محمد المنصف باي محمد (المنصف) بن محمد (الناصر) بن محمد بن حسين الثاني: باي ترنس، ومن خيار من تولوا عرشها. ولد ونشأ بهل، وتعلم في المدرسة الصادقية، وتدرب على الرماية وركوب الخيل، وآزر الحركة الوطنية في مقاومتها للاستعمار الفرنسي. وولي في يونيه 1942 (1361هت) بعد وفاة سلفه (احمد بن علي) والحرب العامة الثانية مشتعلة فكتب إلى رئيس حكومة (فيشي) وكانت هي حكومة الجمهورية الفرنسية في ذلك العهد، ينصح باحترام السيادة التونسية وارضاء رغبات الشعب، فتوترت العلاقة بينه وبين ممثل فرنسة. ودخلت جيوش المحور (ألمانيا وايطاليا) البلاد التونسية، فشكلت بمعارك مع دول الحافاء (اميركا وانجلترا وفرنسة) قال السيد حسن حسني عبد الوهاب (في خلاصة تاريخ تونس) بعد ان ذكر احتشاد الجيوش ن الدول الخمس: (وكانت الحرب بين الفريقين سحالا، لاقي البونسيون في اثنائها ضروبا من آلام الجوع والتشرد والعراء، ودامت الحال على ذلك ستة اشهر متوالية) وقال الدكتور ثامر في كتابه (هذه تونس) ما ملخصه: (وفي تلك الظروف الحرجة استطاع محمد المنصف، بمهارة كبيرة، ان يشرف على تسير الشؤون، وقد لزم الحياد التام بين القوالت المتحاربة في بلاده، وتكونت جمعيات لاسعاف منكوبي الحرب وتطوع الشبان لمساعدة السلطات التونسية في تنظيم التموين وحفظ الامن، وتمتعت البلاد بحرية لم تعرف لها نظيرا من قبل) وانتهى الامر بانهزام دولتي المحور، من تونس، وعاد الجيش الفرنسي إلى احتلالها، فكان اول ما فعله للقضاء على الروح الوطنية الجديدة اتهام (المنصف) بموالاة (المحور) وخلعه عن العرش في 14 مايو 1943 (1362هـ) ونقله بالطائرة إلى (الاغواط) في صحراء الجزائر ثم إلى (يو) في جنوب فرنسة (سنة 1945) وطالب التونسيون بعودته اليهم، فقيل: ان الفرنسيين عرضوا عليه ان يوافق على ادخال تونس في الاتحاد الفرنسيـ فابى. واصيب بشلل في المخ، من رداءة الجو، وتوفي في منفاه، ونقل جثمانه إلى تونس. فدفن بمقبرة الزلاج عملا بوصية منه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 84