الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن شهاب الزهري، من بني زهرة بن كلاب، من قريش، أبو بكر: أول من دون الحديث، وأحد أكابر الحفاظ والفقهاء. تابعي، من أهل المدينة. كان يحفظ ألفين ومئتي حديث، نصفها مسند. وعن أبي الزناد: كنا نطوف مع الزهري ومعه الألواح والصحف ويكتب كل ما يسمع. نزل الشام واستقر بها. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله: عليكم بابن شهاب فإنكم لا تجدون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه. قال ابن الجزري: مات بشغب، آخر حد الحجاز وأول حد فلسطين.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 97
الزهري المعروف به محمد بن مسلم بن شهاب وفي النقد يحتمل أن يطلق على محمد بن عبد العزيز ومحمد بن قيس ابن مخرمة والمسور بن مخرمة ومطلب بن زياد وإبراهيم بن سعد وسعد بن إبراهيم وعبد الله بن أيوب وعن مجمع الرجال أنه زاد سعدان بن مسلم وإبراهيم بن عبد الرحمن والد سعد المذكور وسعد بن أبي خلف.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 70
ابن أخي الزهري محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، روى له الجماعة، وثقه أبو داود وقال ابن معين: ليس بالقوي، قتله غلمانه لأجل الميراث ثم قتلوا سنة سبع وخمسين وماية، انفرد عن الزهري بثلثة أحاديث.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0
الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري أحد الفقهاء المحدثين بالمدينة حافظ زمانه، ولد سنة خمسين وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة وله نيف وعشرون سنة، فروى عن ابن عمر حديثين فيما بلغنا -قاله الشيخ شمس الدين- وعن سهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن أزهر وسنين أبي جميلة وأبي الطفيل وربيعة بن عباد وعبد الله بن ثعلبة وكثير بن العباس بن عبد المطلب وعلقمة بن وقاص والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وعروة وسالم وعبيد الله بن عبد الله وخلق كثير، قال أبو داود: حديثه ألفان ومائتا حديث النصف منها مسند، وقال ابن المديني: له نحو ألفي حديث، وقال مكحول وعمر بن عبد العزيز وهذا لفظه: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري، قال ابن عيينة: رأيت الزهري أعيمش أحمر الرأس واللحية وفي حمرتها انكفاء كان يجعل فيه كتما، وجالس الزهري سعيد بن المسيب ثماني سنين، وقال الزهري: من سنة الصلاة أن يقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم تقرأ سورة، وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو بن العاص. قال: الحافظ لا يولد في كل أربعين سنة إلا مرة واحدة، وقال يونس بن محمد المؤدب: حدثنا أبو أويس: سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال: هذا لا يجوز في القرآن فكيف في الحديث، إذا أصبت معنى الحديث فلا بأس. وكان الزهري قصيرا قليل اللحم له شعرات طوال خفيف العارضين، قال أحمد بن حنبل: الزهري أحسن الناس حديثا وأجود الناس إسنادا. وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس الزهري، وقال يعقوب بن شيبة ثنا الحسن الحلواني ثنا الشافعي قال: حدثنا عمي قال: دخل سليمان بن يسار على هشام فقال له: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ فقال: ابن سلول، قال: كذبت بل هو علي، فدخل ابن شهاب فقال: يا ابن شهاب من الذي تولى كبره منهم؟ فقال: ابن أبي، فقال له: كذبت بل هو علي، فقال: أنا أكذب لا أبا لك!؟ فو الله لو نادى مناد من السماء أن الله قد أحل الكذب ما كذبت، حدثني سعيد وعروة وعبيد الله وعلقمة بن وقاص عن عائشة أن الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي. يقال إن قبر الزهري بأدما وهي خلف شغب وبدا وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز وبها ضيعة للزهري وهو مسنم مجصص، قال الواقدي: عاش اثنتين وسبعين سنة، وقال غيره: أربعا وسبعين، وتوفي سنة أربع وعشرين ومائة، وهو القائل لعبد الله بن عبد الملك بن مروان:
أقول لعبد الله لما لقيته | يسير بأعلى الرقتين مشرقا |
ترج خبايا الأرض وارج مليكها | لعلك يوما أن تجاب فترزقا |
لعل الذي أعطى العزيز بقدرة | وذا خشب أعطى وقد كان دودقا |
سيؤتيك مالا واسعا ذا مثابة | إذا ما مياه الناس غارت تدفقا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0
الزهري الإمام أبو محمد اسمه محمد بن مسلم تقدم في المحمدين.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
أخبار الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله
ابن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، الإمام، العلم، حافظ زمانه، أبو بكر القرشي، الزهري، المدني، نزيل الشام.
روى عن: ابن عمر، وجابر بن عبد الله شيئا قليلا، ويحتمل أن يكون سمع منهما، وأن يكون رأى أبا هريرة وغيره، فإن مولده فيما قاله دحيم وأحمد بن صالح: في سنة خمسين، وفيما قاله خليفة بن خياط: سنة إحدى وخمسين.
وروى عنبسة: حدثنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: وفدت إلى مروان وأنا محتلم.
فهذا مطابق لما قبله، وأبى ذلك يحيى بن بكير، وقال: ولد سنة ست وخمسين.
حتى قال له يعقوب الفسوي، فإنهم يقولون: إنه وفد إلى مروان.
فقال: هذا باطل، إنما خرج إلى عبد الملك بن مروان.
وقال: لم يكن عنبسة موضعا لكتابة الحديث.
قال أحمد العجلي: سمع ابن شهاب من ابن عمر ثلاثة أحاديث، وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر، قال: سمع الزهري من ابن عمر حديثين.
قلت: وروى عن: سهل بن سعد، وأنس بن مالك - ولقيه بدمشق - والسائب بن يزيد، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير، ومحمود بن الربيع، ومحمود بن لبيد، وسنين أبي جميلة، وأبي الطفيل عامر، وعبد الرحمن بن أزهر، وربيعة بن عباد الديلي، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، ومالك بن أوس بن الحدثان، وسعيد بن المسيب - وجالسه ثماني سنوات، وتفقه به - وعلقمة بن وقاص، وكثير بن العباس، وأبي أمامة بن سهل، وعلي بن الحسين، وعروة بن الزبير، وأبي إدريس الخولاني، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن جبير بن مطعم، ومحمد بن النعمان بن بشير، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعثمان بن إسحاق العامري، وأبي الأحوص مولى بني ثابت، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، والقاسم بن محمد، وعامر بن سعد، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبد الله بن كعب بن مالك، وأبي عمر - رجل من بلي، له صحبة - وأبان بن عثمان.
فحديثه عن: رافع بن خديج، وعبادة بن الصامت مراسيل، أخرجها النسائي.
وله عن أبي هريرة في (جامع الترمذي) .
قال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن الزهري، قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج: اقتد بابن عمر في مناسكك.
قال: فأرسل إليه يوم عرفة: إذا أردت أن تروح، فآذنا.
قال: فجاء هو وسالم، وأنا معهما حين زاغت الشمس، فقال: ما يحبسه؟
فلم ينشب أن خرج الحجاج، فقال: إن أمير المؤمنين كتب إلي أن أقتدي بك، وآخذ عنك.
قال: إن أردت السنة، فأوجز الخطبة والصلاة.
قال الزهري: وكنت يومئذ صائما، فلقيت من الحر شدة.
قلت: حدث عنه: عطاء بن أبي رباح - وهو أكبر منه - وعمر بن عبد العزيز -
ومات قبله ببضع وعشرين سنة - وعمرو بن دينار، وعمرو بن شعيب، وقتادة بن دعامة، وزيد بن أسلم، وطائفة من أقرانه، ومنصور بن المعتمر، وأيوب السختياني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو الزناد، وصالح بن كيسان، وعقيل بن خالد، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومحمد بن أبي حفصة، وبكر بن وائل، وعمرو بن الحارث، وابن جريج، وجعفر بن برقان، وزياد بن سعد، وعبد العزيز بن الماجشون، وأبو أويس، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وشعيب بن أبي حمزة، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وإبراهيم بن سعد، وسعيد بن عبد العزيز، وفليح بن سليمان، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، وسفيان بن حسين، وصالح بن أبي الأخضر، وسليمان بن كثير، وهشام بن سعد، وهشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة، وأمم سواهم.
قال علي بن المديني: له نحو من ألفي حديث.
وقال أبو داود: حديثه ألفان ومائتا حديث، النصف منها مسند.
أبو صالح: عن الليث بن سعد، قال:
ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، يحدث في الترغيب، فتقول: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب، قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة، كان حديثه.
وقال الليث: قدم ابن شهاب على عبد الملك سنة اثنتين وثمانين.
الذهلي: حدثنا أبو صالح، حدثنا العطاف بن خالد، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن ابن شهاب، قال:
أصاب أهل المدينة حاجة زمان فتنة عبد الملك، فعمت، فقد خيل إلي أنه أصابنا أهل البيت من ذلك ما لم يصب أحدا، فتذكرت: هل من أحد أخرج إليه؟
فقلت: إن الرزق بيد الله.
ثم خرجت إلى دمشق، ثم غدوت إلى المسجد، فاعتمدت إلى أعظم مجلس رأيته، فجلست إليهم، فبينا نحن كذلك، إذ أتى رسول عبد الملك، فذكر قصة ستأتي بمعناها، وأن عبد الملك فرض له.
قال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف، يكتب كلما سمع.
إبراهيم بن المنذر: حدثنا يحيى بن محمد بن حكم، حدثنا ابن أبي ذئب، قال: ضاقت حال ابن شهاب، ورهقه دين، فخرج إلى الشام، فجالس قبيصة بن ذؤيب.
قال ابن شهاب: فبينا نحن معه نسمر، إذ جاء رسول عبد الملك، فذهب إليه، ثم رجع إلينا، فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر -رضي الله عنه- في أمهات الأولاد؟
قلت: أنا. قال: قم.
فأدخلني على عبد الملك بن مروان، فإذا هو جالس على نمرقة، بيده مخصرة، وعليه غلالة، ملتحف بسبيبة ، بين يديه شمعة، فسلمت، فقال: من أنت؟
فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعارا في الفتن .
قلت: يا أمير المؤمنين، عفا الله عما سلف.
فال: اجلس.
فجلست، قال: تقرأ القرآن؟
قلت: نعم.
قال: فما تقول في امرأة تركت زوجها وأبويها؟
قلت: لزوجها النصف، ولأمها السدس، ولأبيها ما بقي.
قال: أصبت الفرض، وأخطأت اللفظ، إنما لأمها ثلث ما بقي، ولأبيها ما بقي، هات حديثك.
قلت: حدثني سعيد بن المسيب ... ، فذكر قضاء عمر في أمهات الأولاد.
فقال عبد الملك: هكذا حدثني سعيد.
قلت: يا أمير المؤمنين، اقض ديني.
قال: نعم.
قلت: وتفرض لي.
قال: لا والله، لا نجمعهما لأحد.
قال: فتجهزت إلى المدينة.
وروى نحوا منها: سعيد بن عفير، عن عطاف بن خالد، كما مضى.
أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس:
قال ابن شهاب: قدمت دمشق زمان تحرك ابن الأشعث، وعبد الملك يومئذ مشغول بشأنه.
وروى سعيد بن عفير: حدثنا حفص بن عمران، عن السري بن يحيى، عن ابن شهاب، قال: قدمت الشام أريد الغزو، فأتيت عبد الملك، فوجدته في قبة على فرش، يفوت القائم، والناس تحته سماطان.
ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، سمعت الزهري، يقول:
نشأت وأنا غلام، لا مال لي، ولا أنا في ديوان، وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير، وكان عالما بذلك، وهو ابن أخت قومي وحليفهم.
فأتاه رجل، فسأله عن مسألة من الطلاق، فعي بها، وأشار له إلى سعيد بن المسيب.
فقلت في نفسي: ألا أراني مع هذا الرجل المسن يذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح رأسه، ولا يدري ما هذا؟!
فانطلقت مع السائل إلى سعيد بن المسيب، وتركت ابن ثعلبة، وجالست عروة، وعبيد الله، وأبا بكر بن عبد الرحمن حتى فقهت، فرحلت إلى الشام، فدخلت مسجد دمشق في السحر، وأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة، فجلست فيها، فنسبني القوم، فقلت: رجل من قريش.
قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد؟
فأخبرتهم بقول عمر بن الخطاب.
فقالوا: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب وهو حاميك، وقد سأله أمير المؤمنين، وقد سألنا فلم يجد عندنا في ذلك علما.
فجاء قبيصة، فأخبروه الخبر، فنسبني، فانتسبت، وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه، فأخبرته.
قال: فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين.
فصلى الصبح، ثم انصرف، فتبعته، فدخل على عبد الملك، وجلست على الباب ساعة، حتى ارتفعت الشمس، ثم خرج الآذن، فقال: أين هذا المديني القرشي؟
قلت: ها أنا ذا.
فدخلت معه على أمير المؤمنين، فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه، وأمر به فرفع، وليس عنده غير قبيصة جالسا، فسلمت عليه بالخلافة، فقال: من أنت؟
قلت: محمد بن مسلم ... ، وساق آباءه إلى زهرة.
فقال: أوه، قوم نعارون في الفتن!
قال: وكان مسلم بن عبيد الله مع ابن الزبير.
ثم قال: ما عندك في أمهات الأولاد؟
فأخبرته عن سعيد، فقال: كيف سعيد، وكيف حاله؟
فأخبرته، ثم قلت: وأخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ... ، فسأل
عنه، ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر.
فالتفت إلى قبيصة، فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق.
فقلت: لا أجده أخلى منه الساعة، ولعلي لا أدخل بعدها.
فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي، وأن يفرض لي، فعل.
قال: إيها الآن، انهض لشأنك.
فخرجت -والله- مؤيسا من كل شيء خرجت له، وأنا يومئذ مقل مرمل، ثم خرج قبيصة، فأقبل علي لائما لي، وقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري؟
قلت: ظننت -والله- أني لا أعود إليه.
قال: ائتني في المنزل.
فمشيت خلف دابته، والناس يكلمونه، حتى دخل منزله، فقلما لبث حتى خرج إلي خادم بمائة دينار، وأمر لي ببغلة وغلام وعشرة أثواب، ثم غدوت إليه من الغد على البغلة، ثم أدخلني على أمير المؤمنين، وقال: إياك أن تكلمه بشيء، وأنا أكفيك أمره.
قال: فسلمت، فأومأ إلي أن اجلس.
ثم جعل يسألني عن أنساب قريش، فلهو كان أعلم بها مني، وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك؛ لتقدمه علي في النسب.
ثم قال لي: قد فرضت لك فرائض أهل بيتك.
ثم أمر قبيصة أن يكتب ذلك في الديوان، ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك مع أمير المؤمنين ها هنا، أم في بلدك؟
قلت: يا أمير المؤمنين، أنا معك.
ثم خرج قبيصة، فقال: إن أمير المؤمنين أمر أن تثبت في صحابته، وأن يجري عليك رزق الصحابة، وأن يرفع فريضتك إلى أرفع منها، فالزم باب أمير المؤمنين، وكان على عرض الصحابة رجل.
فتخلفت يوما أو يومين، فجبهني جبها شديدا، فلم أتخلف بعدها.
قال: وجعل يسألني عبد الملك: من لقيت؟
فأذكر من لقيت من قريش.
قال: أين أنت عن الأنصار، فإنك واجد عندهم علما، أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد ... ، وسمى رجالا منهم.
قال: فقدمت المدينة، فسألتهم، وسمعت منهم.
قال: وتوفي عبد الملك، فلزمت ابنه الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد.
فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري، وسليمان بن حبيب المحاربي جميعا.
قال: ثم لزمت هشام بن عبد الملك، وصير هشام الزهري مع أولاده، يعلمهم ويحج معهم.
ابن وهب: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن، قال:
رأيته رجلا قصيرا، قليل اللحية، له شعيرات طوال، خفيف العارضين، -يعني: الزهري-.
معن بن عيسى: عن ابن أخي الزهري، قال: جمع عمي القرآن في ثمانين ليلة.
الحميدي: عن سفيان، قال:
رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية، في حمرتها انكفاء، كأنه يجعل فيها كتما، وكان رجلا أعيمش، وله جمة، قدم علينا سنة ثلاث وعشرين ومائة، فأقام إلى هلال المحرم، سنة أربع، وأنا يومئذ ابن ست عشرة سنة.
معمر: عن الزهري، قال:
مست ركبتي ركبة سعيد بن المسيب ثماني سنين.
الزبير في (النسب) له: حدثني محمد بن حسن، عن مالك، عن ابن شهاب، قال:
كنت أخدم عبيد الله بن عبد الله، حتى إن كنت أستقي له الماء المالح، وكان يقول لجاريته: من بالباب؟
فتقول: غلامك الأعمش.
روى: إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال:
ما سبقنا ابن شهاب من العلم بشيء، إلا أنه كان يشد ثوبه عن صدره، ويسأل عما يريد، وكنا تمنعنا الحداثة.
ابن أبي الزناد: عن أبيه، قال:
كنا نكتب الحلال والحرام، وكان ابن شهاب يكتب كلما سمع، فلما احتيج إليه، علمت أنه أعلم الناس، وبصر عيني به ومعه ألواح أو صحف، يكتب فيها الحديث، وهو يتعلم يومئذ.
وعن أبي الزناد، قال: كنت أطوف أنا والزهري، ومعه الألواح والصحف، فكنا نضحك به.
ابن وهب: عن الليث، كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته.
وكان يكره أكل التفاح، وسؤر الفأر، وكان يشرب العسل، ويقول: إنه يذكر.
ولفائد بن أقرم يمدح الزهري:
ذر ذا وأثن على الكريم محمد ... واذكر فواضله على الأصحاب
وإذا يقال: من الجواد بماله*؟ ... قيل: الجواد محمد بن شهاب
أهل المدائن يعرفون مكانه ... وربيع ناديه على الأعراب
ابن مهدي: سمعت مالكا يقول:
حدث الزهري يوما بحديث، فلما قام، قمت، فأخذت بعنان دابته، فاستفهمته.
فقال: تستفهمني؟! ما استفهمت عالما قط، ولا رددت شيئا على عالم قط.
ابن المديني: سمعت عبد الرحمن يقول:
قال مالك: حدثنا الزهري بحديث طويل، فلم أحفظه، فسألته عنه، فقال: أليس قد حدثتكم به؟
قلنا: بلى.
قلت: كنت تكتب؟
قال: لا.
قلت: أما كنت تستعيد؟
قال: لا.
ورواها: الإمام أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي.
تابعه: ابن وهب.
قال عثمان الدارمي: حدثنا موسى بن محمد البلقاوي: سمعت مالكا يقول:
حدث الزهري بمائة حديث، ثم التفت إلي، فقال: كم حفظت يا مالك؟
قلت: أربعين.
فوضع يده على جبهته، ثم قال: إنا لله! كيف نقص الحفظ.
موسى: ضعيف.
معمر: عن الزهري: ما قلت لأحد قط: أعد علي.
مروان بن محمد: سمع الليث يقول:
تذكر ابن شهاب ليلة بعد العشاء حديثا وهو جالس يتوضأ، فما زال ذاك مجلسه حتى أصبح.
أبو مسهر: حدثنا يزيد بن السمط، سمعت قرة بن عبد الرحمن يقول:
لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه.
إبراهيم بن سعد: سمعت ابن شهاب يقول:
أرسل إلي هشام: أن اكتب لبني بعض أحاديثك.
فقلت: لو سألتني عن حديثين، ما تابعت بينهما، ولكن إن كنت تريد، فادع كاتبا، فإذا اجتمع إلي الناس، فسألوني، كتبت لهم.
فقال لي: يا أبا بكر، ما أرانا إلا قد أنقصناك.
قلت: كلا، إنما كنت في عرار الأرض، الآن هبطت الأودية.
رواه: نوح بن يزيد، عن إبراهيم، وزاد فيه: بعث إلي كاتبين، فاختلفا إلي سنة.
ابن وهب: أنبأنا يعقوب بن عبد الرحمن:
أن الزهري كان يبتغي العلم من عروة، وغيره، فيأتي جارية له وهي نائمة، فيوقظها، يقول لها: حدثني فلان بكذا، وحدثني فلان بكذا.
فتقول: ما لي ولهذا؟
فيقول: قد علمت أنك لا تنتفعي به، ولكن سمعت الآن، فأردت أن أستذكره.
أحمد بن أبي الحواري: حدثنا الوليد بن مسلم، قال:
خرج الزهري من الخضراء من عند عبد الملك، فجلس عند ذلك العمود، فقال: يا أيها الناس! إنا كنا قد منعناكم شيئا قد بذلناه لهؤلاء، فتعالوا حتى أحدثكم.
قال: فسمعهم يقولون: قال رسول الله، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فقال: يا أهل الشام، ما لي أرى أحاديثكم ليست لها أزمة ولا خطم؟!
قال الوليد: فتمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ.
وروى نحوها من وجه آخر: أنه كان يمنعهم أن يكتبوا عنه، فلما ألزمه هشام بن عبد الملك أن يملي على بنيه، أذن للناس أن يكتبوا.
معمر: عن الزهري، قال:
كنا نكره الكتاب، حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلما.
عبد الرزاق: سمع معمرا يقول:
كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري، حتى قتل الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه، يقول: من علم الزهري.
وروى: محمد بن الحسن بن زبالة، عن الدراوردي، قال:
أول من دون العلم وكتبه: ابن شهاب.
خالد بن نزار الأيلي، عن سفيان، قال: كان الزهري أعلم أهل المدينة.
عبد الوهاب الثقفي: عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال:
قال عمر بن عبد العزيز: ما ساق الحديث أحد مثل الزهري.
ابن عيينة: عن عمرو بن دينار، قال:
ما رأيت أحدا أنص للحديث من الزهري، وما رأيت أحدا أهون عنده الدراهم منه، كانت عنده بمنزلة البعر.
أبو سلمة المنقري: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، قال:
جالست ابن عباس، وابن عمر، وجابرا، وابن الزبير، فلم أر أحدا أنسق للحديث من الزهري.
قال محمد بن سهل بن عسكر: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
الزهري أحسن الناس حديثا، وأجود الناس إسنادا.
وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس: الزهري.
شعيب بن أبي حمزة: عن الزهري، قال:
اختلفت من الحجاز إلى الشام خمسا وأربعين سنة، فما استطرفت حديثا واحدا، ولا وجدت من يطرفني حديثا.
ابن عيينة: عن إبراهيم بن سعد:
سمعت أبي يسأل الزهري عن شيء من الخلع والإيلاء، فقال: إن عندي لثلاثين حديثا، ما سألتموني عن شيء منها.
أبو صالح، عن الليث:
كان ابن شهاب يختم حديثه بدعاء جامع، يقول: اللهم أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة.
وكان من أسخى من رأيت، كان يعطي، فإذا فرغ ما معه، يستلف من عبيده، يقول: يا فلان، أسلفني كما تعرف، وأضعف لك كما تعلم.
وكان يطعم الناس الثريد، ويسقيهم العسل، وكان يسمر على العسل كما يسمر أهل الشراب على شرابهم، ويقول: اسقونا، وحدثونا.
وكان يكثر شرب العسل، ولا يأكل شيئا من التفاح، وسمعته يبكي على العلم بلسانه، ويقول: يذهب العلم، وكثير ممن كان يعمل به.
فقلت له: لو وضعت من علمك عند من ترجو أن يكون خلفا.
قال: والله، ما نشر أحد العلم نشري، ولا صبر عليه صبري، ولقد كنا نجلس إلى ابن المسيب، فما يستطيع أحد منا أن يسأله عن شيء إلا أن يبتدئ الحديث، أو يأتي رجل يسأله عن شيء قد نزل به.
روى: إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال:
ما رؤي أحد جمع بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جمع ابن شهاب.
الليث: عن يحيى بن سعيد، قال:
ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب.
عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن رجل:
قال عمر بن عبد العزيز: عليكم بابن شهاب هذا، فإنكم لا تلقون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه.
سعيد بن بشير: عن قتادة:
ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب وآخر - كأنه عنى نفسه -.
سعيد بن عبد العزيز: سمعت مكحولا يقول: ما بقي أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب.
وهيب: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحدا أعلم من الزهري!
فقال له صخر بن جويرية: ولا الحسن البصري؟
فقال: ما رأيت أحدا أعلم من الزهري.
الوليد بن مسلم: سمعت سعيد بن عبد العزيز، يقول: ما كان إلا بحرا.
وسمعت مكحولا، يقول: ابن شهاب أعلم الناس.
وقال ابن عيينة: سمعت أبا بكر الهذلي يقول - وقد جالس الحسن وابن سيرين -: لم أر مثل هذا قط -يعني: الزهري-.
وقال العدني: قال ابن عيينة:
كانوا يرون يوم مات الزهري، أنه ليس أحد أعلم بالسنة منه.
بقية: عن شعيب بن أبي حمزة: قيل لمكحول: من أعلم من لقيت؟
قال: ابن شهاب.
قيل: ثم من؟
قال: ابن شهاب.
قيل: ثم من؟
قال: ابن شهاب.
قال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول: بقي ابن شهاب، وما له في الناس نظير.
وقال معمر: كان الزهري في أصحابه كالحكم بن عتيبة في أصحابه.
قال موسى بن إسماعيل: شهدت وهيبا، وبشر بن المفضل، وغيرهما، ذكروا الزهري، فلم يجدوا أحدا يقيسونه به إلا الشعبي.
قال علي بن المديني: أفتى أربعة: الحكم، وحماد، وقتادة، والزهري، والزهري عندي أفقههم.
قال سعيد بن عبد العزيز: جعل يزيد الزهري قاضيا مع سليمان بن حبيب.
الوليد بن مسلم: عن الأوزاعي، عن الزهري، قال: الاعتصام بالسنة نجاة.
روى: يونس بن يزيد، عنه، نحوه.
وروى الأوزاعي، عنه، قال: أمروا أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما جاءت.
الليث: عن جعفر بن ربيعة:
قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟
قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقضايا أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأفقههم فقها، وأعلمهم بما مضى من أمر الناس،: فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثا: فعروة، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحرا إلا فجرته، وأعلمهم عندي جميعا: ابن شهاب، فإنه جمع علمهم جميعا إلى علمه.
الحميدي: حدثنا سفيان:
قيل للزهري: لو أنك سكنت المدينة، ورحت إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقبره، تعلم الناس منك.
قال: إنه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة.
ثم قال سفيان: ومن كان مثل الزهري؟
قلت: كان -رحمه الله- محتشما، جليلا بزي الأجناد، له صورة كبيرة في دولة بني أمية.
روى: الأوزاعي، عن الزهري، قال: إنما يذهب العلم النسيان، وترك المذاكرة.
عبد الرزاق: سمعت عبيد الله بن عمر، يقول:
أردت أطلب العلم، فجعلت آتي مشايخ آل عمر، فأقول: ما سمعت من سالم؟
فكلما أتيت رجلا منهم، قال: عليك بابن شهاب، فإنه كان يلزمه.
قال: وابن شهاب يومئذ كان بالشام، فلزمت نافعا، فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا.
عنبسة: عن يونس، عن ابن شهاب، قال:
قال لي سعيد بن المسيب: ما مات من ترك مثلك.
مفضل بن فضالة: عن عقيل، قال:
رأيت على خاتم ابن شهاب: محمد يسأل الله العافية.
إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا داود بن عبد الله:
سمعت مالكا يقول: كان ابن شهاب من أسخى الناس، فلما أصاب تلك الأموال، قال له مولى له وهو يعظه:
قد رأيت ما مر عليك من الضيق، فانظر كيف تكون، أمسك عليك مالك.
قال: إن الكريم لا تحنكه التجارب.
نعيم بن حماد: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري، قال:
القراءة على العالم والسماع منه سواء - إن شاء الله -.
قال عبيد الله بن عمر: دفعت إلى ابن شهاب كتابا نظر فيه، فقال: اروه عني.
إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني: حدثنا الفريابي، سمعت الثوري يقول:
أتيت الزهري، فتثاقل علي، فقلت له: أتحب لو أنك أتيت مشايخ، فصنعوا بك مثل هذا؟
فقال: كما أنت.
ودخل، فأخرج إلي كتابا، فقال: خذ هذا، فاروه عني.
فما رويت عنه حرفا.
معمر: عن الزهري، قال: إعادة الحديث أشد من نقل الصخر.
عبد الوهاب بن عطاء: حدثنا الحسن بن عمارة، قال:
أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث، فألفيته على بابه، فقلت: إن رأيت أن تحدثني.
قال: أما علمت أني قد تركت الحديث؟
فقلت: إما أن تحدثني، وإما أن أحدثك.
فقال: حدثني.
فقلت: حدثني الحكم، عن يحيى بن الجزار، سمع عليا -رضي الله عنه- يقول:
ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا.
قال: فحدثني بأربعين حديثا.
قال يحيى بن سعيد القطان: مرسل الزهري شر من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكل ما قدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يحب أن يسميه.
قلت: مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه، ولما عجز عن وصله، ولو أنه يقول: عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن عد مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، ونحوهما، فإنه لم يدر ما يقول، نعم، مرسله كمرسل قتادة، ونحوه.
أبو حاتم: حدثنا أحمد بن أبي شريح، سمعت الشافعي يقول:
إرسال الزهري ليس بشيء، لأنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم.
زيد بن يحيى الدمشقي: حدثنا علي بن حوشب، عن مكحول، وذكر الزهري، فقال:
أي رجل هو؟! لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.
قلت: بعض من لا يعتد به لم يأخذ عن الزهري؛ لكونه كان مداخلا للخلفاء، ولئن فعل ذلك، فهو الثبت الحجة، وأين مثل الزهري -رحمه الله-؟
سلام بن أبي مطيع: عن أيوب السختياني، قال: لو كنت كاتبا عن أحد، لكتبت عن ابن شهاب.
قلت: قد أخذ عنه أيوب قليلا.
يعقوب السدوسي: حدثني الحلواني، حدثنا الشافعي، حدثنا عمي، قال:
دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك، فقال: يا سليمان، من الذي تولى كبره منهم؟
قال: عبد الله بن أبي ابن سلول.
قال: كذبت، هو علي.
فدخل ابن شهاب، فسأله هشام، فقال: هو عبد الله بن أبي.
قال: كذبت، هو علي.
فقال: أنا أكذب لا أبا لك! فوالله لو نادى مناد من السماء: إن الله أحل الكذب، ما كذبت، حدثني سعيد، وعروة، وعبيد، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة:
أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي، قال: فلم يزل القوم يغرون به.
فقال له هشام: ارحل، فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل على مثلك.
قال: ولم؟ أنا اغتصبتك على نفسي، أو أنت اغتصبتني على نفسي؟ فخل عني.
فقال له: لا، ولكنك استدنت ألفي ألف.
فقال: قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك.
فقال هشام: إنا أن نهيج الشيخ. فأمر،
فقضى عنه ألف ألف، فأخبر بذلك، فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده.
قال عمي: ونزل ابن شهاب بماء من المياه، فالتمس سلفا، فلم يجد، فأمر براحلته فنحرت، ودعا إليها أهل الماء، فمر به عمه، فدعاه إلى الغداء، فقال: يا ابن أخي، إن مروءة سنة تذهب بذل الوجه ساعة.
قال: يا عم، انزل فاطعم، وإلا فامض راشدا.
ونزل مرة بماء، فشكا إليه أهل الماء: أن لنا ثماني عشرة امرأة عمرية، أي: لهن أعمار ليس لهن خادم.
فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفا، وأخدم كل واحدة خادما بألف.
قال سعيد بن عبد العزيز: قضى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار، وقال: لا تعد لمثلها، تدان.
فقال: يا أمير المؤمنين، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) .
قال إسحاق بن الطباع، عن مالك:
قال الزهري: وجدنا السخي لا تنفعه التجارب.
يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول:
مر رجل تاجر بالزهري وهو بقريته، والرجل يريد الحج، فأخذ منه بأربع مائة دينار إلى أن يرجع من حجه، فلم يبرح الزهري حتى فرقه، فعرف الزهري في وجه التاجر الكراهية.
فلما رجع، قضاه، وأمر له بثلاثين دينارا ينفقها.
علي بن حجر: حدثنا الوليد الموقري، قال:
قيل للزهري: إنهم يعيبون عليك كثرة الدين.
قال: وكم ديني؟
قيل: عشرون ألف دينار.
قال: ليس كثيرا وأنا مليء، لي خمسة أعين، كل عين منها ثمن أربعين ألف دينار.
سويد بن سعيد: حدثنا ضمام، عن عقيل بن خالد:
أن ابن شهاب كان يخرج إلى الأعراب يفقههم، فجاء أعرابي وقد نفد ما بيده، فمد الزهري يده إلى عمامتي، فأخذها، فأعطاه، وقال: يا عقيل، أعطيك خيرا منها.
أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال:
كنا نأتي الزهري بالراهب - وهي محلة قبلي دمشق - فيقدم لنا كذا وكذا لونا.
سليمان بن حرب: عن حماد بن زيد، قال:
كان الزهري يحدث، ثم يقول: هاتوا من أشعاركم وأحاديثكم، فإن الأذن مجاجة، وإن للنفس حمضة.
معمر: عن الزهري، قال: إذا طال المجلس، كان للشيطان فيه نصيب.
قال محمد بن إشكاب: كان الزهري جنديا.
قلت: كان في رتبة أمير.
قال إسحاق المسيبي المقرئ: عن نافع بن أبي نعيم: أنه عرض القرآن على الزهري.
قلت: وكان الزهري يوصف بالعبادة، فروى معن بن عيسى، حدثني المنكدر بن محمد، قال: رأيت بين عيني الزهري أثر السجود.
قال الليث بن سعد: كان للزهري قبة معصفرة، وعليه ملحفة معصفرة.
الوليد بن مسلم: حدثني القاسم بن هزان، سمع الزهري يقول:
لا يرضي الناس قول عالم لا يعمل، ولا عمل عامل لا يعلم.
القاسم: ثقة.
وعن أبي الزناد، قال: كان الزهري يقدح أبدا عند هشام في الوليد بن يزيد، ويعيبه، ويذكر أمورا عظيمة حتى يذكر الصبيان، وأنهم يخضبون بالحناء، ويقول لهشام: ما يحل لك إلا خلعه.
فكان هشام لا يستطيع ذلك للعقد الذي عقد له، ولا يكره ما صنع الزهري رجاء أن يؤلب عليه الناس، فكنت يوما عنده في ناحية الفسطاط، أسمع ذم الزهري للوليد، فجاء الحاجب، فقال: هذا الوليد بالباب.
قال: أدخله.
فأوسع له هشام على فراشه، وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر، فلما استخلف الوليد، بعث إلي، وإلى ابن المنكدر، وابن القاسم، وربيعة، قال: فأرسل إلي ليلة مخليا، وقدم العشاء، وقال:
حديث حدث يا ابن ذكوان،
أرأيت يوم دخلت على الأحول، وأنت عنده، والزهري يقدح في، أفتحفظ من كلامه شيئا؟
قلت: يا أمير المؤمنين، أذكر يوم دخلت والغضب في وجهك أعرفه.
قال: كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام ينقل ذلك كله إلي، وأنا على الباب قبل أن أدخل إليكم، وأخبرني أنك لم تنطق بشيء.
قلت: نعم.
قال: قد كنت عاهدت الله، لئن أمكنني الله القدرة بمثل هذا اليوم أن أقتل الزهري.
رواها: الواقدي، عن أبي الزناد، عن أبيه.
وقال الواقدي: حدثنا ابن أخي الزهري، قال:
كان عمي قد اتعد هو وابن هشام بن عبد الملك، وكان الوليد يتلهف لو قبض عليه.
الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، أنبأنا الزهري، قال لهشام: اقض ديني.
قال: وكم هو؟
قال: ثمانية عشر ألف دينار.
قال: إني أخاف إن قضيتها عنك أن تعود.
فقال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) .
فقضاها عنه.
قال: فما مات الزهري حتى استدان مثلها، فبيعت شغب ، فقضي دينه.
العدني: حدثنا سفيان، قال:
رأيت مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، أتيا الزهري بمكة، فكلماه يعرضان عليه، فقال الزهري: إني أريد المدينة وطريقي عليكما، تأتيان - إن شاء الله -.
قال: وكان عبيد الله هو المتكلم، ومالك معه ساكت، ولم يسمعا عليه بمكة شيئا.
قال معمر: أتيت الزهري بالرصافة، فجالسته.
الليث: عن معاوية بن صالح، أن أبا جبلة حدثه، قال:
كنت مع ابن شهاب في سفر، فصام يوم عاشوراء، فقيل له: لم تصوم وأنت تفطر في رمضان في السفر؟!
قال: إن رمضان له عدة من أيام أخر، وإن عاشوراء يفوت.
أبو مسهر: حدثنا يحيى بن حمزة، قال الزهري:
ثلاث إذا كن في القاضي، فليس بقاض: إذا كره الملام، وأحب المحامد، وكره العزل.
يحيى بن أيوب: عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، قال:
لا تناظر بكتاب الله، ولا بكلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال عبد الرحمن بن القاسم: عن مالك، قال:
قدم ابن شهاب المدينة، فأخذ بيد ربيعة، ودخلا إلى بيت الديوان، فما خرجا إلى العصر.
فقال ابن شهاب: ما ظننت أن بالمدينة مثلك.
وخرج ربيعة وهو يقول: ما ظننت أن أحدا بلغ من العلم ما بلغ ابن شهاب.
ابن أبي رواد: عن ابن شهاب، قال:
العمائم تيجان العرب، والحبوة حيطان العرب، والاضطجاع في المسجد رباط المؤمنين.
يونس: عن ابن شهاب، قال:
الإيمان بالقدر نظام التوحيد، فمن وحد ولم يؤمن بالقدر، كان ذلك ناقضا توحيده.
سعيد بن أبي مريم: حدثنا يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، قالا:
حدثنا عقيل، عن ابن شهاب، قال:
من سنة الصلاة أن تقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم فاتحة الكتاب، ثم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تقرأ سورة.
فكان ابن شهاب يقرأ أحيانا سورة مع الفاتحة، يفتتح كل سورة منها: ببسم الله الرحمن الرحيم، وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة: عمرو بن سعيد بن العاص، وكان رجلا حييا.
ابن أبي يونس: سمعت مالكا يقول:
إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه، لقد أدركت في المسجد سبعين ممن يقول: قال فلان، قال رسول الله، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال، لكان به أمينا، فما أخذت منهم شيئا؛ لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا الزهري وهو شاب، فنزدحم على بابه.
قلت: كأن مالكا انخدع بخضاب الزهري، فظنه شابا.
رواها: أبو إسماعيل الترمذي، عن إسماعيل.
محمد بن عباد المكي: حدثنا سفيان، سمعت الزهري يقول:
كنت أحسب أني قد أصبت من العلم، حتى جالست عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فكأنما كنت في شعب من الشعاب.
إسحاق بن محمد الفروي: سمعت مالكا يقول:
دخلت أنا وموسى بن عقبة ومشيخة على ابن شهاب، فسأله إنسان عن حديث، فقال:
تركتم العلم، حتى إذا صرتم كالشنان قد توهت، طلبتموه، والله لا جئتم بخير أبدا، فضحكنا.
يونس: عن ابن شهاب:
جالست ابن المسيب حتى ما كنت أسمع منه إلا الرجوع -يعني: المعاد- وجالست عبيد الله، فما رأيت أغرب منه، ووجدت عروة بحرا لا تكدره الدلاء.
أبو ضمرة: حدثنا عبيد الله بن عمر:
رأيت ابن شهاب يؤتى بالكتاب ما يقرأه ولا يقرأ عليه، فنقول: نأخذ هذا عنك؟
فيقول: نعم.
فيأخذونه وما قرأه ولا يرونه.
عبد الرحمن بن إسحاق: عن الزهري، قال:
ما استعدت حديثا قط، وما شككت في حديث إلا حديثا واحدا، فسألت صاحبي، فإذا هو كما حفظت.
قال معمر: قد روى الزهري عن الموالي: سليمان بن يسار، وطاووس، والأعرج، ونافع مولى ابن عمر، ونافع مولى أبي قتادة، وحبيب مولى عروة، وكثير مولى أفلح.
وقلت له: إنهم يقولون: إنك لا تروي عن الموالي.
قال: قد رويت عنهم، ولكن إذا وجدت عن أبناء المهاجرين والأنصار، فما حاجتي إلى غيرهم.
وسمعته يقول: يا أهل العراق، يخرج الحديث من عندنا شبرا، ويصير عندكم ذراعا.
عطاء بن مسلم الخفاف: عن عبد الله بن عمر، عن الزهري، قال:
حدثت علي بن الحسين بحديث، فلما فرغت منه، قال: أحسنت، بارك الله فيك، هكذا حدثناه.
قلت: أراني حدثتك بحديث أنت أعلم به مني.
قال: لا تقل ذاك، فليس من العلم ما لا يعرف، إنما العلم ما عرف، وتواطأت عليه الألسن.
ابن وهب، قال:
قال مالك: لقد هلك سعيد بن المسيب، ولم يترك كتابا، ولا القاسم بن محمد، ولا عروة، ولا ابن شهاب.
قلت لابن شهاب، وأنا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب؟
قال: قلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث؟
قال: لا.
قال معمر: كان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين، قال: لم أر في أهل بيته أفضل منه.
أيوب بن سويد: حدثنا يونس، قال الزهري: إياك وغلول الكتب.
قلت: وما غلولها؟
قال: حبسها.
الأوزاعي: عن سليمان بن حبيب، عن عمر بن عبد العزيز، قال:
ما أتاك به الزهري عن غيره، فشد يدك به، وما أتاك به عن رأيه، فانبذه.
قال ابن المديني: دار علم الثقات على ستة، فكان بالحجاز: الزهري، وعمرو بن دينار، وبالبصرة: قتادة، ويحيى بن أبي كثير، وبالكوفة: أبو إسحاق، والأعمش.
داود بن المحبر: عن مقاتل بن سليمان، عن الزهري، قال:
كان ابن عباس يقول: خمس يورثن النسيان: أكل التفاح، والبول في الماء الراكد، والحجامة في القفا، وإلقاء القملة في التراب، وسؤر الفأرة .
قال محمد بن يحيى الذهلي: أبو حميد مولى مسافع، عن أبي هريرة، روى عنه الزهري حديث: (لتنتقن كما ينتقى التمر) .
وحديث: (إياكم ومحقرات الأعمال ) ، رواهما يونس بن يزيد، عنه.
أحمد بن عبد العزيز الرملي: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي:
سمعت الزهري لما حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) .
قلت له: فما هو؟
قال: من الله القول، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم، أمروا حديث رسول الله كما جاء بلا كيف.
محمد بن ميمون المكي: حدثنا ابن عيينة، قال:
أتيت الزهري، وهو عند سارية عند باب الصفا، فجلست بين يديه، فقال: يا بني، قرأت القرآن؟
قلت: بلى.
قال: تعلمت الفرائض؟
قلت: بلى.
قال: كتبت الحديث؟
قلت: بلى -يعني: عن أبي إسحاق الهمداني-.
قال: أبو إسحاق إسناد.
ضمرة بن ربيعة: عن رجاء بن أبي سلمة، عن أبي رزين:
سمعت الزهري يقول: أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من منسوخه.
وعن إسماعيل المكي: سمعت الزهري يقول: من سره أن يحفظ الحديث، فليأكل الزبيب.
قال الحاكم: لأن زبيب الحجاز حار، حلو، رقيق، فيه يبس مقطع للبلغم.
أيوب بن سويد: عن يونس، عن الزهري:
قال لي القاسم: أراك تحرص على الطلب، أفلا أدلك على وعائه؟
قلت: بلى.
قال: عليك بعمرة بنت عبد الرحمن، فإنها كانت في حجر عائشة.
فأتيتها، فوجدتها بحرا لا ينزف.
قال الشافعي: قال ابن عيينة: حدث الزهري يوما بحديث، فقلت: هاته بلا إسناد.
قال: أترقى السطح بلا سلم؟
عن الوليد بن عبيد الله العجلي، عن الزهري، قال: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة.
يونس بن محمد: حدثنا أبو أويس:
سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث، فقال: إن هذا يجوز في القرآن ، فكيف به في الحديث؟
إذا أصيب معنى الحديث، ولم يحل به حراما، ولم يحرم به حلالا، فلا بأس، وذلك إذا أصيب معناه.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد، أنبأنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز المراتبي ببغداد، أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز الدينوري سنة تسع وثلاثين وخمس مائة، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا عبد الواحد بن محمد، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا أحمد بن إسماعيل، حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، أنها قالت:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اعتكف يدني إلي رأسه، فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان .
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنبأنا الفتح بن عبد السلام، أنبأنا هبة الله بن الحسين، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، حدثنا عيسى بن علي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في يد رجل خاتما من ذهب، فضرب إصبعه حتى ألقاه، ورأى على أم سلمة قرطي ذهب، فأعرض عنها، حتى رمت بهما.
هكذا أرسله: منصور .
وبالإسناد إلى أبي القاسم - هو البغوي - حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أنس:
أنه أبصر على النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتم ورق يوما واحدا، فصنع الناس خواتيمهم من ورق، فلبسوها، فطرح النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتمه، وطرحوا خواتيمهم، ورأى في يد رجل خاتما، فضرب إصبعه حتى رمى به .
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي، وأحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة، عن عبد المعز بن محمد، أنبأنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل، أنبأنا محلم بن إسماعيل، أنبأنا الخليل بن أحمد السجزي، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة، حدثنا المفضل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} ، {وقل أعوذ برب الفلق} ، {وقل أعوذ برب الناس} ، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، بدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
أخرجه: البخاري ، عن قتيبة بن سعيد، مثله.
وقد وقع لنا جملة صالحة من عالي حديث الزهري، وقد طالت هذه الترجمة، وبقيت أشياء، والله الموفق.
قال محمد بن سعد: أخبرني الحسين بن المتوكل العسقلاني، قال:
رأيت قبر الزهري بأدما، وهي خلف شغب وبدا ، وهي أول عمل فلسطين، وآخر عمل الحجاز، وبها ضيعة للزهري، رأيت قبره مسنما مجصصا.
قال يحيى القطان: توفي الزهري سنة أربع، أو ثلاث وعشرين ومائة.
تابعه: أبو عبيد، ويحيى بن معين.
وقال عدة: مات سنة أربع.
قال معن بن عيسى: حدثنا ابن أخي الزهري،
أن عمه مات سنة أربع.
وكذا قال: إبراهيم بن سعد، وابن عيينة.
زاد الواقدي: وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
وقال ابن سعد، وخليفة، والزبير: مات لسبع عشرة خلت من رمضان، سنة أربع وعشرين.
وشذ: أبو مسهر، فقال: مات سنة خمس.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 69
ابن أخي الزهري الإمام، العالم، الثقة، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني.
حدث عن: عمه كثيرا،، وعن أبيه.
وعنه: معن بن عيسى، والواقدي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، والقعنبي، وآخرون.
وثقه أبو داود.، وقال ابن معين: ليس بالقوي.
قلت: تفرد عن عمه بثلاثة أحاديث تستغرب.
وكان له ثروة، ودنيا قتله ابنه، وغلمانه لأجل ماله ثم ظفروا بالغلمان فقتلوا به، وذلك في سنة سبع وخمسين ومائة -رحمه الله.
المغيرة بن زياد، وهيب:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 599
الزهري ومنهم العالم السوي، والراوي الروي، أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، كان ذا عز وسناء، وفخر وسخاء. وقيل: إن التصوف دراية وصدق، وسخاوة وخلق.
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، وحدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا أبو معمر، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: «ما رأيت أحدا أبصر للحديث من ابن شهاب»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن وهيب قال: سمعت أيوب يقول: «ما رأيت أحدا أعلم من الزهري»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس السراج، ثنا محمد بن مسعود الطرسوسي، ومحمد بن عبد الملك، قالا: ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر قال: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: هل تأتون ابن شهاب؟ قالوا: إنا لنفعل، قال: فأتوه؛ فإنه لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية منه. قال محمد بن عبد الملك في حديثه، والحسن وضرباؤه يومئذ أحياء
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، عن عبد الرحمن بن مهدي، ثنا حماد بن زيد، عن برد، عن مكحول قال: «ما أعلم أحدا أعلم بسنة ماضية من الزهري»
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الصائغ، ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، حدثني محمد بن يحيى، حدثني هارون بن معروف، ثنا سفيان قال: «مات الزهري يوم مات وما على الأرض أحد أعلم بالسنة منه»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر قال: أخبرني صالح بن كيسان قال: " اجتمعت أنا والزهري، ونحن نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه؛ فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة، [ص:361] فلا أكتبه، قال: فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت "
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر قال: «ما رأيت مثل الزهري في وجهه قط، يعني الحديث، ولا مثل حماد بن أبي سلمة في وجهه قط، يعني الرأي»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمرا يقول: " كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري، حتى قتل الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته، يقول: من علم الزهري "
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو العباس السراج، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا أبو صالح، عن الليث قال: " ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علما منه، ولو سمعت ابن شهاب يحدث في الترغيب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه بوعي جامع "
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا نوح بن يزيد، ثنا إبراهيم بن سعد قال: سمعت ابن شهاب يحدث قال: " لقيني سالم كاتب هشام فقال: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، فقال له: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث إلي كاتبا أو كاتبين؛ فإنه قل يوم إلا يأتيني قوم يسألوني عما لم أسأل فيه بالأمس، فبعث بكاتبين اختلفا إلى سنة على دينهما، قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر، ما أرانا إلا أنقصناك، قلت: كلا، إنما كنتما في غراز من الأرض، فالآن هبطت بطون الأودية "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا ابن عسكر، ثنا ابن أبي مريم قال: سمعت الليث بن سعد يقول: «وضع الطشت بين يدي ابن شهاب، فتذكر حديثا فلم تزل يده في الطشت حتى طلع الفجر حتى صححه»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن سهل، ثنا أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري قال: «العلم واد؛ فإن هبطت واديا فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه، فإنك لا تقطع حتى يقطع بك»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر قال: سمعت الزهري يقول: «إن كنت لآتي باب عروة فأجلس، ثم أنصرف ولا أدخل، ولو أشاء أن أدخل لدخلت؛ إعظاما له»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر قال: سمعت الزهري يقول: «مست ركبتي ركبة سعيد بن المسيب ثمان سنين»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى، ثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الحسن بن زبالة، عن مالك بن أنس، عن الزهري قال: " خدمت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حتى أن كان خادمه ليخرج فيقول: من بالباب؟ فتقول الجارية: غلامك الأعيمش، فتظن أني غلامه، وإن كنت لأخدمه حتى لأستقي له وضوءه "
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا موسى بن سهل، وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قالا: ثنا حيوة، عن شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهري يقول: مكثت خمسا وأربعين سنة أختلف بين الشام والحجاز، فما وجدت حديثا أستطرفه. وقال عبد الوهاب في حديثه: خمسا وعشرين سنة
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن عباد، ثنا سفيان، عن مالك بن أنس، عن الزهري قال: «تبعت سعيد بن المسيب في طلب حديث ثلاثة أيام»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن الضراب، ثنا علي بن محمد الحلواني، ثنا أحمد بن بشر بن بكر، ثنا أبي، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: «كنا نأتي العالم، فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من علمه»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعيد [ص:363] قال: سمعت سفيان يقول: " كنت أسمع الزهري يقول: حدثني فلان، وكان من أوعية العلم، ولا يقول: كان عالما "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى ثعلب، ثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الحسن بن زبالة، عن مالك بن أنس قال: «أول من دون العلم ابن شهاب»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس السراج، ثنا داود بن رشيد، ثنا أبو المليح قال: «كنا لا نطمع أن نكتب عند الزهري، حتى أكره هشام الزهري، فكتب لبنيه، فكتب الناس الحديث»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس، ثنا إبراهيم بن سعيد قال: سمعت سفيان يقول: قال الزهري: «كنا نكره الكتب حتى أكرهنا عليه السلطان، فكرهنا أن نمنعه الناس»
حدثنا أبو حامد، ثنا أبو العباس، ثنا أبو همام، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: «العلم خزائن، وتفتحها المسائل»
حدثنا إبراهيم بن أحمد المقري، ثنا عمرو بن أحمد بن سنان المنيحي، ثنا أحمد بن يحيى، ثنا أبو عطاء، ثنا مغيرة بن سقلاب، حدثني محمد بن أحمد بن إسحاق، عن الزهري قال: «كان يصطاد العلم بالمساءلة كما يصطاد الوحش»
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، ثنا أبو العباس السراج، ثنا أبو همام، ثنا ابن وهب، عن ضمام، عن إسماعيل، عن عقيل، عن ابن شهاب، أنه كان ينزل بالأعراب يعلمهم. ومن هذا الطريق: حدثنا معمر قال: أتيت الزهري بالرصافة، فلم يكن أحد يسأله عن الحديث، فكان يلقي علي
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري قال: «ما استعدت حديثا قط، ولا شككت في حديث قط، إلا حديثا واحدا، فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا ابن عسكر قال: سمعت عبد الله بن صالح يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: [ص:364] قال الزهري: «ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيه»
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو العباس السراج، ثنا محمد بن الصباح، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: «إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا عمرو بن أيوب، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: «إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العالم حتى يذهب بعلمه، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه، وهو أشد غوائله». حدثنا إبراهيم بن محمد المقرئ، ثنا عمرو بن سنان، ثنا أحمد بن عطاء، ثنا مغيرة بن سقلاب، حدثني محمد بن إسحاق، عن الزهري، مثله
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا علي بن الحسن القافلائي، ثنا سليمان بن أيوب الصيرفي قال: سمعت عبد الله بن وهب بمكة يقول: سمعت يونس بن يزيد يقول: سمعت الزهري يقول: «إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة غلبك ولم تظفر منه بشيء، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذا رفيقا تظفر به»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا علي بن المديني، ثنا يوسف بن الماجشون قال: قال لنا ابن شهاب، أنا وابن أخي وابن عم لي، ونحن غلمان أحداث نسأله عن الحديث: «لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشبان فاستشارهم؛ يبتغي حدة عقولهم»
حدثنا الحسن بن علان، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا معن، عن ابن أخي الزهري، عن عمه قال: «ما أحدث الناس مروءة أعجب إلي من الفصاحة»
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلام، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا محمد بن يزيد الآدمي، ثنا معن، عن ابن أخي الزهري، عن عمه، أنه كان يصلي وراء رجل يلحن، فكان يقول: «لولا أن الصلاة في جماعة فضلت على الفذ ما صليت وراءه»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو الطيب أحمد بن روح، ثنا السري بن عاصم، ثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول: «العلم ذكر؛ لا يحبه إلا الذكور من الرجال»
حدثنا محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا سليمان بن معبد، ثنا سعيد بن عامر، عن أبي بكر الهذلي قال: قال لي الزهري: " يا هذلي، أيعجبك الحديث؟ قلت: نعم، قال: إنما يعجب به مذكروا الرجال، ويكرهه مؤنثوهم "
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، ثنا الحسن بن هارون، ثنا داود بن رشيد، ثنا بقية، عن عتبة بن أبي حكيم قال: " جلس إسحاق بن عبد الله بالمدينة في مجلس الزهري، فجعل إسحاق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الزهري: ما لك قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجرأك على الله، أسند حديثك، تحدثونا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا العباس، يعني ابن محمد، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، عن الوليد بن محمد قال: " لما مررت مع الزهري على أبي حازم وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الزهري: مالي أرى أحاديث ليس لها خطم ولا أزمة "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن سعيد، ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن أبي رزين قال: سمعت الزهري يقول: «أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منسوخه»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا علي بن يحيى، ثنا هشام بن يوسف، ثنا معمر، عن الزهري قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من العلم»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن زكريا، ثنا سليمان الشاذكوني، ثنا ابن يمان، عن محمد بن عجلان، عن الزهري قال: «فضل العالم على المجتهد مائة درجة، ما بين كل درجة خمسمائة سنة خطو الفرس الجواد المضمر»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن أبي عاصم، ثنا دحيم، ثنا الوليد بن [ص:366] مسلم، عن القاسم بن هزان، أنه سمع الزهري يقول: «لا يوثق الناس بعلم عالم لا يعمل، ولا يرضى بقول عالم لا يرضى»
حدثنا حبيب، ثنا أبو شبيب الحراني، ثنا أبو زيد، ثنا هارون بن معروف، عن ضمرة، عن يونس قال: قال الزهري: " إياك وغلول الكتب، قلت: وما غلولها؟ قال: حبسها عن أهلها "
سمعت أحمد بن محمد بن مقسم يقول: سمعت أبا بكر الخلال يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت الزهري يقول: «حضور المجلس بلا نسخة ذل»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا عمر بن أيوب، ثنا أبو معمر، ثنا عبد الله بن معاذ، عن معمر، عن الزهري قال: «إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب»
حدثنا أبو بكر بن يونس بن الحسن، ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي، ثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري قال: " جلست إلى ثعلبة بن أبي صغير، فقال: أراك تحب العلم؟ فقلت: نعم، قال: عليك بذلك الشيخ، يعني سعيد بن المسيب، قال: فلزمت سعيد بن المسيب سبع سنين، وتحولت من عنده إلى عروة، ففجرت عن ثبج بحر "
حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، ثنا مكي بن عبدان، ثنا محمد بن يحيى، ثنا يحيى بن بكير قال: سمعت الليث بن سعد يقول: قال ابن شهاب: «ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري، فأما عروة بن الزبير فبئر لا تكدره الدلاء، وأما ابن المسيب فانتصب للناس، فذهب اسمه كل مذهب»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا مالك بن أنس، أن ابن شهاب سأله بعض بني أمية عن سعيد بن المسيب، فذكره له وأخبره بحاله، فبلغ ذلك سعيد بن المسيب، فقدم ابن شهاب، فجاء يسلم على سعيد، فلم يكلمه سعيد ولم يرد عليه، فلما انصرف سعيد مشى معه ابن شهاب فقال: ما لي سلمت عليك فلم تكلمني؟ ما بلغك عني إلا خير، قال: لم ذكرتني لبني مروان؟ "
حدثنا عبد الرحمن بن أحمد، ثنا مكي بن عبدان، ثنا محمد بن يحيى، ثنا نعيم بن حماد، ثنا سفيان، عن الزهري قال: " ما كان يستخرج الحديث من ابن المسيب إلا عند الغضب، ولقد جالسته ست سنين تمس ركبتي ركبته، فما سألته عن حديث إلا أن أقول: قال فلان كذا، وقال فلان كذا "
حدثنا عبد الرحمن بن أحمد، ثنا أبو حاتم مكي بن عبدان، ثنا محمد بن يحيى، حدثني عطاف بن خالد المخزومي، عن عبد الأعلى، عن عبد الله بن أبي فروة، عن ابن شهاب قال: " أصاب أهل المدينة حاجة زمان عبد الملك بن مروان، فعمت أهل البلد، وقد خيل إلي أنه قد أصابنا أهل البيت من ذلك ما لم يصب أحدا من أهل البلد، وذلك لخبرتي بأهلي، فتذكرت هل من أحد أمت إليه برحم أو مودة أرجو إن خرجت إليه أن أصيب منه شيئا، فما علمت من أحد أخرج إليه، ثم قلت: إن الرزق بيد الله، ثم خرجت حتى قدمت دمشق، فوضعت رحلي ثم غدوت إلى المسجد، فعمدت إلى أعظم مجلس رأيته في المسجد، وأكثره أهلا، فجلست إليه، فبينما نحن على ذلك إذ خرج رجل من عند عبد الملك بن مروان كأجسم الرجال وأجملهم وأحسنهم هيئة، فأقبل إلى المجلس الذي أنا فيه، فتحثحثوا له، أي أوسعوا، فجلس فقال: لقد جاء أمير المؤمنين اليوم كتاب ما جاءه مثله منذ استخلفه الله، قالوا: ما هو؟ قال: كتب إليه عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل يذكر أن ابنا لمصعب بن الزبير ابن أم ولد مات، فأرادت أمه أن تأخذ ميراثها فيه، فمنعها عروة بن الزبير، وزعم أنه لا ميراث لها، فتوهم أمير المؤمنين في ذلك حديثا سمعه من سعيد بن المسيب، يذكره عن عمر بن الخطاب في أمهات الأولاد، لا يحفظ أمير المؤمنين ذلك الحديث. قال ابن شهاب: أنا أحدثكم، فقام إلي قبيصة حتى أخذ بيدي، ثم خرج بي حتى دخل الدار على عبد الملك، ثم جاء إلى البيت الذي فيه عبد الملك فقال: السلام عليكم، فقال له عبد الملك مجيبا: وعليكم السلام، فقال له قبيصة: أندخل؟ قال عبد الملك: ادخل. فدخل قبيصة وهو آخذ بيدي، وقال: هذا يا أمير المؤمنين يحدث بالحديث الذي سمعت من ابن المسيب في أمهات الأولاد، فقال [ص:368] عبد الملك: إيه، قال: فقلت: سمعت سعيد بن المسيب يذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أمر لأمهات الأولاد أن يقمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل، ثم يعتقن، فمكث بذلك صدرا من خلافته، ثم توفي رجل من قريش كان له ابن من أم ولد، كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليال، فقال له عمر: ما فعلت يا ابن أخي في أمك؟ قال: فعلت يا أمير المؤمنين خيرا، خيروني بين أن يسترقوا أمي أو يخرجوني من ميراثي من أبي، فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن يسترقوا أمي، قال عمر: أو لست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدل، ما أرى رأيا، ولا آمر أمرا، إلا قلتم فيه، ثم قام فجلس على المنبر فاجتمع الناس إليه، حتى إذا رضي من جماعتهم قال: أيها الناس، إني قد كنت أمرت في أمهات الأولاد بأمر قد علمتموه، ثم قد حدث لي رأي غير ذلك، فأيما امرئ كانت عنده أم ولد فملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرة لا سبيل لأحد عليها. قال عبد الملك: من أنت؟ قال: أنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، قال: أم والله إن كان لك لأب يغار في الفتنة مؤذيا لنا فيها، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، قل كما قال العبد الصالح قال: أجل، لا تثريب عليكم اليوم، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، افرض لي؛ فإني مقطع من الديوان، قال: إن بلدك لبلد ما فرضنا لأحد فيها منذ كان هذا الأمر، ثم نظر إلى قبيصة، وأني وهو قائمان بين يديه، فكأنه أومأ إليه أن افرض له، قال: قد فرض لك أمير المؤمنين، قال: قلت: وصلة تصلنا بها يا أمير المؤمنين؛ فإني والله لقد خرجت من أهلي، وإن فيهم لحاجة ما يعلمها إلا الله، ولقد عمت الحاجة أهل البلد، قال: قد وصلك أمير المؤمنين، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، وخادم تخدمنا؛ فإني والله قد تركت أهلي ما لهم خادم إلا أختي، إنها الآن تخبز لهم، وتعجن لهم، وتطحن لهم، قال: وقد أخدمك أمير المؤمنين. قال ابن شهاب: ثم كتب إلى هشام بن إسماعيل مع ما قد عرف من حديثي أن ابعث إلى ابن المسيب فاسأله عن الحديث الذي سمعت يحدث في [ص:369] أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب، فكتب إليه هشام بمثل حديثي، ما زاد عنه حرفا، ولا نقص منه حرفا "
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا إسماعيل بن موسى السعدي، ثنا ابن عيينة، عن الزهري قال: " كنت عند الوليد بن عبد الملك فتلا هذه الآية {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} [النور: 11]، قال: نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، قال الزهري: أصلح الله الأمير، ليس كذا أخبرني عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قال: وكيف أخبرك؟ قال: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، أنها نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: " كان من مضى من علمائنا يقولون: إن الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنشر العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله "
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا محمد بن الصباح، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، أنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»، فسألت الزهري عنه: ما هذا؟ فقال: من الله العلم، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم، أمروا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءت
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا مسعدة بن سعد العطار، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا عبد الله بن محمد بن قنفد، عن ابن أخي ابن هشام، عن عمه قال: " كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يأمر برواية قصيدة لبيد بن ربيعة التي يقول فيها:
[البحر الرمل]
إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن الله ريثي والعجل
أحمد الله فلا ند له ... بيديه الخير ما شاء فعل
[ص:370] من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا مسعدة بن سعد، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري، عن أبيه، عن ابن شهاب قال: " دخلت على عبيد الله بن عبد الله بن عتبة منزله، فإذا هو يغتاظ وينفخ، فقلت: ما لي أراك مغتاظا؟ قال: دخلت على أميركم آنفا، يعني عمر بن عبد العزيز، ومعه عبد الله بن عمرو بن عثمان، فسلمت عليهما، فلم يردا علي السلام، فقلت:
[البحر الطويل]
ولا تعجبا أن تؤتيا فتكلما ... فما خشي الأقوام شرا من الكبر
وجنس تراب الأرض منه خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
فقلت له: يرحمك الله، مثلك في فقهك وفضلك وسنك يقول الشعر؟ قال: إن المضرور إذا نفث برئ "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن محمد الأموي، حدثني عيسى بن عبد الله التميمي قال: حدثني شيخ من أهل العلم قال: " جاء رجل إلى الزهري فقال: حدثني، فقال: إنك لا تعرف اللغة، قال: فلعلي أعرفها، قال: فما تقول في قول الشاعر:
[البحر الطويل]
صريع ندامى يرفع الشرب رأسه ... وقد مات منه كل عضو ومفصل
ما المفصل؟ قال: اللسان، قال: اغد علي أحدثك "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن محمد الأموي، ثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي، ثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري، عن أبيه قال: سمعت الزهري يتمثل:
[البحر الكامل]
ذهب الشباب فما يعود جمانا ... وكأن ما قد كان لم يك كانا
وطويت كفا يا جمان على الغضا ... وكفى جمان بطيها حدثانا
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلام، ثنا أحمد بن علي، ثنا أبو غسان محمد بن عمرو، ثنا جرير، عن أبي مهدي قال: «صليت خلف الزهري شهرا، فكان يقرأ في صلاة الفجر تبارك الذي بيده الملك وقل هو الله أحد»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا [ص:371] المفضل بن فضالة، عن عقيل بن خالد قال: رأيت على ابن شهاب خاتما نقشه: محمد يسأل الله العافية "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ثنا محمد بن قدامة قال: سمعت معنا القزاز يقول لابن أخي الزهري: " هل كان الزهري يتطيب؟ قال: «كنت أشم ريح المسك من سوط دابة الزهري»
حدثنا مخلد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن هاشم، ثنا محمد بن عباد، وحدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس السراج، ثنا أبو معمر عبد الجبار، قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار قال: «ما رأيت أحدا أهون عليه الدينار والدرهم من ابن شهاب، وما كانت عنده إلا مثل البعرة»
حدثنا الحسن بن علان، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا إسحاق بن عيسى الطباع، عن مالك بن أنس قال: قال الزهري: «وجدنا السخي لا تنفعه التجارة»
حدثنا أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا سهل بن يحيى، ثنا عبد الله بن رشيد، ثنا أبو عبيدة، عن أبي يحيى، عن الزهري، قال: " استكثروا من شيء لا تمسه النار، قيل: وما هو؟ قال: المعروف "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن زكريا، ثنا محمد بن عبد الرحمن التيمي، عن أبيه، قال: " امتدح رجل الزهري فأعطاه قميصه، فقيل له: أتعطي على كلام الشيطان؟ فقال: إن من ابتغى الخير اتقى الشر "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، عرضا عليه عن سفيان: " سئل الزهري عن الزهد، فقال: من لم يمنعه الحلال شكره، ولم يغلب الحرام صبره "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس السراج، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان، قال: " قالوا للزهري: لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت في المدينة فغدوت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحت وجلست إلى عمود من أعمدته، فذكرت الناس وعلمتهم، فقال: لو أني فعلت ذلك لوطئ عقبي، ولا ينبغي ذلك حتى أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة "
حدثنا محمد بن جعفر بن سلام، ثنا أحمد بن علي بن جعفر الأبار، ثنا أبو أيوب الوزان، ثنا عبيد بن جناد، قال: سمعت العمريين عبد الله، وعبد الله، قالا: كان ابن شهاب يحدث: «أنه هلك في جبال بيت المقدس بضعة وعشرون نبيا ماتوا من الجوع والقمل، كانوا لا يأكلون إلا ما عرفوا ولا يلبسون إلا ما عرفوا» أدرك أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري جماعة من الصحابة وحدث عنهم، فممن روى عنهم ورآهم، ممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأدركه: عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وسهل بن سعد والسائب بن يزيد وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وعبد الله بن عامر بن ربيعة وعبد الرحمن بن أزهر ومحمود بن الربيع ومحمود بن لبيد ومسعود بن الحكم وكثير بن العباس وسفيان أبو جميلة وأبو مويهبة وأبو الطفيل وابن أبي سندر وربيعة بن عباد الدؤلي ورجل من بلي، وقيل: إنه رأى عبد الله بن الزبير والحسن والحسين، وسمع منهم، رضي الله عنهم أجمعين. وحدثنا عن الزهري، جماعة من التابعين منهم من أهل الحرمين والحجاز: عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد الأنصاري وأخوه سعد وعراك بن مالك وهشام بن عروة وموسى بن عقبة وصالح بن كيسان وأبو جعفر ومحمد بن علي بن الحسين وأبو سهيل نافع بن مالك عم مالك وعبيد الله بن عمر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن محمد بن عقيل وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم وسعد بن إبراهيم وأبو الزبير وعبد الله بن مسلم أخوه وعمارة بن غزية وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن المنكدر وأبو الزناد وعبد الله بن ذكوان وزيد بن رومان وعمرو بن أبي عمرو وعكرمة بن
أبي خالد في آخرين من أهل الحرمين، ومن العراقيين: عبد الله بن عمير وإسماعيل بن أبي خالد والحكم بن عيينة ومنصور بن المعتمر وعطاء بن السائب وعمرو بن مرة وأبو بكر بن حفص وقتادة ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وأيوب السختياني وسليمان التيمي ويحيى بن أبي كثير، ومن أهل واسط والجزيرة والشام ومصر: منصور بن زاذان وعبد الكريم الجزري ومكحول الشامي وإبراهيم بن أبي عبلة وعطاء الخراساني وثور بن يزيد وصفوان بن عمرو ويزيد بن أبي حبيب المصري
حدثنا محمد بن بدر، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا مالك بن أنس، وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن معبد، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب بن أبي حمزة، قالا: عن ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد وصلينا وراءه قعودا، فلما انصرف قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قائما فصلوا قياما، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون " هذا لفظ مالك وهو حديث صحيح ثابت متفق على صحته رواه عن الزهري أيوب السختياني وإبراهيم بن أبي عيلة ويحيى بن سعيد وعبد الله بن عمر وابن جريج والليث بن سعد والأوزاعي ومعمر وابن عيينة وعقيل ويونس وقرة ويزيد بن الهاد والزبيري والنعمان بن راشد وإسحاق بن راشد وابن أبي ذئب وعبيد الله بن أبي زياد وابن أخي الزهري وأبو أويس وزمعة بن صالح ويحيى بن أبي أنيسة وأبو الغطريف وسفيان بن الحسين
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا عمر بن غالب القعنبي، عن مالك الحديث، وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أشعث بن سوار، قالا: عن الزهري، عن أنس بن مالك: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن شماله أبو بكر، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعطى الأعرابي وقال: «الأيمن فالأيمن» لفظ مالك وهو الصحيح متفق عليه رواه عن الزهري: صالح بن كيسان وعبيد الله بن عمر وابن جريج ومعمر والأوزاعي ويزيد بن أبي حبيب والزبيري وشعيب وعقيل ويونس وقرة وإسحاق بن راشد والنعمان بن راشد وأبو أويس ويوسف بن الماجشون وعبيد الله بن أبي زياد وسفيان بن حسين وزكريا بن إسحاق وصالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح وبحر السقا وعبد الرحمن بن إسحاق
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب القعنبي، عن مالك، وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسين، ثنا علي بن الفضل، ثنا يزيد بن هارون، ثنا سفيان بن حسين، قالا: عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» لفظ مالك صحيح متفق عليه رواه معمر وعقيل ويونس والزهري وابن عيينة وابن أبي ذئب وابن مسافر وابن جريج وإبراهيم بن سعد وعبد الرحمن بن إسحاق وزكريا بن إسحاق وابن أخي الزهري وعمر بن قيس وبحر السقا وعبد الله بن عمر ومعاوية بن يحيى وعبيد الله بن أبي زياد
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن أيوب العلاف، قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، أخبرني عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم لبث به بلاؤه ثمان [ص:375] عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به، فلما راح إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق، قال: وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحى إلى أيوب أن {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} [ص: 42] فاستبطأته فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى، والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحا قال: فإني أنا هو وكان له أندران: أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض " غريب من حديث الزهري لم يروه عنه إلا عقيل، ورواته متفق على عدالتهم، تفرد به نافع
حدثنا أحمد بن إسحاق، وعبد الله بن محمد، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أيوب الجبابري، ثنا سعيد بن موسى، ثنا رباح بن زيد، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن موسى بن عمران عليه السلام كان يمشي ذات يوم في الطريق، فناداه الجبار جل جلاله: يا موسى، فالتفت يمينا وشمالا فلم يجد أحدا، ثم ناداه الثانية: يا موسى بن عمران، فالتفت يمينا وشمالا فلم يجد أحدا، ثم ارتعدت فرائصه، ثم نودي الثالثة: يا موسى بن عمران أنا الله لا إله إلا أنا، فقال: [ص:376] لبيك لبيك، فخر لله ساجدا، فقال: ارفع رأسك يا موسى بن عمران، فرفع رأسه، فقال: يا موسى إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي، يا موسى كن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العصوب، يا موسى بن عمران ارحم ترحم، يا موسى كما تدين تدان، يا موسى بن عمران نبئ بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد لمحمد أدخلته النار، ولو كان إبراهيم خليلي وموسى كليمي، قال: ومن محمد؟ قال: يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منه كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السموات والأرض والشمس والقمر بألفي ألف سنة، وعزتي وجلالي إن الجنة محرمة على جميع خلقي حتى يدخلها محمد وأمته، قال موسى: ومن أمة محمد؟ قال: أمته الحمادون يحمدون الله صعودا وهبوطا وعلى كل حال، يشدون أوساطهم، ويطهرون أطرافهم، صائمون بالنهار، رهبان بالليل، أقبل منهم اليسير، وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله قال: فاجعلني نبي تلك الأمة، قال: نبيها منها، قال: اجعلني من أمة ذلك النبي، قال: استقدمت واستأخروا يا موسى، ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال " هذا حديث غريب من حديث الزهري، لم نكتبه إلا من حديث رباح بن معمر ورباح فمن فوقه عدول، والجبابري في حديثه لين ونكارة
حدثنا محمد بن علي بن مخلد، ثنا محمد بن يونس الشامي، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا زمعة بن صالح، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لامرأة أن تحد على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها» غريب من حديث الزهري عن أنس بن مالك، تفرد به عنه زمعة
حدثنا محمد بن الحسن، وأحمد بن جعفر بن مالك، وسليمان بن أحمد، قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حماد بن خالد الخياط، ثنا مالك بن أنس، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سدل ناصيته ما شاء الله ثم فرق» هذا حديث غريب من حديث مالك وزياد متصلا، تفرد به أحمد عن حماد، ورواه روح بن عبادة عن أنس بن مالك، عن [ص:377] زياد، عنه من دون أنس، والمشهور الثابت من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثني عبد العظيم بن إبراهيم السالمي، ثنا عبد الملك بن يحيى، ثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد فإنه لون مشوه» غريب من حديث زياد والزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عبد الباقي الأزدي، ثنا الربيع بن محمد الأزرقي، ثنا محمد بن يزيد السكوني الحمصي، ثنا عنبسة بن سليم القرشي، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بأحب خطوات إلى الله عز وجل» قالوا: بلى يا نبي الله قال: فإن أحب خطوة إلى الله يخطوها عبد في صلة رحم أو خطوة عبد إلى جماعة يصلي فيها وأحب قطرتين إلى الله عز وجل قطرة دم أهريقت في سبيل الله أو قطرة من عين ذرفت من خشية الله، وأحب جرعتين إلى الله عز وجل كاظم غيظ وصابر عند مصيبة " غريب من حديث الأوزاعي والزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن محمد بن بشار، ثنا السري بن عاصم، ثنا أصرم بن حوشب، ثنا محمد بن عبيد الله بن مسلم، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: سمعت عمر، رضي الله تعالى عنه يقول: " وافقت ربي تعالى في ثلاث، فقلت: يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله تعالى {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة: 125] وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت نساءك يحتجبن، فأنزل الله تعالى آية الحجاب، وقلت لأزواجه: لتنتهن أو ليبدلن الله نبيه أزواجا خيرا منكن فأنزل الله تعالى {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن} [التحريم: 5] " غريب من [ص:378] حديث الزهري صحيح ثابت من حديث أنس وابن عمر عن عمر
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا بكر بن سهل، ثنا شعيب بن يحيى، ثنا الليث بن سعد، عن الزهري، عن الأعرج، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبته على جداره» تفرد به شعيب عن الليث، بروايته عن أنس، ورواه مالك والناس عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة؟
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا يحيى بن مطرف، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في حائطه» رواه ابن أبي حفصة، عن الزهري، فخالفهما ورواه عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا إبراهيم بن هشام، ثنا محمد بن منهال، وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن حبيب، ثنا عمرو بن علي، قالا: ثنا يزيد بن زريع، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يمنع أحدكم جاره أن يضع خشبته في جداره»
حدثنا حبيب، وفاروق، قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، ثنا مالك، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمع أحدكم النداء أو المؤذن فليقل مثل ما يقول» هذا حديث صحيح متفق عليه واختلف فيه على مالك وعلى الزهري وعلى عطاء وروى عن عمرو بن مرزوق، عن مالك عن الزهري عن أنس
حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن إبراهيم بن حبيب الرازي ثنا محمد بن عبد الرحيم بن عمر بن شجاع ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مالك، عن الزهري، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول» وروى عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة حدثنا عبد الملك [ص:379] بن الحسن المعدل، ثنا أحمد، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا محمد بن عبد الله الأزدي، ثنا بشر بن المفضل، ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. ورواه مسلم بن خالد الزنجي، عن عبد الرحمن، مقرونا بأبي سلمة ثنا محمد بن عمر بن سلام، ثنا محمد بن عبد الله بن أبي أيوب، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، ثنا علي بن هارون الزبيري، ثنا مسلم بن خالد، عن عبد الرحيم بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ورواه الأنصاري، ذكره لنا محمد بن عمر بن سلام الحافظ ذكرا
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن علي الخزاعي، قالا: ثنا القعنبي، قال: سئل مالك بن أنس عن السمن الجامد، تقع فيه الفأرة، فحدثنا مالك، عن الزهري، عن عبيد بن عبد الله بن عتاب، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك، فقال: «خذوها وما حولها فألقوه» هذا حديث متفق عليه، واختلف على مالك والزهري فيه
فحدثناه أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة، رضي الله تعالى عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن فماتت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوها وما حولها من السمن فاطرحوه» تابع إبراهيم بن طهمان وعبد الله بن وهب، وغيرهما ابن أبي أويس. حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس وعن ابن الماجشون عن مالك عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، حدثناه محمد بن علي بن حبيش، ثنا ابن حسان بن إسحاق البلخي، ثنا محمد بن عبد الرحمن الترمذي، ثنا عبد الملك بن الماجشون، ثنا مالك بن أنس به، ورواه [ص:380] يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة
حدثنا فاروق، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عمرو الضرير، ثنا يزيد بن زريع، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة ماتت في سمن جامد، فقال: «تأخذوا ما تحتها فتلقى ثم تؤكل البقية» وروى ابن جريج، عن الزهري، مخالفا الجماعة
حدثناه أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا بكر بن سهل، ثنا شعيب بن يحيى، ثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفأرة تقع في السمن أو الودك، فقال: «اطرحوها واطرحوا ما حولها إن كان جامدا» قالوا: يا رسول الله وإن كان مائعا؟ قال «انتفعوا به ولا تأكلوه» غريب من حديث الزهري لم يروه عن ابن جريج، إلا يحيى بن أيوب
حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حمى إلا لله ولرسوله» صحيح متفق عليه رواه عن الزهري، صفوان بن سليم وعمرو بن دينار ومحمد بن عمرو ومعمر وعقيل ويونس والزبيري وإسحاق بن راشد وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام وأبو المغيرة بن عبد الرحمن الجذامي في آخرين عن الزهري
حدثنا محمد بن عمر بن مسلم، ثنا خالد بن غسان بن مالك، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي سلمة، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن رواحة ينادي أيام منى أنها أيام أكل وشرب. غريب من حديث الزهري، مقرونا عن أبي سلمة، وسعيد، لم نكتبه إلا من حديث مسلم عن صالح
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، وفاروق الخطابي، في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا إبراهيم بن حميد، ثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن [ص:381] عروة، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أولى منكم معروفا فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره، ومن تشبع بما لم ينل كان كلابس ثوبي زور» غريب من حديث الزهري، تفرد به صالح، ورواه ابن المبارك عن صالح مثله
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 3- ص: 360
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 3- ص: 360
الزهري واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة.
وأمه عائشة بنت عبد الله الاكبر بن شهاب. ويكنى أبا بكر.
أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز. قال: سمعت الزهري يقول: نشأت وأنا غلام لا مال لي مقطعا من الديوان. وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير العدوي وكان عالما بنسب قومي وهو ابن أختهم وحليفهم. فأتاه رجل فسأله عن مسألة من الطلاق فعيي بها وأشار له إلى سعيد بن المسيب. فقلت في نفسي: ألا أراني مع هذا الرجل المسن يعقل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على رأسه وهو لا يدري ما هذا! فانطلقت مع السائل إلى سعيد بن المسيب فسأله فأخبره. فجلست إلى سعيد وتركت عبد الله بن ثعلبة. وجالست عروة بن الزبير. وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام حتى فقهت.
فرحلت إلى الشأم فدخلت مسجد دمشق في السحر فأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة فجلست فيها. فنسبني القوم فقلت رجل من قريش من ساكني المدينة. قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد؟ فأخبرتهم بقول عمر بن الخطاب في أمهات الأولاد. فقال لي القوم: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب. وهو جائيك وقد سأله عبد الملك عن هذا وسألنا فلم يجد عندنا في ذلك علما. فجاء قبيصة فأخبروه الخبر. فنسبني فانتسبت. وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه فأخبرته. قال: فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين. فصلى الصبح ثم انصرف
فتبعته. فدخل على عبد الملك بن مروان وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس. ثم خرج
فقال: أين هذا المديني القرشي؟ قال قلت: هأنذا. قال: فقمت حتى | فدخلت معه على أمير المؤمنين. قال: فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به يرفع وليس عنده غير قبيصة جالس فسلمت عليه بالخلافة. فقال: من أنت؟ قلت: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة. فقال: أوه. قوم يغارون في الفتن. قال: وكان مسلم بن عبد الله مع الزبير. ثم قال: ما عندك في أمهات الأولاد؟ فأخبرته. فقلت حدثني سعيد بن المسيب. فقال: كيف سعيد وكيف حاله؟ فأخبرته. ثم قلت: وحدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. فسأل عنه. قلت: وحدثني عروة بن الزبير. فسأل عنه قلت: وحدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. فسأل عنه. ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب. قال: فالتفت إلى قبيصة بن ذؤيب. فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق. |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 348
محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الأصغر ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة. وأمه أم حبيب بنت حبيب بن حويطب بن علي من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وهو الذي يقال له: ابن أخي الزهري.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: سألت محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري.
كيف سمعت هذا الحديث من عمك؟ فقال: كنت معه حيث أمره هشام بن عبد الملك أن يكتب له حديثه. وأجلس له كتابا يملى عليهم الزهري ويكتبون.
فكنت أحضر ذلك فربما عرضت لي الحاجة. فأقوم فيها فيمسك عمي عن الإملاء حتى أعود إلى مكاني. وكان محمد يكنى أبا عبد الله. قتله غلمانه بأمر ابنه في أمواله بثلية. بناحية شغب وبدا. وكان ابنه سفيها شاطرا قتله للميراث. وذلك في آخر خلافة أبي جعفر. ثم وثب غلمانه عليه فقتلوه. بعد سنين أيضا. وليس له عقب.
وكان محمد كثير الحديث صالحا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 473
محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري القرشي أبو بكر من أحفظ أهل زمانه للسنن واحسنهم لها سياقا وكان فقيها فاضلا مات ليلة البلايا لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 109
محمد بن عبد الله [خ، م] بن مسلم الزهري.
عن عمه ابن شهاب.
وعنه معن، والقعنبي، وجماعة.
وهو صدوق، صالح الحديث.
وثقه أبو داود.
وقال ابن معين، وأبو حاتم: ليس بالقوى.
وفي رواية الدارمي، عن ابن معين: ضعيف، وجعله محمد بن يحيى الذهلي في أصحاب الزهري مع أسامة ابن زيد الليثي وابن إسحاق وفليح.
قال ابن عدي: لم أر به بأسا.
قلت: قتله ابنه وغلمانه لاجل ماله في سنة سبع وخمسين ومائة.
وقد انفرد عن عمه بثلاثة أحاديث: كل أمتى معافي إلا المجاهدين.
وأنه عليه
الصلاة والسلام كان يأكل بكفه كلها.
وأن أبا هريرة كان إذا خطب قال: كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت.
والرابع: اشتروا على الله واستقرضوا عليه، لكنه عن الواقدي عنه.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 3- ص: 592
الزهري
الإمام الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري المدني. م سنة 124 هـ رحمه الله تعالى.
قال الذهبي: أبو صالح عن الليث بن سعد قال: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب، يحدث في الترغيب فنقول: لا يحسن إلا هذا. وإن حدث عن العرب والأنساب، قلت لا يحسن إلا هذا. وإن حدث القرآن والسنة كان حديثه.
وقال قرة بن عبد الرحمن: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه اه.
ولعل الزهري هو أول من ألف في الأنساب عند العرب.
دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 30
محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، ابن أخي الزهري، قرشي.
سمع الزهري، سمع منه عبد العزيز بن محمد، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن مسلمة.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 1
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، الزهري، القرشي، مدني، أبو بكر.
سمع سهل بن سعد، وأنس بن مالك، وسنيناً أبا جميلة، وأبا الطفيل.
روى عنه صالح بن كيسان، ويحيى بن سعيد، وعكرمة بن خالد، وصدقة بن يسار، ومنصور، وقتادة.
قال لي إبراهيم بن المنذر، عن معن، عن ابن أخي بن شهاب: أنه أخذ القرآن في ثمانين ليلة.
وقال لي علي، عن عبد الرحمن، عن وهيب، قال: قال لي أيوب: ما رأيت أحدا أعلم من الزهري، فقال له صخر بن جويرية: ولا الحسن؟ قال: ما رأيت أحدا أعلم من الزهري.
وقال لنا عبد الرحمن، عن مالك: استعدته حديثا، فقال: أتستعيد؟! ما استعدت حديثا قط.
وقال لنا عبد الله بن صالح: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، قال: ما استودعت حفظي شيئا فخانني.
وقال لي الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: ما أرى أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع ما جمع ابن شهاب.
وقال لي الأويسي: حدثنا مالك، حدثنا ابن شهاب بحديث فيه طول، قلت: أعد، أما كنت تحب أن يعاد عليك؟ فقال: لا، فقلت: أكنت تكتب؟ قال: لا.
حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: مات الزهري، محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب سنة أربع وعشرين ومئة.
وقال سليمان بن داود الهاشمي: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن زهرة بن كلاب، مات بالشام.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 1
الزهري أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب المدني
أحد الأعلام
نزل الشام وروى عن سهل بن سعد وابن عمر وجابر وأنس وغيرهم من الصحابة وخلق من التابعين
وعنه أبو حنيفة ومالك وعطاء بن أبي رباح وعمر بن عبد العزيز وهما من شيوخه وابن عيينة والليث والأوزاعي وابن جريج وخلق
قال ابن منجويه رأى عشرة من الصحابة وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقا لمتون الأخبار فقيها فاضلا
وقال الليث ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب ولا أكثر علما منه مات سنة أربع وعشرين ومائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 49
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري أبو بكر
أحد الأعلام عن ابن عمر وأنس وسهل وابن المسيب وحديثه عن أبي هريرة في الترمذي وعن رافع بن خديج في النسائي وذلك مرسل وعنه يونس وعقيل ومعمر والزبيدي وشعيب ومالك وابن عيينة قال بن المديني له نحو ألفي حديث وقال أبو داود أسند أكثر من ألف وحديثه ألفان ومائتا حديث نصفها مسندة مات في رمضان 124 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله الزهري القرشي المدني أبو عبيد الله بن أخي الزهري
روى عن عمه محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري في الإيمان والصلاة والنكاح وغيرها
روى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعيد
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب أبو بكر الزهري القرشي المدني
رأى عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقا لمتون الأخبار وكان فقيها فاضلا رحمه الله مات ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة من ناحية الشام
روى عن عبيد الله بن عبيد الله بن عتبة بن مسعود وسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله أبي سلمة بن عبد الرحمن وحبيب مولى عروة وعطاء بن يزيد وعروة وعامر بن سعد وأبي عبيد سعد ونافع مولى أبي قتادة وعمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية وأبي إدريس في الوضوء وعمرة بنت عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز وعبد الله بن أبي بكير بن عبد الرحمن الحارث وسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان وجعفر بن عمرو بن أمية وعباد بن تميم ومحمود بو الربيع في الصلاة وأنس بن مالك وحمزة بن عبد الله بن عمر وعباد بن زياد في الصلاة ومحمد بن جبير بن مطعم وأبي بكر بن عبد الرحمن الحارث وإبراهيم بن عبد الله بن حنين وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعطاء بن أبي رياح والأعرج وحصين بن محمد الأنصاري وعبد الله بن عامر بن ربيعة وعبد الله بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن نوفل في الصلاة والزكاة والسائب بن يزيد في الصلاة والزكاة وأبي عبد الله سليمان الأغر في الصلاة والحج وعلي بن الحسين في الصلاة والأشربة والفضائل وأبي الطفيل في الصلاة وكثير بن العباس في الصلاة وأبي أمامة بن سهل في الجنائز ورجال لم يسمهم في الجنائز والضحاك الهمداني في الزكاة ونافع بن أبي أنس في الصوم وحنظلة بن علي الأسلمي في الحج وعطاء مولى سباع في الحج وعيسى بن طلحة التيمي والربيع بن سبرة في النكاح وخالد بن المهاجر بن سيف الله في النكاح وعبد الله والحسن ابني محمد بن علي وقبيصة بن ذؤيب في النكاح ويزيد بن الأصم في النكاح ومحمد بن المنكدر في النكاح وعبد الله بن محيريز في النكاح وأبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة في النكاح قال في عقب حديث بلغنا أن أبا هريرة كان يحدث وعبيد الله بن عبد الله بن ثور في الطلاق وسهل بن سعد في اللعان والاستئذان وعبد الله بن كعب بن مالك في البيوع ومالك بن أوس بن الحدثان في البيوع والجهاد ومحمد بن النعمان بن بشير في الهبة وابن سلمة بن الأكوع لم يسمه في الجهاد وأبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر في الأطعمة والقاسم بن محمد في اللباس ونافع بن جبير بن مطعم في الطب وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب وسنان بن أبي سنان الدؤلي في لاهام ودلائل النبوة والسائب بن يزيد في لاهام ويحيى بن عروة بن الزبير في الطب ويحيى بن سعيد بن العاص في فضل عثمان ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن مسلم في الفضائل وأبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة في الفضائل وعبد الله بن أبي بكر في المعروف وعمر بن ثابت الأنصاري في الفتن
روى عنه عقيل بن خالد ويونس بن يزيد وصالح بن كيسان وابن عيينة ومعمر بن راشد وشعيب بن أبي حمزة والأوزاعي وإبراهيم بن سعد والليث بن سعد وابن جريج ومحمد بن عبد الله بن أخيه ومالك وأبو أوس عبد الله بن عبد الله وابن أبي ذئب ومحمد بن الوليد الزبيري وعمرو بن الحارث في الوضوء والصلاة وعبيد الله بن عمر في الصلاة وعمرو بن دينار في الصلاة والجهاد وفليح بن سليمان وعبد الرحمن بن نمر ومحمد بن أبي حفصة في الجنائز والحج ومنصور بن المعتمر في البيوع وزمعة بن صالح في الحج وعبد الرحمن بن عبد العزيز والنعمان بن راشد وأخوه عبد الله بن مسلم وبكر بن وائل ويزيد بن أبي حبيب وزياد بن سعد ويوسف بن الماجشون ومعقل بن عبيد الله وعبد الرحمن بن إسحاق ويزيد بن الهاد ومحمد بن عمرو بن حلحلة
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
الزهري
محمد بن مسلم
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري ابن شهاب
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 48
(ع) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة، أبو بكر المدني، سكن الشام.
قال السهيلي: كان عبد الله بن شهاب اسمه عبد الجان، فسماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وفي كتاب ابن عبد البر: ابن الحارث وهو الأكبر، وقيل: ابن عبد الله بن شهاب الأصغر، وهو جد محمد لأمه.
وذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عن أبان بن عثمان، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن أزهر، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وحصين بن محمد السالمي، وقد قال ابن أبي حاتم: قال أبي: لم أختلف أنا وأبو زرعة، وجماعة من أصحابنا أن الزهري لم يسمع من أبان بن عثمان شيئاً، وكيف يسمع من أبان، وهو يقول: بلغني عن أبان؟!
قيل له: فإن محمد بن يحيى النيسابوري كان يقول: قد سمع. فقال: محمد بن يحيى كان بابه السلامة. قال أبي: الزهري لم يسمع من أبان شيئاً لا أنه لم يدركه، قد أدركه، وأدرك من هو أكبر منه، ولكن لا يثبت له السماع منه، كما أن حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له سماع من عروة، وهو قد سمع ممن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيء يكون حجة.
قال عبد الرحمن: أبنا علي بن طاهر – فيما كتب إلي – ثنا أحمد بن محمد الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله – يعني أحمد بن حنبل -: الزهري سمع من أبان بن عثمان؟ قال: ما أراه سمع منه، وما أدري – أو نحو هذا – إلا أنه قد
أدخل بينه وبين أبان: عبد الله بن أبي بكر.
وفي ’’ تاريخ دمشق ’’ لأبي زرعة: قال أبو زرعة: أنكر بعض أهل العلم أن يكون ابن شهاب سمع من أبان، وذكر كلام عبد الرحمن بن أبي حاتم، ذكره بالمعنى.
وعن أبي عبد الله أحمد – وقيل له: الزهري سمع من عبد الرحمن بن أزهر؟ - قال: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر، ثم قال: إنما يقول الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث كذا، فيقول معمر وأبو أسامة سمعت عبد الرحمن بن أزهر، ولم يصنعا شيئاً عندي، وقد أدخل بينه وبينه: طلحة بن عبد الله بن عوف.
وذكر أبو عمر ابن عبد البر في ’’ التمهيد ’’ أنه أدركه.
قال ابن أبي حاتم: ثنا علي بن الحسين قال: قال أحمد بن صالح: لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك لصلبه شيئاً، والذي يروي عنه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك.
وفي ’’ التمهيد ’’: قال عمرو بن دينار [ق 27/أ] – وذكر عنده الزهري – فقال: وأي شيء عنده؟ أنا لقيت جابراً ولم يلقه، ولقيت ابن عمر ولم يلقه، ولقيت ابن عباس ولم يلقه.
وذكر المنذري عن أحمد [؟] يسمع الزهري من عبد الله بن عمر...
وذكر أبو سعيد هاشم بن مرثد في ’’ تاريخه ’’: سمعت يحيى بن معين يقول: ليس للزهري عن ابن عمر رواية، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه: الزهري لا يصح سماعه من ابن عمرو [ولا رآه] ولم يسمع منه، ورأى عبد الله بن جعفر، ولم يسمع منه وفي كتاب ’’ الجرح والتعديل ’’ لعبد الرحمن عن أبيه: الزهري عن حصين بن محمد السلمي مرسل وحدث عن مسعود بن الحكم ورآه، وله صحبة – فيما ذكره – أبو نعيم الأصبهاني في كتابه ’’ الحلية ’’.
وفي ’’ تاريخ نيسابور ’’ لأبي عبد الله: عن محمد بن يحيى الذهلي: لم يسمع منه.
قال أبو نعيم: وحدث عن ابن سندر الصحابي، ورآه، ورجل من بلي له صحبة، وقد قيل: إنه رأى عبد الله بن الزبير، والحسن، والحسين، وسمع منهم رضي الله عنهم أجمعين.
وذكر في ’’ الدلائل ’’ قال ابن شهاب: حدثني أسقف النصارى أدركته في زمن عبد الملك بن مروان، وذكر أنه أدرك ذلك من أمر النبي صلى الله عليه وسلم أيام هرقل وعقله، قال: لما قدم على هرقل كتابه صلى الله عليه وسلم مع دحية، أخذه هرقل فجعله بين فخذيه، وذكر الحديث.
وأما قول الحاكم في ’’ الإكليل ’’: كان من كبار التابعين، فكأنه يريد في العلم لا في السن، والله أعلم.
وفي كتاب ’’ السنن ’’ للدارقطني من حديث الوليد بن محمد الموقري: ثنا الزهري قال حدثتني أم عبد الله الدوسية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’ الجمعة واجبة على أهل كل قرية ’’.
قال أبو الحسن: لم يصح سماع الزهري من أم عبد الله.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه ابن إسحاق، قال: ذكر الزهري عن عطاء بن أبي ميمونة فقال: الزهري لا يروي عن عطاء بن أبي ميمونة، وإنما يروي هذا الحديث شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة، ولو ذكر ابن إسحاق في هذا الحديث خبراً، لترك حديث ابن إسحاق.
وفي ’’ العلل الكبير ’’ لعلي ابن المديني: حديثه عن أبي رهم عندي غير متصل.
وذكر النسائي في كتابه ’’ أشياخ الزهري ’’ – ومن خط الحافظ رشيد الدين الصفار وضبطه وتصحيحه أنقل – أنه روى عن: مروان بن الحكم، وتمام بن العباس بن عبد المطلب، وعبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبيد الله بن خليفة، وعبد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري، وعبد الله بن عبد الرحمن بن [ق 27/ب] مكمل – وفي كتاب ابن سعد: عبد الرحمن بن عبد الله بن يكمل – وعبد الله بن عروة، وعبد الله بن شراحيل بن حسنة، وعبد الرحمن بن سعد المقعد، وعبد الملك بن مروان بن الحكم، وعبد الملك بن المغيرة بن نوفل، وعثمان بن عبد الله بن سراقة، وعياض بن صيري صيفي الكلبي ابن عم أسامة بن زيد وختنه، وعمرو بن الشريد، وعكرمة بن محمد الدؤلي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله، وأيوب بن بشير بن النعمان بن بشير، ورجاء بن حيوة، وزبيد بن الصلت، وهزيل بن شرحيل الأودي الأعمى، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ومحمد بن عمرو بن عطاء، ومعاذ بن عبد الرحمن، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلمة بن عبد الملك بن مروان، ومسافع بن عبد الرحمن المحجي، ومنصور بن عبد الرحمن بن الأحوص، وصفوان بن عبد الله بن صفوان، وطارق بن سعد، وكثير بن أفلح مولى أبي أيوب، وكريب مولى ابن عباس، وحرام بن محيصة، والحارث بن عبد الله، وخالد بن عبد الله بن رباح، وخلاد وسليمان بن عبد الملك بن مروان، وسعيد بن جبير، ونافع بن مالك، ونصر الأنصاري، والخام رجل من بني مالك بن كنانة ممن سمع الفقه، ويزيد بن عبد الملك، وأبي عبد الله الأغر، وأبي عبد الله من بني مالك بن كنانة، وأبي عبد الرحمن عن ثابت، وأبي حسن مولى عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب وكان من قدماء قريش، وأهل العلم منهم والصلحاء، وابن أكيمه، وابن أبي عطاء مولى بني زيد، وابن أبي طلحة.
زاد مسلم بن الحجاج في كتابه ’’ شيوخ الزهري ’’: عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبان ومحمد بن جبير مولى آل عباس بن عبد المطلب وسلمة بن عمر بن أبي سلمة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وسهل بن محمد بن بكر بن قيس،.. وسعيد بن يحيى بن كعب بن عجرة [....] ويحيى بن عمارة بن أبي حسين، وحسين بن أبي سفيان، ومسعود بن الحكم الأنصاري، وعباد بن خليفة الخزاعي، وعمر بن أسيد بن خالد.. ومعاذ بن زياد وأنس بن أبي أنس عم مالك بن أنس مولى بن تميم، وعبد الله ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن أبان بن عثمان، وعبد الله ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وعاصم بن عبد الله.. وعمر ابن عبد الله بن عروة، وبلال بن يحيى بن طلحة بن عبد الله، وسعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وداود بن علي بن سعد، ونبيل بن هشام ابن سعيد بن زيد، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وعمرو بن عثمان ابن سعيد بن يربوع، وعمرو بن.. وجبير بن
محمد بن جبير وعروة بن محمد بن عطية بن عروة، ومحمد بن معن بن نضلة الغفاري، وإسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله المخزومي، وعبد الحميد بن صيفي بن محب، وإسماعيل بن إياس بن عبد المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، وزيد بن سهيل الأنصاري، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن عمرو بن شرحبيل، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت.
وزعم المزي أنه روى عن عبادة بن الصامت مرسلاً وكأنه انقلب عليه بهذا [........]، وعبد الحميد بن قيس بن ثابت بن شماس، وإسماعيل بن محمد بن كثير بن شماس، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، ومحمد بن محمد بن عمران بن حصين، وشهر بن حكيم بن معاوية، وبحر بن مروان بن أبي بكرة، وموسى ابن زياد بن خريم، وغالب بن حجير، وشعيب بن عمير بن ثابت وزرارة السهمي، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وسعيد بن أبي بردة بن أبي موسى، وعباية بن رفاعة وطلحة بن مصرف وبريد بن عبد الله بن أبي موسى، وعبد الله بن عيسى بن أبي علي، ومخلد بن عقبة.
وقال أبو نعيم الحافظ في كتاب ’’ من روى عن الزهري من التابعين ’’: كان الزهري قد رفع الله تعالى شأنه في حفظ الآثار والرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمده بعونه، فدار عليه الكثير الغمم من الآثار المستفيضة في الحرمين مكة والمدينة – شرفهما الله تعالى – عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وكانت الرواحل تشد إليه، لما أولاه الله تعالى من العلم، وزينه به من السخاء والكرم، وقد عني بجمع حديثه المتقدمون: محمد بن يحيى، وأحمد بن أبي عاصم، ومن بعدهما ودونت الخلفاء عنه في خزائنهم: سليمان [ق 28/أ] بن عبد الملك وهشام وغيرهما ما كان يحمل على البغال، لكثرة نقاوة فهمه، ووفور عقله، وجودة حفظه، فممن روى عنه من التابعين: محمد بن عجلان أبو عبد الله مولى فاطمة، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن
عمرو بن علقمة الليثي، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن السائب بن يزيد، وعمارة بن غزيه، وعمرو بن أبي عمرو المدني مولى المطلب، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظفري، وعبد الملك بن عمير اللخمي أبو عمر، وأبو محمد الحكم بن عتيبة مولى كندة، وسليمان بن مهران الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد – على ما قيل -، وعمرو بن مرة أبو عبد الله الجملي، وحبيب بن أبي ثابت، وذر بن عبد الله الهمداني، وزرارة بن أعين ابن سنيسن، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام، وسعيد بن المرزبان أبو سعد البقال، وإسماعيل بن سميع، وزياد بن المنذر أبو الجارود، وأبو داود – سمع أبا الطفيل -، وأشعث بن سوار صاحب التوابيت، وأبو المعتمر سليمان بن طرخان، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، ويونس بن عبيد أبو عبد الله، وداود بن أبي هند، وأبو رجاء مطر بن طهمان، ويحيى بن أبي كثير وهارون ابن رئاب – وقيل: ابن زياد – إن صح أبو بكر، فإن كان ابن رئاب قد سمع أنس بن مالك، ومنصور بن زاذان وعبد الرحمن بن عمرو الأصم مدائني الأصل، وعبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية، ومكحول الأزدي البصري وسعيد بن إياس الجريري ويزيد بن أبان الرقاشي، وعطاء الخراساني أبو عثمان مولى المهلب بن أبي صفرة، ومكحول الشامي مولى هذيل، وصفوان بن عمرو أبو عمرو الدمشقي، وسليمان بن حبيب الدمشقي، ويزيد بن أبي مريم سكن دمشق، وثور بن يزيد أبو خالد الرحبي، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وخصيف بن عبد الرحمن أبو عون الجزري مولى بني أمية.
[ق 28/ب] زاد النسائي – في كتاب من روى عنه روى عنه أيضاً -: إسماعيل بن مسلم، وأبو بكر الهذلي سلمى بن عبد الله، ومثنى بن الصباح، وأبو بكر بن أبي سبرة، ويحيى بن أبي أنيسه، وعبد الرزاق بن عمر، وعبد العزيز بن حصين وعمر بن قيس المكي، وناسير بن معاذ، وعبد الله بن محرز، ويزيد بن عياض، ويزيد بن أبي زياد الشامي، وأبو العطوف الجراح بن منهال، وروح
ابن غطيف، ومحمد بن سعيد الأردني، والحكم بن عبد الله بن خطاف الأردني، ومبشر بن عبيد، ومحمد بن عبد الملك، وبحر بن كنيز السقاء، وأبو جرير سهل، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وعبد الله بن كثير، وعبد الرحمن السراج، وعبد الواحد بن أبي عون، وعبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، وعبد ربه بن سعيد، وعبد الحميد بن جعفر، وعبد الوهاب بن رفيع، وعباس بن عبد الله الجريري، وعباس بن الحسن، وعثمان بن حفص بن عمر بن خلدة، وعيسى بن المطلب، وعيسى بن سبرة بن حيان مولى عمر بن عبد العزيز، وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وعون بن العباس، وعون مولى أم حكيم، وعزرة بن ثابت، وإسماعيل بن عقبة، وإسحاق بن أبي بكير، وإبراهيم بن أفلح، وإبراهيم بن بديل، والزبير، ودرست بن زياد، والوليد بن كثير، والقاسم بن مسلم، وطلحة بن يحيى بن طلحة، وصالح بن جبير، وصفوان بن عمرو، وضحاك بن فائد، وضحاك بن عثمان، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل، ومنصور بن دينار، ومنصور بن زاذان، ومبشر، وهوذة بن حفص، ونافع القارئ، ويعقوب بن زيد، ويحيى بن جرجة، وسليمان بن هشام، وسعيد بن عثمان، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن محمد بن المسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وجعفر بن ربيعة عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رفعه: ’’ إذا اشتكى المؤمن ’’.
الحديث [ق 29/أ] وزعم المزي أنه روى عنه كتابة فينظر، والحسن بن عمرو أبو المليح، وأبو المؤمل.
وفي كتاب ’’ الثقات ’’ لابن حبان: القاسم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ومحمد بن الأشعث بن قيس روى عنهما الزهري، وكذا عثمان بن سليمان بن أبي حثمة.
وذكر الخطيب وغيره روايته عن مالك بن أنس الأصبحي، وحنظلة بن قيس روى عنه الزهري في كتاب النسائي.
وفي ’’ الطبقات ’’ لابن سعد: ولاه يزيد بن عبد الملك القضاء وولى معه سليمان بن حبيب المحاربي المعروف بابن جنة.
ولما حج هشام بن عبد الملك سنة ست صيره مع ولده، يعلمهم ويفقههم ويحدثهم ويحج معهم، فلم يفارقهم حتى مات.
أنبا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد عن معمر قال: أول ما عرف الزهري أنه كان في مجلس عبد الملك فسألهم عبد الملك؛ فقال: من منكم يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين؟ قال: فلم يكن عند أحد منهم من ذلك علم، فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب منها يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط، قال: فعرف يومئذ.
وعن مالك قال: ما أدركت بالمدينة فقيهاً محدثاً غير واحد.
قيل: من هو؟ قال: ابن شهاب.
وعن عمرو بن دينار أنه قال: ما رأيت أحداً أبصر بحديث من الزهري، وعن شيخ من بني الديل قال: أخدم الزهري خمس عشرة امرأة في ليلة كل خادم ثلاثين ديناراً ثلاثين ديناراً [تقين] كل عشرة بخمسة عشر ديناراً.
وعن محمد بن المنكدر قال: رأيت بين عيني الزهري أثر السجود ليس على أنفه منه شيء، وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه أن هشام بن عبد الملك قضى دين ابن شهاب ثمانين ألف درهم.
أبنا محمد بن عمر أبنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري قال: كان عمي قد اتفق هو وابن هشام بن عبد الملك إن مات هشام أن يلحقا بجبل الدخان – يعني لما كان الزهري يؤلب به في حق الوليد بن يزيد ويجتهد في خلعه –؛ فمات الزهري قبل هشام بأشهر، وكان الوليد يتلهف لو قبض عليه.
قال محمد بن عمر: قدم الزهري إلى أمواله بثلية بشغب، وبدا فمرض هناك، فمات فأوصى أن يدفن على قارعة الطريق، لليلة سبع عشرة من رمضان، سنة أربع وعشرين، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وفي ’’ التاريخ ’’ للواقدي: وله سبعون سنة.
والمزي نقل عن الواقدي: مات وله اثنتان وسبعون سنة تقليداً، فينظر.
وفي قوله – أيضاً – عن خليفة بن خياط [ق 29/ب]: ولد سنة إحدى وخمسين، ومات سنة أربع وعشرين، وقاله إبراهيم بن سعد، وابن أخي الزهري، والواقدي، وابن المديني، وأبو نعيم، وابن بكير، وأبو موسى، وعمرو بن علي، ومحمد بن سعد، وغيرهم، قال: وكذا قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة، زاد الواقدي وغيره: لسبع عشرة من رمضان، نظر في مواضع.
الأول: خليفة قد نص على اليوم الذي توفي فيه والشهر، فتخصيص الواقدي بالذكر غير جيد، قال خليفة في ’’ التاريخ ’’: مات ابن شهاب ليلة الثلاثاء، لسبع عشرة خلت من شهر رمضان.
الثاني: ابن سعد لم يذكر وفاته في كتابه، إلا نقلاً عن شيخه الواقدي، كما ذكرناه قبل فتخصيصه بالذكر – أيضاً – لا يحسن.
الثالث: ابن المديني لم يذكر وفاته، إلا نقلاً عن ابن عيينة، قال البخاري: ثنا علي، ثنا ابن عيينة قال: مات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة.
وقال القراب: حدثني جدي، أبنا أبو جعفر البغدادي، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا علي ابن المديني، سمعت سفيان يقول: قدم علينا ابن شهاب – يعني الكوفة – سنة ثلاث وعشرين في ذي القعدة، فأقام ذي القعدة وذي الحجة إلى هلال المحرم، ثم خرج من عندنا، فمات في موضع، قال علي: لا أحفظ الموضع في أول سنة أربع وعشرين ومائة، قال: وسمعت الحسين بن أحمد الصفار يقول: مررت بقبر محمد، بين شغب وبدا، فرأيت على قبره مكتوباً: هذا قبر أبي بكر محمد بن مسلم بن شهاب بن زهرة، توفي
سنة أربع وعشرين ومائة، وروى الذهلي عن ابن شهاب قال: وفدت على مروان بن الحكم وأنا محتلم قال: ومروان مات سنة خمس وستين.
وقال أبو عمر: عن أحمد بن صالح قال: أدرك ابن شهاب الحرة وهو بالغ وعقلها. أظنه قال: وشهدها وكانت الحرة أول خلافة يزيد سنة إحدى وستين، وقال عبد الرزاق: قلت لمعمر: ورأى ابن شهاب ابن عمر؟ قال: نعم وسمع منه حديثين فتسألني عنهما أخبرتك بهما.
الرابع: يحيى بن بكير ذكر مثل ما ذكر الواقدي: مات يوم سبعة عشر من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة.
وفي سنة أربع، ذكر وفاته: أبو حسان الزيادي، وعلي بن عبد الله التميمي، وعثمان بن سعيد الدارمي، والمرزباني، وابن حبان، والبلاذري، وأبو عبيد، والزبير، وابن أبي حاتم في ’’ التعريف بصحيح التاريخ ’’ في آخرين، زاد الزيادي والبستي: ليلة الثلاثاء، واتفقوا مع البلاذري لسبع عشرة خلت من رمضان، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، قال أبو حسان: ويقال: سنة ثلاث وعشرين. زاد ابن أبي حاتم: وله ثلاث وسبعون سنة.
الخامس: الذي في ’’ تاريخ ’’ أبي موسى الزمن: مات الزهري سنة أربع وعشرين سلخها.
وقال المرزباني: هو القائل لعبد الله بن عبد الملك بن مروان:
أقول لعبد الله لما لقيته | يسير بأعلى الرقتين مشرقا |
تبغ خبايا الأرض وارج مليكها | لعلك يوما أن تجاب فترزقا |
لعل الذي أعطى الضرير بقدرة | وذا خشب أعطى وقد كان دودقا |
سيؤتيك مالاً واسعاً ذا متانة | إذا ما مياه الأرض غارت تدفقا |
ذر ذا وأثن على الكريم محمد | واذكر فواضله على الأصحاب |
وإذا يقال: من الجواد بماله؟ | قيل: الجواد محمد بن شهاب |
أهل المدائن يعرفون مكانه | وربيع باديه على الأعراب |
ومهمة أعيا القضاة قضاؤها | تدع الفقيه يشك شك الجاهلي |
يدع مغيبة هديت لرتقها | وضربت محرذها لحكم فاصل |
بميمون وإنك يا متحال من فتى | وافي الذمار عن الذمار مصاول |
أنت أدركت بني غفار بعدما | رأوا بأعينهم مكان القاتل |
فرجعت في حر الوجوه بياضها | ورددت خصمهم بأفوق فاصل |
وسوالف الخصمين عيد قد حبت | حبو الجمال بأذرع وكلاكل |
فتغشيت حقك والذين تذيموا | بك غير مختشع ولا متضائل |
ومغيبة عيا القضاة عياؤها | كما عيت المرء الأخيذ المراوم |
دنيت لها من بئر زمزم والصفا | بعبراء أمر صدعها متفاقم |
ورثت أموراً بالميمون وقد بدا | لمن راشها بالشؤم أنك عالم |
وقلت لآباء القتيل وكلهم على | الشبه القصوى من الغيظ آدم |
خذوا الحق ما عن سنة الله معدل | ومن يعدها يرجع لها وهو راغم |
إذا شئت أن تلقى خليلاً مصافيا | وجدت وإخوان الصفا قليل |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 10- ص: 1
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب الزهري القرشي كنيته أبو بكر
رأى عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقا لمتون الأخبار وكان فقيها فاضلا روى عنه الناس مات ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة في ناحية الشام وقبره ببدا وشغب مشهور يزار على قارعة الطريق أوصاه أن يدفن على قارعة الطريق حتى يمر به مار فيدعو له وأخوه عبد الله بن مسلم كان أسن منه كنيته أبو محمد سمع بن عمر وأنسا ومات قبل الزهري وأمه أم أهبان بنت لقيط بن عروة بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري
مدني تابعي ثقة حدثنا أبو مسلم قال: قال أبي أدرك الزهري من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك الأنصاري وسهل بن سعد الساعدي وعبد الرحمن بن أيمن بن نابل ومحمود بن الربيع الأنصاري وروى عن عبد الله بن عمر نحوا من ثلاثة أحاديث وروى عن السائب بن يزيد
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
محمد بن عبد الله بن مسلم
ابن أخي الزهري يروي عن عمه قال يحيى ضعيف قال ابن عدي لم أر بحديثه بأسا وقال ابن حبان كان رديء الحفظ كثير الوهم
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1986) , ج: 3- ص: 1
الزهري (ع)
علم الحفاظ، أبو بكر، محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني الإمام.
ولد سنة خمسين.
وحدث عن: ابن عمر، وسهل بن سعد، وأنسٍ، ومحمود بن الربيع، وابن المسيب، وأبي أمامة بن سهل، وطبقتهم.
وعنه: عقيل، ويونس، والزبيدي، وصالح بن كيسان، ومعمرٌ، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، والليث، ومالك، وابن أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، وابن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وخلق.
قال أبو داود: حديثه ألفان ومئتان، النصف منها مسندٌ.
وقال معمرٌ: سمع الزهري من ابن عمر حديثين.
وقال الزهري: جالست ابن المسيب ثمان سنين.
وقال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف يكتب كل ما سمع.
وقال الليث: ما رأيت عالماً قط أجمع من الزهري.
وقال الليث: قال الزهري: ما صبر أحدٌ على العلم صبري، ولا نشره أحدٌ نشري.
وروى الليث عنه قال: ما استودعت قلبي علماً فنسيته.
وقال عمر بن عبد العزيز: لم يبق أحدٌ أعلم بسنةٍ ماضيةٍ من الزهري.
وقال مالك: بقي ابن شهاب وما له في الدنيا نظير.
وقال أيوب السختياني: ما رأيت أعلم منه.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عنذ أحد أهون منه عند الزهري، كأنها بمنزلة البعر.
قال الليث: كان من أسخى الناس.
وروي عن الزهري: أنه حفظ القرآن في ثمانين ليلة.
وعن الزهري قال: ما استعدت عالماً قط.
وقال الليث: كان ابن شهاب يكثر شرب العسل، ولايأكل التفاح.
وعن الزهري قال: من سره أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب.
وعنه قال: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة.
وعنه قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم.
ومناقبه وأخباره كثيرة جداً، وقد طول ذلك ابن عساكر توفي سنة أربعٍ وعشرين ومئة.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب
ابن أخي الزهري
روى عن عمه بن شهاب وعن أبيه عبد الله بن مسلم روى عنه أبو أويس وإبراهيم بن سعد والدراوردي ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ويحيى بن محمد بن هانئ ومعن بن عيسى القزاز والقعنبي سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب يقول سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري قال لا بأس به نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال محمد بن عبد الله بن أخي الزهري أحب إلي في الزهري من محمد بن إسحاق نا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن بن أخي بن شهاب فقال ليس بذاك القوي وقال مرة أخرى صالح نا عبد الرحمن قال قيل لأبي ما حال بن أخي الزهري قال ليس بقوي يكتب حديثه.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري القرشي أبو بكر
روى عن أنس بن مالك وسهل بن سعد وأبي الطفيل والسائب بن يزيد وعبد الله بن ثعلبة ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن أزهر ورأى بن عمر وروى عن أبان بن عثمان ولم يسمع منه ولا يصح حديث أبان بن عثمان في طلاق السكران روى عنه عراك بن مالك وأخوه عبد الله بن مسلم وبكير بن الأشج ومنصور بن المعتمر وعمرو بن شعيب ويحيى بن سعيد الأنصاري وصالح بن كيسان وسليمان بن ابن يزيد وعقيل والأوزاعي والزبيدي سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق عن معمر قال قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه هل تأتون بن شهاب قالوا إنا لنفعل قال فأتوه فإنه لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية منه قال معمر وإن الحسن وضرباءه لأحياء يومئذ. نا عبد الرحمن نا محمد بن عوف حدثني بن أبي أسامة الرقي نا أبي عن جعفر بن برقان عن عمرو بن ميمون عن عمر بن عبد العزيز قال ما رأيت أحداً أحسن سوقاً للحديث إذا حدث من الزهري نا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان نا عبد الرزاق انا معمر قال قال عمر بن عبد العزيز عليكم بابن شهاب هذا فإنكم لا تلقون أحداً أعلم بالسنة الماضية منه نا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت مالك بن أنس يقول حدث الزهري يوماً حديثاً فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته قال تستفهمني ما استفهمت عالماً ولا رددت على عالم قط قال فجعل عبد الرحمن بن مهدي يعجب فذيك الطوال فتلك المغازي. نا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب قال أخبرني عمى قال انا الليث بن سعد قال قال بن شهاب ما استودعت قلبي علماً فنسيه نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا يحيى بن عبد الله بن بكير قال أخبرني بن القاسم قال سمعت مالكاً يقول بقي بن شهاب وماله في الدنيا نظير نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال الزهري ويحيى بن سعيد أثبت في القاسم بن محمد من عبد الرحمن بن القاسم ومن أفلح بن حميد نا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال كان يحيى بن سعيد القطان يقول الزهري حافظ كان إذا سمع الشيء علقه. نا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحيم البرقي نا عمرو يعني بن أبي سلمة التنيسي قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول عن مكحول ما بقي على ظهرها أحد أعلم بسنة ماضية من بن شهاب الزهري نا عبد الرحمن حدثني أحمد بن عبد الرحيم البرقي نا عمرو يعني بن أبي سلمة التنيسي قال سمعت سعيد بن بشير يذكر عن قتادة أنه قال ما بقي على ظهرها إلا اثنان الزهري وآخر فظننا أنه يعني نفسه. نا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث نا أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن يعني بن مهدي عن وهيب قال سمعت أيوب يقول ما رأيت أحداً أعلم من الزهري فقال له صخر بن جويرية ولا الحسن قال ما رأيت أحد أعلم من الزهري حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن حنبل نا عبد الرزاق قال سمعت عبيد الله بن عمر يقول لما نشأت فأردت أن اطلب العلم جعلت آتي أشياخ آل عمر رضي الله عنه رجلاً رجلاً وأقول ما سمعت من سالم فكلما آتيت رجلاً منهم قال عليك بابن شهاب فإن بن شهاب كان يلزمه قال وابن شهاب حينئذ بالشام. نا عبد الرحمن حدثني أبي نا بن الطباع نا سفيان يعني بن عيينة قال سمعت عمرو بن دينار يقول ما رأيت أحداً أنص للحديث من الزهري نا عبد الرحمن نا أبي نا بن الطباع قال سمعت سفيان يقول لم يكن في الناس أحد أعلم بسنة منه يعني الزهري حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا بن الطباع نا سفيان قال قال لي أبو بكر الهذلي قد جالسنا الحسن وابن سيرين فما رأينا أحداً أعلم منه يعني الزهري نا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث نا أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق قال قال معمر ما رأيت مثل الزهري في وجهه قط. نا عبد الرحمن نا أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال أخبرني خالد يعني بن نزار عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال ما رأيت أعلم من الزهري ولقي رجالاً حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان يقول لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من بن شهاب ويحيى بن سعيد وأبي الزناد وبكير بن عبد الله بن الأشج نا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد قال أخبرني خالد بن نزار قال سمعت مالكاً يقول أول من أسند الحديث بن شهاب. نا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون قال أخبرني خالد عن سفيان قال كان الزهري أعلم أهل المدينة نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول الزهري أحب إلي من الأعمش يحتج بحديثه وأثبت أصحاب أنس الزهري نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن الزهري وعمرو بن دينار فقال الزهري أحفظ الرجلين نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قلت لإبراهيم بن موسى بن شهاب الزهري عندك فقيه فقال نعم فقيه وجعل يفخم أمره.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1