الورتتاني محمد المقداد بن الناصر بن عمار الورتتاني: كاتب، له عناية بجمع الاخبار وتنسيقها. نسبته إلى قبيلة (ورتتان) من بربر جنوب (الكاف) قرب مدينة (أبة) قرأ في الزيتونة (بتونس)، وكان نائبا للاوقاف في القيروان زهاء 20 سنة. وفي سنة 1911 ساح في فرنسة وغيرها. وعاد إلى القيروان، فألف كتابه (البرنس في باريز -ط) مشاهدات واستطرادات. وله (المفيد السنوي -ط) جزآن، و (الرحلة الاحمدية -ط) في وصف رحلة أحمد باشا باي الثاني إلى فرنسة، و (رسالة في تاريخ الشابية بالقيروان) قيل لي: إن (موشيكور) الفرنسي (Ch. Monchicourt) بني عليها كتابه ’’Kairouan et les Chabia’’ اي القيروان والشابيين (سنة 1450 إلى 1592) وله (دراسة في تارشخ الاطعمة التونسية في العصر الحفصى -خ) عرضها على مؤتمر للثقافة الاسلامية.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 107

الورتتاني محمد المقداد بن نصر بن عمار الورتتاني، الكاتب، الشاعر، المؤرخ.
ولد في منازل ورتتان القبيلة البربرية المتعربة الضاربة بجنوبي الكاف قرب مدينة أبة، وكان والده شيخ القبيلة فرباه تربية بدوية دينية فمارس ركوب الخيل والرماية، وحفظ القرآن، ومتون العلم، وقرأ مبادئ الفقه والعربية، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1310/ 1892 وأخذ عن المشايخ: سالم بو حاجب، والصادق بن القاضي، وصالح الشريف، ومحمد بن محمود، ومحمد النخلي، ومحمد المكي بن عزوز، ومصطفى رضوان.
وأحرز على شهادة التطويع سنة 1316/ 1898 فدرس متطوعا مع استمراره على مزاولة دروس المرتبة العليا، وتابع دروس المدرسة الخلدونية، ومن أساتذته بها الأستاذ البشير صفر، وظهرت عنايته بالتاريخ.
سماه الأستاذ البشير صفر نائبا لجمعية الأوقاف بمدينة القيروان سنة 1319/ 1901 فبذل جهده لتنظيم الآثار والأوراق التي اشتملت عليها بقايا المعاهد الدينية بالقيروان ولا سيما جامع عقبة بن نافع، وتمرس بقراءة الخطوط، وصار عارفا بها، وخبيرا بآثار القيروان، وبذلك كان الرائد الأول في الكشف عن آثار القيروان وترتيبها.
وكان إلى جانب هذا العمل ينشر في الصحف التونسية التحارير الراقية الرائقة، ونظم القصائد واشترك في إنشاء مستشفى ابن الجزار بالقيروان.
وفارق نيابة الأوقاف بالقيروان سنة 1333/ 1915 فسمي رئيس دائرة بالإدارة المركزية لجمعية الأوقاف، ثم انتخبه الوزير الأكبر مصطفى دنقزلي ملحقا بالوزارة الكبرى، ودرس بالمدرسة الخلدونية.
أحيل على التقاعد سنة 1359/ 1939 فتفرغ للبحث في مكتبته القيمة ولخدمة المكتبة الصادقية (والعبدلية) التي كان عضوا بلجنة تنظيمها وكاتبا لها.
وفي سنة 1366/ 1946 نجح في مناظرة المدرسين المساعدين بجامع الزيتونة ودرس بالعاصمة، وهذا في غاية الغرابة متوظف متقاعد يشارك في مناظرة، ويدخل حياة الوظيفة من جديد، لكن ذلك العصر لا تحصى عجائبه، وكان قد بلغ من الكبر عتيا، ولم تبق له قوة على مجابهة مصاعب التدريس، والسيطرة على التلامذة وتبرموا به حتى أنه بقي عالقا بذهني أن الشاعر العربي صمادح (الحاكم الآن) كتب له على السبورة بقسم من أقسام الخلدونية وذلك قبل ميعاد الدرس بقليل:

توفي بتونس في رجب /1369 أفريل 1950.
مؤلفاته:
1) البرنس في باريس (تونس 1330/ 1912) دون فيه رحلته إلى فرنسا وسويسرا، وسجل انطباعاته عن الحضارة الغربية، والمقارنة بينها وبين الحضارة الإسلامية، وخصوصا حضارة القيروان، وشاب هذه
الرحلة كثرة الاستطراد.
2) دليل الدياجي في أخبار محمد الدغباجي (خط).
3) دراسة في تاريخ الأطعمة التونسية في العصر الحفصي (خط) عرضها على مؤتمر الثقافة الإسلامية المنعقد بتونس.
4) الرحلة الأحمدية في وصف رحلة أحمد باشا باي الثاني إلى فرنسا (ط/تونس).
5) رسالة في تاريخ الشابية بالقيروان، قيل إن المراقب المدني المستشرق شارل منشيكور الفرنسي بنى عليها كتابه القيروان والشابية (سنة 1450 إلى 1592) (بالفرنسية).
6) المفيد السنوي 2 جزءان (ط/تونس) هو دليل إداري إلخ.
7) النفحة الندية في الرحلة الأحمدية في سيرة أحمد باي ورحلته الثانية إلى فرنسا سنة 1353/ 1934 (ط/تونس 1355/ 1936).
المراجع:
- الأعلام 7/ 107 (ط 5/)، تراجم الأعلام 327 - 333، معجم المؤلفين 12/ 45 (نقلا عن الأعلام).

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 5- ص: 123