المعتصم ابن صمادح محمد بن معن بن محمد بن صماح، أبو يحيى التجيبي الاندلسي: صاحب المرية وبجانة (Pechina) والصمادحية، من بلاد الاندلس. ولي بعد وفاة ابيه (سنة 443هـ) بعهد منه، وسمي نفسه (معز الدولة) ثم لما تلقيت ملوك الاندلس بالالقاب السلطانية لقب نفسه (المعتصم بالله الوائق بفضل الله) وكان كريما حليما ممدوح السيرة، عالما بالادب والاخبار، شاعرا، قربا للادباء. للشعراء فيه أماديح. وهو صاحب الابيات المشهورة التي أولها:

قال ابن عذاري: أقام ملكا بمدينة المرية واعماله مدة طويلة (0قطعها في حروبه ولذاته) وكانت مدته 41 سنة. وهاجمه جيش يوسف بن تاشفين وهو يعالج الموت، فجعل يقول: نغص علينا حتى الموت ! وكان من وزرائه أبو بكر ابن الحداد الاديب.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 106

المعتصم ابن صمادح محمد بن معن بن محمد بن صمادح الملقب بالمعتصم التجيبي صاحب المرية وبجانة -بالباء الموحدة والجيم المشددة وبعد الألف نون- والصمادحية من بلاد الأندلس، كان جده محمد بن أحمد بن صمادح صاحب مدينة وشقة وأعمالها في أيام المؤيد هشام بن الحكم الأموي فحاربه ابن عمه منذر بن يحيى التجيبي واستظهر عليه وعجز عن دفعه، وكان داهية لم يعدله أحد من أصحاب السيوف في الدهاء، وكان ولده معن مصاهرا لعبد العزيز بن أبي عامر صاحب بلنسية فوثب عبد العزيز على المرية لما قتل زهير لأنه مولاهم فحسده صاحب دانية مجاهد بن عبد الله العامري فقصد بلاد عبد العزيز وهو مشتغل في تركة زهير، فلما أحس به خرج إليه من المرية وخلف بها صهره ووزيره معن بن صمادح فخانه في الأمانة وغدر به وطرده عن الإمارة ولم يبق من ملوك الطوائف أحد إلا ذمه إلا أنه تم له الأمر واستتب، فلما مات انتقل الملك إلى ولده محمد المعتصم تسمى بأسماء الخلفاء وكان رحب الفناء جزل العطاء حليما عن الدماء فطافت به الآمال واتسع في مدحه المقال ولزمه جماعة من الشعراء كابن الحداد وغيره. وكان يوسف بن تاشفين قد أقبل على المعتصم بخلاف ملوك الطوائف، فلما خرج عن طاعته المعتمد شاركه في ذلك المعتصم فعزم ابن تاشفين على خلعهما فلما كان إلا أن قصدهما وخيم بفناء المعتصم فمات المعتصم سنة أربع وثمانين وأربع مائة بالمرية، قالت أروى بعض حظاياه: إني لعند المعتصم وهو يوصي بشأنه ونحن بحيث نعد خيمات ابن تاشفين ونسمع صوتهم إذ سمع وجبة من وجباتهم فقال: لا إله إلا الله نغص علينا كل شيء حتى الموت، فدمعت عيني فلا أنسى طرفا يرفعه إلي وإنشاده لي بصوت لا أكاد أسمعه:

كتب المعتصم إلى ابن عمار يعاتبه:
فأجاب ابن عمار بقوله:
ومن شعر المعتصم أيضا:
وامتدحه ابن الحداد بقصيدة أولها:
وامتدحه الأسعد بن بليطة بقصيدة أولها:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0

المعتصم: (من بني صمادح) اسمه محمد بن معن؛ ولده رفيع الدولة: أبو يحيى بن محمد؛ ومن أولاد محمد ولده: أحمد بن محمد بن معن.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

المعتصم ابن صمادح السلطان، أبو يحيى التجيبي الأندلسي، محمد بن معن، وقيل: معن بن محمد- بن محمد بن أحمد بن صمادح. كان جده محمد صاحب مدينة وشقة، فحاربه ابن عمه الأمير منذر بن يحيى التجيبي، فعجز عنه، وترك له وشقة، وهرب، وكان من دهاة الرجال، وكان ابنه معن مصاهرا لصاحب بلنسية عبد العزيز بن عامر، وكانت المرية قد صارت له، فاستناب عليها معنا هذا، فخافه وتملكها، وتم له ذلك، وتملكها من بعده ولده المعتصم محمد، فكان حليما، جوادا، ممدحا، وقد داخل ابن تاشفين، ونصره، ثم إن ابن تاشفين عزم على أخذ البلاد من ابن صمادح وكان يملك المرية وبجانة والصمادحية فأظهر العصيان لابن تاشفين، وكان فيه خير ودين وعدل وتواضع وعقل تام.
روى عن أبيه، عن جده كتابه ’’المختصر في غريب القرآن’’.
روى عنه: إبراهيم بن أسود الغساني.
نازلته عساكر ابن تاشفين مدة، فتمرض، فسمع مرة هيعة، فقال: لا إله إلا الله، نغص علينا كل شيء حتى الموت. قالت جاريته: فدمعت عيناي، فقال بصوت ضعيف:

فمات في ربيع الآخر، سنة أربع وثمانين وأربع مائة.
ومن وزرائه أبو بكر بن الحداد الأديب. وقد امتدحه جماعة من فحول الشعراء.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 84

المعتصم بالله أبو يحيى محمد بن معن بن صمادح رحمه الله ملك أقام سوق المعارف على ساقها، وأبدع في انتظام مجالسها واتساقها، وأوضح رسمها، واثبت في جبين أوانه وسمها، لم تخل أيامه من مناظرة، ولا عمرت إلا بمذاكرة أو محاصرة، إلا ساعات أوقفها على المدام، وعطلها من ذلك النظام، وكانت دولته مشرعا للكرم، ومطلعا للهمم، فلاحت بها شموس، وارتاحت فيها نفوس، ونفقت فيها أقدار الأعلام، وتدفقت بحار الكلام، كإجادة ابن عمار وإبداعه، في قوله معتذرا من وداعه: طويل

هذا على انكماش ولايته، وقلة جبايته، فإن نظرة لم يزد على امتداد ناظر، ولم يجد الغمام منه على يانع ولا ناضر، لأن أكثره منابت شيح، ومهامه فيح، استغفر الله إلا ضفتي نهر بجاية الممتد كالحبل، المستمد من الطل والوبل، فإن في جانبيه كاتساع الشبر، ما يفي بانتجاع ورق ولا تبر، فاقتصر هو على صمادحيته البديعة، وقصبته المنيعة، واشتغل بترميق أساطيله، وتنميق أباطيله، لم تمتد همته إلى مزاحمة ملك في ملكه، ولم يزد على مراعاة أمر جواريه وفلكه، ولا انتقل إلا من مجلس مدارسة، إلى مكنس موانسة، فكثيرا ما كان يعمر أندية اللهو، ويداولها من مجلس الحافة إلى البهو، كلاهما سري المنظر، قمري المرمر، وكان له نظم أرج النفحة، بهج الصفحة، يصف به مجالس إيناسه، ويصرفه بين ندمائه وكاسه، ولم يزل كذلك إلى ان نازلته المحلات، وطاولته المحلات، ففاضت نفسه في أثناء منازلتهم جزعا، وذهبت روحه مقسما بالأنكاد موزعا، ونغصت عليه منيته حتى ما كان يلتفت إلا إلى رهج يغشاه، ولا يصيخ غلا إلى رجة تقلقل حشاه، فأكثر القتال أنما كان تحت مجلسه الذي كان به مضجعه، وفيه تألمه وتوجعه، ولقد أخبرني من سمعه يقول وقد علمت أصواتهم، وتقلقلت لغاتهم، نغص علينا كل شيء حتى الموت فبكت إحدى حظاياه فرمقها بطرفه الكليل، وقال وهو يتنفس الصعداء من حر الغليل: متقارب
وبقي ابنه عز الدولة مختبل التلفت، مرتقبا للتفلت، لا يحكم تدبيرا، ولا يملك من أمره قليلا ولا كثيرا، قد نهك بالغصص، وذهل خوفا من القنص، إلى أن ركب في البحر طريقا غير يبس، وساعدته الريح بنفس، فامتطى ثبجه، وأورد غربانه لججه، فكانت أطوع من غربان نوح، وبلغت بأجنحة إلى حيث شاء الجنوح، فأصبح ناس وأطراف شراعه تلوح، وإطلاله تبكي عليه وتنوح، فأزجاه إلى بجاية سكانه، وحياه منها موضعه ومكانه، فاستقر فيها تحت رعاية المنصور بن الناصر، وأوى منها إلى جنات ومقاصر، وتوقد له شهابه، وجدد له العز ذهابه، فمن بديع أفعال المعتصم أن النحلي دخل المرية وعليه إسمال لا تقتضيها الآداب، ولا يرتضها إلا الانتحاب والانتداب، والناس قد لبسوا البياض، وتصرفوا في حضرتهم، في مثل قطع الرياض، والنحلي ظمأن يسعره جواده، عريان لا يستره إلا سواده، فكتب إليه: وافر
فأدر له حباه، ووصله وحاباه، وبعث إليه من البياض ما لبسه، وجلل به مجلسه، وكتب إليه مع ذلك: طويل
واخبرني الوزير أبو خالد ابن بشتغير أنه ركب ليتطلع بعض أقطاره، ويتودع فيها بقية نهاره، وقدم بين يديه من آلات أطرابه، وأدوات شرابه، ما تخذه لأنسه جالبا، وللوعته غالبا، فإن إحدى خطاياه المكينات عنده تركها تجود بنفسها، وترود مكان رمسها، فخرج فارا من قصتها، مستريحا من غصتها، فلما وضع رجله في ركابه، ودمعه يغلب جلله بانسكابه، خرج من أعلمه بموتها، وعزاه على فوتها، فأمر أن توضع في قبرها، ووصى من ينظر في أمرها، ولم ينصرف من وجهته، ولم ينحرف عن نزهته، وقال: بسيط
وأخبرني الوزير المذكور أنه حضر مجلسه بالصمادحية في يوم وفيه أعيان الوزراء، ونبهاء الشعراء، فقعد على موضع يتداخل الماء فيه، ويتلوى في نواحيه، والمعتصم منشرح النفس، مجتمع الأنس، فقال: بسيط
فاستبدعوه، ونيموه به وأولعوه، فاسكب عليهم شأبيب نداه، وأغرب بما أظهره من بشره وأبداه، واتفق أن غني بقول النابغة: متقارب
فاستطابه واستحسنه، وجعله أبدع منا للنابغة وأحسنه، وأمر ابن الحداد بمعارضته فقال على البديهة: متقارب
وبلغته عن ابن عمار هنات، لم تطرق جفونهه بهاسنات، وقرر عنه أنه يدب إليه دبيب الضراء، وينسبه إلى افن الآراء، ويكشف عن عوراته، ويستخف ببوادره وفوراته، فضاق بها ذرعا، واعتقدها على ابن عمار أصلا وفرعا، ونوى غاية هجره، وزوى عينيه عن صباحه وفجره، فكتب إليه ابن عمار فلم يلتفت إلى ما كتبه، وعذل مبلغه وأنبه، واجتاز على المرية فما استدعاه، ولا أخصب له مرعاه، ولا بره على عادته ولا رعاه، فلما تمادى في تقاطعهما الأمد، وتوالى عليه بما يبلغه عنه الكمد، كتب إليه مراجعا عن قطعة خاطبه بها: طويل
فراجعه ابن عمار بهذه الأبيات: طويل
وأقام عنده في بعض سفراته مقاما امتد زمامه، وتوالت أيامه، حتى أقلقته دواعي شوقه، وشب صبره عن طوقه، والمعتصم يقيه ببره، ويعتمده بموالات لجبينه وتبره، ويرعيه ما شاء من بشره، ويستدعيه لبسط الأنس ونشره، ولما سئم الثواء ومله، وأنهله القلق وعله، وحن إلى حمص حنين نصيب للجفر، والمحرمين ليلة النفر، وهام بها هيام عمر بالثريا، وحارثه بن بدر بالحميا، كتب إليه يستسرحه، بشعر تتماه النفس وتقترحه، وهو: كامل مجزوء
فراجعه المعتصم: كامل مجزوء
وخرج إلى برجه ولادية وهما نظران لم يجل في مثلهما ناظر، ولم تدع حسنهما الخدود النواضر، غصون تثنيها الرياح، ومياه لها انسياح، وحدائق تهدي الأرج والعرف، ومنازل تبهج النفس وتمتع الطرف، فأقام فيها اياما يتدرج في مسارحها، ويتصرف في منازهها ومسايحها، وكانت نزهة أربت على نزهة هشام بدير الرصافة، وأنافت عليها أي إنافة، وفي أثناء مقامه، وخلال اتساق الأنس له وانتظامه، عن له ذكر إحدى خطاياه فهيجه وأقلقه، وأزعجه وأرقه، فكتب إليها رقعة وطيرها وفيها: طويل
كمل ذكر المعتصم والحمد لله

  • مكتبة المنار - الأردن-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 47