى، فقال: إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون ’’ صحيح متفق عليه رواه شعبة وغيره
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الحسين بن محمد بن حاتم، ثنا شعبة بن سلمة، ثنا عصمة بن محمد، ثنا موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر: ’’أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعن في خاصرة أبي عبيدة فقال: «إن ههنا خويصرة مؤمنة»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن محمد الكرخي، ثنا أبو الأزهر محمد بن عاصم السلمي، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من ثقيف: «ما المروءة فيكم؟» قال: الإنصاف والإصلاح، قال: «وكذلك فينا» غريب من حديث محمد وسفيان، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عاصم
حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق، ثنا أحمد بن داود السجستاني، ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء، ثنا عمر بن موسى بن الوجيه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء» غريب من حديث جابر ومحمد تفرد به عمر بن موسى، وهو مدني فيه لين
حدثنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن زكريا، ثنا سليمان بن كراز، ثنا عمر بن صهبان الأسلمي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه» غريب من حديث جابر لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن عمر
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا طلحة بن عمرو، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’أفضل الأعمال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، وحج مبرور ’’ قال: قلنا: ما بر الحج؟ قال: «إطعام الطعام، وطيب الكلام» غريب من حديث محمد عن جابر، واللفظة الأخيرة مشهورة ثابتة
حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا محمد بن أبي عمر، ثنا عبد المجيد بن أبي رواد، ثنا بلهط بن عباد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر: ’’شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا، وقال: «استعينوا بلا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها تذهب سبعين بابا من الضر أدناهم الهم»
حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن مخلد، ثنا محمد بن يوسف بن الطباع، ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي، ثنا حسان بن عطية، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وسخة ثيابه فقال: «أما وجد هذا شيئا ينقي به ثيابه» ورأى رجلا شعث الرأس فقال: «أما وجد هذا شيئا يسكن به رأسه» غريب من حديث محمد وحسان، لم يروه عن حسان فيما أرى إلا الأوزاعي، وحديث بلهط بن عباد تفرد به عبد المجيد بن أبي رواد
حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، ثنا إسحاق بن سنان، ثنا حبيش بن محمد الفقيه، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تستبطئوا الرزق فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق له، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب؛ أخذ الحلال وترك الحرام» غريب من حديث محمد وشعبة، تفرد به وهب بن جرير
حدثنا علي بن الفضل، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبد الله بن الجراح، ثنا عبد الله بن عمرو العقدي، ثنا سفيان بن سعيد، عن محمد، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل» غريب من حديث محمد والثوري، تفرد به عبد الله بن الجراح
حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن خالد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا فائد، عن محمد، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحدا صمدا لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، كتب له ألفا حسنة، ومن زاد زاده الله» غريب من حديث محمد وجابر، تفرد به عنهما أبو الورقاء
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا عمر بن أيوب، ثنا داود بن رشيد، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا عبد الرحمن بن أبي الحارث، عن الفضل الرقاشي، عن محمد بن المنكدر، عن أبي هريرة، قال: ’’كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمدان يعرفان إذا جاءه ما يكره، قال: «الحمد لله على كل حال» وإذا جاءه ما يسره قال: «الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، بنعمته تتم الصالحات» غريب من حديث محمد والفضل الرقاشي، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن علية، ثنا محمد بن المنكدر، قال: قال أبو قتادة: ’’كانت لي جمة حسنة جعدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحسن إليها» فكنت أدهنها في اليوم مرتين ’’ حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا سويد بن سعيد، ثنا يعقوب بن الوليد بن يوسف المدني، عن محمد، مثله، غريب من حديث أبي قتادة ومحمد، لم نكتبه عاليا من حديث ابن علية إلا من حديث أحمد
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا محمد بن إبراهيم بن أبان السراج، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا سلم بن سالم، عن علي بن عروة، عن محمد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة»
حدثنا عبد الله بن خالد الفقيه المكي بن عبدان، ثنا سعيد بن محمد، ثنا جعفر بن عمر، حدثنا محمد بن عجلان، عن محمد، عن جابر، وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السابعة السفلى، على قرنه العرش، ومن شحمة أذنه إلى عاتقه بخفقان الطير مسيرة مائة عام» غريب من حديث محمد عن ابن عباس، لم نكتبه إلا من حديث جعفر عن ابن عجلان، وحديث جابر قد رواه عن محمد غيره
حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن عبد الله، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد، والزهري، وابن المنكدر، عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين» صحيح ثابت متفق عليه من حديث ابن المنكدر عن أنس ورواه الثوري، وابن جريج عنه، وعن إبراهيم بن ميسرة، عن أنس، وحديث الزهري وابن المنكدر لم نكتبه مجموعا إلا من حديث ابن وهب ع

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 3- ص: 146

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 3- ص: 146

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة. وأمه أم ولد. ويكنى أبا عبد الله.
فولد محمد بن المنكدر: عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لأم ولد.
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق العبدي. قال: حدثنا الحجاج بن محمد. عن أبي معشر. قال: دخل المنكدر على عائشة فقال: إني قد أصابتني حاجة فأعينيني.
فقالت: ما عندي شيء. لو كانت عندي عشرة آلاف لبعثت بها إليك. فلما خرج من عندها جاءتها عشرة آلاف من عند خالد بن أسيد. فقالت ما أوشك ما ابتليت! قال:
ثم أرسلت في إثره.. فدفعتها إليه. فدخل السوق فاشترى جارية بألفي درهم. فولدت له ثلاثة. فكانوا عباد المدينة: محمدا. وأبا بكر. وعمر. بني المنكدر.
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق. قال: حدثنا أبو السري سهل بن محمود. قال:
حدثنا سفيان: قال: تعبد محمد بن المنكدر وهو غلام. وكانوا أهل بيت عبادة.
وكانت أمه تقول له: لا تمزح مع الصبيان.
قال: وقيل له أي العمل أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. قيل: فما بقي مما يستلذ؟ قال: الإفضال على الإخوان.
قال: وصلى على رجل يقال له بقرة. كان يرهق. قال: فقيل له: تصلي على بقرة؟ قال فقال: إني أكره أن يعلم الله من قلبي أني أرى أن رحمته تعجز عن بقرة. أو قال: عن أحد.
أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا ابن أبي الزناد. قال: كان محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم. وأبو حازم. وسليمان بن سحيم. ويزيد بن خصيفة أهل عبادة وصلاة. وكانوا يجتمعون بعد العصر وبعد العشاء الآخرة. فيتحدثون ولا يفترقون حتى يتكلم كل رجل منهم بكلمات. ويدعون بدعوات. وكانوا يترافقون ويوافون الموسم كل عام ومعهم أبو صخر الأيلي- وكان من العباد- فيلقون عمر بن ذر فيقص عليهم ويذكرهم أمر الآخرة. فلا يزالون كذلك حتى ينقضي الموسم ثم لا يلتقون معه إلا في كل موسم.
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق. قال: حدثني أبو سلمة. قال: حدثنا جعفر بن سليمان. عن محمد بن المنكدر. قال: كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه يا أمه قومي ضعي قدمك على خدي.
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق. قال: حدثنا سعيد بن عامر. عن ابن المبارك.
قال: قال محمد بن المنكدر: بات عمر يصلي. وبت أغمز رجلي أمي وما أحب أن ليلتي بليلته.
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق. قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار. قال: حدثنا سفيان. قال: كان ابن المنكدر ربما قام الليل يصلي ويقول: كم من عين الآن ساهرة في رزقي.
قال: وكان له جار مبتلى. قال: فكان يرفع صوته من الليل يصيح. قال: فكان محمد يرفع صوته بالحمد. قال: فقيل له في ذلك. فقال: يرفع صوته بالبلاء وأرفع صوتي بالنعمة.
أخبرنا سفيان بن عيينة. عن محمد بن سوقة. قال: قيل لمحمد بن المنكدر:
تحج وعليك دين؟ قال: الحج أقضى للدين.
أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا يوسف بن محمد بن محمد بن المنكدر.
عن أبيه. قال: أني ضريت بالدعاء.
أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا منكدر بن محمد بن المنكدر. عن أبيه.
قال: أودعني رجل من أهل اليمن مائة دينار. وخرج إلى الثغر وقال محمد لليماني:
إن احتجنا إليها استنفقناها حتى ترجع إلينا؟ قال: نعم. قال: فاستنفقها محمد. وقدم الرجل وهو يريد الانطلاق إلى اليمن. وليست عند محمد. فقال له: متى تريد الانطلاق؟ فقال: غدا إن شاء الله. فخرج محمد إلى المسجد. فبات فيه حتى أسحر يدعو الله في هذه الدنانير. يأتيه بها كيف شاء. ومن حيث شاء. فأتى بها آت وهو ساجد في صرة فوضعها في نعله. ثم ألمسها يده. فإذا صرة فيها مائة دينار. فحمد الله ورجع إلى منزله. فلما أصبح دفعها إلى صاحبها.
قال محمد بن عمر: فأصحابنا يتحدثون أن الذي وضعها عامر بن عبد الله بن الزبير. وكان كثيرا ما يفعل مثل هذا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني الحر بن يزيد الحذاء. قال: كان محمد بن المنكدر فبينا صفوان بن سليم يصلي في المسجد شطر الليل إلى أن أتاه آت فوضع على نعله خمسين دينارا. فأخذها وحمد الله وانصرف صفوان إلى بيته.
فقال لمولاته سلامة: إن أخي محمدا أمسى مضيقا اذهبي إليه بهذه الدنانير فإنه يكفينا أن نأخذ منها خمسة. أو أربعة. فقالت: الساعة؟ قال: نعم. إنك تجدينه الساعة في محرابه يسأل الله. يقول: ائتني بها من حيث شئت. وكيف شئت. وأنى شئت. قال:
فتخرج بستة وأربعين دينارا أو بخمسة وأربعين دينارا. فأتته بها. فوقفت تسمع. فإذا هو يقول: اللهم ائتني بها من حيث شئت. وأنى شئت. وكيف شئت. من ساعتي هذه يا إلهي! فحمد الله على ذلك.
أخبرنا محمد بن عمر. عن عبد الرحمن بن أبي الزناد. أو غيره من أصحابه.
قال: كان محمد بن المنكدر يحج في كل سنة. ويحج معه عدة من أصحابه. فبينا هو ذات يوم في منزل من منازل مكة. إذ قال لغلام له: اذهب فاشتر لنا كذا فقال الغلام:
والله ما أصبح عندنا قليل ولا كثير. درهم فما فوقه. قال: اذهب فإن الله يأتي به.
قال: من أين؟ قال: سبحان الله ثم رفع صوته بالتلبية ولبى أصحابه الذين معه. وكان إبراهيم بن هشام قد حج تلك السنة فسمع أصواتهم. فقال: ما هؤلاء؟ فقيل له:
محمد بن المنكدر وأصحابه حجوا ومحمد يحتمل مؤونتهم. ويحملهم ويكلف لهم.
فقال: ما بد من أن يعان محمد على هذا الذي يصنع. فبعث إليه بأربعة آلاف درهم من ساعته فدفعها محمد إلى غلامه وقال له: ويحك. ألم أقل لك اشتر لنا ما أمرتك فإن الله يأتي بهذا. وقد أتانا الله بما ترى. فاذهب فاشتر ما أمرتك به.
أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني منكدر بن محمد بن المنكدر. عن أبيه.
قال: أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا. وتوالت سنون. قال محمد: فو الله إني لفي المسجد بعد شطر الليل. وليس في السماء سحاب. وأنا في مقدم المسجد ورجل أمامي متقنع برداء عليه. فأسمعه يلح في الدعاء إلى أن سمعته يقول: أقسم عليك أي رب قسما ويردده. قال: فما زال يردد هذا القسم أي رب من ساعتي هذه. قال: فو الله إن نشبنا حتى رأينا السحاب يتألف وما رأينا ذلك في السماء قزعة ولا شيئا. ثم مطرت فسحت. فكانت السماء عزالى. وأودعت مطرا ما رأيته قط! فأسمعه يقول: أي رب لا هدم فيه ولا غرق. ولا بلاء فيه ولا محق. قال: ثم سلم الإمام من الصبح. وتقنع الرجل منصرفا. وتبعته حتى جاء زقاق اللبادين فدخل في مشربة له. فلما أصبحت سألت عنه. قالوا: هذا زياد النجار. هذا رجل ليس له فراش. إنما هو يكابد الليل صلاة ودعاء. وهو من الدعائين. وكل عمل عمله أخفاه جهده. قال محمد بن المنكدر. [فذكرت قول رسول الله. ص: رب ذي طمرين خفي لو أقسم على الله لأبره].
قال محمد: فرأيتني بعد ذلك أخالفه. فكره بعض ما ذكرت له. وقال: اطو هذا يا أبا عبد الله. فإنما جزاؤه عند الذي عملناه له. قال محمد بن المنكدر: فما ذكرته بعد أن نهاني باسمه. وقلت: رجل كذا ليرغب راغب في الدعاء ويعلم أن في الناس صالحين.
أخبرنا معن بن عيسى. قال: حدثنا مالك بن أنس: أنه رأى محمد بن المنكدر في ثوبين موردين وثوبين بزعفران ليسا نظيفين.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس. وعبد الرحمن بن مقاتل القشيري خال عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قالا: حدثنا عبد الملك بن قدامة. قال: رأيت محمد بن المنكدر يصلي وأزرار قميصه محلولة.
قال محمد بن عمر: سمع محمد بن المنكدر من جابر بن عبد الله. وأميمة بنت رقيقة. وعروة بن الزبير. وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع. وربيعة بن عبد الله بن الهدير وهو عمه. والحسن البصري. وسعيد بن جبير.
وكان ثقة ورعا عابدا. قليل الحديث. يكثر الإسناد عن جابر بن عبد الله.
ومات محمد بن المنكدر بالمدينة سنة ثلاثين. أو إحدى وثلاثين ومائة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 357

محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي أبو عبد الله وهم أخوة ثلاثة أبو بكر ومحمد وعمر وكان محمد من سادات قريش وعباد أهل المدينة وقراء التابعين مات سنة ثلاثين ومائة، وقد نيف على السبعين وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 107

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير، قرشي، تيمي، مدني.
سمع جابر بن عبد الله، وابن الزبير، وعمه ربيعة، سمع منه الثوري، وشعبة، وعمرو بن دينار.
كنيته أبو بكر.
وقال إسماعيل: كنيته أبو عبد الله ,القرشي.
قال لي الأويسي: حدثني مالك، قال: كان محمد سيد القراء، لا يكاد أحدٌ يسأله عن حديثٍ إلا كاد أن يبكي.
وقال علي، عن ابن عيينة: بلغ سنه نيفا وسبعين، ولم أر أحدا أجدر أن يحمل عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، جالسناه عام الزهري، كان يجيئنا في الحج والعمرة، وكان صديقا لعمرو.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 1

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي
روى عن أبيه وجابر وابن عمر وابن عباس وأبي أيوب وأبي هريرة وعائشة وخلق
وعنه أبو حنيفة ومالك والزهري وشعبة والسفيانان
قال ابن عيينة كان من معادن الصدق ويجتمع إليه الصالحون مات سنة ثلاثين وقيل إحدى وثلاثين

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 58

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي المدني الحافظ
عن أبيه وعائشة وأبي هريرة وأبي قتادة وأبي أيوب وجابر وعنه شعبة ومالك والسفيانان إمام بكاء متأله توفي 13 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المدني يكنى أبا بكر ويقال أبو عبد الله كان من سادات القراء لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أخوة ثلاثة أبو بكر ومحمد وعمر مات في ولاية مروان بن محمد سنة ثلاثين ومائة وقد نيف على السبعين وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء
روى عن حمران في الوضوء وعبد الله بن حنين في الصلاة وأنس بن مالك في الصلاة وجابر بن عبد الله في الصلاة والنكاح وغيرها ومسعود بن الحكم في الجنائز ومعاذ بن عبد الرحمن التيمي في الحج وأبي شعبة العراقي في حق المملوك وأبي أمامة بن سهل في الذبائح وعامر بن سعد في الطب وسعيد بن المسيب في الفضائل وعروة بن الزبير في الرفق
روى عنه عثمان بن حكيم وجعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وورقاء بن عمر وشعبة وابن جريج ومالك بن أنس في الحج وأبو حازم سلمة وأيوب والثوري والزهري وسهيل وسعيد بن أبي هلال وروح بن القاسم ويوسف بن الماجشون وهشام بن عروة وعبد العزيز بن أبي سلمة ومعمر وعبد الكريم وسعد بن إبراهيم في الفتن

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

محمد بن المنكدر التيمي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 48

(ع) محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر ابن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر المدني أخو أبي بكر [ق 35/ب] وعمر.
روى عن أبي هريرة، وجابر كذا ذكره المزي وهو عنده مشعر بالاتصال من غير بيان خلاف وهو غير جيد.
قال البخاري في ’’ الأوسط ’’: ثنا علي قال: قلت لسفيان إن أبا علقمة الفروي قال عن ابن المنكدر عن جابر أكل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ.
فقال سفيان: أحسبني سمعت ابن المنكدر قال: أخبرني من سمع جابراً، وقال بعضهم عن ابن المنكدر سمعت جابراً ولا يصح، فإن أراد أنه لم يسمع غير هذا الحديث
فهو عذر للمزي، وإن أراد أنه لم يسمع منه مطلقاً فغير جيد؛ لأن البخاري نفسه خرج حديثه عنه ’’ صحيحه ’’، والله أعلم.
وقال البزار في ’’ مسنده ’’: محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة.
وقال عبد الرحمن: قرئ على العباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة وسمعت أبا زرعة يقول: محمد بن المنكدر لم يلق أبا هريرة.
قال المزي: ذكره ابن حبان في كتاب ’’ الثقات ’’ وقال اللالكائي: شكى المنكدر إلى عائشة الحاجة؛ فقالت: [إن لي شيئاً يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف فبعثت بها إليه فاشترى جارية من العشرة آلاف فولدت له محمداً وأبا بكر وعمر].
وقال ابن عيينة: بلغ نيفاً وسبعين سنة.
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وقال الواقدي وكاتبه، وغير واحد: مات سنة ثلاثين ومائة.
وقال البخاري عن هارون الفروي: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. كذا ذكره وهو كلام رجل يشعر أنه لم ير كتاب ’’ الطبقات ’’ ولا كتاب ابن حبان إذ لو رآهما لوجد ابن سعد قد قال: أمه أم ولد وولد عمر وعبد الملك والمنكدر ويوسف وإبراهيم، وداود، أبنا أحمد بن أبي إسحاق، ثنا الحجاج بن محمد عن أبي معشر قال: دخل المنكدر على عائشة؛ فقال: إني قد أصابتني حاجة فأعينيني؛ فقالت: ما عندي شيء ولو كان عندي عشرة آلاف لبعثت بها إليك؛ فلما خرج من عنده جاءتها عشرة آلاف من عند خالد بن أسيد؛ فقالت: ما أوشك ما ابتليت ثم أرسلت في أثره فدفعتها إليه؛ فاشترى جارية بألفي درهم فولدت له ثلاثة فكانوا عباد أهل المدينة: محمداً وأبا بكر وعمر بن المنكدر، وعن سفيان: تعبد محمد وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادة وكانت أمه تقول له: لا تمزح مع الصبيان فتهون عليهم.
أبنا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي الزناد، قال: كان محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، وأبو حازم، وسليمان بن سحيم، ويزيد بن خصيفة أهل عبادة وصلاة وكانوا يجتمعون بعد العصر، وبعد العشاء فلا يفترقون حتى يدعو كل رجل بدعوات وذكر شيئاً كثيراً.
قال محمد بن عمر: سمع محمد جابراً وأميمة وذكر جماعة، قال: وكان ثقة ورعاً [ق 36/أ] عابداً قليل الحديث يكثر الإسناد عن جابر، ومات محمد بن المنكدر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة أو في إحدى وثلاثين ومائة.
وقال ابن حبان: مات في ولاية مروان بن محمد سنة ثلاثين ومائة، وقد نيف على السبعين. انتهى.
فهذا كما ترى الذي نقله عن اللالكائي موجود عند ابن سعد، والذي نقله عن ابن سعد ليس في كتابه إنما هو فيه: راو عن شيخه، والذي نقله أيضاً عن غيره موجود في كتابه عن شيخه فلو كان المزي رأى ذلك لعدده كما من عادته تعداد المؤرخين وإن كانوا متواردين على معنى واحد.
وقال عمرو بن علي: مات في ولاية مروان بن محمد، وكذا قاله الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
وفي ’’ تاريخ المنتجالي ’’: في آل منكدر صلاح وعلم وعبادة، وكان محمد يجلس مع أصحابه فيصيبه الصمات؛ فيقوم كما هو فيضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال: إنه يصيبني خطرة فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال مالك: ربما رأيت محمداً في موردتين وكان سيد القراء لا تكاد تسأله عن حديث إلا بكى، وكنت إذا وجدت من قلبي قسوة أتيته فأتعظ به وانتفع
بنفسي أياماً، وكان كثير الصلاة بالليل وعن ابن زيد قال: أغمي على امرأة فجعلت تتكلم وهي مغمى عليها؛ فقيل لها: قولي إن زيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر وأبا حازم وزمعة من أهل الجنة وهم متجاورون فيها بلغيهم، وعن مالك: ضربه وضرب أصحابه ابن حيان المري لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقال لهم تتكلمون في هذا دوني؟ وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 10- ص: 1

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب التيمي القرشي المدني
كان من سادات القراء لا يتمالك البكاء إذا قرأ أحد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كنيته أبو عبد الله وقد قيل أبو بكر وهم إخوة ثلاثة أبو بكر ومحمد وعمر يروي محمد عن جابر وابن الزبير روى عنه مالك والثوري وشعبة والناس مات في ولاية مروان بن محمد سنة ثلاثين ومائة وقد نيف على السبعين، وكان يصفر رأسه ولحيته بالحناء أمه أم ولد وكان أخوه أبو بكر بن المنكدر أسن من محمد

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1

محمد بن المنكدر
مدني تابعي ثقة رجل صالح

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

محمد بن المنكدر(ع)
ابن عبد الله بن الهدير، الإمام الثقة، العالم، العامل، أبو عبد الله، القرشي التيمي المدني، أخو أبي بكر، وعمر.
سمع: أبا هريرة، وابن عباس، وجابراً، وأنساً؛ وابن المسيب، وغيرهم.
وعنه: ابنه المنكدر، وشعبة، ومعمرٌ، وروحٌ بن القاسم، والسفيانان، ومالكٌ، وخلق.
قال ابن عيينة: كان من معادن الصدق، يجتمع إليه الصالحون.
وقال الحميدي: ابن المنكدر حافظ.
وقال البخاري: سمع من عائشة.
وقال مالك: كان سيد القراء، لا يكاد أحدٌ يسأله عن حديثٍ إلا كان يبكي.
وقيل: إنه تهجد ليلة، فاشتد بكاؤه، فسأله إخوانه، فقال: تلوت هذه الآية: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}.
قال الواقدي: توفي سنة ثلاثين ومئة.
وهو من طبقة عطاء، لكنه تأخر موته، رحمه الله.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

محمد بن المنكدر

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

محمد بن المنكدر
وهو ابن المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي أبو عبد الله روى عن جابر وابن عمر وأميمة بنت رقيقة وعبد الله بن الزبير وأسماء ابنة أبي بكر وسفينة وأبي رافع روى عنه الزهري وعمرو بن دينار وهشام بن عروة وأيوب السختياني وأبو حازم سلمة بن دينار ومالك وابن جريج والثوري وشعبة ومعمر وعبد العزيز الماجشون وأبو عوانة سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن نا عمر بن شبة بن عبيدة النميري البصري نا هارون يعني بن معروف نا سفيان يعني بن عيينة قال كان محمد بن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون نا عبد الرحمن نا أبو بكر محمد بن عمير الطبري قال قال أبو بكر يعني عبد الله بن الزبير الحميدي محمد بن المنكدر حافظ نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال محمد بن المنكدر ثقة نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن محمد بن المنكدر فقال ثقة.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1