الشيخ المهدي السعدي محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن زيدان الحسني، ابو عبد الله، المعروف بالشيخ والملقب بسلطان المهدي: ثالث سلاطين الدولة السعدية بالسوس ومراكش. كان مع ابيه (القائم بامر اله) في بدء ظهوره بدرعة والسوس، وآل الامر إلى اخيه (احد الاعرج) فاستوزره، فكانت كلمتهما واحدة مدة 23 عاما، ثم فرقت الوشايات بينهما، فقام محمد (صاحب الترجمة) بخلع اخيه أحمد والقبض عليه وعلى اولاده (سنة 946هـ) في السوس، واجتمعت الكلمة عيله، فباشر الجهاد في الثغور، فافتتح حصن (فونتي) و (آسفي) واختط مرسي (اغادير) بالسوس الاقصى (سنة 947) وكانت مراكش قد توقفت عن الدخول في دعوته بعد اخيه، فبايعته سنة 951 فنتقل اليها واستولى عليها. وطمح للاستيلاء على بقية المغرب والقضاء على الوطاسيين (اصحاب فاس واطرافها) فافتتح مكناسة الزيتون واقام على حصار فاس زمنا إلى ان فتحها سنة 956 فقبض على اكثر من بها من الوطاسين وارسلهم مصفدين إلى مراكش. وقاتل الترك في تلمسان وكانوا قد استولوا عليه، فاخذها منهم، ثم امتنعوا عليه بها. وكانت قد بقيت بفاس طائفة من الترك الذين احضرهم ابو حسون الوطاسي، فجعلهم الشيخ جندا على حدة وسماهم (اليكشارية) وجاءه رسول من قبل السلطان سليمان العثملني يهنئه بالملك و (يلتمس منه الدعاء له على منابر العغرب وان يكتب اسمه على سكته كما كان ابو حسون الوطاسي يقعل) فابى وغضب واعاد الرسول بلا جواب، فارسل السلطان سليمان اشخاصا اتصوا بكبير (اليكشارية) وتربصوا بالسلطان حت قتلوه غيلة في جبل درن بموضع يقال له (آكاكال) بظاهر (تارودانت) وقلت جثته إلى مراكش فدفنت بها في (روضة السعديين) وكان من عظماء الرجال، مهيبا، غزير العلم، تفقه في صغره وعني بالتفسير فكتب شيئا فيه، وحفظ صحيح البخاري ويوان المتنبي، ومن كلامه: (ينبغي للملك ان يكون طويل الامل، فان طول الامل وان كان لايحسن من غيره فهو منه صالح لان الرعية تصلح بطول امله).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 58