الكندري محمد بن منصور بن محمد الكندري ابو نصر، عميد الملك: أول وزراء الدولة السلجوقية (التركمانية) كان يقطن نيسابور في بدء امره، ولما وردهاطغرل بك (اول سلاطين الدولة السلجوقية في ايام القائم بامر الله، العباسي) احتاج إلى كاتب يجمع بين الفصاحتين العربية والفرنسية، فدل على صاحب الترجمة، فدعا به اليه وقربه ثم جعله من وزرائه وثقاته ولقبه بعميد الملك. وكان يقوم بالترجمة بين السلطان طغرل بك والخليفة القائم. له مواقف واخبار كثيرة في عهد تاسيس الدولة التركمانية. ولما توفي طغرل بك وخلفه السلطان عضد الدولة ألب أرسلان السلجوقي، أمر عضد الدولة بالقبض على عميد الملك، وانفذه إلى (مرو الروذ) حيث مكث معتقلا عاما كاملا، ثم دخل عليه غلامان وهو محموم فقتلاه وحملا رأسه إلى عضد الدولة وهو بكرمان. ودفن جمثانه في قبر ابيه بكندر (من قرى نيسابور) وكانت مدة وزارته ثماني سنين وشهورا. وكان يرجع إلى حسب ونبل وادب وفضل.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 111
الوزير عميد الملك الكندري محمد بن منصور بن محمد -ومنهم من قال منصور بن محمد والأول أصح- الوزير عميد الملك أبو نصر الكندري وزير طغرلبك، كان من رجال الدهر جودا وسخاء وكتابة وشهامة، استوزره طغرلبك ونال عنده الرتبة العليا وهو أول وزير كان لبني سلجوق ولو لم يكن له منقبة إلا صحبة إمام الحرمين، قال ابن الأثير: كان الوزير شديد التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي، وبلغ من تعصبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان في لعن الرافضة على المنابر بخراسان فأذن له في ذلك فأضاف إليهم الأشعرية فأنف من ذلك أئمة خراسان منهم أبو القاسم القشيري وإمام الحرمين وغيرهما وفارقوا خراسان وكان قد تاب فيما بعد ذلك من الوقيعة فيهم، فلما جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأحسن إليهم، وكان الوزير عميد الملك ممدحا قصده الشعراء ومدحوه، منهم الكاتب الرئيس المعروف بصردر امتدحه بالقصيدة التي أولها:
أكذا يجازى ود كل قرين | أم هذه شيم الظباء العين |
قصوا علي حديث من قتل الهوى | إن التأسي روح كل حزين |
بأغر ما أبصرت نور جبينه | إلا اقتضاني بالسجود جبيني |
تجلو النواظر في نواحي دسته | والسرج بدر دجى وليث عرين |
عمت فواضله البرية فالتقى | شكر الغني ودعوة المسكين |
قالوا وقد شنوا عليه غارة: | أصلات جود أم قضاء ديون |
لو كان في الزمن القديم تظلمت | منه الكنوز إلى يدي قارون |
وشهدت علاه أن عنصر ذاته | مسك وعنصر غيره من طين |
قالوا محا السلطان عنه بعدكم | سمة الفحول وكان قرما صائلا |
قلت اسكتوا فالآن زاد فحولة | لما اغتدى من أنثييه عاطلا |
فالفحل يأنف أن يسمى بعضه | أنثى لذلك جذه مستاصلا |
وعمك أدناه وأعلى محله | وبوأه من ملكه كنفا رحبا |
قضى كل مولى منكما حق عبده | فخوله الدنيا وخولته العقبى |
الموت مر ولكني إذا ظمئت | نفسي إلى العز تستحلي لمشربه |
رياسة باض في رأسي وساوسها | تدور فيه وأخشى أن تدور به |
إن كان بالناس ضيق عن مزاحمتي | فالموت قد وسع الدنيا على الناس |
قضيت والشامت المغرور يتبعني | إن المنية كاس كلنا حاس |
مفرقا في الأرض أجزاؤه | بين قرى شتى وبلدان |
جب بخوارزم مذاكيره | طغرل ذاك الملك الفاني |
ومص مرو الروذ من جيده | معصفرا يخضبها قان |
والشخص في كندر مستبطن | وراء أرماس وأكفان |
ورأسه طار فلهفي على | مجثمه في خير جثمان |
فلوا بنيسابور مضمونه | وقحفه الخالي بكرمان |
والحكم للجبار فيما مضى | وكل يوم هو في شان |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0
الكندري الوزير محمد بن منصور.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
الكندري الوزير الكبير، عميد الملك، أبو نصر محمد بن منصور بن محمد الكندري، وزير السلطان طغرلبك.
كان أحد رجال الدهر سؤددا وجودا وشهامة وكتابة، وقد سماه محمد بن الصابئ في تاريخه وعلي بن الحسن الباخرزي في الدمية: منصور بن محمد. وسماه محمد بن عبد الملك الهمذاني: أبا نصر محمد بن محمد بن منصور.
وكندر: من قرى نيسابور. ولد بها سنة خمس عشرة وأربع مائة.
تفقه وتأدب وكان كاتبا لرئيس ثم ارتقى وولي خوارزم وعظم ثم عصى على السلطان وتزوج بامرأة ملك خورازم فتحيل السلطان حتى ظفر به وخصاه لتزوجه بها ثم رق له وتداوى وعوفي ووزر له وقدم بغداد ولقبه القائم سيد الوزراء وكان معتزليا له النظم والنثر فلما مات طغرلبك؛ وزر لألب آرسلان قليلا ونكب.
يقال: غنته بنت الأعرابي في جوقها، فطرب وأمر لها بألفي دينار، ووهب أشياء ثم أصبح وقال: كفارة المجلس أن أتصدق بمثل ما بذلت البارحة.
وقيل: إنه أنشد عند قتله:
إن كان بالناس ضيق عن، منافستي | فالموت قد وسع الدنيا على الناس |
مضيت والشامت المغبون يتبعني | كل بكأس المنايا شارب حاسي |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 333