التصنيفات

منكلي بغا الأمير سيف الدين الفخري الناصري.
كان في جملة أمراء دمشق، ولما توجه العساكر الى مصر في نوبة السلطان أحمد، توجه هو صحبة الفخري، وأقام في القاهرة، ثم جعل أمير جاندار.
وكان حسن الشكل بساما، فيه خير ومروءة وتعصب لمن يخدمه.
ولم يزل على ذلك الى أن رسم له في أيام المظفر حاجي بنيابة طرابلس، فحضر إليها على البريد ووصل الى دمشق في ثاني عشري المحرم سنة ثمان وأربعين وسبع مئة، وحضر معه الأمير شجاع الدين أغرلو، ليقره في النيابة ويعود، فأقام بها نائبا الى أن جرى للأمير سيف الدين يلبغا ما جرى من هروبه وإمساكه، على ما يأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى، فطلب منكلي بغا الفخري الى مصر، وجاء في طلبه الأمير سيف الدين طشبغا الجمدار، ووصل الى دمشق وتوجه منها الى القاهرة في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وسبع مئة، وأقام بمصر، من أكبر أمراء المشور، وزادت عظمته لما أمسك الأمير سيف الدين منجك الوزير، لأنه هو الذي عضد الأمير علاء الدين مغلطاي أمير آخور على إمساك الوزير.
ولم يزل في زيادة عظمة الى أن خلع الملك الناصر حسن وتولى الملك الصالح صالح، فأمسك منكلي بغا المذكور في ثاني شهر رجب من السنة المذكورة.
ولم يزل في الاعتقال بالإسكندرية الى أن وصل الخبر الى دمشق بوفاته في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة. ووجدت له أموال عظيمة.

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 453